يصاب أغلب الناس بالتهاب الحلق الفيروسي مرة على الأقل في حياتهم، لذلك نذكر في السطور التالية كل ما نحتاج إلى معرفته حول تلك الحالة، وأسبابها، وطرق علاجها الصحيح، تجنباً للخلط الذي يحدث لدى كثيرين بينها وبين الالتهاب البكتيري.
محتويات المقال
ما هو التهاب الحلق الفيروسي؟
التهاب الحلق الفيروسي هو الاحتقان الذي يحدث في الحلق نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، أي أنه لا تعد المضادات الحيوية الخيار العلاجي المناسب له، إذ كما نعلم فإن تلك المضادات تستخدم للقضاء على البكتيريا وليس الفيروسات، ويعد هذا النوع من الالتهابات معدياً كذلك، إذ ينتج عن الإصابة بأنواع عديدة من الفيروسات التي يمكنها الانتقال من شخص إلى آخر. [1]
يجدر التنبيه بأن هناك نوع آخر من التهاب الحلق وهو البكتيري الناتج عن الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية ويحتاج المريض عندها إلى تناول المضادات الحيوية. [1]
للمزيد: حقائق هامة حول المضادات الحيوية
ما هي اسباب التهاب الحلق الفيروسي؟
هناك عدد كبير من الفيروسات التي قد تتسبب في التهاب الحلق، لذلك تعد أكثر أسباب التهاب الحلق شيوعاً، فقد يكون الالتهاب في تلك الحالة
نتيجة الإصابة بأحد المسببات التالية التالية: [2]
- فيروس الإنفلونزا.
- الفيروسات المتسببة في الإصابة بالحصبة.
- جدري الماء.
اقرأ أيضاً: الفيروسات تسبب غالبية أمراض الجهاز التنفسي
ما هي اسباب التهاب الحلق الفيروسي المتكرر؟
يعاني كثيرون من التهاب الحلق الفيروسي المتكرر أو استمراره لمدة طويلة، ولا بد في تلك الحالة من تحديد السبب وراء ذلك، إذ قد يكون مؤشراً للإصابة بمرض أو مشكلة ما، مثل الإصابة بالتهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis)، لكن غالباً ما تصيب تلك الحالة الأطفال، ومن الأعراض التي قد تصاحب احتقان الحلق المستمر بسبب التهاب اللوزتين ما يلي: [3]
- ألم خلال البلع، وفي بعض الحالات قد يعاني المصاب أيضاً من صعوبة البلع وليس الألم فقط.
- الصوت الأجش.
- تضخم الغدد الليمفاوية مما يتسبب في تصلب الرقبة، والشعور بألم في الفك.
- احمرار اللوزتين، وانتفاخهما.
- القشعريرة.
- رائحة الفم الكريهة.
- الصداع.
ينبغي التنبيه هنا أن بعض حالات التهاب اللوزتين قد يكون بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية، أي أن السبب ليس فيروسياً دائماً، بل قد يتطلب استخدام المضادات الحيوية أحياناً.
من الأسباب الأخرى لالتهاب الحلق المستمر الإصابة بفيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr Virus or EBV) المتسبب في حدوث الحالة التي تعرف باسم داء كثرة الوحيدات (بالإنجليزية: Mononucleosis)، وتتشابه أعراض تلك الحالة بأعراض الإصابة بالإنفلونزا، إلا أن التهاب الحلق المصاحب لها قد يستمر لفترة طويلة، لكن لا داع للقلق، إذ من الممكن علاج تلك الحالة عند التوجه إلى الطبيب، ومن الأعراض المصاحبة له أيضاً: [3]
- تورم الحلق والرقبة.
- الضعف.
- التعرق الليلي.
- الاحتقان المستمر في الزور الذي قد يصاحب المريض طوال فترة الإصابة.
ما هو علاج التهاب الحلق الفيروسي؟
يمكن أن تقضي مناعة الجسم بطبيعة الحال على التهاب الحلق، لكن لتسريع عملية التعافي، يمكن اتباع عدة خطوات منها ما يلي: [3]
- غسل الفم والحلق بالغرغرة الطبية مثل غرغرة البيتادين، أو الغرغرة بماء وملح.
- استخدام حبوب الاستحلاب التي تباع في الصيدليات، إذ هناك عدد منها وتختلف في مكوناتها ومفعولها، لكن يعتمد أغلبها على وجود فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، بجانب المخدرات الموضعية الموجودة في بعضها.
- شرب الكثير من الماء.
- استخدام العلاج بالبخار، أي استنشاقه وينصح بوضع أشياء مثل زيت النعناع فيه، كذلك تتوفر بعض منتجات الاستنشاق التي توضع في الماء لعلاج تلك الحالات في الصيدليات.
- احتساء المشروبات الدافئة مثل الحساء، والشاي بالليمون والنعناع.
- شرب خل التفاح المخفف بالماء، إذ يمكن خلط ملعقة صغيرة منه وأخرى من العسل على كوب من الماء الدافئ لمساعدة الجسم على التخلص من الفيروسات.
- النوم بوضعية مرتفعة قليلاً لتحسين عملية خروج المخاط إن وجد.
كذلك تساعد أغلب الطرق السابقة في علاج التهاب الحلق الفيروسي عند الاطفال.
للمزيد: علاج التهاب الحلق والاذن
العلاج بالأدوية
يمكن تناول بعض مضادات التورم في حال الحاجة إليها، كذلك قد تحتاج بعض الحالات المتقدمة التي ذكرناها سابقاً إلى علاج أكثر شدة من خلال الطبيب مثل الكورتيزونات، وأدوية أخرى يصفها المعالج، بجانب المسكنات ومضادات الالتهابات، لكن الأمر بالغ الأهمية الذي نحتاج إلى التنبيه إليه هنا عدم وجود دور للمضادات الحيوية عندما يكون السبب فيروسياً، إذ مع الأسف يتناول كثيرون المضادات الحيوية بمجرد الشعور بالتهاب الحلق، وهو تصرف خاطئ إذ يكون السبب فيروسياً في أغلب الحالات، لذلك يمنع تناول تلك المضادات إلا عند وجود دليل على الإصابة بعدوى بكتيرية، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم مع وجود بقع صديد في الزور، أو عند إجراء بعض الفحوصات والتحاليل التى تؤكد وجود عدوى بكتيرية من عدمه. [1]
اقرأ أيضاً: اعشاب طبيعية لتخفيف التهاب الحلق والسعال
التهاب الحلق الفيروسي كم يوم يستمر؟
تعتمد فترة استمرار التهاب الحلق الفيروسي على عدة عوامل، مثل قوة جهاز المناعة لدى الشخص المصاب، وتلقيه علاجات مساعدة ليست بمضادات حيوية أم لا، إذ يحارب الجهاز المناعي في الجسم خلال تلك الفترة الفيروسات، وبناء على سرعته وقدرته على التخلص من تلك المسببات تحدد الفترة التي قد يختفي خلالها هذا الاحتقان. لكن يمكننا القول بأن متوسط المدة التي قد يحتاجها الجسم للنجاح في تلك المعركة والقضاء الاحتقان يمكن تقديرها بما يتراوح بين 5 إلى 7 أيام، على عكس الالتهابات الأخرى التي قد تحدث مثلاً بسبب بكتيري وتحتاج فترة أقل من بعد تناول المضادات الحيوية. [3]
اقرأ أيضاً: اسرار تقويه المناعة
متى ينصح بزيارة الطبيب؟
ينصح بزيارة الطبيب عند استمرار التهاب الحلق أكثر من يومين، ويجدر التنبيه هنا أن أغلب حالات التهاب الحلق يمكن الشفاء منها بسهولة عبر اتباع عدد من الخطوات والإجراءات في المنزل، لكن في بعض الأحيان قد يكون السبب مرضاً أو مشكلة تتطلب المساعدة الطبية كما ذكرنا سابقاً في حالة التهاب اللوزتين، أو الإصابة بداء كثرة الوحيدات، أو غيرها من الحالات، لذلك ينصح بطلب المشورة الطبية عند الشعور بما يلي بجانب احتقان الحلق: [3]
- الألم الشديد.
- صعوبة الأكل أو البلع.
- صعوبة التحدث.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- صعوبة النوم.
كذلك ينصح بالتوجه إلى الطبيب في الحالات السابقة تجنباً للمضاعفات التي قد تحدث، مثل:
- التهاب الأذن.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
ختاماً، ينصح دائماً بالعلاج التدريجي لالتهاب الحلق الفيروسي، وعدم اللجوء إلى الأدوية إلا عند الحاجة، وعدم تناول المضادات الحيوية إلا عند التأكد من وجود عدوى بكتيرية.