الرحم | Uterus

الرحم

ما هو الرحم

إنّ الرحم (بالإنجليزية: Uterus or Womb) هو عضو عضلي مجوّف يقع في منطقة الحوض وهو أحد أعضاء الجهاز التناسلي لدى الإناث. يلعب رحم المرأة دورًا مهمًا في حدوث الدورة الشهرية، والحمل، والولادة. [1][2]

وفيما يلي سنذكر عدّة معلومات عن الرحم، بما في ذلك مكان وجوده، وأجزاؤه، ووظائفه.

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

أين يوجد الرحم؟

يتواجد الرحم في منطقة الحوض عند الإناث، تحديدًا خلف المثانة وأمام المستقيم. ويتم دعم بقاء الرحم في مكانه الصحيح من خلال مجموعة من الأربطة، بما في ذلك: [1][2][3]

  • الرباط الرحمي المبيضي.
  • الأربطة المستديرة.
  • الرباط العريض.
  • الرباط الرئيسي.
  • الأربطة الرحمية العجزية.

ويتم دعمه من الأعلى بواسطة الحجاب الحاجز، بينما يتم دعمه من الأسفل بواسطة الحجاب الحاجز الحوضي، والحجاب الحاجز البولي التناسلي، والجسم العجاني. [1][2]

يُمكن أن يتخذ الرحم بشكل طبيعي أوضاعًا مختلفة داخل الحوض، ويُمكن أن يتم وصف وضعية الرحم بناءً على ميل الرحم وكذلك وضعية قاع الرحم. ومن المُمكن تشمل وضعيات الرحم بناءً على ميلانه ما يلي: [1][3]

  • الانعطاف للأمام (بالإنجليزية: Anteverted): حيث يميل الرحم إلى الأمام عند منطقة عنق الرحم، مشيرًا إلى البطن، وهي الوضعية الأكثر شيوعًا للرحم داخل الحوض.
  • الانعطاف للخلف (بالإنجليزية: Retroverted): حيث يميل الرحم إلى الخلف باتجاه العمود الفقري، وما يقارب 20% من الإناث يكون الرحم لديهم بهذه الوضعية.
  • وضعية خط الوسط (بالإنجليزية: Midline): حيث يكون الرحم في وضع مستقيم ورأسي دون أي ميلان.

وتشمل وضعيات الرحم بناءً على وضعية قاع الرحم ما يلي: [1]

  • انحناء قاع الرحم إلى الأمام (بالإنجليزية: Anteflexed): حيث ينحني قاع الرحم إلى الأمام باتجاه البطن، ويكون مائلاً أكثر من وضعية الانعطاف للأمام.
  • انحناء قاع الرحم إلى الخلف (بالإنجليزية: Retroflexed): حيث يميل قاع الرحم إلى الخلف بشدّة باتجاه المستقيم.

في أغلب الأحيان يكون الرحم بوضعية الانعطاف للأمام مع انحناء قاع الرحم إلى الأمام. كما يُمكن أن يكون رحم المرأة ملتويًا، وهي حالة تحدث أثناء الحمل على وجه الخصوص. [3]

تشريح الرحم

فيما يلي نذكر بعض المعلومات المهمة حول تشريح الرحم:

حجم وشكل الرحم

إنّ شكل الرحم شبيه بثمرة الكمثرى، أو ما تُعرف أيضًا باسم الإجاص، وعادةً ما يكون حجمه بحجم حبة التفاح، إلّا أنّه يمتد ويصبح بحجم البطيخ أثناء فترة الحمل. وفيما يلي نذكر بعض التفاصيل المتعلّقة بأبعاد الرحم: [1][2]

  • عرض الرحم: 5 سم.
  • طول الرحم: 8 سم.
  • سمك الرحم: 4 سم.
  • حجم الرحم:  من 80 - 200 مل.

تركيب الرحم

يتكوّن رحم المرأة من أربعة أجزاء رئيسية، وهي: [1][4]

  • قاع الرحم (بالإنجليزية: Fundus): وهي المنطقة المنحنية العريضة والأوسع المتواجدة في الجزء العلوي من الرحم الذي يتصل بقناتي فالوب.
  • الجسم (بالإنجليزية: Corpus): وهو الجزء الرئيسي من أجزاء الرحم وأكبرها حجمًا، والذي يبدأ مباشرةً أسفل مستوى قناتي فالوب ويستمر إلى الأسفل، حيث يصبح أضيق بشكل متزايد مع النزول إلى الأسفل.
  • البرزخ (بالإنجليزية: Isthmus): وهو الجزء السفلي الضيق من الرحم.
  • عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix): وهو أدنى أجزاء الرحم والذي يكون على شكل أنبوب ويصل ما بين الرحم والمهبل.

يتكّون جدار الرحم من ثلاث طبقات مميزة من الأنسجة، وهي كالآتي: [1][2][3]

  • الطبقة المصلية (بالإنجليزية: Serosa or Perimetrium): وهي الطبقة الخارجية من أنسجة الرحم المكوّنة من الخلايا الظهارية وتكون متصلة مع التجويف البريتوني.
  • الطبقة العضلية (بالإنجليزية: Myometrium): والتي تتمثّل بالطبقة الوسطى من جدار الرحم وتتكوّن من أنسجة العضلات الملساء، وهي مسؤولة عن انقباض الرحم أثناء الولادة.
  • بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium): وهي البطانة الداخلية للرحم، وتحتوي على طبقتين، وهما:
    • طبقة أساسية رقيقة تسمى بالطبقة القاعدية (بالإنجليزية: Stratum Basalis).
    • طبقة أكثر سمكًا تسمى بالطبقة الوظيفية (بالإنجليزية: Stratum Functionalis)وهي طبقة مخاطية تحتوي على كمية كبيرة من الأوعية الدموية، والتي يزداد سمكها أثناء الدورة الدورة الشهرية استجابةً للهرمونات ومن ثم تتساقط أثناء الحيض إذا لم يحدث الحمل.

ما هي وظيفة الرحم؟

يوجد 4 وظائف رئيسية للرحم، ألا وهي حدوث الحيض، انزراع الجنين (انغراس البويضة)، نمو الجنين (الحمل)، الولادة. وفيما يلي بعض التفاصيل المتعلقة بكل منها:

الحيض

يحدث الحيض نتيجة تساقط الطبقة الوظيفية للرحم، هو أمر يحدث كل 28 يومًا تقريبًا. فخلال الدورة الشهرية النموذجية، تمر بطانة الرحم بعملية تسمى تكوين الأوعية الدموية والتي تحدث نتيجةً لارتفاع مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، الأمر الذي يجعل بطانة الرحم أكثر سمكًا ومليئة بالأوعية الدموية وثرية بالدماء. [1][2]

وفي حال لم يحدث إخصاب للبويضة، تنخفض ​​مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يحفّز إطلاق البروستاجلاندين الذي يتسبّب بانقباض الأوعية الدموية في الشرايين الرحمية، ومن ثم يحدث نقص التروية، ممّا يؤدي إلى تساقط الطبقة الوظيفية للرحم. [2]

انغراس البويضة والحمل

إذا حدث الحمل، ستقوم البويضة المخصبة بالحفر في بطانة الرحم ومن هنا سيتطور جزء المشيمة المسمى بالمشيمة القاعدية (بالإنجليزية: Decidua Basalis). وخلال فترة الحمل، سوف يخضع الرحم للعديد من التغيّرات الفسيولوجية، حيث سينمو الرحم ويزداد حجمه وتصبح جدرانه العضلية أرق وأكثر مرونة، مثل: البالون الذي يتم نفخه، الأمر الذي سوف يساعد على استيعاب الجنين النامي والسائل الأمنيوسي. [1][2]

كما سيصبح برزخ الرحم أكثر ليونة وقابل للضغط. ومع نمو الجنين، سيزداد ارتفاع قاع الرحم، ومن المُمكن استخدام المسافة من أعلى الرحم (قاع الرحم) إلى عظم العانة للحصول على عمر تقريبي للحمل، فالقاعدة الذهبية هي أن كل 1 سم من ارتفاع قاع الرحم يعادل أسبوعًا واحدًا من الحمل. [2]

