اجتهد العديد من الباحثين والمفكرين على مر الزمن في تعريف مصطلح الإجهاد أو التوتر، سواء أكان بدني، أو عقلي، أو عاطفي. ولعل أحد أكثر التعاريف انتشاراً له هو وصفه على أنه حالة من شعور الشخص بأن المتطلبات المفروض عليه إنجازها تفوق إمكانياته كشخص أو كمجتمع يعيش فيه مما يجعله يعيش بحالة من الخوف.
الإجهاد هو جزء طبيعي من حياة أي شخص، إما أن يكون أن محفزاً لك لكي تنجح في الامتحان، أو تحصل على الترقية في العمل، أو ترتبط بالشريك المناسب، أو تركض لمسافة أطول، أو تخسر تلك الكيلوغرامات من وزنك، أو تشتري تلك السيارة الجديدة، وغيرها من أهدافنا المنتظرة. ويمكن أن يتحول هذا التوتر في حال فقدان القدرة على التحكم به إلى عائق يحول بينك وبين كل أنجاز قد تكون قادراً على تحقيقه ويبعدك عن أهلك، وأصدقائك، والمجتمع الداعم لك وهذه هي الفكرة الشائعة لتعريف الإجهاد.
يعد أكثر أنواع الإجهاد أو التوتر انتشاراً، حيث يحدث لفترة قصيرة من الزمن نتيجة ضغوط الأحداث الأخيرة أو متطلبات المستقبل القريب، مثل مشكلة حدثت مؤخراً أو تحديد موعد نهائي لإنجاز مهمة معينة. ويزول هذا التوتر بمجرد حل هذه المشكلة أو إنجاز هذه المهمة.
من الأعراض المصاحبة لهذا النوع:
لا يسبب هذه ضرراً بحجم التوتر المزمن، ولكن حدوث حالات متكررة من التوتر الحاد على مدى فترة طويلة من الزمن تؤدي الى تحوله الى توتر مزمن وضار.
قد يعاني الشخص في الحياة اليومية من العديد من مسببات التوتر، مثل وجود العديد من المهام والالتزامات وعدم القدرة على تنظيمها، مما يجعله سرير الانفعال وغير قادر على ضبط غضبه بشكل مستمر.
يؤدي هذا النوع من الإجهاد الى ارتفاع ضغط الدم وحدوث مشاكل بالقلب.
يعتبر أكثر أنواع التوتر ضراراً لصاحبه، ويحدث بسبب ظرف دائم وليس مفاجئ مثل الفقر، أو الزواج التعيس، أو المرض المزمن، أو حدوث صدمة في عمر مبكر، حيث يشعر الشخص المصاب به بعدم وجود أمل للتخلص من هذا التوتر وعدم وجود حل له وبالتالي يبدأ بالتعود عليه، على عكس التوتر الحاد. وتزيد احتمالية اصابة الشخص بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو أعمال العنف ، أو الانهيار التام الذي قد يؤدي الى الانتحار.
أشارت الدراسات إلى أن طبيعة استجابة الجسم للمحفزات الجيدة أو السيئة متشابه جداً، لكنه أكثر حدة في حالة المحفزات السيئة. وتعبر طريقة الاستجابة لهذا التوتر بشكل جيد عن طريقة تقبل الشكل لهذا الحدث وآلية تكيفه معه بغض النظر عن طبيعته.
بشكل عام هناك ثلاثة مراحل لمتلازمة الإجهاد العام، هي:
تختلف الأسباب المؤدية للتوتر من شخص لأخر حسب الأولويات في الحياة، وفيما يلي أهم الأسباب المؤدية للتوتر والإجهاد: كأن يجبر الشخص على عمل لا يحبه أو يناسب طبيعته، أو أن تكون ضغوطات العمل أكبر من اللازم وتجبره على العمل يومياً لساعات طويلة، أو عدم وجود توافق بينه وبين زملائه في العمل أو المدير أو عدم وجود ما يعرف بالأمان الوظيفي حيث يعاني الشخص من خوف مستمر بخسارته وظيفته ومصدر رزقه في أي وقت، وما يصاحب ذلك من مشاكل مالية مثل عدم كفاية الأجر لتغطية مستلزمات الحياة، وارتفاع الضرائب، ارتفاع تكلفة التأمين الصحي، أو الخوف من التقاعد وتبعاته. كخوف الأبناء من عدم تحقيق رغبات الأهل وطموحاتهم المبنية عليهم، مما يجعل الأبناء يعيشون في سلسلة من المخاوف غير المنتهية تمنعهم من اتخاذ أبسط القرارات وتحطم ثقتهم بأنفسهم. ويمكن أن تتكون المشاكل من خوف الوالدين على أبنائهم في شتى مراحل الحياة كالخوف عليهم من المرض أو الفشل الدراسي، من صداقتهم مع أشخاص معينين أو من مواجهة خيبات الأمل، ويعتبر هذا التوتر مرضياً إذا زاد عن حده الطبيعي بصورة تجعل الوالدين يهملان أي شيء آخر في الحياة سوى أبنائهم. كما تعد المشاكل مع شريك الحياة من أهم أسباب التوتر حيث يجب أن يكون كل منهما بالنسبة للآخر مصدر أمن وتشجيع ومساندة لا العكس. فحدوث مشاكل كالتعنيف، أو الطلاق، أو الاختلاف على حضانة الأطفال تجعل كافة أفراد الأسرة يشعرون بكم كبير من التوتر وعدم الاستقرار. تعد المشاكل الصحية من أهم أسباب التوتر للشخص نفسه ولمحيطه، مثل الإصابة بأمراض حادة أو مزمنة ( مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والجلطة، والسرطان، والتهاب المفاصل، وأزمة الربو، والإكتئاب، وغيرها) و تؤدي إلى حدوث تغيرات جذرية في حياة المريض سواء من تغير في طبيعة أكله أو الحد من نشاطاته اليومية وغيرها من الأمور، حيث يشعر الشخص المريض المحبط فجأة أن هناك الكثير من الأمور تتحكم في مسار يومه الطبيعي على عكس الشخص المتفائل المتزن الذي يؤمن أنه هو