يعد الحصول على نوم جيد أحد دعائم الحفاظ على صحة الجسم ولا تقل أهميته عن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، إلا أن الحياة العصرية وازدحام الجدول اليومي بات عائقًا أمام حصولنا على نوم كافٍ، لذا ينبغي إعادة ترتيب أولوياتنا، حيث أن فوائد النوم الجيد ليلًا تتعدى مجرد الراحة البدنية، فالجسم أثناء النوم يقوم بالعديد من العمليات الحيوية، ويساهم في حفظ المعلومات، وتقوية المناعة، علاوة على أن النوم يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. [1] [2] [3]
سنناقش في هذه السطور أبرز فوائد النوم ليلًا، وأهميته للحفاظ على صحتنا، وما هو القدر الكافي من النوم لكل مرحلة عمرية.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
فوائد النوم
نذكر فيما يلي 9 من أهم فوائد النوم:
تحسين الحالة المزاجية
يعمل النوم على تجديد نشاط الجسم وهو ما يؤثر إيجابيًا على الحالة المزاجية، في المقابل فإن قلة النوم تعكر صفو المزاج، بل وقد يزيد الأرق المزمن من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب نتيجة حدوث تغيرات إدراكية وعصبية وضعف الاستقرار العاطفي. [2] [3]
تقليل التوتر
تتضمن فوائد النوم أيضًا الحد من التوتر والمساعدة على الاسترخاء، فقلة النوم تزيد من إفراز هرمونات التوتر والتي بدورها تسبب صعوبة النوم، وكلاهما يؤثر على صحة القلب ومستوى الكوليسترول. [4]
الحفاظ على صحة القلب
يعد من أهم فوائد النوم المبكر مدة لا تقل عن 7 ساعات هو تعزيز صحة القلب، حيث يتيح للقلب فرصة للراحة فيتباطأ معدل ضرباته وينخفض ضغط الدم. [3]
جدير بالذكر أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وقد أشارت دراسة نشرت في مجلة طب النوم السريري عام 2015 أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات في الليل أكثر عرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 61% مقارنة بالأشخاص الذين ينامون 7 ساعات ليلًا. [1]
اقرأ أيضًا: علاقة النوم والضغط المرتفع
تنظيم مستوى السكر في الدم
تتمثل فوائد النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا في المساعدة على تنظيم عملية التمثيل الغذائي ونسبة السكر في الدم، إذ أن مستوى السكر في الدم ينخفض في مراحل النوم العميق، لذلك فإن الحصول على قدر كافٍ من النوم ينظم نسبة السكر ويقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2. [5] [6]
وقد أشار تحليل شمولي نشر في مجلة مراجعات طب النوم عام 2016 ضمَّ 36 دراسة أجريت على مليون شخص، أن النوم أقل من 5 أو 6 ساعات زاد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 48% و18% على التوالي. [1]
تقوية المناعة
تشمل فوائد النوم والاستيقاظ مبكرًا تعزيز أداء الجهاز المناعي حيث يعطي النوم فرصة للجسم للإصلاح والتعافي وتقوية المناعة. [2]
وقد أوضحت دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة النوم، أن المشاركين الذين ناموا أقل من 5 ساعات أو بين 5 إلى 6 ساعات فقط كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد بمقدار 4.5 و4.24 ضعفًا على التوالي مقارنة بمن ناموا أكثر من 7 ساعات. [1]
تقوية الذاكرة وتحسين الوظائف الإدراكية
يتيح النوم الجيد للمخ فرصة لتقوية الروابط العصبية وتخزين المعلومات التي تلقاها الشخص خلال اليوم وتكوين الذكريات، علاوة على ذلك يحسن النوم من القدرة على التعلم وسهولة التذكر واستدعاء المعلومات التي سبق تخزينها. [5] [7]
كذلك تظهر أهمية النوم الجيد في زيادة التركيز والانتباه، وتعزيز القدرة على التفكير بوضوح، وحل المشاكل واتخاذ قرارات صائبة. [3]
تحسين الأداء الرياضي
يعد الحصول على قدر كافٍ من النوم من أهم العوامل التي تساعد الرياضيين على تحسين أدائهم وإعطاء فرصة للجسم للتعافي، كما تتضمن فوائد النوم للرياضيين ما يلي: [1] [2] [3] [6]
- بناء العضلات.
- زيادة قدرة التحمل.
- زيادة السرعة.
- تحسين الأداء الذهني والتركيز.
- سرعة ردة الفعل ودقته.
- تعزيز الدافع والحماس لممارسة الرياضة، وزيادة طاقة الجسم.
- قلة التعرض للإصابة.
اقرأ أيضًا: ما أسباب قلة النوم عند النساء والرجال؟
الحفاظ على وزن صحي
يساهم الحصول على قسط كافٍ من النوم في الحفاظ على الوزن وتجنب زيادته؛ نظرًا لأن قلة النوم قد تؤدي إلى حدوث اختلال في بعض هرمونات الجسم مثل الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع، وهي: [7]
- هرمون اللبتين: هو هرمون يعمل على تثبيط الشهية.
- هرمون الجريلين: يثير هذا الهرمون الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام.
تؤدي قلة النوم إلى انخفاض هرمون اللبتين وارتفاع الجريلين، فيشعر الشخص برغبة في تناول الطعام خاصة المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية والوجبات السريعة، بل ومع التعب والإرهاق الناجم عن قلة النوم ينخفض الدافع لممارسة الرياضة وهو ما يزيد الأمر سوءًا، ويرتفع خطر الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع 2. [1] [7]
تقليل الالتهاب
تكمن فوائد النوم الجيد كذلك في تقليل الالتهاب في الجسم، فعندما لا ينام الشخص جيدًا أو يعاني من اضطراب النوم قد ترتفع لديه مستوى البروتينات الالتهابية مثل الإنترلوكين 6 وبروتين سي التفاعلي. [1] [2]
قد يؤدي الالتهاب المزمن بمرور الوقت إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: [1] [4] [5]
- الشيخوخة المبكرة.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- السمنة.
- التهاب المفاصل.
- الخرف أو الألزهايمر.
- القرح.
- داء السكري من النوع 2.
- الاكتئاب.
- أنواع من السرطانات.
اقرأ أيضًا: 6 أشياء تساعد على النوم
ما هي عدد ساعات النوم الصحي؟
تختلف عدد ساعات النوم الكافية التي تضمن الحصول على فوائد النوم باختلاف المرحلة العمرية، ونوضح في الجدول التالي عدد ساعات النوم اللازمة لكل مرحلة عمرية: [2]
الفئة العمرية | عدد ساعات النوم اللازمة |
حديثي الولادة منذ الولادة إلى عمر 3 أشهر | 14 إلى 17 ساعة |
الرضع من عمر 4 إلى 12 شهرًا | 12 إلى 16 ساعة |
الأطفال من عمر سنة إلى سنتين | 11 إلى 14 ساعة |
الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات | 10 إلى 13 ساعة |
الأطفال من عمر 6 إلى 12 عامًا | 9 إلى 12 ساعة |
المراهقين من عمر 13 إلى 18 عامًا | 8 إلى 10 ساعات |
البالغين من عمر 18 إلى 60 عامًا | 7 ساعات أو أكثر |
الكبار من عمر 61 إلى 64 عامًا | 7 إلى 9 ساعات |
الكبار من عمر 65 فأكثر | 7 إلى 8 ساعات |
جدير بالذكر أن النوم الصحي والحصول على فوائد النوم لا يقتصر على عدد ساعات النوم، بل يتضمن أيضًا مدى جودة النوم الذي يحصل عليها الشخص، فالاستيقاظ منتصف الليل والشعور بالإرهاق في اليوم التالي رغم النوم عدد كافٍ من الساعات كلها علامات تشير إلى ضعف جودة النوم. [2]
اقرأ أيضًا: كيف تعرف أنّك تحصل على نوم جيّد النوعية؟
نصيحة الطبي
إن الحصول على قدر كاف من النوم الجيد هو المفتاح لتحسين الصحة العامة، وتقوية المناعة، وتعزيز الذاكرة، فضلًا عن الوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على وزن صحي؛ لذلك يوصى باتباع عادات النوم الصحية، وتجنب السهر أو عدم انتظام مواعيد النوم فهي عوامل تضر بصحة الإنسان النفسية والبدنية.