الصداع هو ألم يحدث في الرأس نتيجة حدوث التهاب وتهيج في الأنسجة المتواجدة في منطقة الرأس والرقبة، بما فيها العضلات، والشرايين، والأوردة، والأعصاب. كما يمكن أن يحدث ألم الرأس بسبب التهاب الأنسجة المتواجدة داخل الأنف، أو العينين، أو الأذنين. [1]

تتعدد أسباب الصداع والتي غالبًا ما تكون بسيطة وتتسبب بنوبات متفاوتة من الألم في الرأس خلال مختلف مراحل حياة الفرد. لكن، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون سبب الصداع خطيرًا والذي يتسبب بنوبات متكررة من الألم الشديد وغير المحتمل في الرأس.

فما هي أسباب ألم الرأس الأكثر شيوعًا؟ وما هي العوامل التي تحفز الصداع؟ هذا ما سنجيب عنه بالتفصيل في المقال التالي.

أسباب الصداع المتعلقة بنمط الحياة

هناك العديد من التغييرات في نمط الحياة يمكن أن يمكن أن يتم اعتبارها سببًا من أسباب الصداع المحتملة، والتي تتضمن ما يلي:

التوتر والإجهاد النفسي

يعتبر التوتر والضغط النفسي من أكثر أسباب وجع الرأس شيوعًا، والذي يتسبب بنوع خاص من الصداع والذي يسمى بصداع التوتر. وغالبًا ما سيعاني 2 من أصل 3 أفراد من صداع التوتر مرة واحدة على الأقل في حياتهم. [1،2]

يتم تمييز الصداع الناجم عن التوتر بشعور الفرد وكأن هناك شريط ضيق يضغط على منطقة ما حول الرأس، كما يمكن أن يرافقه وجود شد في عضلات الرأس، أو الرقبة، أو الفك. [1]

أيضًا، يمكن أن يتسبب صداع التوتر بالإحساس بالضغط خلف العينين، فضلًا عن زيادة الحساسية لدى الفرد تجاه الضوء والصوت. [3]

قلة النوم

تتضمن أسباب الصداع حدوث تغيرات في نمط النوم الخاص بالفرد ومعاناته من الأرق وقلة النوم، حيث عادة ما ترتبط قلة النوم بزيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي وصداع التوتر على وجه الخصوص. [2،4]

غالبًا ما ينصح بأخذ قسط من الراحة والنوم في حال كان سبب ألم الرأس لدى الفرد، فذلك يمكن أن يساعد على وقف نوبة الصداع أو يقلل من شدتها على الأقل. [2]

ممارسة التمارين الشاقة

يمكن أن تحدث آلام في الرأس بعد ممارسة الفرد لأحد التمارين البدنية الشاقة، والتي تتسبب بزيادة تدفق الدم إلى الجمجمة، مما يؤدي إلى الشعور بألم نابض على جانبي الرأس. [3-5]

ومن الأمثلة على التمارين البدنية الشاقة والتي يمكن أن تكون محفزًا لحدوث الصداع لدى الفرد ما يلي: [3،5]

  • الجري.
  • القفز.
  • رفع الاثقال.
  • الجماع.

لكن، لا داعي للقلق، غالبًا ما يكون الصداع الناجم عن هذه الحالة قصير الأمد، حيث أنه يستمر لبضع ساعات فقط، وفي أسوأ الأحوال سيستمر لفترة أقصاها يومين. [3،5]

تناول الكحول

من أسباب الصداع المتعلقة بنمط الحياة تناول الفرد لكميات كبيرة من الكحول، حيث يعتبر الكحول كأحد مسببات ومحفزات الصداع الشائعة. عادة ما يشبه الصداع الناجم عن الإفراط في شرب الكحول مشابهًا لنوبات الصداع النصفي، حيث أنه يحدث على جانبي الرأس ويمكن أن يتفاقم بسبب الحركة. [2،3]

تناول الكافيين

تؤثر مادة الكافيين المتواجدة في القهوة والشاي على تدفق الدم في الدماغ، حيث أنها تتسبب بانقباض الأدوية الدموية. وبالتالي يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من مادة الكافيين بحدوث نوبات من الصداع لدى الفرد. [2،5]

أيضًا، يمكن أن يتسبب الانقطاع عن تناول مادة الكافيين بشكل مفاجئ بحدوث الصداع، فالانقطاع عنها سيتسبب بتوسع الأوعية الدموية داخل الدماغ، مما يزيد من تدفق الدم خلالها والشعور بألم نابض داخل الرأس. [2،3]

اقرأ أيضًا:  هل الصداع المستمر خطير؟

أسباب أخرى

من الأسباب والعوامل الأخرى المتعلقة بنمط حياة الفرد والتي يمكن أن تتسبب بتحفيز نوبات الصداع لدى الفرد أيضًا ما يلي: [1،2]

  • حدوث تقلبات في مستويات السكر في الدم لدى الفرد.
  • تناول بعض أنواع المواد الغذائية المضافة، مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم.
  • تناول بعض أنواع المواد الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الأمينات.
  • التغيرات في البيئة الخارجية، والتي تشمل ما يلي:
    • التعرض للضوء الساطع.
    • سماع الأصوات العالية والمزعجة.
    • ارتفاع نسبة الرطوبة أو الطقس البارد.
    • استنشاق الدخان والروائح الشديدة.
    • ارتفاع درجات الحرارة.

أسباب الصداع المرضية

تتضمن الأمراض والمشكلات الصحية التي يمكن أن تتسبب بوجع الرأس ما يلي:

مشكلات الفك والأسنان

غالبًا ما ترتبط آلام الفك والأسنان بحدوث الصداع لدى الفرد أيضًا. فمثلًا، يمكن أن يؤدي وجود مشكلة في إطباق أسنان الفك العلوي والسفلي معًا إلى حدوث توتر وشد في عضلات الفك، وهذا ما سيؤدي إلى حدوث آلام في منطقة الرأس. [1]

ومن مشكلات الأسنان التي يمكن أن تكون سببًا من أسباب الصداع ما يلي: [1]

  • تسوس الأسنان.
  • خراجات الأسنان.
  • الإصابة بعدوى ما بعد خلع أحد الأسنان أو الطواحين.

أمراض الجيوب الأنفية

يتسبب التهاب الجيوب الأنفية بحدوث الصداع لدى المريض، والذي يمكن تمييزه على أنه ألم خفيف ونابض حول العينين، والخدين، والجبهة، والذي يمكن أن يتفاقم مع الحركة أو عند التعرض للإجهاد، كما يمكن أن ينتشر ألم الرأس الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية إلى منطقة الأسنان والفكين. [3]

يمكن أن يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة الإصابة بالعدوى أو الحساسية. كما يمكن أن يتسبب التهاب الجيوب الأنفية بأعراض أخرى إلى جانب الصداع، ومنها: [3،4]

  • سيلان الأنف.
  • امتلاء الأذنين.
  • الحمى.
  • تورم الوجه.
  • خروج إفرازات صفراء أو خضراء اللون من الأنف.

العدوى

تتسبب العديد من الأمراض المعدية التي يمكن أن تصيب منطقة الحلق، أو الأنف، أو الأذنين بألم الرأس عند الفرد، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية. [1،4]

ومن الأمثلة على الأمراض المعدية التي يمكن أن تكون من أسباب الصداع المحتملة ما يلي: [1]

  • التهاب التيه، والذي يتمثل بأي التهاب يحدث داخل الأذن الداخلية.
  • التهاب اللوزتين، والذي يكون ناجمًا عن الإصابة بالبكتيريا العقدية في أغلب الأحيان.

أمراض العيون

يمكن أن يحدث الصداع نتيجة لوجود اضطرابات في الرؤية لدى الفرد، مثل طول النظر، ويعود السبب في ذلك إلى قيام الفرد بالحول وإجهاد عضلات العين من أجل زيادة تركيزه ورؤية الأشياء من حوله بشكل أفضل. [1]

ومن أمراض العيون التي تعتبر سببًا من أسباب الصداع أيضًا مرض الجلوكوما. [1]

الاضطرابات الهرمونية

تعد الاضطرابات الهرمونية من أسباب الصداع الشائعة جدًا عند النساء، حيث ترتبط التغيرات التي تحدث في مستويات هرمون الاستروجين بزيادة خطر الإصابة بألم الرأس ونوبات الصداع النصفي. [2،3،5]

فمثلًا، تتسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الأوقات المختلفة من الدورة الشهرية بحدوث نوبات من الصداع لدى المرأة، وخصوصًا خلال اليومين السابقين للحيض، أو خلال 3 أيام الأولى من فترة الحيض، أو أثناء فترة الإباضة. [3،5]

يمكن أن يحدث الصداع المرتبط بالهرمونات لدى النساء، أيضًا نتيجة للأسباب التالية: [3،5]

  • الحمل.
  • انقطاع الطمث.
  • استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية.

اقرأ أيضًا: 4 من أنواع صداع الدورة الشهرية

ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم من أسباب الصداع، خصوصًا لدى كبار السن. غالبًا لا يتسبب ارتفاع ضغط الدم بحدوث الصداع، لكن عندما يرتفع ضغط الدم بشكل خطير ويصبح أعلى من 180/ 120 مليمتر زئبق عندها سيعاني المريض من ألم في الرأس يشبه النبض، والذي يكون عادة على جانبي منطقة الرأس ويزداد سوءًا عند القيام بأي نشاط. [1،5]

أمراض ومشكلات صحية أخرى

تتضمن أسباب وجع الرأس المرضية أيضًا ما يلي: [1،4]

  • الجفاف.
  • الحساسية، بما في ذلك الإصابة بحمى القش.
  • اضطرابات الجهاز العصبي.
  • التعرض لإصابة في الرأس، أو الرقبة، أو العمود الفقري.
  • التهاب الشرايين الصدغي، وهو من أسباب الصداع التي تحدث بنسبة أعلى لدى كبار السن.
  • التهاب المفاصل.
  • التهاب السحايا.
  • أورام الدماغ والجهاز العصبي.
  • السكتة الدماغية.

أدوية تسبب الصداع

يمكن أن تحدث آلام الرأس والصداع نتيجة لاستخدام بعض أنواع الأدوية، وأشهرها: [1]

  • حبوب منع الحمل الهرمونية.
  • العلاج بالهرمونات البديلة والتي يتم استخدامها للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
  • بعض أنواع أدوية السكري.

كما يمكن أن تشتمل أسباب الصداع على الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم، ومنها: [3،5]

  • الباراسيتامول.
  • الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبرين.
  • أدوية التريبتان، مثل السوماتريبتان.
  • المسكنات الأفيونية.

حيث يمكن أن يتسبب استخدام هذه الأدوية بمعدل أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، أو أكثر من 10 أيام في الشهر، ومن ثم التوقف عن استخدامها بحدوث ما يسمى بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound Headaches). [1،4]

نهاية، تتعدد أسباب ألم الرأس والصداع لدى الفرد، فمنها ما يكون يكون بسيطًا ويرتبط بعدد من التغيرات في نمط الحياة، ومنها ما يكون أكثر خطورة والذي يرتبط بالإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية. بشكل عام، ينصح باستشارة الطبيب في حال استمر ألم الرأس لفترات طويلة أو كان شديدًا، وذلك من أجل إجراء عدد من الفحوصات والتحاليل التشخيصية والتي يمكن أن تفيد في تحديد سبب الصداع لدى الفرد.

اقرأ أيضًا: اسباب الام الرأس والرقبة من الخلف