المخاض والولادة

مع اقتراب الشهر السابع من الحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين وتبدأ مستويات هرمون البروجسترون في الانخفاض، الأمر الذي يجعل عضلة الرحم أكثر حساسيّة للمحفّزات التي تعزّز الانقباضات. ونتيجة لذلك، تبدأ الطبقة العضلية للرحم في الانقباض بشكل متقطع استعدادًا للولادة، وتسمى هذه الانقباضات بانقباضات براكستون هيكس، وهي مشابهة لتقلصات الدورة الشهرية. [1][2]

ومع اقتراب موعد المخاض، يعمل الأوكسيتوسين والبروستاجلاندين على تحفيز تقلصات عضلة الرحم وزيادة القوة الانقباضية، كما يتسبّب الجنين في تمدّد عضلة الرحم وعنق الرحم، ممّا يساهم بشكل أكبر في تحفيز تقلصات الرحم. [2]

ومع مرور ستزداد القوة الانقباضية للرحم وتصبح أكثر تواترًا الأمر الذي سيؤدي إلى تمدّد عنق الرحم وإضعافه، ويستمر ذلك إلى أن تصبح انقباضات الرحم قوية بما يكفي لضغط الطفل خارج الرحم إلى المهبل وخروج من فتحة المهبل. [1][2]

 تستمر عضلة رحم المرأة في الانقباض بعد الولادة، مما يتسبّب في انفصال المشيمة عن جدار الرحم وطردها نحو خارج الرحم، كما سوف تستمر في الانقباض في الأسابيع المقبلة ليعود الرحم إلى حجمه الطبيعي. [1][2]

هل يتغيّر الرحم خلال مراحل الحياة المختلفة؟

نعم، يُمكن أن يختلف الرحم في الحجم والشكل اعتمادًا على المرحلة الإنجابية للأنثى واستجابتها للهرمونات الجنسية الأنثوية. وفيما يلي نوضح بعض التغيّرات في الرحم خلال الفترات المختلفة من حياة الأنثى: [3]

  • الرحم عند الفتيات في مرحلة ما قبل البلوغ: يكون الرحم صغير الحجم، كما يكون عنق الرحم أطول من جسم الرحم، حيث تكون نسبة عنق الرحم إلى الجسم 2 : 1.
  • الرحم عند الإناث في سن الإنجاب: يكون حجمه بحجم الرحم الناضج ويكون الجسم أكبر من عنق الرحم، بحيث تكون نسبة عنق الرحم إلى الجسم 1 : 2.
  • الرحم بعد انقطاع الطمث: يحدث ضمور في الرحم نتيجة نقص التحفيز الهرموني وفقدان الدورة الشهرية، ويكون حجم الجسم أصغر من عنق الرحم، حيث تكون نسبة عنق الرحم إلى الجسم 2 : 1.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ الرحم عند المرأة التي لم تلد من قبل عادةً ما يكون أصغر من الرحم عند المرأة التي حدثت لديها الولادة عدة مرات. [3]

ما هي أمراض الرحم الشائعة؟

يُمكن أن يُصاب رحم المرأة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، وفيما يلي نذكر أكثر أمراض الرحم شيوعًا: [1][2][4]

  • بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة تتمثّل بنموّ بطانة الرحم في مناطق أخرى من الجسم خارج الرحم، بما في ذلك جدار الرحم الخارجي أو الأعضاء التناسلية الأخرى، مثل: قناة فالوب.
  • تليّف الرحم، أو ما تُعرف باسم الأورام الليفية الرحمية، وهي أورام غير سرطانية تنمو في الأنسجة العضلية للرحم، ويتفاوت حجم وعدد الأورام الليفية داخل الرحم من حالة لأخرى.
  • الزوائد اللحمية في الرحم، وهي عبارة عن نموّ يشبه الأصابع يلتصق بجدار الرحم، ومن المُمكن أن يتراوح حجمه من حجم صغير بحجم بذرة السمسم إلى حجم أكبر من كرة الجولف.
  • هبوط الرحم، والذي يتمثّل بنزول الرحم إلى منطقة المهبل ومن المُمكن أحيانًا أن يخرج إلى خارج المهبل، وهي حالة تحدث عندما تكون عضلات وأنسجة الحوض ضعيفة.
  • فرط تنسّج بطانة الرحم، وهي حالة تحدث نتيجة التعرض المتزايد للإستروجين دون وجود ما يكفي من البروجسترون لمواجهة وعكس آثاره.
  • سرطان الرحم، وهناك نوعان من السرطانات التي يمكن أن تؤثر على الرحم، وهي:
    • سرطان بطانة الرحم، الذي ينشأ في بطانة الرحم، وهو شائع إلى حدٍ ما، ويحدث عادةً بعد انقطاع الطمث.
    • ساركوما الرحم، وهو نوع نادر جدًا.

ما هي فحوصات الرحم؟

تتعدّد أنواع فحوصات الرحم والتي يُمكن أن تساعد في الكشف عن المشكلات الصحية والأمراض التي تصيب رحم المرأة، كما يُمكن أن يتم استخدامها أثناء إجراء تقنيات المساعدة على الحمل ولمراقبة تقدّم الحمل. وتشمل فحوصات الرحم ما يلي: [1][2]

  • الفحص الداخلي، حيث يتم إدخال الإصبع الأوسط والسبابة من اليد بعد ارتداء القفازات ودهنها بجل مزلق، ومن ثم وضع اليد الأخرى البطن وذلك في منتصف المسافة بين السرة وعظم العانة والضغط لأسفل باتجاه اليد الأولى. يساعد هذا الفحص في تحديد حجم الرحم وموقعه، والكشف عن وجود أي ألم أو تغيّرات غير طبيعية في هيكل أو حركة الرحم.
  • مسحة عنق الرحم، حيث يتم جمع خلايا عنق الرحم وتحليلها في المختبر للكشف عن وجود الخلايا السرطانية والتغيرات الأخرى في أنسجة عنق الرحم.
  • الموجات فوق الصوتية، والذي يُمكن أن يتم إجراؤه بشكل خارجي عبر البطن أو داخلي عبر المهبل، وعادةً ما يتم استخدامه للتحقق من الحمل، كما يُمكن أخذ صور لبطانة الرحم خلال هذا الفحص.
  • تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية باستخدام محلول ملحي، الذي يسمح برؤية شكل الجزء الداخلي من الرحم، وتتشابه طريقة إجراؤه مع التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، إلّا أنّه أثناء هذا الإجراء، يتم إدخال سائل ملحي معقم إلى الرحم عبر عنق الرحم باستخدام أنبوب بلاستيكي صغير.
  • الأشعة السينية للحوض، والذي يُستخدم للتحقق من وضع الرحم والكشف عن وجود أي كتل فيه.
  • تنظير الرحم، وهو إجراء يتم فيه إدخال أنبوب في عنق الرحم لرؤية ما بداخل الرحم.

نصيحة الطبي

يُعدّ الرحم من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي المهمة، فهو مسؤول عن حدوث الحيض، وانغراس البويضة وحدوث الحمل والولادة، ومن المُمكن أن يُصاب الرحم بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية التي تؤثر على عمله وتجعل المرأة تعاني من صعوبة الحمل والإنجاب.

وللمزيد من المعلومات عن رحم المرأة، بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع. 

[1] Jennifer Whitlock. The Anatomy of the Uterus. Retrieved on the 31st of July, 2024.

[2] Gasner, A., & Aatsha, P. A. (2023). Physiology, Uterus. In StatPearls [Internet]. StatPearls Publishing.

[3] Ameer, M. A., Fagan, S. E., Sosa-Stanley, J. N., & Peterson, D. C. (2017). Anatomy, Abdomen and Pelvis: Uterus.

[4] Jill Seladi-Schulman. Everything to Know About Female Reproductive Organs. Retrieved on the 31st of July, 2024.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
الحقن المجهري play
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بعلم التشريح