تحتوي كل خلية في جسم الانسان على جينات، و تحتوي هذه الجينات بدورها على ما يسمى ب "الشفرة الوراثية" للجسم و التي تحدد و تتحكم بالصفات الجسدية والوظائف الحيوية لجسم الانسان؛ فهي تحتوي -على سبيل المثال- على المعلومات التي تحدد لون العينين و طول الجسم، إضافة إلى أنها تؤثر أيضاً على وظائف أخرى، مثل نمو الخلايا وانقسامها و تجددها.

يرث الإنسان هذه الجينات و الشفرات الوراثية التي تحملها من والديه عند بدء تكونه ليتطور جسمه بناء عليها، إلا أنها و في حالات معينة قد تتعرض للتغيير أحياناً، و تسمى التغيرات في الشفرة الوراثية التي تؤثر على وظيفة الجين بالطفرات. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن الكشف عن احتمالية الإصابة بسرطان الثدي من خلال تاريخ العائلة.

قد تحدث بعض الطفرات خلال حياتنا ونحن لا نعرف ما يسببها في أغلب الاحيان، منها ما قد يؤثر في وظائف الجسم و العديد منها عديم التأثير؛ و منا ما قد ينتقل من أحد الوالدين إلى الأبناء عبر ما يسمى بالوراثة.

لماذا يجدر بنا البحث أكثر في تاريخ العائلة؟

أن فهم مدى احتمالية الإصابة بسرطان الثدي هو واحد من أفضل الإجراءات الصحية الوقائية التي يمكن اتخاذها، وهذا يبدأ من معرفة التاريخ العائلي.

فكل امرأة طبيعية معرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي و سرطان المبيض، و يزداد خطر الإصابة بشكل ملحوظ في حال وجود "تاريخ عائلي" للإصابة بسرطان الثدي أو المبيضين، خاصة إذا كان درجة القرابة مع الشخص المصاب عالية، أو في حال تم اكتشاف انها تحمل أحد الطفرات الجينية المرتبطة بهذا النوع من السرطانات،

حيث تقسم مستويات الخطر كما يلي:

  • الخطر المتوسط: حيث يكون متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدى عمرها هو 12%. ويكون متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان المبيض على مدى عمرها هو 1.5%.

فقط لأنها امرأة، فهي في خطر متوسط ​​للإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض. ويكون لدى المرأة أيضاً هذا المستوى من الخطر في الحالات التالية:

    • إن لم يكن لديها قريبة مقربة مصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض.
    • إن لم يكن لديها تاريخ عائلي قوي لأي من السرطانين.
    • إن لم يكن لديها تاريخ غير طبيعي لنتائج الخزعة.
  • الخطر المتزايد : حيث يصل متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدى عمرها لغاية 25%. ويصل متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان المبيض على مدى عمرها لغاية 5.5%.

فالنساء هنا عادة ما يكون لديهن أماً، أو أختاً، أو عمة، أو خالة لها تاريخ بالإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض، وأحيانا يكون لديهن أكثر من قريبة واحدة من نفس الجانب من العائلة. وتكون المرأة في خطر زائد أيضاً للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض إن كان لديها في أي وقت مضى نتيجة غير طبيعية لخزعة الثدي، أو إن كانت قد تعرضت للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر.

ويذكر أن النساء في هذه الفئة قد يحتجن لبدء الفحص في وقت مبكر مقارنة بالمرحلة الخطر المتوسط، فضلاً عن حاجتهن لدمج أساليب إضافية، منها التصوير بالرنين المغناطيسي، للكشف المبكر عن السرطان.

  • الخطر العالي: حيث يصل متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدى عمرها لغاية 87%. ويصل متوسط احتمالية إصابة المرأة بسرطان المبيض على مدى عمرها لغاية 54%.

ويكون لدى هؤلاء النساء طفرة جينية تم تشخيصها في الأسرة، منها الطفراتBRCA1 و BRCA2 أو واحدة من عدة طفرات في الجينات الأخرى المرتبطة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض. ويذكر أنه من المهم جداً أن نحدد هؤلاء النساء لمساعدتهن بدمج التقنيات للتقليل من احتماليات الإصابة فضلاً عن الكشف المبكر التي تفوق وتتجاوز ما تحتاجه النساء الأقل خطراً.

