البويضة | Ovum

ما هو البويضة

إنّ البويضة (بالإنجليزية: Ovum) هي الخلية التناسلية الأنثوية، التي تخرج من إحدى المبيضين لدى المرأة، والتي يتم تخصيبها بالخلية التناسلية الذكرية (الحيوان المنوي) لتصبح قادرة على تكوين جنين، حيث أنّها تنمو بالانقسام المتساوي حتى تصبح إنسانًا كاملًا. [1]

وفيما يلي سنذكر معلومات مهمة حول بويضات المرأة، بما في ذلك كيفية إنتاجها، ومكوناتها، وكيفية حساب أدق موعد لخروج البويضة عند المرأة.

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

كيف تتكون البويضة عند المرأة؟

يتم تكوين البويضة وإنتاجها داخل المبيض، وهي عملية تبدأ عند الأنثى منذ المراحل الجنينية داخل الرحم، وفيما يلي نذكر خطوات إنتاج البويضة: [2][3][4][5]

• يتكوّن داخل المبيض ما يُعرف بالبويضة الأولية (بالإنجليزية: Primary Ova)، وذلك بعد 8 - 20 أسبوعًا من بدء نموّ الجنين، والتي تحتوي على العدد الكامل من الكروموسومات، وهي 46 كروموسوم.
• يتضاعف عدد البويضات الأولية مع مرور الوقت، وبحلول وقت ولادة الأنثى، تكون جميع البويضات التي ستطلقها المبايض خلال سنوات الإنجاب النشطة للأنثى موجودة بالفعل داخل المبايض، والتي يُمكن أن يبلغ عددها حوالي 400000 بويضة.
• تظل البويضات الأولية خاملة حتى يحين وقت خروجها من المبيض بعملية تسمى التبويض، حيث ستتواجد داخل كرة مجوفة من الخلايا، تسمى الجريب، والذي بداخله ستنضج البويضة تدريجيًا. ويجب التنويه إلى أنّ بعض هذه البويضات الأولية تظل لمدة 40 عامًا قبل أن تنضج بينما بعضها قد لا ينضج أبدًا ويتحلل عند وصول المرأة لمرحلة انقطاع الطمث.
• عند بدء عملية التبويض، تخضع البويضة الأولية لعملية الانقسام الخلوي المنصف والتي خلالها تنقسم النواة بحيث يذهب نصف كروموسوماتها إلى خلية ونصفها الآخر إلى أخرى. تكون إحدى هاتين الخليتين الجديدتين أكبر من الأخرى وتُعرف باسم البويضة الثانوية، وتُعرف الخلية الأصغر باسم الجسم القطبي.
• تنمو البويضة الثانوية في المبيض داخل الجريب حتى تصل إلى مرحلة النضج؛ حيث يحتوي التجويف المجوّف المتواجد بين البويضة وجدار الجريب على سائل تفرزه الخلايا الجريبية والذي يحافظ على رطوبة البويضة ويوفر بيئة مناسبة للنموّ.
• مع نموّ البويضة، تتمدد جدران الجريب بإضافة خلايا جديدة، ومن ثم يهاجر كل من الجريب والبويضة ببطء عبر أنسجة المبيض باتجاه سطح العضو. 
• عندما ينفجّر الجريب، تنطلق البويضة من المبيض ثم يتم التقاطها وتوجيهها بواسطة قناتي فالوب باتجاه الرحم. وبمجرد دخول البويضة إلى قناتي فالوب، تصبح جاهزة للتخصيب بواسطة خلايا الحيوانات المنوية الذكرية.

بعد عملية الإخصاب، تخضع البويضة المخصبة لسلسلة من انقسامات الخلايا. وإذا انقسمت البويضة المخصبة في مرحلة مبكرة من نموّها إلى قسمين يستمران في النموّ، فسوف ينتج عن ذلك توأم متطابق. أما التوائم غير المتماثلة، فهي تنتج عند وجود أكثر من بويضة في المبيض والتي يتم إطلاقها في ذات الوقت وتخصيبها بشكل منفصل. [1]

للمزيد: ماذا تعرفي عن عملية إخصاب البويضة؟

ما هي مكونات البويضة؟

تتكون بويضة المرأة من عدّة أجزاء ولكل منها دور حيوي ومهم في حماية البويضة وعملية الإخصاب ونموّ الجنين. وتشمل أجزاء البويضة ما يلي: [1][3]

