السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية؛ فهي تزيد من خطر الإصابة بأكثر من 20 مرضًا مختلفًا، مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، والتأثير لا يتوقف عند الصحة الجسدية فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية، فالأشخاص الذين يعانون من السمنة غالبًا ما يشعرون بالحرج، وربما يعانون من الاكتئاب. [1]
سنتحدث في هذا المقال حول أهم 10 أمراض تسببها السمنة.
محتويات المقال
1. السكري النوع الثاني
ترتفع فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، فالذين يعانون من الوزن الزائد هم 3-7 مرات أكثر عُرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني! [2] وتخيل أنّه إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 فأكثر؛ فإنّ الشخص 20 مرة أكثر عُرضة للإصابة السكري!
ربما لأنّ زيادة الوزن وقلة النشاط البدني ترتبطان بحالة "مقاومة الإنسولين"، حيث تقل استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين المسؤول عن تنظيم سكر الدم، فيتراكم السكر في الدم، فتزيد فرصة الإصابة بالسكري. [2]
صحيح أنّ السُمنة كلها مُضرة، ولكن أكثرها ضررًا التي تتركز في البطن! حيث نلاحظ أنّ مقاومة الإنسولين أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم شكل جسم "تفاحة"، حيث يتركز الوزن الزائد حول منطقة البطن، أما الأشخاص الذين لديهم شكل جسم "كمثرى"، حيث يتوزع الوزن الزائد في منطقة الوركين والفخذين، فيكونون أقل عرضة للإصابة بمقاومة الإنسولين. [2]
الخبر الجيد هو أن خسارة 5-7% من الوزن قد تُساعد على الوقاية من الإصابة بالسكري إلى درجة كبيرة، أو تأخيره، أو التحكم به بشكل أفضل في حال الإصابة به. [3]
2. ارتفاع ضغط الدم
ينتشر مرض الضغط المرتفع بين المُصابين بالسمنة؛ لأن القلب لديهم يحتاج إلى بذل جهد أكبر لضخ الدم إلى جميع خلايا الجسم (فلديهم خلايا دهنية زائدةٍ)، بالإضافة إلى ذلك، فإن تراكم الدهون الزائدة قد يلحق الضرر بالكلى التي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم ضغط الدم. [3]
هذا الإجهاد الزائد على القلب قد يؤدي إلى تصلب الشرايين، وزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والكلى. [3]
3. أمراض القلب والسكتة الدماغية
يُعد الأشخاص المصابون بالسُمنة أكثر عُرضة للمعاناة من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك لأنّه: [4]
- تزيد السمنة فرصة الإصابة بالمشكلات الصحية التي تُسبب أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والسكري؛ فقد يسبب ارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال تهيّج اللويحات المتكلسة في جدران الشرايين، مما يزيد خطر تمزقها وبالتالي خطر الإصابة بالجلطات القلبية.
- تُسبب السمنة التهابات مزمنة في الجسم غير واضحة (أي أنها لا تُسبب أعراضًا)، هذه الالتهابات المزمنة مع الوقت تزيد فرصة تصلب الشرايين، مما يزيد فرصة الجلطات القلبية.
- تسبب السمنة حدوث تغيرات في بنية القلب أو قدرته على أداء وظيفته، مثل:
- الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial Fibrillation) المرتبط بزيادة تكوّن الخثرات الدموية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالجلطات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو قصور القلب، أو مشكلات القلب الأخرى.
- تزيد السمنة من تضخم عضلة القلب، والذي قد يحدث أحياناً نتيجة ارتفاع ضغط الدم وعدم التحكم به.
