الهلوسة | Hallucination

ترتبط الهلوسة بالاضطرابات النفسية غالبًا، خاصةً مرض الفصام (الشيزوفرينيا)، وهو اضطراب نفسي يتميز بالانفصال عن الواقع، وغالباً ما يصاحبه سماع أو رؤية أشياء غير حقيقية، كما قد تظهر الهلوسة أيضاً في حالات نفسية أخرى، مثل اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الذهاني. [1][3]

قد تحدث الهلوسة أيضاً نتيجة لحالات جسدية أو طبية أخرى، مثل: [4][3]

• إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات، كالماريجوانا والكوكايين والأمفيتامين، وقد تحدث الهلوسة بعد التوقف المفاجئ أو الانسحاب عند الأشخاص المصابين بالإدمان.
• الخرف، وتعد الهلوسة البصرية أكثر أنواع الهلوسة انتشاراً بين المصابين بهذا المرض.
• الصرع الذي يحدث في منطقة دماغية تعرف بالفص الصدغي، وتعد الهلوسة الشمية أكثر الأنواع انتشاراً بين المصابين بهذه الحالة.
• الاعتلالات العصبية في الدماغ، مثل داء باركنسون والزهايمر.
• النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، وهي حالة تسبب دخول المصاب بنوبات من النوم العميق جدًا.
• الهلوسة عند النوم أو الاستيقاظ من النوم، وقد تحدث أيضًا بسبب قلة النوم.
• صداع الشقيقة.
• الهلوسة بعد العمليات الجراحية، ويحدث هذا النوع من الهلوسة بسبب التخدير.
• الصدمات النفسية أو الحزن الشديد، مثل وفاة شخص عزيز.
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
• الهلوسة بسبب الحمى العالية جدًا، ويكون هذا النوع من الهلوسة عند الأطفال وكبار السن أكثر من غيرهم، إلا أنه غير شائع.
• أورام الدماغ، وقد تؤدي إلى أنواع مختلفة من الهلوسة اعتماداً على موقع الورم داخل الدماغ، والمنطقة المتأثرة منه. [2]
• الهلوسة بعد الجلطة أو الإصابة بالسكتة الدماغية. [1]
• متلازمة شارل بونيه (بالإنجليزية: Charles Bonnet syndrome)، وهي الهلوسة البصرية المرتبطة بحالات فقدان البصر، مثل النتكس البقعي (بالإنجليزية: Macular Degeneration)، أو إعتام عدسة العين [5]
• الأمراض المستعصية، مثل فشل الكبد، وسرطان الدماغ، ومرض الإيدز. [4]

للمزيد: أسباب الهلوسة

تختلف الأعراض التي يشعر بها المصاب بالهلوسة حسب نوعها كما يلي: [3][5]

الهلوسة السمعية

وهي الأكثر شيوعاً، تتضمن سماع أصوات أو ضجيج غير موجود فعلاً، وقد يكون مصدرها من داخل أو خارج العقل، مثل خطوات أقدام، أو صوت أبواب تُغلق، أو كلام شخص غير موجود.

الهلوسة البصرية

الهلوسة البصرية هي رؤية أشخاص، أو ألوان، أو أشكال، أو أجسام غير موجودة، مثل رؤية الشخص لحشرات تمشي على يده أو على وجه شخص آخر، أو رؤية المريض ومضات ضوئية أو بقع ملونة غير موجودة، وهو النوع الأكثر شيوعاً بعد الهلوسة السمعية.

اقرأ أيضاً: عشرة أطعمة تحسن رؤيتك البصرية

الهلوسة الشمية

في الهلوسة الشمية قد يشم المريض رائحة معتقداً أنها آتية من شيء ما بجانبه أو من جسده، رغم أن الآخرين لا يستطيعون شمها إطلاقًا.

الهلوسة الذوقية

قد يشعر المريض في الهلوسة الذوقية بأن شيئاً من طعامه أو شرابه له طعم غريب، وخاصة الإحساس بطعم معدني في الفم، وهو شائع عند مرضى الصرع.

الهلوسة الحسية

قد يشعر المريض في الهلوسة اللمسية بأن شخصاً ما يدغدغه رغم عدم وجود أي شخص حوله، أو قد يشعر بأن هناك حشرات تمشي على جلده أو تحت جلده، أو قد يشعر بهواء ساخن على وجهه رغم عدم وجوده.

أنواع أخرى

يوجد عدة أنواع أخرى من الهلوسة، منها: [3]

• هلوسة الوجود: الشعور بوجود أحد في الغرفة أو خلف الشخص، رغم عدم وجود أحد فعلياً.
• الهلوسة الحسية العميقة: الشعور أن الجسم يتحرك أو يطفو أو يطير، بينما هو في الواقع ساكن.
• الهلوسة عند الاستيقاظ (بالإنجليزية: Hypnopompic): تحدث لحظة الاستيقاظ من النوم، وتُعدّ طبيعية في أغلب الحالات.
• الهلوسة عند النوم (بالإنجليزية: Hypnagogic): تحدث لحظة الدخول في النوم، وغالباً ما تكون قصيرة وغير مقلقة، وتشمل عادةً أشكال تتحرك، أو وجوه معينة.

يحتاج الطبيب لتحديد سبب الهلوسة وشدتها، ويتم بداية تشخيص الهلوسة من خلال: [5]

• أخذ التاريخ المرضي للمريض.
• فحص المريض سريرياً.
• طرح الأسئلة بخصوص أعراضه والهلوسة التي يعاني منها، كسؤاله مثلاً عن نوع الهلوسة ووقت بداية شعوره بها.
• الاستفسار عن استخدام أي أدوية أو تعاطي الكحول والمخدرات.
• طلب إجراء تحليل عينة دم أو بول؛ للتأكد من تعاطي الكحول أو المخدرات، أو مشاكل أخرى.
• إجراء التخطيط الكهربائي للدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalogram)، لتحديد بعض الأسباب المتعلقة بالشحنات الكهربائية داخل الدماغ مثل الصرع كسبب للهلوسة.
• التصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من إصابة المريض بالأورام أو السكتات الدماغية.

كما قد يحيله إلى أخصائي نفسية، لتقييم حالته النفسية، واكتشاف ما إن كان يعاني من أحد الاضطرابات النفسية المرتبطة بالهلوسة، كالفصام. [6]

من الضروري استشارة الطبيب فور إصابة المريض بالهلوسة، ليقوم بوصف العلاج المناسب اعتماداً على السبب المؤدي إلى الإصابة بالهلوسة. [2]

فإذا كانت الهلوسة ناجمة عن اضطراب نفسي، مثل انفصام الشخصية، فإن الأدوية إلى جانب العلاج النفسي هو الخيار الأمثل لعلاجه، بينما في الأسباب الأخرى، قد ينصح الطبيب بتبني عادات صحية، منها الإقلاع عن شرب الكحول، والحصول على نوم أفضل لعلاج الهلوسة. [2]

وتتضمن الأساليب العلاجية للهلوسة ما يلي:

العلاج الدوائي

تتضمن الأدوية المستخدمة لعلاج الهلوسة حسب المسبب ما يلي: [5][7]

• مضادات الذهان، مثل: هالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol)، وأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine)، وريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone)، لعلاج مرض الفصام في حال تسببه بالهلوسة.
• دواء بيمافانسيرين (بالإنجليزية: Pimavanserin)، لعلاج الهلوسة التي تصيب مرضى داء الباركنسون.
• أدوية الصرع في حال الإصابة بالصرع.
• أدوية التريبتان، وحاصرات مستقبلات البيتا، ومضادات الاختلاج للمصابين بالشقيقة.

الإرشاد النفسي

يعد الإرشاد النفسي جزءاً من الخطة العلاجية للهلوسة، وخصوصاً إن كانت الهلوسة ناجمة عن الاضطرابات النفسية، حيث يساعد التحدث مع طبيب أو مرشد نفسي على فهم أفضل لما يحدث مع المريض، وبالتالي يتمكن من إيجاد أساليب للسيطرة على الهلوسة، خصوصاً إن كان خائفا أو مضطرباً بسبب الهلوسة. [6]

احصل على استشارة نفسية متخصصة أونلاين، ومن منزلك، مع طبيب مُعتمد من موقع الطبي الآن!

الجراحة أو العلاج بالإشعاع

قد تسبب أورام الدماغ الهلوسة، ويلجأ الطبيب إلى علاج هذه الأورام جراحياً أو باستخدام الإشعاع للتخلص منها. [5]

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة

توصلت بعض الدراسات إلى أن استخدام علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (بالإنجليزية: Transcranial Magnetic Stimulation)، قد يساعد على تخفيف أعراض الهلوسة السمعية عند مرضى انفصام الشخصية. [1]

للمزيد: كيفية علاج الهلوسة

هناك بعض النصائح التي يمكنك تجربتها للتعامل مع الهلوسات بشكل أفضل: [1][5]

• حاول فهم هلوساتك بشكل أفضل، فمعرفة طبيعتها قد تساعدك على التعامل معها بثقة أكبر.
• سجل ملاحظاتك حول أوقات وأماكن حدوث الهلوسات، فقد تكتشف أنماطًا أو محفزات تساعدك في السيطرة عليها.
• احرص على تهيئة بيئة مريحة وهادئة، فالإضاءة الخافتة والضوضاء العالية قد تزيد الأعراض سوءًا.
• اشغل نفسك بأنشطة تشتت انتباهك، مثل الرياضة، أو الطهي، أو التنزه.
• اعتنِ بنفسك جيدًا من خلال النوم الكافي، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة، ولا تهمل وقت الاسترخاء يوميًا.
• حاول الانضمام إلى مجموعة دعم، فمشاركة التجربة مع آخرين قد تخفف شعور العزلة، وتمنحك طرقًا جديدة للتعامل مع الهلوسة.

يعتمد الشفاء من الهلوسة على علاج أسبابها، فإن كان السبب قلة النوم أو شرب الكحول، فإن هذين السببين من الممكن تعديلهما، وبالتالي الشفاء من الهلوسة. [6]

أما إن كانت ناجمة عن اضطراب نفسي، مثل انفصام الشخصية، فإن أخذ الدواء الصحيح لعلاج هذا الاضطراب يحسن الهلوسة بشكل كبير. [6]

[1] Marcia Purse. What Are Hallucinations? Retrieved on the 27th of April, 2025.

[2] National Health Service. Hallucinations. Retrieved on the 27th of April, 2025.

[3] Cleveland Clinic. Hallucinations. Retrieved on the 27th of April, 2025.

[4] Medline Plus. Hallucinations. Retrieved on the 27th of April, 2025.

[5] Joseph Goldberg. What Are Hallucinations? Retrieved on the 27th of April, 2025.

[6] Chitra Badii. What Causes Hallucinations? Retrieved on the 27th of April, 2025.

[7] Ananya Mandal. Hallucination Treatments. Retrieved on the 27th of April, 2025.