يؤدي الانتباذ البطاني الرحمي في بعض الأحيان إلى تكوين كيس دموي على المبيض والذي يسمى بكيس الشوكولاتة أو أورام بطانة الرحم. يعد هذا النوع من تكيس المبايض غير سرطاني على الإطلاق، لكنه يؤثر على خصوبة المرأة وقد يمنع الحمل، كما أنه يسمى باسم كيس الشوكولاتة نظراً لاحتوائه على دم قديم من الدورات الشهرية السابقة والمتكررة فيظهر شكله باللون البني الغامق.

تعرف على أسباب تكوين كيس دموي على المبيض وكيفية التعامل معه، وهل يؤثر على الحمل أم لا.

بداية، ما هو الانتباذ البطاني الرحمي؟

 يحدث الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) بسبب هجرة بطانة الرحم إلى الأعضاء المجاورة مثل المثانة، أو المبايض، أو قنوات فالوب، أو القولون، أو مختلف الأعضاء بالجهاز التناسلي لدى السيدات، لذلك يسمى أيضاً باسم (بطانة الرحم المهاجرة). يتم تقسيم هذا المرض إلى أربعة مراحل وفقاً لشدة الحالة حيث تتعرض النساء المصابات بالمراحل رقم ٣ أو ٤ إلى زيادة فرص تكوين كيس دموي على المبيض نتيجة فرط نمو بطانة الرحم على المبايض في تلك المراحل الأخيرة من المرض.

اقرأ أيضاً: علاج بطانة الرحم المهاجرة

اسباب تكوين كيس دموي على المبيض

‏‎تعد أسباب تكوين كيس دموي على المبيض غير معروفة، حيث كما ذكرنا سابقا أن هذا التكيس ينتج عن الانتباذ البطاني الرحمي والذي تعد أسبابه غير محددة حتى يومنا هذا، ولكن من المرجح أن المسبب الرئيسي لهذه الحالة هى هرمون الاستروجين، إلا أنه لم يحدد بعد لماذا يسبب هرمون الاستروجين الإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي عند بعض النساء دون غيرهم.

عوامل تزيد فرصة تكوين كيس دموي على المبيض

هناك عدة عوامل تعمل على زيادة فرص تكوين كيس دموي على المبيض وهي كالتالي:

  • الأسباب الوراثية: وجود تاريخ عائلي سابق بالإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي.
  • انعكاس تدفق الدورة الشهرية: يحدث ذلك نتيجة انتقال دم الدورة الشهرية بشكل معاكس إلى قنوات فالوب بدلاً من نزوله إلى المهبل للتخلص منه خارج الجسم.
  • الإصابات: تحدث الإصابات بالرحم والمناطق المحيطة به أثناء بعض الجراحات مثل الولادة القيصرية. تزيد هذه الإصابات من فرص تكوين كيس دموي على المبيض.
  • اضطرابات المناعة: قد تؤدي بعض أمراض المناعة الذاتية إلى تكوين كيس دموي على المبيض.

شاهد أيضاً: متلازمة المبيض متعدد الكيسات

اعراض تواجد كيس دموي على المبيض

تختلف أعراض تواجد كيس دموي على المبيض من امرأة إلى أخرى، كما أن حجم الكيس صغيراً كان أم كبيراً لا يؤثر بالضرورة على شدة الأعراض، بمعنى أن المرأة المصابة بكيس دموي صغير قد تعاني من أعراض في حين أن المرأة المصابة بكيس دموي كبير قد لا تعاني من أعراض. وفيما يلي نذكر عدداً من أعراض الكيس الدموي على المبيض:

  • ألم الحوض.
  • ألم أثناء ممارسة الجنس.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • زيادة كمية الدم عن المعتاد أثناء فترة الحيض مع ظهور جلطات وتكتلات دموية في دم الحيض.
  • ضعف الخصوبة والعقم.

تشخيص تواجد كيس دموي على المبيض

لا يتم تشخيص تواجد كيس دموي على المبيض بشكل قاطع وحاسم إلا عن طريق سحب عينة وفحصها تحت المجهر. قد يلجأ الطبيب أولاً إلى استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية عند وجود أعراض لدى المرأة أو عند تأخر الإنجاب. يعمل جهاز الموجات فوق الصوتية على تحديد وجود كيس المبيض من عدمه، لكن معرفة نوع التكيس لا يتم بجهاز الموجات فوق الصوتية، ولكن عن طريق إدخال إبرة داخل المهبل وصولاً إلى كيس المبيض ثم سحب عينة وفحصها تحت المجهر.

اقرا ايضاً :

ما هو أفضل مسكن لألم الدورة؟

هل الكيس الدموي على المبيض خطير؟

تختلف خطورة تواجد كيس دموي على المبيض من امرأة إلى أخرى ولكن قد يؤدي إهماله في بعض الأحيان إلى ظهور مضاعفات وهي كالتالي:

  • العقم وضعف الخصوبة لدى النساء.
  • التواء المبيض: يحدث التواء المبيض نتيجة وجود كيس بحجم كبير ومتضخم مما يؤدي إلى تحريك المبيض والتوائه، وقتها تعاني المرأة من ألم مفاجئ وحاد وإذا لم يتم العلاج والتدخل السريع قد يتوقف ضخ الدم إلى المبيضين ويحدث بهما ضرر دائم وجسيم.
  • انفجار الكيس الدموي.

