تولد الفتاة، كما هو معلوم علمياً، بعدد محدود من
البويضات. وفي كل شهر يتسابق عدد يراوح بين سبع وعشر بويضات للوصول الى طور النمو اللازم للتلقيح، ولكن بويضة واحدة هي التي تنجح في المرور بالتغيرات اللازمة للنضوج كلها. وفي أثناء عملية النضوج هذه تعمل البويضة، والغطاء الحامي لها، على افراز هرموني الأنثوية وهما: هرمون "
الأستروجين" وهرمون "
البروجيسترون".
ومع
بداية سن الأربعين يبدأ عدد البويضات في النقصان، وبالتالي تبدأ كمية الهرمونات الأنثوية في الانسحاب والنقصان التدريجي، وهذا يعتبر مؤشراً لبداية الدخول في مرحلة
انقطاع الطمث (سن الأمان)، حيث إن مسمى "
سن اليأس" يأتي من "اليأس من المحيض"، وهذه المرحلة ليست كذلك، بل هي مرحلة نضوج وبلوغ لذروة النجاح الاجتماعي والثقافي، وقد تغير هذا المسمى إلى "الأمان" بدلاً من اليأس حيث قد تقضي المرأة أكثر من ثلث عمرها في هذه المرحلة، وهي مرحلة سنية وعمرية مثلها ككل المراحل السابقة في عمر المرأة ولكن لها مميزات فسيولوجية خاصة يجب على المرأة فهمها ومعرفة كيفية التعامل معها تماماً، كما حدثت لها تغيرات فسيولوجية في مرحلة
البلوغ وتعاملت معها.
لكن ما يصاحب هذه المرحلة من تغيرات قد يُلقي بالمرأة فريسة للإكتئاب وعدد من المشاكل الصحية التي تتزامن معه ومنها
زيادة الوزن خاصة إن تجاهلت المرأة أموراً كممارسة الرياضة باستمرار والمحافظة على الأكل الصحي.
أفاد الباحثون في دراسة جديدة نُشرت في مجلة جاما للأورام (JAMA Oncology) أنّ
النساء بعد سن اليأس واللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بالمقارنة مع النساء ذوات الوزن الطبيعي. للدراسة، استخدم الباحثون بيانات 67,142 إمرأة. تم قياس الطول والوزن والإصابة بالسرطان لديهن جنبا إلى جنب مع تصوير الثدي بالأشعة السينية إما سنوياً أو كل سنتين. التحقت المشاركات بالدراسة بين 1993-1998 وتمت متابعتهن لمدة 13 عاما.
من بين الفئة من النساء المختارة للدراسة، لاحظ الباحثون ما مجموعه 3,388 حالة إصابة بسرطان الثدي.
وبالمقارنة مع النساء ذوات الوزن الطبيعي، أي مع
مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 25 ، وجد الباحثون أن النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة لديهن زيادة خطر في الإصابة بسرطان الثدي.
وكان من خطر الاصابة بسرطان الثدي أعلى في النساء مع مؤشر كتلة الجسم أعلى من 35، وذلك بمقدار 58٪ مقارنة بالنساء اللواتي لديهن مؤشر كتلة الجسم أقل من 25 .
بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وارتبطت السمنة أيضا مع مؤشرات ضعف المآل للسرطان، مثل وجود أورام كبيرة، ضعف تباين الاورام ووصول السرطان إلى الغدد الليمفاوية.
يعتمد مآل مرض سرطان الثدي على وقت التشخيص بشكل كبير ولذلك على كل امرأة فوق سن 20 سنة أن تجري فحص لصدرها مرة كل شهر . إذا كانت السيدة ما تزال في مرحلة الحيض ، فعليها القيام بإجراء الفحص 3 إلى 4 أيام بعد نهايته . أما إذا كانت السيدة قد بلغت سن انقطاع الطمث فيمكن عندها اجراء الفحص خلال أي يوم في الشهر وذلك كل 30 يوماً . يجب أن يتم اجراء الفحص الذاتي بعد الرضاعة وبشكل شهري .
كيفية اجراء الفحص الذاتي للثدي :
الوقوف أمام المرآة والنظر إلى الثدي لملاحظة الأمور التالية : التغير في البشرة ، التغير في الشكل ، انكماش الحلمة إلى داخل الثدي
فحص الثدي: يبدأ الفحص بالاستلقاء بشكل مريح مع رفع الذراع اليسرى وثنيها خلف الرأس . تفحص كل مناطق الجهة اليسرى للصدر باستخدام اليد اليمنى في شكل حركات دائرية مع تحسس الحلمة بشكل نصف قطري أو بشكل عامودي للأعلى والأسفل للتأكد من عدم وجود أي أورام أو مناطق حيث النسيج فيها صلب . ثم تفحص منطقة تحت الإبط اليسرى للتأكد من عدم وجود أي أورام . تكرر بعدها العملية نفسها في الثدي الأيمن ومنطقة تحت الإبط اليمنى .
في كل مرة يجرى الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أي إفرازات . وتجدر الإشارة إلى أنه بالإمكان إجراء الفحص الذاتي للثدي خلال الاستحمام أيضاً حيث أن الأيادي المبتلة بالصابون تنساب بشكل أفضل على البشرة . وفي حال وجود أي من التغيرات المذكورة أعلاه ، يجب عدم الدخول في حالة اضطراب لأن 8 من 10 من اورام الثدي تكون أورام حميدة ، ولكن يجب في هذه الحالة مراجعة الطبيب في أقرب وقت من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة .
للمزيد:
المصدر: