أخبار الطبي-عمّان
لا شك أن الطب الشعبي قدّم لنا العديد من الحلول للمشاكل الصحية المختلفة، وأحياناً إتباع نصائح الأمهات والجدّات مفيد للغاية للتخلص من بعض الحالات الصحية البسيطة فهم يقدمون لنا خلاصة تجربة وخبرة طويلة قد تكون قاعدة وأساس للعديد من الأبحاث في وقتنا الحاضر.
لكن بالنظر إلى الجانب الآخر، فالطب الشعبي وبعض الممارسات التي يدفعها إلينا الجيل الأكبر مليئة بالخرافات التي قد تنقسم إلى قسمين، قسم لا ينفع ولا يضر، وقسم آخر يضر ولا ينفع، ولذلك وجب علينا التحري وصياغة بعض الممارسات والأقوال الطبية الشائعة بين الناس منذ الأزل بطريقة علمية صحيحة تضع القارىء أمام المعلومة الصحيحة وتفسيرها الصحيح الدقيق، ومثال على ذلك ما نُشر على موقع الطبي قبل عام حول خرافة تكسير الشاي لحديد الدم.
واستكمالاً لهذه المسيرة في توضيح صحة أو خطأ ما يتداوله الناس لعلاج الأمور البسيطة نُسلط الضوء اليوم على علاج شعبي توصي به الأمهات والجدات للمصابين بحرقة المعدة (هي شعور بألم في منطقة الصدر و/أو الحلق بأثر ارتداد الأحماض والعصارة الهضمية من المعدة الى المريء). وهذا العلاج هو: كوب من الحليب.
ولتفنيد هذه الممارسة الشعبية وبيان صحتها أو خطأها علينا توضيح أمرين: أسباب حموضة وحرقة المعدة، ومكونات الحليب.
بداية أسباب حموضة وحرقة المعدة كثيرة:
● كالإصابة بالإرتداد المعدي المريئي (داء الجزر المعدي المريئي) وهو عبارة عن ارتداد عصارة المعدة للمري.
● تناول أنواع معينة من الاطعمة و الأشرية مثل الكحول، القهوة و المنبهات والاطعمة اللاذعة والحارقة بكثرة .
● تناول وجبات طعام كبيرة دفعة واحدة .
● الإستلقاء المباشر بعد الوجبات الغذائية الكبيرة .
● السمنة أو الحمل وغيرها.
●تناول الأطعمة الدهنية بكثرة.( الذي يهمنا في موضوع اختيار الحليب كعلاج).
فكثير من الناس يشعرون بإعياء في بطونهم يصاحبه شعور الحرقة والحموضة بعد تناول الوجبات الدسمة الغنية بالدهون وهذا أمر طبيعي حيث أنّ آلية حدوث الحموضة تبدأ عند ابتلاع الطعام، وبمجرد وصوله الى المعدة، حيث تنتج خلايا الغشاء المخاطي للمعدة مادة يطلق عليها "بيبسينوجين" تتحول الى "بيبسين" عن طريق حامض الهيدروكلوريك الذي يفرز في المعدة. ويبدأ "البيبسين" في هضم البروتين داخل المعدة وتساعد الأحماض المفرزة على هضم كمية كبيرة من الدهون.
وكلما كانت الوجبة غنية بالدهون والبروتينات (كوجبة المنسف مثلاً) كلما كانت كمية الأحماض التي تفرزها المعدة أكثر.
أما بخصوص مكونات الحليب فهي المواد الضرورية للنمو، وخاصة الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والعناصر والأملاح غير العضوية والفيتامينات.
ومن هنا يأتي تفنيد هذه الخرافة الشعبية فإن كان الحليب بقوامه السائل اللطيف يمنح شعوراً بالإرتياح عند تناوله فإن هذا الشعور مؤقت فقط ولن يخفف من الأعراض إلا لوقت قصير جداً، فعند وصول الحليب إلى المعدة لن تقوم المعدة بالتعامل معه إلا كمادة تحتوي الدهون والبروتينات التي تعطي المعدة سبب كافي وجيد لإفراز المزيد من الأحماض الهاضمة التي ستجعل حرقة المعدة التي تعاني منها أسوأ.
يمكن استبدال هذه الممارسة التي توضح أنها خاطئة طبياً بما يلي:
● شرب كميات كافية من الماء.
● رفع الرأس على الوسادة وعدم الإستلقاء جانباً عند الشعور بالحرقة.
● تجنب التدخين لأنه سيزيد الأمر سوءاً.
● تناول بعض العلاجات أو الادوية المخففة لحموضة المعدة مثل مضادات الحموضة، محصرات مستقبلات الهيستامين-2 (H-2 Blockers) مثل (Ranitidin) رانيتيدين. ومثبطات مضخات البروتون (Proton Pump Inhibitors) مثل (Omeprazole) اومبرازول. تحت اشراف الطبيب ووفق تعليماته.
اقرا ايضا:
المصدر: