يُعدّ الركود الصفراوي إحدى أمراض الكبد التي يُمكن أن تحدث للحامل، خصوصًا في المراحل الأخيرة من فترة الحمل، ومن المُمكن أن يتسبّب الركود الصفراوي عند الحامل بمعاناتها من حكّة شديدة و اصفرار الجلد وبياض العين. [1][2]

وفي هذا المقال سنتعرف على كل ما يخص الركود الصفراوي في الحمل، بما في ذلك أعراضه وأسباب حدوثه، وطرق علاج الركود الصفراوي للحامل، وتأثير الركود الصفراوي على الجنين.

الركود الصفراوي للحامل

إنّ الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل (بالإنجليزية: Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy or ICP)، والمعروف أيضًا باسم الركود الصفراوي أثناء الحمل (بالإنجليزية: Cholestasis of Pregnancy)، هي حالة صحية تؤثر على الكبد وتتسبّب بتراكم العصارة الصفراوية في الدم. [1][3]

يتم تصنيع العصارة الصفراوية بواسطة خلايا الكبد، ومن ثم يتم تخزينها وإفرازها عن طريق المرارة إلى داخل الأمعاء من أجل هضم الدهون المتواجدة في الطعام. وعند حدوث الركود الصفراوي للحامل فإنّ التدفق الطبيعي للعصارة الصفراوية في المرارة يتباطأ أو يتوقف بشكل كامل. [1][4]

يُعدّ الركود الصفراوي أثناء الحمل من الحالات الشائعة إلى حدٍ ما، إذ أنّه يصيب حوالي 1 إلى 2 من كل 1000 امرأة حامل. وعادةً ما يظهر الركود الصفراوي عند الحامل في أواخر الثلث الثاني أو خلال الثلث الثالث من الحمل، وغالبًا ما يختفي في غضون أيام قليلة بعد الولادة. [1][2][3]

أسباب الركود الصفراوي للحامل

إلى الآن من غير المعروف السبّب الرئيس لحدوث الركود الصفراوي للحامل، إلّا أنّه من المُمكن أن يحدث نتيجةً لمجموعة من العوامل الوراثية، والهرمونية، والبيئية. [1][2][5]

ففي بعض الحالات، يُمكن أن يكون الركود الصفراوي أثناء الحمل وراثيًا، بمعنى أنّه ينتقل بين أفراد الأسرة، حيث يُمكن أن تسبّب بعض الطفرات الجينية خلل في عملية نقل العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى تراكمها داخل الكبد. فعلى سبيل المثال، تُعدّ التغيرات التي تحدث في الجين ABCB4 سبّبًا في حدوث الركود الصفراوي في الحمل لدى ما يصل إلى 25% من إجمالي الحالات. [1][5]

أيضًا، يُمكن أن يكون لهرمونات الحمل، بما فيها هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون، دورًا في الإصابة بالركود الصفراوي عند الحامل، حيث تؤثر هذه الهرمونات على قدرة الكبد على تحريك العصارة الصفراوية، فعلى سبيل المثال إنّ ازدياد مستويات الإستروجين أثناء الحمل يتسبّب بإبطاء تدفّق العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة، مما يتسبّب بتراكمها داخل الكبد ومن ثم دخولها إلى مجرى الدم. [1][2]

غالبًا ما ترتفع مستويات هرمونات الحمل في الثلث الأخير من الحمل، وهذا ما يفسّر حدوث ركود العصارة المرارية للحامل بشكل شائع في هذه الفترة من فترات الحمل. [1]

عوامل خطر الإصابة بالركود الصفراوي للحامل

يوجد عدد من العوامل التي يُمكن أن تزيد من خطر حدوث الركود الصفراوي للحامل، وتشمل هذه العوامل ما يلي: [2][3]

  • إصابة إحدى أفراد العائلة المقربات بالركود الصفراوي أثناء الحمل.
  • إصابة المرأة نفسها بهذه الحالة خلال حمل سابق، حيث أنّ خطر تكرار الإصابة خلال حالات الحمل اللاحقة يتراوح ما بين 60 - 70%.
  • تاريخ للإصابة بتلف الكبد أو التهاب الكبد المزمن C.
  • الحمل المتعدد، سواء حاليًا أو في وقتٍ سابق.
  • الحمل نتيجة إجراء التخصيب في المختبر (حمل الأنابيب).

أعراض الركود الصفراوي للحامل

تُعدّ الحكة الشديدة العرض الرئيسي للركود الصفراوي في الحمل، ومن المُمكن أن تكون العرض الوحيد في بعض الحالات. وعادةً ما تظهر الحكة أولًا في راحة اليدين وباطن القدمين، ومن ثم تنتشر إلى باقي أنحاء الجسم، كما أنّها غالبًا ما تزداد سوءًا أثناء الليل. [1][3][4][5]

ويُمكن أن تشمل علامات الركود الصفراوي للحامل الأخرى ما يلي: [1][2]

  • البول الداكن.
  • البراز فاتح اللون.
  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • الغثيان.
  • التعب والإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • اصفرار لون الجلد والعينين (اليرقان).

تختلف أعراض الركود الصفراوي أثناء الحمل من امرأة لأخرى ويُمكن أن تتراوح شدة هذه الأعراض من طفيفة إلى شديدة. ومن المُمكن أن تتشابه أعراض الركود الصفراوي للحامل في بعض الأحيان مع بعض الحالات الصحية الأخرى، ولهذا يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض لإجراء الفحوصات اللازمة والحصول على التشخيص الصحيح. [1][3]

حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)

تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.

التاريخ الحالي
تاريخ أول يوم لآخر دورة
×إغلاق

نتائج العملية الحسابية

تاريخ الولادة المتوقع

عمر الحمل التقريبي

تشخيص الركود الصفراوي للحامل

لا يمكن الاعتماد فقط على الأعراض التي تعاني منها المرأة لتشخيص الركود الصفراوي عند الحامل، فكما ذكرنا سابقًا يُمكن أن تتشابه الأعراض الخاصة بهذه الحالة مع الأعراض التي تتسبّب بها العديد من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى. [1]

ويُمكن أن يشمل تحليل الركود الصفراوي للحامل إجراء الأنواع التالية من فحوصات الدم: [1][2][3]

  • تحليل مستويات الأحماض الصفراوية، حيث في حال كانت نسبتها 10 ميكرومول/ لتر أو أكثر يتم تشخيص الحامل بالركود الصفراوي.
  • فحص وظائف الكبد، والذي يتضمّن تحليل ناقلة أمين الألانين، وتحليل البيليروبين، وتحليل ناقلة أمين الأسبارتات.
  • تحليل تخثر الدم، وذلك لأنّ الركود الصفراوي في الحمل يُسبّب صعوبة في امتصاص الدهون، مما يُمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين K، وهو فيتامين مهم لصنع البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، ويتسبّب انخفاض مستوياته بزيادة خطر حدوث النزيف لدى المرأة.

عادةً ما يتم إجراء هذه الاختبارات بشكل مستمر للمرأة الحامل المصابة بالركود الصفراوي، وذلك لمراقبة حالتها ومنع تطوّر المضاعفات لديها. كما يُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للبحث عن تشوهات في كبد المرأة الحامل في حال تم تشخيص إصابتها بالركود الصفراوي. [3]

علاج الركود الصفراوي للحامل

يهدف علاج الركود الصفراوي للحامل عادةً إلى تخفيف الأعراض، وخاصةً الحكة، بالإضافة إلى منع تطوّر المضاعفات المحتملة للأم والجنين. [2][3]

ومن المُمكن أن تشمل طرق علاج الركود الصفراوي للحامل ما يلي:

الأدوية والمكملات الغذائية

تُستخدم بعض الأدوية والمكملات الغذائية للنساء الحوامل المصابات بالركود الصفراوي للمساعدة في تخفيف الحكة وخفض مستويات العصارة الصفراوية في الدم، وتشمل هذه الأدوية ما يلي: [2]

