يعتبر السرطان واحد من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم، ولكن تشير العديد من الدراسات أنه يمكن لاتباع نظام غذائي صحي أن يقي من الإصابة به بنسبة تقارب (30-50)%، فهو أحد عوامل الخطورة الرئيسية للسرطان، كما أن هناك العديد من التغييرات على نظام ونمط الحياة يمكنها المساهمة في الوقاية من السرطان وعلاجه.
ما يتناوله الشخص المصاب بالسرطان مهم جداً، إذ يحتاج الجسم إلى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الكافية ليبقى قوياً، وقد يواجه بعض المرضى مشاكل في الشهية التي قد تختلف قبل العلاج وأثنائه وبعده، وقد لا تتأثر شهية البعض الآخر.
اهمية تناول الطعام لمرضى السرطان
من المهم جداً محاولة مرضى السرطان تناول الطعام فهو مهم جداً لعلاجهم، وقد يفيدهم على المدى القصير بما يأتي:
- تزويد الجسم بالطاقة، والقوة.
- الشعور بتحسن.
- مساعدة الجسم في التكيف مع الأعراض الجانبية وتحملها.
أما على المدى الطويل فيساهم تناول الطعام في:
- التعافي والتحسن بعد العلاج.
- تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني، وضعف العظام.
يساهم تناول الطعام المتوازن والصحي أثناء فترة الإصابة بالمرض بتحسين نفسية المريض وإعطائه القوة والقدرة على محاربة هذا المرض، كما يساعد على الحفاظ على وزن صحي، والعيش لفترة أطول مقارنة بالمرضى الذين يفقدون كثيراً من وزنهم.
الطاقة
أثبتت معظم الدراسات أن زيادة وزن الجسم، أو ارتفاع مؤشر كتلة الجسم مرتبط بشكل إيجابي مع الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان الكلى، وسرطان بطانة الرحم، كما وجد أن قلة النشاط البدني وارتفاع كمية الطاقة المتناولة وزيادة الوزن مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون عند كل من الرجال والنساء.
في حين أثبتت دراسات عديدة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع ما يرافقها من تخفيض للوزن يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.
أما في حال الإصابة بالسرطان فقد يحتاج جسم المريض إلى سعرات حرارية إضافية أثناء العلاج للوقاية من خسارة الوزن، ويعتبر كل من الحليب ومنتجات كاملة الدسم كاللبن، والجبنة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى الدهون الصحية كزيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات وغيرها.
وفي نفس الوقت يجب على البعض الانتباه إلى كمية السعرات الحرارية التي يتناولوها خلال وبعد العلاج لتجنب زيادة الوزن أكثر من اللازم.
للمزيد: دور التغذية في الوقاية من السرطان
البروتين
ينخفض نمو الخلايا السرطانية عند تناول غذاء يحتوي على مستويات منخفضة من البروتين، في حين أن تناول البروتين بكميات تصل إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما يحتاجه الجسم يعمل على تحفيز نمو الخلايا السرطانية.
كذلك ترتبط زيادة استهلاك اللحوم بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون وسرطان البروستات. إذن، فالإفراط في تناول البروتين يعتبر عامل مخاطرة للإصابة بالسرطان.
ولكن البروتين مهم جداً للصحة وخصوصاً أثناء فترة العلاج من مرض السرطان في حال الإصابة به، فهو يساعد الجسم على تكوني خلايا جديدة، وشفاء الأنسجة، والحفاظ على جهاز مناعي قوي وصحي.
كما قد يساعد البروتين على الوقاية من العدوى، ومن المهم تناوله من مصادره الصحية كالسمك، والدواجن، واللحوم الحمراء الخالية من الدهن، والبيض، والمكسرات، والبقوليات، ومنتجات الحليب.
السوائل
من المهم جداُ التركيز على السوائل أثناء فترة العلاج وبعدها، فشرب الكميات الكافية من السوائل لا يقل أهمية عن تناول الطعام الصحي، فكل خلية في جسم الإنسان تحتاج إلى الماء.
تزداد أهمية شرب الماء أيضاً في الأيام التي لا يستطيع فيها مريض السرطان تناول الطعام، لذلك يجب التركيز على الماء، والسوائل الأخرى ذات المحتوى الغذائي العالي للوقاية من الإصابة بالجفاف، وخصوصاً في الأيام التي قد يعاني منها المريض من الإسهال، أو التقيؤ.
للمزيد: أطعمة تقلل من الإصابة بالسرطان
الالياف الغذائية
توصلت الدراسات الحديثة إلى أن للألياف الغذائية أثراً محتملاً في الحماية من سرطانات القولون، والمستقيم، والثدي، وسرطان المبيض.
الخضراوات والفواكه
تقل احتمالية إصابة الأشخاص الذين يتناولون الخضروات والفواكه بالسرطان إلى النصف، بالمقارنة مع بقية الأشخاص المنتمين إلى نفس البيئة.
ترتفع نسبة الإصابة بأنواع السرطان المختلفة –باستثناء سرطان البروستات– إلى الضعفين عند الأشخاص الذين يتناولون الخضروات والفواكه بكميات قليلة، كما يوجد دليل قوي يثبت أن كلاً من الفواكه والخضروات تساهم في الوقاية من الإصابة بسرطانات البنكرياس، وسرطان المعدة، والمثانة، والمبيض، وبطانة الرحم.
يؤثر تناول الخضروات والفواكه في التقليل من خطر الإصابة بالسرطان، وذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة (فيتامين ج وفيتامين هـ) التي تحمي من التأثير الضار للجذور الحرة، وعلى البيتا كاروتين أيضاً.
كما أن استهلاك الخضروات والفواكه يزود الجسم بأكثر من 60 نوعاً من الفلافونويدات، والتي تعتبر مضادة للالتهابات ولها القدرة على منع نمو الأورام السرطانية.
إضافة إلى ذلك، فقد وجد أن البندورة وما فيها من مادة الليكوبين (وهي صبغة كاروتينية حمراء) تساهم بشكل كبير في الحماية من السرطان.
تتميز الخضروات، والفواكه، والأعشاب، والنباتات بقدرتها على الحماية من أنواع السرطان المختلفة، وقد تساهم في علاجه بسبب احتوائها على كمية كبيرة من المركبات المضادة لهذه الأنواع السرطانية، والتي تمنع تكون الجذور الحرة، ويحتوي الجدول التالي على بعض هذه المركبات:
المركبات المضادة للسرطان
فيما يلي قائمة بأهم المركبات المضادة للسرطان في الخضراوات والفواكه:
المركب |
مصادره الغذائية |
الكاروتينات |
الجزر، والبروكلي، والسبانخ، والشمام، والمانجا، والبندورة، والبطيخ. |
الحمضيات، والفلفل الأخضر، والبروكلي، والبندورة، والفراولة. |
|
فيتامن هـ |
جنين القمح ،والفستق، والجوز. |
السيلينيوم |
اللحم قليل الدهن، والأغذية البحرية، والبطاطا. |
الإندولات |
الخضروات من العائلة الصليبية (الزهرة والملفوف والبروكلي واللفت). |
الفلافينويدات |
الحمضيات والتفاح والحبوب الكاملة. |
الأنثوسيانين |
البصل، والثوم، والكراث، والفلفل الأحمر، والبصل الأخضر. |
الحمضيات، والبندورة، والجزر، والحبوب الكاملة، والعنب. |
|
الفايتات |
الحبوب الكاملة |
اللجنانات |
الحبوب الكاملة، والخضروات. |
نصائح للوقاية من السرطان
فيما يلي عدد من النصائح التي ينصح بأخذها بعين الاعتبار للوقاية من الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة، والتخفيف من أعراضه وربما علاجه كما وضعها المؤتمر العالمي للوقاية من السرطان:
- الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية.
- زيادة تناول الخضروات والفواكه لاحتوائها على الفيتامنيات ومضادات الأكسدة المختلفة وذلك بمعدل 5-10 حصص يومياً.
- زيادة تناول الألياف الغذائية من مصادرها الطبيعية بما لا يقل عن 25 غم/اليوم.
- زيادة استهلاك فول الصويا، والأسماك.
- السيطرة على وزن الجسم، وتجنب الإصابة بالبدانة، ولعل مما يسهم في ذلك ممارسة التمارين الرياضية يومياً بمعدل 30 دقيقة على الأقل.
- التقليل من استهلاك الدهون المشبعة وغير المشبعة على حد سواء، بحيث تشكل الدهنيات ما نسبته 25% من مجمل السعرات الحرارية.
- التقليل من قلي الطعام والشواء في الطبخ والتقليل من تناول اللحوم المدخنة والمقددة بالملح.
- التقليل من استخدام المواد المضافة للأغذية كالمواد الملونة والحافظة والمواد الاصطناعية، فقد ثبت وجود علاقة ما بين تناول بعض هذه المواد والإصابة بالسرطان. ومثال ذلك النيتريت.
- التقليل ما أمكن من التعرض لما تنفثه عوادم السيارات والمصانع من فضلات ربما كان البعض منها مسرطناً.