تعد أصوات البطن ظاهرة شائعة وطبيعية تحدث في أثناء عملية الهضم نتيجة لحركة الطعام والسوائل في الأمعاء، وتعد هذه الأصوات جزءًا من الوظائف الطبيعية للجهاز الهضمي. تتنوع هذه الأصوات من أصوات خفيفة وقليلة النشاط إلى قرقرة وأصوات نشطة.
يهدف هذا المقال إلى فهم الأسباب الرئيسة التي تؤدي لتحفيز أصوات البطن، وكيف يمكن أن تكون أصوات البطن مؤشرًا على مشكلات صحية، بالإضافة إلى تأثير نوع الطعام في تحفيز أصوات البطن، وبعض التوجيهات والنصائح لتخفيف أثر هذه الظاهرة على الأفراد وتحسين جودة حياتهم.
محتويات المقال
أصوات البطن
تُعرف أصوات البطن أو القرقرة (بالإنجليزية: Borborygmi) بأنها أصوات ينتجها الجهاز الهضمي من الفم إلى منطقة الشرج، لذا يمكن أن تنبعث هذه الأصوات من المعدة أو الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة. [1][2]
تصنّف أصوات البطن إلى الآتي: [2][3]
- أصوات البطن طبيعية.
- أصوات البطن قليلة النشاط: تشير هذه الأصوات إلى تباطؤ حركة الأمعاء.
- أصوات البطن النشطة: وهي تحدث نتيجة لزيادة حركة الأمعاء، وتظهر بعد تناول الطعام أو في حالات صحية عدة، مثل: الإصابة بالإسهال.
على الرغم من أن أصوات البطن هي ظاهرة طبيعية إلا أن التكرار المستمر ووجود أعراض غير طبيعية يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية. [2][3]
لماذا تحدث أصوات البطن؟
ستجد توضيح أسباب أصوات البطن تبعًا لنوعها:
أسباب أصوات البطن الطبيعية
يمكن أن تحدث أصوات المعدة الطبيعية في أي وقت، خاصةً في الحالات الآتية: [1][2]
- شعور الشخص بالجوع.
- قيام الجسم بإطلاق الإنزيمات للمساعدة في تحلل الطعام وتسهيل امتصاص المواد الغذائية.
- التقلصات العضلية التي تحدث في الأمعاء لتحريك الطعام شبه المهضوم والغازات عبر المجرى الهضمي.
أسباب أصوات البطن قليلة النشاط
من ناحية أخرى يمكن أن تظهر أصوات البطن قليلة النشاط في حالات عدة، حيث تشمل الآتي: [3]
- التخدير النخاعي (بالإنجليزية: Spinal Anesthesia).
- التخدير العام.
- عمليات البطن الجراحية.
- العلاج الإشعاعي لمنطقة من البطن.
- بعض الأدوية والعقاقير التي تعمل على إبطاء حركة الأمعاء، مثل: مضادات الكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic Drugs)، والفينوثيازين (بالإنجليزية: Phenothiazines)، والأفيونات كالكوديين (بالإنجليزية: Codeine).
أسباب أصوات البطن كثيرة النشاط
قد تشير أصوات البطن في بعض الأحيان إلى وجود مشكلة في الجهاز الهضمي، ويجب الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب إذا كانت أصوات البطن تظهر بشكل متكرر ويصاحبها أعراض غير طبيعية، مثل: آلام البطن أو تغيرات في عملية الإخراج، وذلك لتقييم الحالة وتحديد السبب الأساسي واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتشمل المشكلات والإضطرابات الهضمية التي تسبب أصوات البطن النشطة على الآتي: [3]
- متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome).
- عدم القدرة على تحمل بعض الأطعمة.
- حساسية الطعام.
- الإصابة بالعدوى الهضمية.
- انسداد الأمعاء الناتج عن تشكل الأورام، أو الالتصاقات، أو الفتق في جدران الأمعاء.
- شلل نشاط الأمعاء وتباطؤ حركتها، وهو ما يعرف باسم العلوص (بالإنجليزية: Ileus).
- مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn's Disease).
- التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis).
كيف يؤثر نوع الطعام في تحفيز أصوات البطن؟
يرتبط نوع الطعام بشكل كبير في تحفيز أصوات البطن، حيث تؤثر خصائص الأطعمة على معدل الهضم، وحركة الطعام عبر الأمعاء، وإفراز الإنزيمات التي تقوم بدور مهم في هذه العملية؛ فعلى سبيل المثال: [2]
- تحفز الأطعمة الغنية بالسكر والأطعمة الحمضية أصوات البطن لاحتوائها على الفركتوز والسوربيتول.
- يهيج الكحول الجهاز الهضمي ويسبب التهابات في بطانة المعدة، مما يؤدي إلى تأخير عملية الهضم وتحفيز أصوات البطن. [2]
- تنتج بعض الأطعمة والمشروبات كميات كبيرة من الغازات، مما يؤدي إلى تراكمها في التجويف البطني، وبالتالي إلى انتفاخ البطن وتحفيز أصوات البطن، حيث تشمل الأطعمة والمشروبات التي تنتج غازات البطن على القرنبيط، والبروكلي، والبقوليات، وبعض أنواع الفواكه كالموز والتفاح، بالإضافة إلى المشروبات الغازية، والعدس، والملفوف، والأطعمة المقلية، وغيرها.
الأعراض المصاحبة لأصوات البطن
تكون الأصوات التي تصدر من البطن طبيعية في معظم الحالات، ولكن عندما تترافق هذه الأصوات مع أعراض إضافية، وهنا قد تكون مؤشرًا إلى وجود مشكلة صحية أعمق، وتشمل هذه الأعراض الآتي: [4]
- وجود دم في البراز.
- حرقة المعدة التي لا تستجيب للعلاج.
- القيء والغثيان.
- الحمى.
- الإمساك والإسهال المتكرر.
- فقدان الوزن المفاجئ وغير المقصود.
- الشعور بامتلاء البطن والشبع.
- زيادة في تراكم وإطلاق الغازات.
هل يمكن التفريق بين أعراض القولون العصبي وداء كرون
توجيهات ونصائح لتخفيف أصوات البطن
تعد أصوات البطن ظاهرة طبيعية ما لم تكن هذه الأصوات والغازات مصاحبة إلى أعراض أخرى، إذ تشير أصوات البطن إلى أن الأمعاء تعمل بشكل طبيعي، ولتخفيف أصوات البطن يجب إحداث تغييرات في النظام الغذائي والقيام بمجموعة من الممارسات الصحية للحد من هذه المشكلة، وتتضمن هذه التوجيهات والطرق الآتي: [1][5]
اقرأ المزيد: كيف يمكن علاج انتفاخ البطن؟
- أكل الطعام ومضغه ببطء: حيث يساعد ذلك على تكسير العناصر الغذائية في كل لقمة بشكل كامل، مما يجعل عملية الهضم أسهل بكثير، كما يخفف من العبء على المعدة، بالإضافة إلى تقليل احتمالية ابتلاع الهواء؛ مما يحول دون حدوث الاضطرابات الهضمية وتكوين الغازات وأصوات البطن.
- المشي بعد تناول الطعام: يساعد المشي في تحسين عملية الهضم ومرور الطعام عبر المعدة والأمعاء بكفاءة، كما يسرع المشي لمسافات قصيرة بعد الوجبات من عملية تفريغ المعدة.
- تجنب محفزات القلق والتوتر: ذلك من خلال تمارين التنفس العميق، والتأمل، واليوغا، وغيرها من الممارسات التي تساعد على الاسترخاء، حيث يعمل القلق والإجهاد على إبطاء عملية تفريغ المعدة؛ مما يعرقل عملية الهضم وتحفيز أصوات البطن.
- شرب الماء بانتظام وبكميات وفيرة على مدار اليوم: حيث يساعد شرب الماء على تحسين عملية الهضم، وفي الوقت نفسه يمكن أن يملأ المعدة ليقلل من الإحساس بالجوع الذي ينتج عنه ظهور أصوات البطن.
- نصائح إضافية:
- أكل وجبة خفيفة عند الاحساس بالجوع.
- التقليل من الأطعمة الغنية بالسكريات والمحليات الصناعية.
- تجنب الأطعمة التي تزيد من تراكم الغازات، بما في ذلك الفاصوليا والخضروات، مثل: الكراث واللفت والتي يمكن أن تحفز أصوات البطن.
- الحد من تناول الأطعمة والفاكهة الحمضية، مثل: الطماطم.
- تقليل المشروبات الغازية والقهوة.
اقرأ أيضًا: كيفية علاج تطبل البطن بالاعشاب
يعتبر الم البطن من اكثر الآلام شيوعا فمن منا لم يصاب بمغص او وجع في احد جهات البطن الم البطن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
نصيحة الطبي
تعد أصوات البطن ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة مرور الطعام والشراب أو تراكم الغازات في المجرى الهضمي. ينصح الطبي بتقليل الأطعمة الغنية بالسكريات والمحليات الصناعية، وتجنب محفزات القلق والتوتر من خلال الممارسات التي تساعد على الاسترخاء كالتنفس العميق والتأمل، بالإضافة إلى شرب الماء بانتظام وبكميات وفيرة، والمشي بعد تناول الطعام، حيث تساعد هذه الأنشطة في تحسين عملية الهضم وتقليل أصوات البطن.