يعرف الزكام بأنه التهاب فيروسي يصيب الجهاز التنفسي العلوي، ويطلق عليه العديد من الأسماء مثل نزلات البرد، أو الرشح، أو التهاب البلعوم الأنفي الحاد.
يعتبر الزكام من الالتهابات المعدية التي يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر قطرات الهواء أو الرذاذ عند السعال أو العطس، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.
يوجد ما يقارب 200 نوع من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، ومنها فيروس كورونا (بالإنجليزية: Coronaviruses)، والفيروسات الأنفية (بالإنجليزية: Rhinoviruses)، ولكثرة فيروسات المسببة للزكام، فإن الجسم لا يتمكن من بناء المناعة ضد جميع هذه الفيروسات وهذا هو السبب المؤدي لانتشار الإصابة بالزكام، إذ يصاب البالغون مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً بنزلات البرد، مقارنة مع الأطفال الذي قد يصل عدد مرات إصابتهم إلى 12 مرة في السنة الواحدة.
للمزيد: آخر تطورات فيروس كورونا الجديد كوفيد-19
علاج سريع للزكام
في الحقيقة لا يوجد علاج للزكام حتى الآن، لكن توجد عدة تدابير وقاية تساهم في تسريع الشفاء، وتقصير فترة ظهور الأعراض مثل سيلان الأنف، واحتقان الأنف، والعطس، والسعال، وفقدان حاسة الشم، وتتضمن العلاجات والتدابير الوقائية المتاحة ما يلي:
علاج الزكام بالمكملات والأعشاب
- فيتامين ج: يساهم تناول فيتامين سي في تقليل مدة الإصابة بالزكام في البالغين بنسبة 8%، وفي الأطفال بنسبة تقارب 14%، كما يساعد فيتامين ج بتقليل شدة أعراض الزكام، ويوصى بجرعة يومية من فيتامين ج كالآتي: للرجال 90 ملليغرام يومياً، وللنساء غير الحوامل 75 ملليغرامًا يوميًا، وقد يؤدي تناول جرعات عالية بحدوث آثار جانبية غير مرغوب بها.
- الزنك: يعد الزنك من المعادن المفيدة التي تساعد على التخلص من الزكام وتسريع شفاء المصاب بنسبة 33%، ويجدر التنويه أنه في حال تناول المصاب المضادات الحيوية لعلاج التهاب المفاصل، أو مدرات البول يجب عليه إبلاغ الطبيب قبل البدء بتناول الزنك، إذ يمكن أن يؤدي تناولها معاً إلى التقليل من فعاليتها.
- القنفذية (بالإنجليزية: Echinacea): يساعد تناول مكملات هذا النبات في الوقاية من نزلات البرد، وتسريع التعافي، وتتوفر المكملات في شكل أقراص، ومستخلصات وشاي، وقد يتسبب تناول مكملات هذا النبات بحدوث بعض الآثار الجانبية مثل الإسهال والغثيان، لذا الأفضل استشارة الطبيب المختص قبل البدء بتناولها.
- شراب البيلسان الأسود: استخدم هذا العلاج قديمة لعلاج الزكام في الكثير من مناطق العالم، إذ يساهم في تقليل مدة الإصابة وتسريع الشفاء.
- البروبيوتيك: تقلل مكملات البروبيوتيك من الأعراض، مما يساهم في تقليل مدة الإصابة.
- العسل: يعد العسل من العلاجات التي يمكن الاعتماد عليها عند الإصابة بالزكام، إذ يساهم تناول ملعقة من العسل قبل النوم في الحصول على نوم جيد وتقليل السعال الليلي خاصةً في الأطفال، كما يساعد تناول العسل على تهدئة التهاب الحلق.
- عصير الشمندر: يحتوي عصير الشمندر على نسبة عالية من أكسيد النتريك الذي يقلل من التهابات الجهاز التنفسي، مما يعني أنه يقلل من أعراض الزكام، وتسريع الشفاء، ويجب الحذر من تناول الشمندر في الاشخاص المصابين بحصوات الكلى أو المعرضين للإصابة، لأنه يساهم في تكوين حصى الكلى بسبب اجتوائه على أملاح الأوكساليت.
للمزيد: 10 فوائد صحية لعنصر الزنك
علاج الزكام بالتدابير الوقائية
- شرب الكثير من السوائل: يساهم تناول السوائل في تخفيف الاحتقان، وتقليل المخاط والبلغم، كما يساعد في تقليل الشعور بالصداع والتعب ويمنع الإصابة بالجفاف، ويعد الماء أهم السوائل التي يجب تناولها، كما يمكن تناول مشروبات الأعشاب الدافئة، أو الماء والليمون، وشوربة الدجاج التي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن والطاقة، لكن يجب تجنب مشروبات الكافيين والمشروبات الغازية لأنها قد تسبب الجفاف.
- الحصول على قسط كاف من النوم: يساعد النوم في دعم الجهاز المناعي لزيادة قدرته في مكافحة الالتهاب وتسريع التعافي، ويمكن استخدام وسائد إضافية أثناء النوم لتخفيف ضغط الجيوب الانفية، وتسهيل عملية التنفس، وتقليل ظهور الأعراض ليلاً.