4. انقطاع التنفس أثناء النوم
انقطاع التنفس أثناء النوم هو مشكلة شائعة تحدث عندما يُغلق مجرى الهواء العلوي أثناء النوم، مما يؤدي إلى تنفس غير منتظم أو توقف التنفس لفترات قصيرة، وهي حالة مهددة للحياة إذا لم تُعالج، إذ يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والسكري. [5]
يمكن أن يحدث انقطاع النفس أثناء النوم لعدة أسباب، ولكن السمنة هو من أبرزها، حيث تضغط الأنسجة الدهنية المتراكمة في الرقبة على مجرى الهواء العلوي، مما يؤدي إلى تضيق المجرى، وانخفاض تدفق الهواء إلى الرئتين. [5]
5. الكبد الدهني
إن وجود كميات قليلة من الدهون في الكبد هو أمر طبيعي، لكن يتطور الكبد الدهني عندما تتراكم هذه الدهون بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى أضرار خطيرة مثل تليف الكبد، أو تشمع الكبد، أو حتى فشل الكبد، ويشمل الكبد الدهني نوعين: مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD) المرتبط بفرط استهلاك الكحول، والكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) المرتبطة بالسمنة وعوامل أخرى لا علاقة لها بالكحول. [6]
يرتبط تراكم الدهون في الكبد ارتباطًا وثيقًا بمقاومة الإنسولين، وهي حالة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة كما ذكرنا، وقد أثبتت الدراسات أن مؤشر كتلة الجسم يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى تلف الكبد؛ فكلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زاد تلف الكبد. [6]
من المتوقع أن تصبح أمراض الكبد المرتبطة بالسمنة السبب الرئيسي لفشل الكبد والحاجة إلى زراعة الكبد في المستقبل القريب، مما يجعل الوقاية من السمنة وعلاجها أولوية صحية عامة للحفاظ على صحة الكبد وتقليل المخاطر. [6]
6. أمراض المرارة
زيادة الوزن والسمنة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض المرارة، مثل حصوات المرارة. تتكون حصوات المرارة عندما تحتوي العصارة الصفراء، وهي العصارة المسؤولة عن هضم الدهون، على كميات زائدة من الكوليسترول أو البيليروبين، والأشخاص الذين يعانون من السمنة غالبًا ما يكون لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول في الصفراء، مما يزيد من احتمالية تكوين الحصوات. [7]
يمكن أن يساعد فقدان الوزن بشكل تدريجي في الوقاية من حصوات المرارة، ولكن من المهم الانتباه إلى أنه قد يتعرض الشخص لحصوات المرارة أيضًا في حال فقدان وزنه بشكل سريع، أو فقدان كمية كبيرة من الوزن. [7]
7. بعض أنواع السرطان
توجد العديد من السرطانات المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة، ومنها: [8]
- سرطان بطانة الرحم.
- سرطان الثدي، خاصةً بعد انقطاع الطمث.
- سرطان المريء.
- سرطان المعدة.
- سرطان الكبد والكلى.
- ورم السحايا.
- الورم النقوي المتعدد.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان القولون والمستقيم.
- سرطان المرارة.
- سرطان الغدة الدرقية.
- سرطان المبايض.
وهناك عدة نظريات محتملة حول الرابط بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، ومنها: [8]
- زيادة إنتاج هرمون الإستروجين:
تُنتج الأنسجة الدهنية كميات زائدة من هرمون الإستروجين، وقد ارتبطت المستويات العالية من هذا الهرمون بزيادة خطر الإصابة بـ:
-
- سرطان الثدي.
- سرطان بطانة الرحم.
- سرطان المبيض.
- بعض أنواع السرطان الأخرى.
- ارتفاع مستويات الإنسولين وعوامل النمو:
الأشخاص الذين يعانون من السمنة غالبًا ما تكون لديهم مستويات مرتفعة من الإنسولين وعامل النمو الشبيه بالإنسولين (IGF-1)، والتي قد تعزز نمو الخلايا غير الطبيعي.
- الالتهابات المزمنة:
السمنة تسبب حالات التهابية مزمنة مثل حصوات المرارة أو الكبد الدهني، وهذه الحالات تنتج جزيئات ضارة تؤدي إلى تلف الحِمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- تأثيرات الخلايا الدهنية:
تُفرز الخلايا الدهنية هرمونات، مثل "اللبتين"، الذي يمكن أن يشجع نمو الخلايا بشكل غير طبيعي. في المقابل، يمكن أن تقلل من إنتاج هرمونات أخرى تثبّط نمو الأورام.
- ضعف المناعة:
قد تؤثر السمنة في كفاءة الجهاز المناعي في مكافحة الخلايا السرطانية.