لذلك، فمن الضروري معرفة التاريخ العائلي ليتسنى تصنيف درجة الخطر والقيام باللازم من حيث البدء بالفحوصات مبكراً وتقليل احتمالية الإصابة.

الطفرات في سرطان الثدي

لم يتمكن الطب الحديث إلا الآن من معرفة السبب الحقيقي وراء حصول مرض السرطان بأنواعه المختلفة، إلا أن الأطباء و الباحثين قد تمكنوا من التعرف على بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد احتمالية إصابة الشخص بنوع معين من السرطان. فقد تمكن العلماء من تحديد نوعين من الطفرات المرتبطة بسرطاني الثدي و المبيض، تحصلان في الجينين BRCA1 و BRCA2 و التي قد تنتقل بالوراثة.

يتواجد هذان الجينين في كل إنسان طبيعي، و هما مسؤولان عن تصنيع بروتينات معينة تعمل على محاربة الخلايا السرطانية و منعها من النشوء. في حال حصول طفرة جينية في أحد أو كلا هذين الجينين، فإن خطر تكون خلايا سرطانية في خالايا الثدي أو المبيض يزداد.

وجد أن فرصة إصابة المرأة بسرطان الثدي تزداد بنسبة تصل إلى 60% و قد تصل فرصة إصابتهن بسرطان المبيض إلى 40%، و يُذكر أن معظم النساء اللواتي يصبن بسرطان الثدي ﻻ يكون لديهن طفرة في ال BRCA1 ولا ال BRCA2.

كيف تعرف اذا كنت تحمل هذه الطفرات؟

يمكن لفحص الجينات أن يكشف عن وجود هذه الطفرات، و يذكر أيضاً أن فرصة أن يكون لدى المرأة طفرة جينية تكون أكبر إن كان واحد أو أكثر مما يلي صحيحاً:

  1. أن تصاب بسرطان الثدي في سن مبكرة.
  2. أن تكون أمها، أو أختها، أو ابنتها قد أصيبت بسرطان الثدي في سن مبكرة أو بسرطان المبيض في أي سن.
  3. أن يكون في عائلتها مصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض معاً.
  4. أن يكون في عائلتها مصابة بسرطان بكلا الثديين.
  5. أن يكون في عائلتها رجل مصاب بسرطان الثدي.

أمي عمرها 53 سنة عندها سرطان ثدي، حالياً استشرنا دكتور وقرر كل 21 يوم جرعة ثم استئصال كامل ثم أشعة ودواء هرموني تم إرفاق تحليل الخزعة والواسامات والمستقبلات والطبقي المحوري هل العلاج بالجرعات ضروري رغم أنه التقارير رجحت الهرموني؟ والوالدة عندها خوف من الجرعات والآثار الجانبية لها وبدأت ترفض العلاج؟

الطفرات الجينية عند الرجال

وتجدر الإشارة إلى أن الطفرات الجينية BRCA ﻻ تتواجد فقط لدى النساء، وإنما يمكن للرجال أيضاً حمل هذه الطفرات، كما ويمكنهم نقلها إلى أطفالهم. ويذكر أن الرجال الذين لديهم طفرة BRCA2 تزيد لديهم احتمالية الإصابة بسرطان الثدي فضلاً عن سرطان البروستاتا.

اقرأ أيضاً: هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟

ومن بعض مراكز الكشف المبكر لسرطان الثدي حول الوطن العربي:

  1. المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي
  2. مؤسسة الحسين للسرطان - عيادة الكشف المبكر.
  3. هيئة الصحة - الكشف المبكر للسرطان.
  4. الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان - مراكز الكشف.

اقرأ أيضاً: الفحص المبكر يحد من سرطان الثدي

اقرا ايضاً :

الفحص المبكر يقلل من معدلات الوفاة الناجمة عن سرطان الثدي