  • حمض الأورسو ديوكسي كوليك

يُعدّ حمض الأورسو ديوكسي كوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic Acid or UCDA) الدواء الأساسي لعلاج الركود الصفراوي في الحمل والذي يٌستخدم لتخفيف الحكة وتقليل مستويات العصارة الصفراوية في الدم من خلال تحسين قدرة الكبد على العمل. [1][3]

وعادةً ما يتم إعطاؤه في البداية بجرعة 300 ملغ يوميًا ومن ثم يتم زيادتها لتصل إلى 300 ملغ ثلاث مرات يوميًا، وغالبًا ما ستقل أعراض الركود الصفراوي للحامل في غضون أسبوعين. وفي حال لم تتحسن الأعراض يُمكن أن يتم زيادة الجرعة إلى حد أقصى مقداره 21 ملغ/ كيلوغرام في اليوم. [3]

وما يجدر ذكره، أنّه ستتناول الحامل هذا الدواء منذ أن يتم تشخيصها بالركود الصفراوي وحتى موعد الولادة. [3]

  • الأدوية المضادة للحكة

هناك عدّة أنواع من الأدوية التي يُمكن أن تكون مفيدة للتخفيف من الحكة المرافقة للركود الصفراوي عند الحامل، منها: [3][4][5]

  • كريمات المنثول (بالإنجليزية: Menthol) بتركيز 1%.
  • الكالامين.
  • مضادات الهيستامين الفموية، مثل: الكلورفينيرامين (بالإنجليزية: Chlorpheniramine).
  • مكملات فيتامين K

غالبًا ما يصاحب الركود الصفراوي في الحمل حدوث نقص فيتامين K وزيادة خطر الإصابة بالنزيف، بما في ذلك النزيف ما بعد الولادة. لذلك غالبًا ما تحتاج الأم الحامل إلى تناول مكملات فيتامين K، وذلك قبل الولادة وبعدها. [1][3]

الطرق المنزلية الطبيعية

 لا تّعد العلاجات المنزلية بديلًا عن الأدوية التي يصفها الطبيب، لكن يُمكن أن تساعد بعض العلاجات الطبيعية والنصائح في تخفيف أعراض الركود الصفراوي عند الحامل، أهمها حكة الجلد، وفيما يلي نذكر بعضًا منها: [2][3]

  • أخذ حمام دافئ أو الجلوس في حوض الاستحمام الذي يحتوي على الماء الفاتر ودقيق الشوفان، حيث يمتلك دقيق الشوفان خصائص مهدئة تقلّل من الحكة.
  • وضع زيت جوز الهند بعد الاستحمام على المناطق المصابة بالحكة.
  • تطبيق صودا الخبز أو خل التفاح باستخدام قطعة من القطن على أي منطقة تُسبّب الحكة.
  • ارتداء الملابس الناعمة والفضفاضة، والتي لا تتسبّب بتفاقم الحكة.

أما حول علاج الركود الصفراوي للحامل بالأعشاب، مثل: جذر الهندباء (بالإنجليزية: Dandelion Root) أو حليب الشوك (بالإنجليزية: Milk Thistle)، فإنّه لا يوجد دليل على أن هذه الأدوية آمنة أو فعالة لعلاج الركود الصفراوي أثناء الحمل، ولهذا يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أيًا من هذه العلاجات العشبية. [3]

كما يُنصح بشكل عام بالتزام الأم الحامل بتناول نظام غذائي متوازن، والذي تضمّن ما يلي: [3]

  • تناول الكثير من الفواكه والخضروات.
  • تناول مجموعة من مصادر البروتين، مثل: اللحوم، والدواجن، والأسماك، والمأكولات البحرية، والبيض، والفاصوليا، والبازلاء، والتوفو، ومنتجات الصويا والمكسرات، والبذور.
  • التركيز على تناول الحبوب الكاملة، مثل: الشوفان، والقمح الكامل، والأرز البني.
  • تناول الدهون والزيوت الصحية مع التقليل من الدهون الحيوانية واستبدالها بالزيوت النباتية، مثل: زيت الزيتون أو زيت بذور العنب.
  • تجنّب السكريات والأطعمة المكرّرة، مثل: الخبز الأبيض وشراب الذرة.
  • تجنّب اللحوم المصنّعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
  • شُرب 8 - 12 كوبًا من الماء يوميًا.
  • تجنّب المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية.

مخاطر الركود الصفراوي للحامل

يٌمكن أن ينطوي الركود الصفراوي في الحمل على بعض المضاعفات لكل من الأم الحامل والطفل. فيما يخص الأم، فكما ذكرنا سابقًا، يُمكن أن تعاني من نقص فيتامين K وزيادة خطر حدوث نزيف شديد عند الولادة. كما يُمكن أن تُعاني الأم من نقص في مستويات الأنواع الأخرى من الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل: [2][3]

  • فيتامين A.
  • فيتامين D.
  • فيتامين E.

هل يؤثر الركود الصفراوي على الجنين؟

نعم، حيث أنّ هناك خطر كبير لحدوث مضاعفات للطفل الجنين في حال عدم علاج الركود الصفراوي في الحمل، وذلك قبل ولادته أو بعدها، ويُمكن أن يحدث ذلك نتيجة انتقال الأحماض الصفراوية المتراكمة في دم الأم إلى الجنين، مما قد يؤثر عليه سلبًا. [2][3]

وتشمل مخاطر الركود الصفراوي في الحمل المحتملة على الجنين ما يلي: [2][3][4][5]

  • الضائقة الجنينية (بالإنجليزية: Fetal Distress): وهي حالة تصف عدم حصول الطفل على كمية كافية من الأكسجين وانخفاض معدل ضربات قلبه أثناء الولادة.
  • الولادة المبكرة (بالإنجليزية: Preterm Birth): فمن المُمكن أن تكون الحامل أكثر عرضة لولادة الطفل قبل أوانه، وذلك قبل اكتمال نمو أعضائه، خاصةً الرئة، مما قد يؤدي إلى معاناته من مشاكل بالتنفس.
  • موت الجنين قبل الولادة: حيث يموت الطفل في بطن الأم قبل ولادته.
  • استنشاق العقي (بالإنجليزية: Meconium Aspiration): حيث قد يدخل العقي (البراز الأول للطفل) في السائل الأمنيوسي قبل الولادة، ويُمكن أن يؤدي استنشاق الطفل لهذه المادة إلى حدوث مشاكل في جهازه التنفسي.

تجنبًا لمخاطر الركود الصفراوي في الحمل على الجنين، سيتم إجراء فحوصات الدم بانتظام لمراقبة وظائف الكبد ومستويات العصارة الصفراوية في الدم لدى الأم. كما يُمكن أن يوصي الطبيب بإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية بشكل متكرر للجنين، وذلك لمراقبة صحة الجنين وتطوّره، بالإضافة إلى التحقق من عدد مرات تحرك الجنين في فترة معينة وقياس نبضات قلب الجنين. [3][5]

غالبًا ما يتم تحفيز الولادة في الأسبوع 37 من الحمل للحد من المخاطر المحتملة، خصوصًا في حال لم تكن هناك استجابة بعد تناول الأدوية. وإذا كان الركود الصفراوي في الحمل شديدًا، فقد يحدث التحفيز في وقت سابق عن ذلك، ويمكن أن يكون ذلك في أي وقت بدءًا من 35 أسبوعًا، ويتم تحديد ذلك اعتمادًا على مستوى الأحماض الصفراوية في الدم. [1][5]

نصيحة الطبي

يُعدّ الركود الصفراوي أثناء الحمل من الحالات الشائعة إلى حدٍ ما، والذي يتسبّب غالبًا بالحكة الشديدة. ومن المهم علاج هذه المشكلة ومراقبة الوضع الصحي للحامل حتى يحين موعد ولادتها تجنبًا لتطوّر المضاعفات والتأثير سلبًا على صحة الجنين.

وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص علاج الركود الصفراوي للحامل أو للإجابة على أية استفسارات لديكِ حول هذا الموضوع. 

اقرا ايضاً :

التخدير أثناء الولادة