قد يشمل علاج انتفاخ الرئة عدد من العلاجات والتدابير التي قد تخفف من الأعراض المصاحبة، وتقلل من تطور المرض وظهور مضاعفاته.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن كل ما يتعلق بطرق علاج انتفاخ الرئة، ومتي يستدعي الأمر الخضوع للجراحة، وكيفية الوقاية.
محتويات المقال
طرق علاج انتفاخ الرئة
يندرج انتفاخ الرئة ضمن مجموعة من ثلاث حالات مجمعة تحت مصطلح مرض الانسداد الرئوي المزمن، أما النوعان الفرعيان الآخران، هما التهاب الشعب الهوائية المزمن والربو الانسدادي المزمن.[1]
يتسبب انتفاخ الرئة في تلف الأكياس الهوائية الموجودة في الرئة، مما يقلل من مساحة سطح الرئتين، وبالتالي يؤدي إلى صعوبة التنفس تدريجيًا، ونتيجة لذلك فإن الأعضاء الحيوية لا تتلقى ما يكفيها من الأكسجين اللازم لوظائفها الحيوية؛ مما يسبب إصابة الأنسجة، ويصبح المرض أكثر خطورة.[1]
اقرأ أيضًا: متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد
لذلك لا يوجد علاج مباشر لانتفاخ الرئة بمجرد حدوث تلف الرئة، ولكن يمكن أن تخفف العلاجات المتاحة من الأعراض، وتمنع تطور المرض وحدوث المضاعفات، وفي السطور القادمة سنتحدث عن مجموعة من العلاجات والطرق الأكثر شيوعًا في علاج انتفاخ الرئة.[1]
علاج انتفاخ الرئة الدوائي
يمكن استخدام بعض الأدوية التي قد تساعد في علاج انتفاخ الرئة والتخفيف من الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، ومن أبرز هذه العلاجات:
موسعات الشعب الهوائية
تساعد أدوية موسعات الشعب الهوائية على تخفيف الأعراض، وذلك عن طريق إرخاء عضلات الرئتين وجعل الممرات الهوائية أوسع، وغالبًا ما يتم استخدام جهاز الاستنشاق أو البخاخ لهذه الأدوية، وتتوافر هذه الأدوية أيضًا في شكل أقراص أو سائل، لكنها ليست بكفاءة أجهزة الاستنشاق، ويوجد نوعين من أدوية موسعات الشعب الهوائية التي قد يصفها الطبيب في حالات انتفاخ الرئة المختلفة، وهما: [3]
- موسعات قصبية قصيرة المفعول: تعمل هذه الموسعات بشكل أسرع ولكنها لا تدوم طويلاً، لذلك فهي توصف غالبًا في أعراض انتفاخ الرئة الخفيفة.
- موسعات قصبية طويلة المفعول: عادة ما يبدأ مفعول هذه الموسعات ببطء، ولكنها تدوم لفترة أطول، لذلك توصف غالبًا مع تفاقم الأعراض وتقدم المرض، ويتم تناول جرعات يومية منها.
ويمكن إيجاد موسعات الشعب الهوائية في شكلين:
- مضادات الكولين التي تعمل على منع انقباض العضلات حول مجرى الهواء، وتجعل من السهل إزالة المخاط من الرئتين.
- ناهضات بيتا، التي تعمل على استرخاء العضلات حول الممرات الهوائية.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الربو وضيق التنفس
المنشطات المستنشقة
يمكن أن تساعد الستيرويدات عند استنشاقها كرذاذ باستخدام البخاخات على تخفيف أعراض انتفاخ الرئة المصاحب للربو والتهاب الشعب الهوائية، ولكن قد يسبب الاستخدام طويل المدى لهذه المنشطات المستنشقة بعض الآثار الجانبية، مثل ضعف العظام، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، و إعتام عدسة العين. [2]
المضادات الحيوية
يمكن استخدام بعض المضادات الحيوية للمساعدة في علاج التهابات الجهاز التنفسي الشائعة لدى الأشخاص المصابين بانتفاخ الرئة، مثل التهاب الشعب الهوائية الحاد، والالتهاب الرئوي.[3]
علاج انتفاخ الرئة الجراحي
يوجد عدد من العمليات المختلفة التي يمكن اللجوء لها في الحالات المتقدمة من انتفاخ الرئة، وتشمل ما يلي:[3]
- جراحة تصغير حجم الرئة: يتم في هذه الجراحة إزالة جزء من إحدى الرئتين أو كلتيهما، وإخراج أكياس الهواء التالفة؛ لتسهيل عملية التنفس.
- زرع الرئة: يمكن إجراء عمليات زرع الرئة في حالات تلف الرئة الشديد، أو فشل محاولات العلاج الأخرى، وتستغرق هذه الجراحة من 6 إلى 10 ساعات، ويحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة 8 إلى 21 يومًا.
- استئصال الفقاعة الهوائية: تستخدم جراحة استئصال الفقاعة الهوائية عندما تنمو الأكياس الهوائية في الرئتين نتيجة انتفاخ الرئة بشكل أكبر مكونة ما يسمى بالفقاعات، حيث تسبب تلك الفقاعات الضغط على الأجزاء السليمة من الرئة.
اقرأ أيضًا: أمراض الجهاز التنفسي وطرق الوقاية منها
علاج انتفاخ الرئة بالأكسجين الإضافي
قد تحتاج بعض حالات انتفاخ الرئة المتقدمة إلى العلاج بالأكسجين للمساعدة على التنفس، ويمكن استخدام العلاج بالأكسجين بإحدى الطرق الثلاث التالية:[2]
- مكثف الاكسجين: يزيل هذا الجهاز الغازات الأخرى من الهواء من أجل الحصول على أكسجين شبه نقي، حيث يحتوي الهواء عادة على 21٪ أكسجين، ومع ذلك، لا ينصح باستخدام بعض مكثفات الأكسجين المحمولة أثناء النوم، إذ قد يواجه الجهاز مشاكل في التعرف على وقت استنشاق الشخص النائم، مما يؤثر على كمية الأكسجين التي يتم توصيلها.
- نظام سائل: ويتم فيه تخزين أكسجين نقي فائق التبريد في علبة تشبه الثيرموس.
- اسطوانات الأكسجين: تحتوي هذه الأسطوانات على 100٪ أكسجين، مخزنة تحت ضغط عالي في حاويات كبيرة أو صغيرة تشبه الخزان.
اقرأ أيضًا: تمارين علاج ضيق التنفس
طرق أخرى لعلاج انتفاخ الرئة
يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات المساعدة في علاج انتفاخ الرئة، وتشمل ما يلي:[2][3]
- اللقاحات: قد لا يساعد لقاح الإنفلونزا في علاج انتفاخ الرئة بشكل مباشر، ولكن يمكن أن يوصي الأطباء بالحصول على اللقاح كل عام، بجانب لقاح الالتهاب الرئوي كل 5 إلى 7 سنوات لمنع العدوى.
- العلاج بالبروتين: قد يعاني بعض الأشخاص من شكل وراثي من انتفاخ الرئة ناتج عن نقص بروتين ألفا -1 أنتيتريبسين (AAT)، لذلك يمكن أن يساعد الحصول على دفعات من هذا البروتين في إبطاء تلف الرئة.
- إعادة التأهيل الرئوي: قد يوصي الطبيب بالقيام بإعادة التأهيل الرئوي، الذي قد يساعد على التخفيف من أعراض انتفاخ الرئة نفسيًا وجسديًا، وتشمل طرق إعادة التأهيل الرئوي كلًا من تمارين التنفس التي يمكن أن تساعد على تقوية الرئة، من خلال تقليل انقطاع النفس وتحسن القدرة على التمرين، كذلك قد تساعد جلسات التحدث مع أشخاص آخرين يعانون من انتفاخ الرئة على بناء الثقة في النفس لمقاومة المرض، ويمكن أيضًا أن تساعد تمارين اليوجا على التخفيف من الضغط وتحسين نوعية الحياة للمريض.