المسيطر على زمام الأمور في كل تفاصيل حياته وهو القادر على اعادة التكيف والتغير لأسلوب يحافظ به على صحته. إضافة إلى توتر الأشخاص المحيطين بالشخص المريض أو المصاب من عائلة وأصدقاء وتفكريهم الدائم في حمايته، وتوفير سبل الراحة له، وتقديم الخدمة الصحية له، والمتابعة المستمرة لحالته مع المختصين كل هذا يمن أن يكون مصدر توتر مستمر خصوصاً عند عدم تخلي الطرفين بالصبر والإيمان بالقضاء والقدر. ايضاً فإن بعض الممارسات اليومية تعد من محفزات القلق والتوتر، مثل قلة النوم، الإسراف في شرب المنبهات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، والمأكولات الجاهزة، والسكر المكرر، وسوء التغذية بشكل عام. وتناول بعض الأدوية. مثل تغير العمل أو المنصب الذي يرأسه وتغير المهمات المطلوبة أو خسارة العمل، أو الإنتقال إلى بلد أو مسكن جديد أو مدرسة جديدة، أو الزواج أو الطلاق، أو إنجاب الأطفال، أو خسارة شخص عزيز، وغيرها من التغيرات الجذرية التي تجعل الشخص في حالة من التأهب لاستقبال الظروف الجديدة والتكيف معها.ضغوطات العمل
المشاكل العائلية
المشاكل الصحية
التغيير
تشمل الأعراض الجسدية للإجهاد: ويمكن أن تشمل ردود الفعل العاطفية: ويمكن أن يشمل تغيير السلوكيات:
هناك العديد من الطرق والاستراتيجيات المتبعة لتمكين الفرد المجهد من التعامل مع المواقف الجديدة والحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، ومنها: عند وجود العديد من المهام والنشاطات الشخصية والعائلية، قد لا تتمكن من إنجازها كلها في وقت قصير، لذلك ينصح بتحديد الأولويات وقول "لا" لبعض الأمور غير الضرورية أو التي تحتمل التأجيل. التصرف بشكل أكثر مرونة مع من حولك من العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل، للتقليل من حدة الجدال الذي يزيد التوتر ويعقد المشاكل. خصص بعض الوقت لنفسك يومياً لتنظيم قائمة المهام الخاصة بك (بالإنجليزية: To Do List) وترتيبها حسب الأهمية، واعتمد على فكرة إنجاز عمل واحد في وقت واحد وبمجرد انتهائه انتقل للعمل الذي يليه، حتى تستطيع انجازً أكبر قدر منها في نهاية يومك مما يزيد من ثقتك بنفسك ويمنحك شعوراً بالراحة. تعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 20-30 دقيقة يومياً من الوسائل الشائعة لتخفيف التوتر، كما يمكن ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء واليوغا لمدة 10-20 دقيقة، التي تمنحك فرصة للاسترخاء ومحاولة التفكير في الأشياء الجيدة والمطمئنة. ينصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، حتى يساعد على الحفاظ على سلامة الجهاز المناعي. لكل شخص طريقته الخاصة للتهدئة والاسترخاء مثل قراءة كتاب، أو المشي، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو قضاء بعض الوقت مع صديق أو حيوان أليف. لذلك الجأ إلى طريقتك الخاصة وابتعد عن مصدر التوتر. يساعد التحدث مع أحد أفراد العائلة والأصدقاء أو مع أحد المتخصصين، على تفريغ المشاعر، وتحجيم المشكلة، ومحاولة إيجاد حل لها، إضافة إلى أن الاستماع إلى قصص ومشاكل الآخرين يطمئن الشخص الى أن التوتر هو أمر طبيعي لدى الجميع.كن أكثر واقعية
كن أكثر مرونة
حدد أولوياتك ونظم وقتك
مارس الرياضة وتمارين التأمل والاسترخاء
احرص على التغذية السليمة
ابحث عن سبل الراحة
حاول التحدث ومشاركة مشاعرك
George M. Slavich, Life Stress and Health: A Review of Conceptual Issues and Recent Findings. Retrieved on the 26th of June, 2019. From: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5066570/ the american institute of stress, What is Stress? Retrieved on the 27th of June, 2019, from: https://www.stress.org/daily-life Mental Health America, Stress: Coping with Everyday Problems. Retrieved on the 27th of June, 2019, from: https://www.mentalhealthamerica.net/conditions/stress-coping-everyday-problems WebMed, Causes of Stress. Retrieved on the 26th of June, 2019, from: https://www.webmd.com/balance/guide/causes-of-stress#1 Christian Nordqvist, Why stress happens and how to manage it. Retrieved on the 27th of June, 2019, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/145855.php Cleveland Clinic, Stress: Coping With Life's Stressors. Retrieved on the 27th of June, 2019, from: https://my.clevelandclinic.org/health/articles/6392-stress-coping-with-lifes-stressors
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.