• النواة: تحتوي النواة الموجودة في وسط البويضة على 23 كروموسوم والتي تحمل الخصائص الوراثية النوعية والفردية والتي سيرثها الجنين من والدته.
• السيتوبلازم (السائل الخلوي): يحيط السيتوبلازم بالنواة وهو غني بالعناصر الغذائية والعضيات، مثل: الميتوكوندريا. تعمل هذه العناصر الغذائية على تغذية التطور المبكّر للجنين بعد الإخصاب. على عكس البيض في بعض الأنواع الأخرى، تكون بويضات الإنسان شبه خالية من الصفار، ممّا يعني أنها تحتوي على كمية صغيرة نسبيًا من الصفار.
• المنطقة الشفافة: وهي طبقة شفافة من الجليكوبروتين تحيط بالبويضة. والتي تحميها وتسمح فقط للحيوانات المنوية باختراقها أثناء الإخصاب.
• التاج المشع: وهو طبقة من الخلايا الجريبية تحيط بالمنطقة الشفافة. تساعد هذه الخلايا في تغذية البويضة النامية وتلعب دورًا في تعرّف الحيوانات المنوية على البويضات.

ما هي وظيفة البويضة؟

هناك وظيفتان رئيسيتان للبويضة عند المرأة، وهما: [3]

• تحمل البويضة بداخلها مجموعة من الكروموسومات (23 كروموسوم) والتي تتحدّ مع المادة الوراثية للحيوان المنوي (23 كروموسوم) أثناء عملية الإخصاب لتكوين كائن حي جديد بمجموعة فريدة من الجينات.
• تزوّد البويضة الجنين بالمواد الغذائية المطلوبة إلى أن يدخل إلى الرحم بشكل كامل، وتتولى المشيمة بعد ذلك عملية تغذية الجنين ونموه.

متى تخرج البويضة من المبيض؟

من المهم أحيانًا معرفة المرأة موعد خروج البويضة من المبيض، فذلك يُمكن أن يساعد على زيادة فرص حدوث الحمل إن كانت تود الحمل. ويتم تحديد ذلك بناءً على مدة الدورة الشهرية عند المرأة، حيث أنّ عملية الإباضة تحدث في منتصف الدورة الشهرية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت مدة الدورة الشهرية 28 يومًا، فستخرج البويضة في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية، أي في اليوم الرابع عشر بعد نزول دم الدورة الشهرية. [7]

أما في حال كان طول الدورة الشهرية أقصر أو أطول من 28 يومًا عندها تخرج البويضة قبل اليوم الرابع عشر أو بعده، وفي معظم الحالات، يُمكن أن يحدث ذلك خلال اليوم 11 - 21 من الدورة الشهرية. [7][8]

ويجب التنويه إلى أنّه لا تحدث عملية التبويض دائمًا في نفس اليوم من كل شهر، ومن المُمكن أن تختلف بيوم أو أكثر، زيادةً أو نقصان، من التاريخ المتوقع. ولهذا ربّما تحتاج المرأة لحساب المدة التي تستغرقها الدورة الشهرية الكاملة لعدة أشهر أولًا حتى تتمكّن من الحساب الصحيح لأيام الإباضة. [8][9]

ولحساب موعد خروج البويضة بشكل أدقّ، يُمكن اتباع الخطوات التالية: [9]

• الخطوة 1: القيام بتتبّع الدورة الشهرية لمدة 8 - 12 شهرًا لتحديد مدتها، حيث يتم حساب المدة من أول يوم لنزول دم الدورة الشهرية إلى اليوم الأخير قبل نزول الدم مرة أخرى في الشهر التالي. وفي المتوسط، تتراوح المدة بين اليوم الأول والأخير بين 24 - 38 يومًا. 
• الخطوة 2: طرح 18 من عدد الأيام في أقصر دورة شهرية.
• الخطوة 3: طرح 11 من عدد الأيام في أطول دورة شهرية.
• الخطوة 4: باستخدام التقويم، يتم تحديد بداية الدورة الشهرية التالية، ومن ثم يتم حساب عدد الأيام للأمام بعدد الأيام المحسوبة في الخطوة 2. هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه ذروة الخصوبة وتنتهي الفترة المتوقع خروج البويضة فيها عند عدد الأيام المحسوبة في الخطوة 3.