- الحصول على قدر من الراحة: يحتاج الجسم إلى فترة من الراحة لمساعدته في مكافحة المرض والالتهاب، كما أن الجسم أثناء المرض بحاجة إلى بذل طاقة أكبر لأداء نشاطاته اليومية، لذا من الأفضل تجنب الخروج للعمل أو المدرسة والتوقف عن النشاطات اليومية حتى يشعر المريض بالتحسن.
- الغرغرة بالماء المالح: تساعد هذه الطريقة على تهدئة الحكة في الحلق، وتخفيف الانتفاخ أو البلغم والمخاط، ويمكن تحضير الماء المالح بمزج ربع إلى نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ والغرغرة عدة مرات في اليوم.
- أخذ حمام ساخن: يمكن أن يساعد استنشاق البخار في ترطيب الحلق وتقليل الجفاف في الأنف، وتقليل الاحتقان، ويساعد أخذ حمام ماي على الشعور بالاسترخاء والراحة.
للمزيد: طرق طبيعية لعلاج البلغم في المنزل
علاج الزكام بالأدوية
يمكن أن تساهم بعض العلاجات الدوائية في تقليل أعراض الزكام لكنها لا تؤدي إلى التعافي، ومعظم هذه الأدوية هي مسكنة للألم وتقليل الاحتقان، ويمكن تناولها دون وصفة طبية مع ضرورة التقيد بالجرعة الدوائية والمعلومات المرفقة مع هذه الأدوية، كما يجب الحذر من إعطاء الأدوية للأطفال دون سن السادسة دون استشارة الطبيب، ومن الأدوية التي يمكن تناولها للزكام نذكر ما يلي:
- مسكنات الألم: للتخفيف من الألم وخفض درجة الحرارة، ومن الأمثلة عليها الأسيتامينوفين.
- أقراص المص: تساعد في تهدئة التهاب الحلق وتقليل الإحساس بالدغدغة في الحلق.
- مزيلات الاحتقان: تعمل هذه الأدوية على فتح المجاري التنفسية وتقليل احتقان الأنف، ومن الأفضل استخدام بخاخات إزالة الاحتقان إذ تعد أفضل من الأقراص الفموية التي قد تؤدي إلى آثار جانبية مثل التوتر، كما يجب الحذر من استخدام هذه البخاخات لأكثر من ثلاثة أيام.
- أدوية إزالة البلغم: تساهم في تخفيف إفرازات البلغم السميكة، وتقلل من المخاط.
- مضادات الهيستامين: تعمل على تخفيف سيلان الأنف وتقليل العطس.
للمزيد: التدابير العلاجية لاحتقان الحلق
عندي جيوب وانحراف وأنا مدخن هل التدخين سيسبب لي ربو؟ لأن أحد من أقربائي لديه جيوب وانحراف، ويدخن وذهب إلى طبيب قال له كان متبقياً قليلا أن يصيبك ربو
الوقاية من الزكام
- لا يمكن منع الإصابة بالزكام، لكن يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرصة الإصابة به، ومن هذه النصائح والتدابير الوقائية نذكر ما يلي:
- غسل اليدين بشكل دوري عند لمس الأسطح الملوثة خاصةً في موسم البرد والانفلونزا.
- الامتناع عن مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناديل والمناشف والأواني والأكواب مع أشخاص آخرين.
- الحفاظ على نظافة الأسطح وتعقيمها.
- تغطية الأنف والفم عن السعال أو العطس لمنع انتقال الجراثيم والفيروسات.
- الإمتناع عن التدخين.
- الحفاظ على جفاف المنزل خاصةً في فصل الشتاء لأن الرطوبة تؤدي إلى زيادة الأعراض.
مضاعفات الزكام
يمكن أن يؤدي الزكام في بعض الأحيان إلى الإصابة بالمضاعفات التالية:
- الالتهاب الرئوي: تحدث الإصابة عند وصول الالتهاب إلى الرئتين وامتلاء الحويصلات الهوائية بالسوائل، خاصةً في حال تسببت البكتيريا بالإصابة بنزلة البرد، وقد تظهر على المصاب عدة أعراض منها ألم الصدر، والإصابة بالحمى وصعوبة التنفس.
- التهاب الشعب الهوائية الحاد: قد تؤدي الإصابة إلى ضيق التنفس، والسعال، والبلغم، والصفير عند التنفس، ويتعافى المصاب غالباً دون الحاجة إلى علاج في حال الالتهاب الفيروسي، أما في حال الالتهابات البكتيرية فيجب إعطاء المصاب المضادات الحيوية.
- مضاعفات أخرى للزكام:
- التهاب القصبات الهوائية.
- التهاب الأذن الوسطى.
- التهاب الحلق.
- الإصابة بالخانوق.
للمزيد: الالتهاب الرئوي : طرق متعددة للاصابة والوقاية
سير الإصابة بالزكام
بشكل عام فإن مآل نزلات البرد ممتاز ويتعافى معظم المصابين في غضون 7-10 أيام وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى فترات أطول تصل إلى ثلاثة أسابيع.
تعد التهابات الجهاز التنفسي من اكثر الامراض انتشارا في العالم خاصة في فصل الشتاء حيث تعد من الاسباب الشائعة للذهاب ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :