المشيمة، مصطلح يوناني ويعني الكعكة المسطحة وهي عضو متخصص وظيفته الأساسية دعم نمو وتكون الجنين خلال الحمل. يبدأ تكوين المشيمة مع بداية انغراس الجنين في جدار الرحم، وتنفصل عن الرحم بعد خروج الجنين مباشرة.
المشيمة هي الجزء الذي يربط بين الأم والجنين، تلتصق المشيمة بجدار الرحم كما يوجد الحبل السري الذي يربط الطفل بالمشيمة فيقوم بنقل الغذاء والاكسجين من الأم الى الجنين، وأخذ الفضلات الناتجة من الجنين إلى الأم.
تعمل المشيمة على تصفية الدم القادم من الأم قبل وصوله الى الجنين، حيث تقوم بمنع دخول العديد من المواد الضارة إلى جسم الطفل. كما تقوم المشيمة بمجموعة من الوظائف الأساسية الأخرى اضافة إلى نقل الغذاء والاكسجين، فهي تفرز عدداً من الهرمونات المسؤولة عن دعم وجود واستمرار الحمل مثل الاستروجين، والبروجستيرون، وتؤثر على نمو الجنين وتطوره.
توصف المشيمة بأنها قرص دائري الشكل مليء بالأوعية الدموية. سمكها 3 سنتمتر، وقُطرها 20 سنتمتر، وتزِن ما يقارب النصف كيلوغرام.
يغلف المشيمة من الداخل الغلاف الأمنيوسي (بالانجليزية: Amniotic Membrane)، ويسبح الطفل داخل السائل الأمنوسي.
يوجد أربع طبقات تَفصل دم الأم عن الدم الجنين، فمن الجدير بالذكر أن دم الأم لا يختلط بشكل مباشر مع دم الجنين، توجد هذه الطبقات الأربعة التي تصفي الدم وتمنع الاختلاط المباشر.
يبدأ تكون المشيمة منذ اللحظة التي ينغرس فيها الجنين في جدار الرحم، حيث تبدأ الزغابات الأولية للمشيمة بالانغراس تدريجياً داخل جدار الرحم، حتى تصل إلى الأوعية الدموية الخاصة في الأم، والموجودة في بطانة الرحم.
تتميز الأوعية الدموية في بطانة رحم الأم بشكلها اللولبي الملفوف، وبأنها أوعية دموية صغيرة الحجم، ولكن عند وصول الزغابات المشيمية إليها لتنغرس بها، تصبح الأوعية الدموية الخاصة بالأم واسعة القطر، ذات ضغط منخفض ليَسهُل تدفق الدم المحمل بالاكسجين والغذاء إلى الطفل وبذلك تتكون شبكة الأوعية دموية المشتركة بين الأم والجنين، وهي المشيمة.
تتجمع هذه الأوعية الدموية المكونة للمشيمة والمتصلة ببطانة رحم الأم مكونة الحبل السري، والذي يتكون من شريانين لإيصال المواد المهمة للجنين، ويحمل من خلال الوريد العائد من الجنين الفضلات ويصبها في دورة الأم الدموية.
تعتبر المشيمة عضواً هاماً جداً للجنين خلال فترة الحمل، وتقوم بوظائف أساسية مهمّة، وهي:
لا يستخدم الجنين داخل الرحم رئتيه للتنفس، وعوضاً عن ذلك يحصل على الأكسجين الذي يحتاج إليه عن طريق دم الأم. فتنقل المشيمة له الأكسجين القادم من دم أمه، كما تُخلص جسمه من ثاني أكسيد الكربون عن طريق نقله إلى الدورة الدموية الخاصة بالأم.
إنّ المصدر الرئيسي للعديد من العناصر الغذائية الأساسية لتكوين وبناء جسم الجنين هو دم الأم، لذلك تقوم المشيمة بنقل كل من:
المشيمة مصنع مهم لعدد كبير من الهرمونات التي يحتاجها الجنين للنمو والبقاء والتطور، من الهرمونات التي تفرزها المشيمة مايلي:
تنتقل الأجسام المضادة تحديداً ال IgG، من جسم الأم إلى الجنين لتحسين المناعة الأوليّة ضد العديد من الأمراض، ويزداد انتقال الأجسام المضادة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. في حال وجود مرض مناعي عند الأم مثل الوهن العضلي وغيرها من الأمراض المناعية، يمكن أن تنتقل الأجسام المضادة المسببة للمرض وتؤثر على الجنين لفترة مؤقتة أو دائمة.
تستطيع أغلب الأدوية أن تنتقل عن طريق المشيمة لتصل إلى الجنين، في بعض الحالات يكون ذلك مفيداً، فحين يتم إعطاء الأم حقنة اكتمال الرئة للحامل ينتقل الستيرويد عن طريق دم الأم إلى جسم الجنين، ليتم تحفيز نضوج الرئتين، ليقل خطر معاناة الطفل بعد الولادة من متلازمة حديثي الولادة من ضيق تنفس والحاجة لجهاز التنفس الاصطناعي.
يقابل هذه الاستخدامات الإيجابية لانتقال الأدوية عن طريق المشيمة إلى الجنين، العديد من السلبيات والمخاطر، فكثير من الأدوية تعتبر مسببة للتشوهات، والقصور في النمو، وعدم اكتمال التطور.
وأكثر المخاطر التي يمكن أن تسببها الأدوية المنتقلة إلى الجنين حين تنتقل في مرحلة تكوين الأعضاء أي في الثلاثة أشهر الأولى خلال الحمل.
كما يجب معرفة أن الكحول والنيكوتين تنتقل الى الجنين، ويمكن أن تتسبب بأضرار دائمة تؤثر على الطفل. لذلك ينصح الأطباء السيدات الحوامل بعدم تناول أي دواء دون إشراف الطبيب المعالج على ذلك، والابتعاد عن الكحوليات والتدخين.
يمكن أن يحدث مشاكل متعددة خلال الحمل تتعلق بالمشيمة، تعد هذه المشاكل قليلة الحدوث، وترتبط غالباً بنزول دم أثناء الحمل. يمكن لهذه المشكلات أن تهدد صحة الأم، أو صحة الجنين أو كلاهما إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح. ومن هذه المشكلات:
تبدأ أول مرحلة من مراحل تكون المشيمة عند انغراس الجنين في جدار الرحم ليبدأ رحلته في التطور خلال الحمل. غالباً ما يحدث الانغراس في الجدار الخلفي العلوي للرحم، يعتبر ذلك المكان الأنسب والأقل احتمالية لحدوث المشكلات. في بداية الحمل لا يمكن تشخيص المشيمة المنخفضة أو المشيمة المنزاحة لأن الرحم لا يزال صغير الحجم، ومع تقدم الحمل وازدياد حجم الرحم ترتفع المشيمة إلى الأعلى.
يمكن تشخيص المشيمة المنزاحة بين الأسبوع 18-24 باستخدام جهاز الموجات الصوتية، وتعرف المشيمة المنزاحة بأنها المشيمة المنغرسة في أي مكان قريب من فتحة عنق الرحم أو تغطي عنق الرحم. في هذه الحالات لا يمكن حدوث الولادة الطبيعية، وتزيد حاجة الولادة عن طريق الولادة القيصرية بنسبة 33%.
تؤدي المشيمة المنزاحة إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، مثل:
تنفصل المشيمة في الحالات الطبيعية بعد خروج الطفل من الرحم، لكن في 1% من الأحمال يحدث انفصال المشيمة بشكل مبكر، إذ تنفصل المشيمة والطفل لا يزال داخل رحم الأم. في هذه الحالة يكون الطفل عرضة لنقص الأكسجين، وانقطاعه لذلك يجب التدخل السريع لإخراج الطفل وإيقاف النزيف بمجرد إخراج المشيمة.