8. التهاب المفاصل
خشونة المفاصل أو الفصال العظمي (Osteoarthritis) هو مشكلة مزمنة تسبب ألمًا وتورمًا وتيبسًا في المفاصل، مما يؤدي إلى إعاقة القدرة على الحركة بشكل طبيعيّ، وتُعد السمنة من أبرز عوامل الخطر للإصابة به، خاصة في الركبتين، والوركين، والكاحلين، وذلك بسبب الحمل الثقيل الذي تُسببه على هذه المفاصل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة في الجسم إلى ارتفاع مستويات مواد التهابية قد تزيد من احتمالية تطور التهاب المفاصل. [3]
يمكن أن يخفف فقدان الوزن من الضغط على الركبتين والوركين، وبالتالي يحسّن من أعراض التهاب المفاصل. كما وجد أن التمارين الرياضية لم تمنع زيادة الوزن فقط، بل تساعد أيضًا في تخفيف الألم وزيادة مرونة المفاصل، مما يُحسن جودة الحياة بشكل عام. [3]
9. النقرس
النقرس (Gout) مرض يصيب المفاصل أيضًا، ويحدث عند ارتفاع نسبة حِمض اليوريك في الدم، والذي قد يتراكم على شكل بلورات في المفاصل، مسببًا نوبات من الألم والانتفاخ فيها. [9]
عادةً يتخلص الجسم من حمض اليوريك عن طريق الكلى، لكن زيادة الوزن تؤثر في كفاءة الكلى في القيام بهذه المهمة، لذا فإنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة معرضون للإصابة بالنقرس بشكل أكبر، وقد يظهر لديهم المرض في سن أبكر مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي. [9]
ليس الوزن وحده ما يحدد خطر الإصابة بالنقرس، بل مكان تراكم الدهون يلعب دورًا كبيرًا، الدهون الموجودة حول البطن، حتى لو لم يكن الشخص يعاني من السمنة، قد تزيد من خطر النقرس لأنها تفرز مواد التهابية أكثر من الدهون المتراكمة في مناطق أخرى. [9]
ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن مناسب يمكن أن يساهمان في خفض حمض اليوريك في الدم، ويحدان من نوبات النقرس. [9]
10. المشاكل الجنسية وضعف الخصوبة
قد يؤثر ضعف احترام الذات وصورة الجسم في النشاط الجنسي العام لكل من الرجل والمرأة، فقد يشعر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بأنهم غير لائقين جنسيًا، وغير جذابين، وغير مرغوب فيهم، مما يجعلهم يتجنبون العلاقات الجنسية. [3]
كما يعانون عادةً من بعض الاستياء الجنسي أو الصعوبات الجنسية المتعلقة بوزنهم. فعلى سبيل المثال، ثبت أن السمنة يمكن أن تقلل من الرضا الجنسي، وتسبب ضعف الانتصاب عند الرجال. أما العلاقة بين السمنة والخلل الجنسي للإناث، فإن السمنة قد تؤدي إلى تقليل الرغبات الجنسية لدى النساء. [3]
بالنسبة للخصوبة، تزيد السمنة من خطر الإصابة بالعقم. عند الرجال، إذ ترتبط السمنة بانخفاض عدد وجودة الحيوانات المنوية، مما يجعل الحمل أصعب. أما عند النساء، فالسمنة قد تُسبب اضطراب الدورة الشهرية ومشكلات في التبويض، مما يقلل من فرص الحمل. [3]
اقرأ أيضاً: هل السمنة وراثية؟
الوقاية من السمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها
يتساءل الكثير من الأشخاص عن الخطوات اللازمة للوقاية من زيادة الوزن والمشكلات الصحية المتعلقة بها، وتتضمن ما يأتي: [11]
- الالتزام:
من المهم جداً الالتزام والتمسك بخطة الوزن الصحي بقدر الإمكان خلال الأسبوع، وفي عطلات نهاية الأسبوع، وأثناء الإجازات والعطلات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
وذلك يتضمن الأنشطة البدنية متوسطة الشدة مثل المشي السريع والسباحة، ويجب أن تستغرق تلك الأنشطة لمدة 150 على الأقل في الأسبوع للوقاية من زيادة الوزن.
- اتباع نظام غذائي صحي:
من المهم الحرص على اختيار الأطعمة التي تعزز الحفاظ على وزن صحي وصحة جيدة أغلب الوقت، وبالتالي يجب التركيز على تناول الأطعمة منخفضة السعرات وعالية القيمة الغذائية، على سبيل المثال الفاكهة، والخضروات، والحبوب الكاملة، كما ينصح بتجنب تناول الدهون المشبعة، والحد من تناول الحلويات.
- متابعة الوزن بانتظام:
إن متابعة الوزن بانتظام قد تخبر بما إذا كان الفرد جهوده ناجحة أم لا، ويمكن أن تساعده على اكتشاف الزيادة الطفيفة في الوزن قبل أن تصبح مشكلة كبيرة، وبالتالي إن الأشخاص الذين يزنون أنفسهم مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع، هم أكثر نجاحًا في تجنب زيادة الوزن.
نصيحة الطبي
السمنة لا تؤثر على مظهرك الخارجي فقط، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري، أمراض القلب، والسرطان؛ نتيجة للضغط المتزايد على أعضاء الجسم بسبب تراكم الدهون. لكن لحسن الحظ يُمكنك تجنب هذه المضاعفات بخطوات بسيطة! ابدأ بممارسة الرياضة بانتظام واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالخضروات والفواكه الطازجة.
ويُمكنك الآن استشارة طبيبٍ على موقع الطبي عن بعد ومن أي مكانٍ تريده إذا كنت تُواجه صعوبة في إنقاص وزنك رغم التزامك بالحمية وممارسة الرياضة؛ ليُحدد لك أسباب ذلك والطرق الأمثل للتعامل معها!
يستعمل الكثير من الناس ولا سيما السيدات وسائل عديدة ومتنوعة للعناية بالبشرة وهناك اعتقادات خاطئة حول بعض هذه الوسائل فيما ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :