معلومات مهمة عن اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء

تحدث اضطرابات الغدة الدرقية بشكل أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنة بالرجال، والتي تتسبب بالعديد من التغيرات الفسيولوجية في الجسم، حيث تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على العديد من وظائف الجسم الحيوية، ومنها عمليات الأيض وصحة القلب. وعادة ما تختلف تأثيرات اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء عن تلك التأثيرات التي تتسبب بها لدى الرجال. [1،2]

سنتعرف في هذا المقال على كل ما يخص اختلال هرمون الغدة الدرقية عند النساء، بما في ذلك تأثيره على الدورة الشهرية والقدرة على الإنجاب، وكيفية التغلب على هذه المشكلة.

تأثير اضطرابات الغدة الدرقية على النساء

تؤثر هرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير على على وظائف الجهاز التناسلي لدى الإناث، ولهذا يمكن أن تتسبب اضرابات الغدة الدرقية عند النساء بالتأثير على القدرات والوظائف التناسلية لديهن، ويشمل ذلك إصابة المرأة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها. ومن المهم ذكره هو أن مشاكل الغدة الدرقية تؤثر على الفتيات والنساء في جميع الأعمار. [2]

وفيما يلي نذكر تأثير أمراض الغدة الدرقية على النساء: 

اضطرابات الغدة الدرقية والبلوغ

تعد إحدى تأثيرات اضطرابات الغدة الدرقية عند البنات تسببها بالتأثير على سن البلوغ لديهن، حيث أن وجود خلل في مستوى هرمونات الغدة الدرقية لدى الفتاة سيتسبب بتأخير البلوغ وحدوث أول دورة شهرية لديها، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتسبب اختلال هرمون الغدة الدرقية عند الفتيات ببلوغهن في وقت مبكر جدًا. [2] 

اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية

لا تقتصر علاقة هرمون الغدة الدرقية والدورة الشهرية فقط بتأثيره على موعد حدوثها لأول مرة، وإنما يمكن أن تتسبب المستويات المرتفعة أو المنخفضة من هرمون الغدة الدرقية بتغير طبيعة الدورة الشهرية، ويتضمن ذلك ما يلي: [2،3]

• أن تصبح الدورة الشهرية خفيفة جدًا أو ثقيلة جدًا.
• الإصابة بعدم انتظام الدورة الشهرية.
• التسبب بغياب فترات الحيض لأشهر أو أكثر.

أيضًا، يمكن أن تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء بحدوث ما يسمى بانقطاع الطمث المبكر، أي سيتوقف حدوث الطمث لدى المرأة بشكل نهائي قبل وصولها لسن الأربعين أو في أوائل سن الأربعين، وهو أمر يحدث بشكل كبير عند ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء. [2]

اضطرابات الغدة الدرقية وخصوبة المرأة

من الممكن أن تؤثر أمراض الغدة الدرقية على قدرة المرأة على الحمل والإنجاب، ويعود ذلك لتسببها بمنع حدوث الإباضة لدى المرأة، وهو ما يحدث نتيجة لتسبب أمراض الغدة الدرقية باضرابات في الدورة الشهرية. [2،3]

أيضًا، يمكن أن يتسبب قصور الغدة الدرقية عند النساء بزيادة خطر الإصابة بتكيس المبايض، وهو ما يؤثر على القدرة الإنجابية لديها. كما أن قصور الغدة الدرقية الشديد يمكن أن يتسبب بإفراز الثدي للحليب، وهذا ما يؤدي إلى منع الإباضة لدى المرأة. [2]

اضطرابات الغدة الدرقية والجنس

يتسبب عدم علاج اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء بالتأثير على الصحة النفسية والجنسية لديهن، فهو يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، والتعب، و انخفاض الرغبة الجنسية، وسينعكس ذلك بشكل سلبي على قدرة المرأة على ممارسة الجنس والجماع. [2]

اضطرابات الغدة الدرقية والحمل

تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء الحوامل بالعديد من المشكلات، وذلك سواء للأم أو للجنين. فمثلًا، إن عدم علاج بعض أمراض الغدة الدرقية أثناء الحمل، يمكن أن يتسبب باستمرارها بعد الولادة. [2،3]

كذلك، يمكن أن يتسبب انخفاض هرمون الغدة الدرقية عند النساء الحوامل ببعض المضاعفات المحتملة، ومنها: [2]

• تسمم الحمل.
• الإجهاض.
• الولادة المبكرة.
• ولادة جنين ميت.
• فشل القلب.
• النزيف بعد الولادة.

أما حول عدم علاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء الحوامل، فإنه سيتسبب بزيادة خطر الإصابة بغثيان الصباح وجعله أكثر شدة. [2]

للمزيد: هل يؤثر نشاط أو خمول الغدة الدرقية على الحمل؟

اضطرابات الغدة الدرقية وسرطان الثدي

تتضمن تأثيرات اختلال هرمون الغدة الدرقية عند النساء أيضًا احتمالية تسببه بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، فبحسب دراسة كبيرة أجريت في الدنمارك، والتي تضمنت أكثر من 60 ألف مشاركة يعانين من خمول الغدة الدرقية وأكثر من 80 ألف مشاركة يعانين من فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تمت مراقبتهن لمدة تتراوح ما بين 5 - 7 سنوات، ووجد فيها أن فرط نشاط الغدة الدرقية عند النساء يتسبب بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 11%. [1]

بينما يرتبط قصور الغدة الدرقية عند النساء بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 6%. [1]

اضطرابات الغدة الدرقية وهشاشة العظام

يمكن أن يتسبب فرط نشاط الغدة الدرقية عند النساء بفقدان الكالسيوم من العظام، وهذا ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، وهي مشكلة شائعة جدًا لدى النساء بعد تجاوزهن لسن انقطاع الطمث. [2،4]

أنواع اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء

يمكن أن تصاب المرأة بعدة أنواع من اضطرابات وأمراض الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تشمل ما يلي: [1،3]

• قصور الغدة الدرقية، والذي يتسبب بعدم انتاج الغدة الدرقية لكميات كافية من هرمون الغدة الدرقية.
• فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يتسبب بارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء.
• التهاب الغدة الدرقية، وهو أحد أمراض الغدة الدرقية التي تحدث عند النساء خصوصًا بعد الولادة.
• تضخم الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يحدث فقط لفترة قصيرة وقد يختفي من تلقاء نفسه دون علاج، وقد يحدث تضخم الغدة الدرقية عند النساء نتيجة لمشكلة معينة في الغدة والتي تحتاج إلى علاج.
• عقيدات الغدة الدرقية، حيث يظهر تورم في أحد أجزاء الغدة الدرقية، ويكون هذا التورم إما صلبًا أو مملوءًا بالسوائل أو الدم.
• سرطان الغدة الدرقية، وهو أحد أمراض الغدة الدرقية الخطيرة.

أعراض اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء

تختلف أعراض اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء باختلاف نوع الاضطراب، وفيما يلي نذكر ملخصًا أعراض أهم أنواع اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء :

• أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء

تشمل أعراض هذا الاضطراب من اضطرابات الغدة الدرقية ما يلي: [1،4]

• فقدان الوزن.
• خفة الشعر.
• القلق.
• تسارع ضربات القلب.

ومن الممكن أن تتشابه بعض أعراض زيادة هرمون الغدة الدرقية عند النساء مع الأعراض الخاصة بانقطاع الطمث ودخول المرأة بسن اليأس، ومن هذه الأعراض ما يلي: [1،4]

• الهبات الساخنة وعدم التحمل الحرارة.
• التعرق.
• الأرق.

• أعراض انخفاض هرمون الغدة الدرقية عند النساء

أيضًا، تتشابه أعراض قصور الغدة الدرقية عند النساء مع بعض الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث. وتشمل أعراض قصور الغدة الدرقية ما يلي: [1،4]

• عدم تحمل البرد.
• جفاف الجلد.
• الإمساك.
• تغييرات في الدورة الشهرية أو الرغبة الجنسية.
• تقلبات المزاج.
• النسيان أو الاكتئاب.
• تغيرات الوزن.

للمزيد: أعراض الغدة الدرقية عند النساء، واثرها على الانجاب

علاج اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء

نظرًا للتأثيرات السلبية السابق ذكرها، من المهم علاج اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء، فذلك يساعد وبشكل كبير على التقليل من حدوث العديد من المشكلات لدى المرأة. ويتضمن علاج اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء العديد من الخيارات، والتي تعتمد على نوع الاضطراب المصابة به المرأة، ويتضمن ذلك ما يلي: [3،4]

• الأدوية، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
  • هرمون الغدة الدرقية المصنع، والذي يتم إعطاؤه في حال الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  • الأدوية المضادة للغدة الدرقية، والتي توصف لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • حاصرات مستقبلات بيتا، والتي توصف أيضًا لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية للتقليل من بعض الأعراض لديهم، ومنها تسارع دقات القلب.
• اليود المشع، وهو أحد الخيارات المتوفرة لعلاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء، أو عقيدات الغدة الدرقية، أو سرطان الغدة الدرقية.
• الجراحة، والتي يتم إجرائها في حال المعاناة من فرط نشاط الغدة الدرقية، أو تضخم الغدة الدرقية، أو عقيدات الغدة الدرقية، أو سرطان الغدة الدرقية.

نهاية، تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية بالتأثير على جسم المرأة بشكل كبيرة، ويتضمن ذلك التأثير على الدورة الشهرية وقدرتها على الإنجاب. ولهذا، من المهم مراقبة أعراض اضطرابات الغدة الدرقية عند النساء والحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لتقليل حدوث هذه التأثيرات السلبية.

اقرأ أيضًا: ما هي الغدة الدرقية؟