الأعراض التي تظهر على الأم عند حدوث انفصال المشيمة المبكر، هي نزول الدم من المهبل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، قد يترافق ذلك مع ألم في البطن، أو نقصان حركة الجنين، أو انقباضات في الرحم تشبه انقباضات الولادة.
تنفصل المشيمة عن الرحم وتخرج بعد خروج الطفل بعد الولادة بشكل مباشر أو بعد مدة أقصاها نصف ساعة، وعند خروج المشيمة يقوم الطاقم الطبي بتفقد أجزاء المشيمة والتأكد بأنها خرجت كاملة. في حال عدم خروج المشيمة بشكل تلقائي أو بقاء أي جزء من المشيمة ملتصق في داخل الرحم يسمى ذلك بالمشيمة المحتجزة، وتحدث في 2% من الولادات.
تسبب المشيمة المحتجزة نزيف شديد بعد الولادة، ويحتاج ذلك للعناية الشديدة بالأم والحرص على متابعة خروج المشيمة بشكل كامل تجنباً لتَعريض حياة الأم للخطر نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم. في حال تشخيص وجود مشيمة محتجزة يتم إخراجها يدويا تحت التخدير، أو عن طريق الأدوية من خلال إعطاء مادة الأكستوسين المحفزة لإنقباض الرحم، مما يحفز المشيمة على الانفصال عن الرحم والخروج بشكل تلقائي.
يوجد نوع من أنواع المشيمة المحتجزة والذي يعتبر خطيراً وهو عند انغراس المشيمة بشكل عميق داخل الرحم وصولاً إلى الطبقات الداخلية وليس بطانة الرحم فقط، في تلك الحالة يمكن أن يكون العلاج هو استئصال الرحم لإيقاف النزيف. ولكن هذه الحالة نادرة جداً، وتصيب النساء اللواتي تعرضن لجراحات متكررة في جدار الرحم.
يمكن أن يحدث خلل وقصور في وظيفة المشيمة، مما يؤدي إلى نقص التغذية الدموية التي تصل إلى الجنين، تصيب هذه الحالة 1 من كل 300 حمل. يؤثر قصور المشيمة على نمو الطفل وتطوره فيؤدي إلى قلة حجم الطفل، ومحدودية اكتساب الوزن، بالإضافة لقلة حركة الجنين داخل الرحم. استمرار نقص الاكسجين الحاد يمكن أن يؤثر على تطور الطفل العصبي، ويمكن أن يؤدي إلى موت الجنين في الحالات المتقدمة.
تحدث مثل هذه الحالات عند وجود مشكلة مسبقة عند الأم غالباً، مثل وجود مرض في عضلة القلب عند الأم، أو إصابتها بمرض السكري، أو تناول الكحول وتعاطي المخدرات. وغيرها من المشكلات التي تجعل احتمالية حدوث قصور في المشيمة أعلى، لذلك تحتاج الأم في هذه الحالات إلى عناية مكثفة ومراقبة لوضع الجنين بشكل مستمر.
للمزيد: مضاعفات الحمل في الثلث الثالث من الحمل
[1] Embryology. 2010 Lecture 8. Retrieved on the 10th of January, 2022. [2] Bruce M. Carlson. Placenta. Retrieved on the 10th of January, 2022. [3] National Health Institute (NHS). What complications can affect the placenta? Retrieved on the 10th of January, 2022. [4] Sarah K Griffiths and Jeremy P Campbell. Placental structure, function and drug transfer. Retrieved on the 10th of January, 2022. [5] Andrew D Weeks. The Retained Placenta. Retrieved on the 10th of January, 2022. [6] Lori Smith. What can go wrong with the placenta during pregnancy? Retrieved on the 10th of January, 2022.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.