متى يحدث انفجار الكيس الدموي على المبيض؟ وهل هو خطير؟

يحدث انفجار للكيس الدموي على المبيض في حالة وجود كيس بحجم كبير للغاية مما يؤدي إلى تمزقه وانفجاره بشكل مفاجئ مع الإصابة بنزيف داخلي يستوجب العلاج الفوري.

اقرأ أيضاً: انفجار كيس المبيض وأسبابه

هل يحدث حمل مع وجود كيس دموي على المبيض؟

إجابة هذا السؤال هي نعم. لا يوجد ترابط بين الإصابة بالأكياس الدموية على المبايض وحدوث الحمل، ولكن قد تعاني بعض النساء المصابات به من ضعف الخصوبه وتأخر الحمل وذلك نتيجة التالي:

  • تقليل عدد البويضات التي يتم إنتاجها من المبيض المصاب بكيس دموي.
  • تلف المبيضين نتيجة توغل أنسجة الكيس الدموي عليهما.
  • ارتفاع نسبة الهرمون المنبه للجريب (بالإنجليزية: FSH) نتيجة تلف المبايض. 

كيس دموي على المبيض لدى الحامل

يتكون كيس دموي على المبيض في الفترات السابقة للحمل ولكن في بعض الأحيان يتم تشخيص وجود تكيس على المبايض لدى الحامل عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية أثناء متابعة الحمل. كل ما يتم فعله عند اكتشاف هذا الأمر هو المتابعة المستمرة مع الطبيب لمراقبة الكيس بانتظام دون التدخل. هناك بعض الدراسات أظهرت أن الكيس الدموي على المبيض يميل حجمه إلى الانخفاض أثناء الحمل وذلك نظراً للأسباب التالية:

  • انقطاع الدورة الشهرية خلال الحمل.
  • ارتفاع هرمون البروجسترون بشكل كبير أثناء الحمل.

يعد الحمل له تأثير إيجابي ليس فقط على الأكياس الدموية على المبايض فحسب بل يعمل على تراجع الانتباذ البطاني الرحمي بشكل كبير.

علاج تواجد كيس دموي على المبيض

يتم علاج تواجد كيس دموي على المبيض عن طريق الآتي:

  • الانتظار مع المتابعة المستمرة وعدم التدخل إذا كانت المرأة لا تعاني من أعراض وحجم الكيس صغير (أقل من ٤سم) ولديها الرغبة في الحمل بشكل طبيعي أو إذا كانت حامل بالفعل.
  • استخدام حبوب منع الحمل، حيث تعمل هذه الأدوية على السيطرة على الألم وإبطاء نمو التكيسات ولكنها لا تسبب إختفاء هذه الأكياس. قد يلجأ الطبيب لهذه الأدوية إذا كانت المرأة تعاني من أعراض وآلام ولا ترغب في الحمل في هذا الوقت.
  • إزالة الكيس الدموي عن طريق المنظار الجراحي.

تاخرت الدوره بعد الكورتاج لمدة شهر و 10 ايام هل هذا طبيعي ؟ علماً ان بعد العملية نزل دم لمدة 3 ايام فقط دم خفيف جدا لايذكر

متى يتم ازالة الكيس الدموي على المبيض؟

يتم إزالة الكيس الدموي على المبيض عن طريق المنظار الجراحي وهو جهاز يتكون من أنبوب رفيع ومزود بكاميرا صغيرة الحجم يتم إدخالها بعمل فتحات صغيرة للغاية بمنطقة البطن مع استخدام أدوات جراحية دقيقة لإزالة الكيس بالكامل.

ولكن من عيوب هذه الجراحة هو أنها قد تسبب إزالة بعض أجزاء من المبيض أثناء إزالة الكيس مما يؤثر لاحقاً على عمل المبيض وإنتاجه للبويضات، لكنها قد تكون الحل الوحيد خاصة في الأكياس ذات الحجم الكبير منعاً لحدوث مضاعفات كالتواء المبيض أو انفجار الكيس حيث أن هذه المضاعفات أشد خطورة على المبايض من إجراء الجراحة بالمنظار.

قد يحتاج الطبيب لإجراء هذه الجراحة كل عدة سنوات نظراً لتكرار الإصابة بهذه التكيسات.

إن تواجد الأكياس الدموية على المبايض لا يعني بالضرورة عدم القدرة على الحمل بشكل طبيعي، كثير من النساء يحملن ولديهن انتباذ بطاني رحمي وأكياس دموية على المبايض. لذلك عند الإصابة بالمرض لا داع للفزع، كل ما يتم فعله هو فهم طبيعة هذا المرض للتعايش معه والمتابعة المستمرة مع الطبيب المتخصص لوضع الخطة العلاجية المناسبة.

اقرأ أيضاً: الجراحة النسائية بالمنظار