المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (بالإنجليزية: Severe Acute Respiratory Syndrome) ويطلق عليها اختصاراً مرض السارس (SARS)، هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي تسبب إتلاف الحويصلات الهوائية المسؤولة عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين داخل الجسم وخارجه، وتشير كلمة حاد إلى أن العدوى والأعراض تحدث بسرعة.

تعد المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من الأمراض المعدية جداً، وقد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وقد تم التعرف على أولى حالات عدوى السارس في الصين عام 2002، وفي غضون أشهر انتشر الوباء إلى جميع أنحاء العالم، إلا أن المنظومات الصحية في مختلف أنحاء العالم تمكنت من السيطرة على السارس، وانتهت عدوى هذه المتلازمة في عام 2004، ولم تظهر حالات إصابة بالسارس بعد ذلك.

ما هي أسباب مرض السارس؟

ينتمي الفيروس المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة إلى عائلة الفيروسات التاجية، التي تعرف باسم شائع باسم كورونا، وهي نفس عائلة الفيروسات التي تسبب حالات الرشح الشائعة.

يعتقد أن فيروس السارس انتقل من الحيوانات إلى البشر، ويعني تخطي الفيروس للحاجز في جسم الحيوان وفي جسم الإنسان معاً بأنه فيروس خطير، يمكن أن يتهرب من الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم.

تكمن خطورة فيروس السارس في تسببه بالالتهاب والتورم للحويصلات الهوائية في الرئة، ومن ثم يتحول الالتهاب إلى أنسجة ليفية مشابهة لأنسجة الجروح الصلبة التي تعيق عمل الحويصلات الهوائية، مما يقلل من نسبة الأكسجين التي يتم إدخالها إلى الجسم، ويقلل من التخلص من ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي النقص في الأكسجين إلى التأثير في وظائف مختلف أعضاء الجسم، مثل قصور الجهاز التنفسي.

للمزيد: ما الفرق بين متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والكورونا؟

كيف ينتشر مرض السارس؟

يتواجد فيروس السارس في سوائل الجهاز التنفسي مثل اللعاب، والبلغم، والمخاط، لذا عند عطس أو تحدث الشخص المصاب بالفيروس ينتقل الفيروس مع رذاذ سوائل الجهاز التنفسي المحمولة في الهواء من شخص إلى آخر.

يمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً نتيجة لمصافحة الشخص المصاب، أو عند لمس الأسطح المختلفة الملوثة برذاذ الجهاز التنفسي الحامل لفيروس السارس، إذ قد يؤدي لمس إحدى مداخل الجسم باليد الملوثة بالفيروس مثل الفم أو الأنف أو العين إلى انتقال فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة إلى الشخص السليم.

من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بعدوى السارس؟

يعد الجميع معرضين للإصابة بعدوى فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، خاصة الأشخاص الذين يكونون على اتصال عن قرب بالشخص المصاب، ومقدمي الرعاية الصحية، والعاملين في المستشفيات ودور الرعاية.

على الرغم من أن العدوى يمكن أن تصيب أي شخص في أي سن، إلا أن عدوى فيروس السارس قد تكون شديدة، أو قد تسبب مضاعفات لدى الفئات التالية:

  • كبار السن.
  • المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تضعف المناعة مثل مرضى السكري.
  • المرضى الذين يتم إضعاف مناعتهم بالأدوية مثل استخدام أدوية العلاج الكيميائي أو الستيرويدات.
  • النساء الحوامل.
  • مرضى زرع الأعضاء.
  • المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز المناعي مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ما هي أعراض مرض السارس؟

يحتاج فيروس السارس إلى فترة حضانة تتراوح بين يومين إلى سبعة أيام قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور، ويمكن أن تشمل أعراض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة المبكرة عند ظهورها على ما يلي:

  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • ألم المفاصل والعضلات.
  • التعب العام.
  • فقدان الشهية.

تشمل العلامات المتقدمة لعدوى السارس التي تتطلب الرعاية الصحية على ما يلي:

  • ضيق التنفس.
  • السعال الجاف.
  • الإسهال.
  • الغثيان أو التقيؤ.

اقرأ أيضاً: أدوية السعال: ما أنواعها؟ وكيف تعمل؟

كيف يتم تشخيص عدوى السارس؟

يتم تشخيص متلازمة السارس عن طريق:

كيف يتم علاج مرض السارس؟

لا يوجد علاج لمرض السارس حتى الآن، وغالباً ما يتخلص الجسم من العدوى من تلقاء نفسه، وفي معظم الحالات يتم علاج المرضى بالعلاج الداعم، أي العلاج المستخدم لتخفيف الأعراض فقط، ولزيادة نسبة الأكسجين في الدم.

لا تفيد المضادات الحيوية في علاج المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، لأن المضادات الحيوية تعمل على علاج العدوى البكتيرية والفطرية، وليس العدوى الفيروسية مثل السارس، ولكن قد يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا تسبب الضعف في الأنسجة الناجم عن عدوى السارس في حدوث عدوى بكتيرية ثانوية في الجهاز التنفسي.

يشمل العلاج الداعم على ما يلي:

  • الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم مثل الباراسيتامول.
  • أدوية لتخفيف السعال.
  • يمكن أن يصف الطبيب الستيرويدات لتقليل التورم والالتهاب في أنسجة الرئة.
  • وضع المريض تحت قناع الأوكسجين عندما تنخفض مستويات أوكسجين الدم عن 94.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض السارس؟

يمكن الوقاية من الإصابة بعدوى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • غسل اليدين بالماء والصابون خاصة عند العودة من الخارج.
  • استخدام معقم اليدين الكحولي عند عدم توفر الصابون.
  • استخدام الكمامة، خاصة في الأماكن العامة، وعند التعامل مع شخص مصاب بالفيروس، أو يعتقد بأنه مصاب.
  • تجنب استخدام أو لمس الأدوات الشخصية الخاصة بالمريض خاصة أواني الطعام والشراب.
  • تجنب لمس العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين او تعقيمها.
  • العطس والسعال في منديل ورقي والتخلص منه في سلة المهملات وعدم تركها على الأسطح، لتجنب نشر العدوى إلى الآخرين عند الإصابة بفيروس السارس.
  • استخدام مرفق اليد من الداخل عند عدم توفر مناديل ورقية.
  • تجنب الخروج والاختلاط بالآخرين في فترات نشاط العدوى.

مضاعفات مرض السارس

يمكن أن تؤثر عدوى السارس المعقدة على مختلف أعضاء وأنظمة الجسم نتيجة لنقص الأكسجين، وقد تشمل المضاعفات التي يمكن أن يسببها على ما يلي:

  • الفشل الرئوي.
  • فشل القلب.
  • فشل الكبد.
  • الفشل الكلوي.
  • الوفاة.

للمزيد: السعال علامة مرضية لا يمكن تجاهلها

اقرا ايضاً :

كيفية السيطرة على مرض الربو اثناء فصل الشتاء