الحكة المفاجئة في الجسم قد تبدو مجرد شعور مزعج يختفي بسرعة، لكنها أحيانًا تكون مؤشرًا على تغييرات صحية مهمة في جسم المرأة. فهم أسبابها يساعدك على التعامل معها بشكل صحيح والتمييز بين الحالات البسيطة التي تزول بسهولة، وتلك التي قد تتطلب استشارة طبية عاجلة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أسباب الحكة المفاجئة عند النساء وكيفية التعامل معها! [1][2]
محتويات المقال
أسباب الحكة المفاجئة أثناء الحمل
حكة الجلد المفاجئة من الأعراض الشائعة خلال الحمل، خصوصًا في منطقة البطن، وقد تحدث الحكة لأسباب طبيعية مثل تمدد الجلد بسبب نمو الجنين وزيادة حجم الرحم، ولكنها قد تحدث أيضًا في بعض الحالات نتيجة بعض الاضطرابات الصحية، ومن هذه الأسباب الآتي: [8][9]
الطفح التأتبي للحمل
يعد الطفح الجلدي التأتبي أثناء الحمل (بالإنجليزية: Atopic Eruption of Pregnancy) من أكثر أسباب الحكة شيوعًا خلال الحمل، حيث يُقدر أنه المسؤول عن نحو 43% إلى 49% من حالات الطفح الجلدي والحكة أثناء الحمل. [8]
يرتبط هذا الطفح الجلدي بوجود تاريخ مرضي أو عائلي للإصابة بالأمراض التحسسية، مثل الإكزيما والربو، وعادةً ما يظهر الطفح الجلدي في وقت مبكر من الحمل؛ أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى في العادة، ويسبب ظهور نتوءات جلدية صلبة على الأطراف، مثل ظهر اليدين والقدمين، كما يُؤدي إلى الإصابة بالحكة الشديدة. [8]
ولا يُشكّل هذا الطفح الجلدي أي مضاعفات خطيرة على الأم أو الجنين، ومع أنّه قد يستمر حتى الولادة، إلا أنها لا يظهر مرة أخرى بعدها. [8]
لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية
تُعدّ لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية (بالإنجليزية: Pruritic Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy) أو الطفح الجلدي متعدد الأشكال من الأسباب الشائعة للحكة أثناء الحمل، ويُقدر أنه السبب وراء 22% من حالات الطفح الجلدي والحكة أثناء الحمل. [8]
وعادةً يظهر في الثلث الثالث من الحمل، وقد يظهر أحيانًا بعد الولادة، ويبدأ غالبًا في المناطق المصابة بعلامات التمدد على البطن، ولكنه قد ينتشر إلى الفخذين أو الأرداف أو الصدر، وتزداد احتمالية ظهوره في الحالات الآتية: [8]
- الحمل الأول.
- الولادة القيصرية.
- وجود تمدد شديد في الجلد، كما يحدث عن الحمل بتوأم أو أكثر.
الفقاع الحملي
يعد الفقاع الحملي (بالإنجليزية: Pemphigoid Gestationis) من اضطرابات المناعة النادرة، ويحدث لأن جهاز المناعة يبدأ بمهاجمة الجسم عن طريقة الخطأ، مما يُسبب الحكة وطفح جلدي يُصيب كامل الجسم، وعادةً تبدأ أعراضه في الثلث الثاني أو الأخير من الحمل. [8]
يميل الفقاع الحملي إلى التحسن مع تقدم الحمل، ولكنه قد يزداد سوءًا عند اقتراب موعد الولادة في حوالي 75% من الحالات، وقد تظهر لدى حديث الولادة طفح جلدي أيضًا، ولكنه يزول وحده خلال عدة أيام أو أسابيع. [8]
الركود الصفراوي
الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل حالة نادرة تصيب الكبد وتمنعه من التخلص من المواد الضارة من الجسم بشكل طبيعي، مما يسبب حكة شديدة في الجلد دون ظهور طفح جلدي، وغالبًا تبدأ الحكة على راحة اليدين وباطن القدمين، ثم تنتشر إلى باقي أجزاء الجسم. [9]
وعادةً تبدأ هذه الحالة في الثلث الأخير من الحمل، وتختفي بعد الولادة مباشرة، مع ذلك من الضروري متابعة الحالة مع الطبيب لضمان سلامة الأم والطفل. [9]
اقرأ أيضًا: الركود الصفراوي للحامل ومخاطره على الجنين.
أسباب الحكة بعد انقطاع الطمث
يصاحب مرحلة انقطاع الطمث العديد من الأعراض المزعجة، أبرزها جفاف الجلد والشعور بالحكة. ويحدث ذلك نتيجة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، الذي يلعب دورًا أساسيًا في إنتاج الكولاجين والزيوت الطبيعية التي تحافظ على رطوبة البشرة، مما يجعل الجلد أرق وأكثر عرضة للجفاف والحكة. [1]
كما قد تزداد الحكة مع تقدم السن؛ لأن إفراز الجلد يقل لمادة الزهم، وهي الزيت الطبيعي المسؤول عن رطوبة البشرة، وقد تحدث الحكة في أي جزء من الجسم، لكنها تكون أكثر شيوعًا في المناطق الآتية: [1]
- الوجه.
- الظهر.
- الأطراف.
- المرفقان.
- الرقبة.
- الصدر.
وقد تعاني بعض النساء خلال فترة انقطاع الطمث أو بعدها من الحكة المهبلية، وغالبًا ما تكون مرتبطة بجفاف المهبل، وهو عرض شائع ناجم عن التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى ترقق أنسجة المهبل أكثر من المعتاد، وهو ما يُعرف بضمور المهبل (بالإنجليزية: Vaginal Atrophy)، ومن العوامل والأسباب التي تزيد الحكة المهبلية في هذا العمر استخدام بعض أنواع الصابون أو المنظفات، والالتهابات والعدوى. [1][2]
أسباب عامة للحكة المفاجئة عند النساء
من الأسباب التي تُسبب الحكة المفاجئة:
جفاف الجلد
يحدث جفاف الجلد نتيجة فقدان الجلد لكمية كبيرة من الماء، مما قد يسبب الحكة، ومن الأعراض التي تدل على جفاف الجلد: [3]
- خشونة الجلد أو تقشره.
- الحكة الشديدة.
- ظهور البشرة باللون الرمادي أو الباهت لدى أصحاب البشرة الداكنة.
- تشقق الجلد، أو الشفاه.
الحساسية
تُعدّ الحساسية من الأسباب الشائعة للحكة الجلدية، حيث يحدث ما يُعرف بالتهاب الجلد التماسي التحسسي (بالإنجليزية: Allergic Contact Dermatitis) عند ملامسة الجلد لمادة مسببة للحساسية. يؤدي ذلك إلى ظهور طفح جلدي ملتهب مصحوب بالحكة، وقد تظهر أحيانًا بثور أو نتوءات صغيرة. وتجدر الإشارة إلى أن ظهور الطفح الجلدي قد يتأخر لعدة ساعات في بعض الحالات. [3]
العدوى
قد تكون الحكة المفاجئة والشديدة علامة على الإصابة بالعدوى: [7]
- الجدري المائي.
- الحزام الناري.
- السعفة.
- الحصبة.
- الفطريات.
- العث، بما في ذلك بق الفراش.
- القمل.
- الدودة الدبوسية.
- الجرب.
الأمراض الجلدية
يُمكن أن تحدث الحكة المفاجئة بسبب: [3][5]
- الإكزيما: هي مرض مزمن تُسبب ظهور بقع حمراء متقشرة ويرافقها حكة شديدة، وتظهر هذه البقع في أغلب الحالات على الرقبة والرسغ والجزء الداخلي من المرفق، وتزداد هذه الحالة سوءًا عند استعمال المنظفات القاسية، بعض أنواع الصابون، ومواد العناية بالبشرة التي تحتوي على عطور.
- الصدفية: هي إحدى اضطرابات المناعة الذاتية التي تؤدي إلى إنتاج الخلايا الجلدية بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا على سطح الجلد مكونة بقعًا حمراء ملتهبة ومثيرة للحكة.
استخدام بعض الأدوية
في بعض الحالات، قد تسبب بعض الأدوية الشعور بالحكة حتى من دون ظهور طفح جلدي، أو أي علامات تدل على تهيج الجلد، ومن الأمثلة عليها: [5]
- بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم من فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE Inhibitors).
- دواء ألوبورينول (بالإنجليزية: Allopurinol) المستخدم لعلاج النقرس.
- دواء أميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone) لعلاج اضطرابات نظم القلب.
- مدرات البول.
- الإستروجين.
- بعض مسكنات الألم الموصوفة طبيًا مثل الأفيونات (بالإنجليزية: Opioids).
- دواء سيمفاستاتين (بالإنجليزية: Simvastatin) المستخدم لعلاج ارتفاع الكوليسترول.
الأسباب النفسية
يُمكن أن تُصاب بعض النساء بالحكة دون الإصابة بالطفح الجلدي أو وجود أي سبب جلدي، وعادةً يرتبط ذلك بالاضطرابات النفسية الآتية: [3]
- الاكتئاب.
- القلق والتوتر.
- اضطراب الوسواس القهري.
بعض الاضطرابات الصحية
قد تسبب بعض الاضطرابات الصحية الشعور بالحكة، مثل: [7]
- انسداد القنوات الصفراوية.
- فشل الكبد.
- داء الطفيليات الوهمي.
- اعتلال الأعصاب الطرفية.
- تليف الكبد.
- فقر الدم.
- سرطان الدم.
- أمراض الغدة الدرقية.
- الأورام اللمفاوية.
- الفشل الكلوي.
نصيحة الطبي
تُعد الحكة المفاجئة عند النساء عرضًا شائعًا قد ينجم عن الحمل، انقطاع الطمث، جفاف الجلد، الحساسية، العدوى، أمراض جلدية، أو بعض الأدوية، كما قد تكون مرتبطة بحالات نفسية أو اضطرابات صحية مزمنة. يُنصح بمراجعة الطبيب عند استمرار الحكة أو شدتها لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!