فإذا كانت نتيجة الحساب في الخطوة 2 هي 8 أيام، وكانت النتيجة في الخطوة 3 هي 19 يومًا، فإنّ موعد خروج البويضة سيحدث في الفترة الممتدّة ما بين اليوم 8 - 19 من بداية الدورة الشهرية. [9]

أيضًا، يُمكن للمرأة الاستعانة بطرق أخرى لتحديد موعد الإباضة، بما فيها: [7][8][9]

• استخدام تحليل الإباضة المنزلي الذي يؤكد حدوث الإباضة أو ينفيها، حيث يعتمد هذا التحليل على قياس مستوى هرمون ملوتن في البول، وهو الهرمون المسؤول عن حدوث الإباضة، وغالبًا ما يكون موعد الإباضة خلال 28 - 36 ساعة من ارتفاع مستويات هذا الهرمون.
• استنتاج حدوث الإباضة عن طريق ظهور بعض الأعراض لدى المرأة، مثل: زيادة الإفرازات المهبلية البيضاء، وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل بسيط لا يتعدّى الدرجة الواحدة، وحنان في منطقة الثدي.
• استخدام تطبيقات الهاتف التي تساعد في تتبّع الدورة الشهرية وتحدد موعد الإباضة المحتمل.

كم عدد البويضات في المبيض؟

تولد كل امرأة بعدد معيّن من البويضات في المبيض، والذي يقل مقداره مع مرور الوقت، وهو ما يُعرف بمخزون المبيض، وفيما يلي نذكر متوسط عدد البويضات في جسم المرأة خلال مختلف المراحل العمرية: [5][10]

• جنين عمر 20 أسبوع: يتراوح عدد البويضات الطبيعي ما بين 6 إلى 7 مليون بويضة.
• بعد الولادة: يكون مخزون البويضات في المبيض من 1 إلى 2 مليون بويضة.
• فترة البلوغ: يقل عدد البويضات في المبيض ليصبح ما بين 300000 - 500000 بويضة.
• في سن العشرين: يكون لدى المرأة حوالي 150000 - 300000 بويضة.
• أوائل سن الثلاثين: يكون لدى المرأة حوالي 100000 - 150000 بويضة.
• أواخر سن الثلاثين (ما حول 37 عامًا): يكون عدد البويضات عند المرأة حوالي 25000 بويضة.
• سن الأربعين: من المقدّر أن يكون لدى المرأة حوالي 5000 - 10000 بويضة.
• سن الخمسين (ما حول 51 عامًا): يكون عدد البويضات المتبقية في المبيض قليل ويصل إلى حوالي 1000 بويضة.

اقرأ أيضًا: تجميد البويضات.. الاحتفاظ بحلم الأمومة

أسئلة أخرى حول بويضات المرأة

فيما يلي نجيب على بعض الأسئلة الشائعة حول بويضة المرأة:

ما هو شكل وحجم البويضة الطبيعي؟

إنّ البويضة هي خلية كروية الشكل وليست متحركة (ثابتة)، وهي من أكبر الخلايا الأخرى المتواجدة في جسم الإنسان، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة دون مساعدة المجهر أو أي جهاز تكبير آخر، حيث يصل حجم البويضة إلى حجم حبة السمسم (يبلغ قطرها حوالي 0.1 - 0.15 ملم)، ويرجع السبّب في كُبر حجم البويضة إلى تخزينها لمواد غذائية مهمة. [3][5][6]

متى يبدأ المبيض في إنتاج البويضات؟

على الرغم من أنّ المرأة تولد بكل البويضات التي ستحملها طيلة حياتها، إلّا أنّه لا يتم إطلاقها من المبيض على الفور، ويعود السبّب في ذلك إلى أنّ عملية الإباضة وإنتاج البويضات يتم التحكم بها من خلال عدّة هرمونات والتي يتم البدء بإفرازها عند بلوغ الأنثى. [5][7]

يبدأ البلوغ عند الأنثى عندما تفرز منطقة ما تحت المهاد المتواجدة في الدماغ الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، والذي يحفّز بدوره الغدة النخامية على إفراز هرمونين مختلفين، وهما الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب. [5]

يحفّز الهرمون المنبه للجريب البصيلات الموجودة في المبيضين على النموّ، ممّا يعمل على نضوج البويضات وتجهيزها للإباضة. وبمجرد نضج البويضة، سيتم إفراز كمية كبيرة من الهرمون الملوتن، مماّ يؤدي إلى إطلاق البويضة. [5][7]

لكن يجب التنويه إلى أنّ هناك عملية طويلة يجب أن تمر بها الأنثى حتى يحدث لديها البلوغ، وعادةً ما يستغرق الأمر حوالي عامين من ظهور أولى علامات البلوغ حتى تحصل الفتاة على دورتها الشهرية الأولى والتي يحدث خلالها إطلاق لأول بويضة لها. [5]

كم تبقى البويضة صالحة للإخصاب بعد الإباضة؟

إنّ عمر البويضة الأنثوية قصير بعد التبويض، فبمجرد إطلاقها من المبيض، تبدأ البويضة الأنثوية في التدّهور بسرعة كبيرة، وبعد 12 - 24 ساعة، تموت البويضة، ولن يكون من المُمكن الحمل مرة أخرى حتى الدورة التالية وحدوث عملية الإباضة مرة أخرى. [1][5][8]

لكن لا تقتصر الأيام التي يُمكن أن يحدث فيها الحمل على يوم الإباضة والـ 24 ساعة التي تليه، وإنمّا يُمكن أن يحدث الحمل في حال تم الجماع خلال عّدة أيام ما قبل الإباضة، أي في اليوم 9 - 13 من الدورة الشهرية. فمقارنةً مع البويضات، بمجرد إطلاقها، تكون الحيوانات المنوية أكثر مرونة ويمكنها البقاء على قيد الحياة في الجهاز التناسلي الأنثوي لمدة تصل إلى خمسة أيام. [5][7][8]

لماذا تنخفض جودة البويضات مع التقدم في السن؟

لا ينخفض عدد البويضات في المبيض فقط مع التقدم في السنّ، بل تنخفض جودتها أيضًا، ويعود السبّب في ذلك إلى عمر البويضات، فنظرًا لوجود هذه البويضات في المبيض منذ الولادة، فإنها ستكون موجودة لفترة طويلة بحلول الوقت الذي تبلغ فيه المرأة سن العشرينات، والثلاثينيات، والأربعينيات. [5][11]

وكما ذكرنا سابقًا، تبدأ البويضات الأولية في الانقسام كل شهر قبل التبويض، في عملية تسمى بالانقسام المنصف، ومع التقدم في السنّ، تزداد احتمالية حدوث أخطاء أثناء هذه العملية، ممّا يُمكن أن يؤدي إلى حدوث تشوهات كروموسومية في البويضات. [5][11]

تتراوح نسبة حدوث التشوهات في بويضات المرأة ما بين 10 - 25% في أوائل الثلاثينيات من العمر، بينما تصل نسبة حدوثها إلى أكثر من 50% لدى النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 40 عامًا. [11]

يُمكن أن تؤدي التشوهات الكروموسومية في بويضات المرأة إلى انخفاض الخصوبة، وزيادة خطر الإجهاض، وزيادة احتمالية حدوث اضطرابات وراثية في النسل إذا حدث الإخصاب. [5][11]

كيف نحافظ على جودة البويضات؟

يُمكن تعزيز صحة البويضات عن طريق اتباع النصائح التالية: [12][13]

• ممارسة الرياضة بانتظام وبشكل معتدل، مع أهمية تجنّب الإفراط في ممارستها، حيث أنّ ذلك يُمكن أن يتداخل مع عملية التبويض.
• الحفاظ على وزن صحي، فمن المُمكن أن تعاني النساء ذوات الوزن الزائد أو النحيفات من انخفاض الخصوبة.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنّب العمل في نوبات ليلية، فذلك يُمكن أن يعطل إنتاج الهرمونات.
• التقليل من مستويات التوتر.
• تناول الأغذية التي تحسّن من صحة المبيضين ونشاط البويضات، بما في ذلك:
  • الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • البروتينات النباتية.
  • الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل: المكسرات، والحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه.
  • الأطعمة الغنية بالألياف.
• تناول مكملات حمض الفوليك.

كما يجب التقليل من أو تجنّب كل ما يفسد البويضات ويضعف صحتها، ويشمل ذلك: [12][13]

• تدخين السجائر.
• الكحول.
• المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة والشاي.
• تناول اللحوم في نظامك الغذائي. تناولي المزيد من ، والتي قد تعمل على تحسين التبويض.
• السكريات والكربوهيدرات المكرّرة.

نصيحة الطبي

من المهم اتبّاع نمط حياة صحي بهدف الحفاظ على صحة البويضات عند المرأة، وينصح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال مواجهة أي مشاكل في الخصوبة والإنجاب لدى المرأة، خصوصًا في حال تجاوزها لسنّ الـ 40، حيث ينخفض مخزون المبيض من البويضات وتنخفض جودة هذه البويضات مع التقدّم في السنّ.

وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لمناقشة كل ما يخص البويضات الأنثوية والحفاظ على صحتها.

اقرأ أيضًا: ما هي أسباب التبويض المتأخر؟