اضطراب قلة الرغبة الجنسية

تعود أسباب اضطراب قلة الرغبة الجنسية النقاط إلى نوعه وما إذا كان اضطراب أساسيًا أو مكتسبًا، كما نوضح تاليًا: (2)

اضطراب قلة الرغبة الجنسية الأساسي

يصنف اضطراب قلة الرغبة الجنسية بأنه أساسيًا في حال عدم شعور المريض أبدًا بالرغبة في الجنس أو ممارسته، ولم يبد به أي اهتمام، وتعود أسبابه إلى العوامل التالية: (2)

1. المرور بصدمة جنسية مثل الاعتداء الجنسي أو زنا المحارم، أو الاغتصاب.
2. قمع من الأسرة أو البيئة وأفكار سلبية حول ممارسة الجنس والتحدث في ما يتعلق به لأسباب دينية أو معتقدات اجتماعية.
3. الفشل في المحاولات الأولية في ممارسة الجنس، مما أدى إلى الإحباط والألم النفسي.
4. نقص أو اضطراب في مستوى هرمون التستوستيرون والاستروجين، وهي حالات نادرة.

اضطراب قلة الرغبة الجنسية المكتسب

يحدث اضطراب قلة الرغبة الجنسية بشكل ثانوي أو مكتسب، إذا كان المريض يتمتع سابقًا برغبة جنسية، ولكن لم يعد لديه الاهتمام، وفقد الشهية الجنسية، وتعود أسبابه إلى ما يلي: (2)(3)

1.  الملل في العلاقة مع الشريك الجنسي.
2. الإصابة بالاكتئاب أو القلق، واستخدام الأدوية النفسية أو الخافضة للضغط.
3. القصور الهرموني لحالة صحية معينة.
4. الإصابة بأمراض مثل السكري، والتصلب المتعدد، واضطرابات الغدة الدرقية، والتهاب الأمعاء، والأمراض القلبية والكلوية.
5. خلل في المواد الكيميائية في المخ المرتبطة بالرغبة الجنسية.
6.  انخفاض الوظيفة الجنسية، لا سيما ضعف الانتصاب لدى الذكور، أو التشنج المهبلي لدى الإناث (تشنج في عضلات المهبل السفلية ناجم عن وجود رغبة لاشعورية لمنع اختراق المهبل).
7. مشاكل في تصور الجسد أو الأعضاء التناسلية وتدني احترام الذات
8. عدم التوافق في الاهتمام الجنسي بين الشركاء، مما يؤدي إلى اضطراب قلة الرغبة الجنسية النسبي في الشريك الأقل نشاطا جنسيًا، غالبًا ما يحدث هذا الوضع في وجود شريك متطلب جنسيًا.
9. التدخين.

يتضمن اضطراب قلة الرغبة الجنسية المكتسب عدة أنواع، وهي كالآتي:

• الجماع المؤلم

يشيع الجماع المؤلم أو عسر الجماع (بالإنجليزية: Painful Intercourse) بين النساء عن الرجال، ولكنه قد يكون رادعًا للنشاط الجنسي مع كلا الجنسين. وتعود أسباب عسر الجماع للعوامل التالية: (2)

1. الإصابة بالتهاب في غدة البروستاتا، أو الإحليل، أو الخصيتين.
2.  رد فعل تحسسي للواقي الذكري أو الأدوية التي تقتل الحيوانات المنوية، مما يؤثر على الجماع.
3.  حالة الانتصاب المؤلم نتيجة لمرض بيروني، الذي يتميز بتغيرات ليفية في القضيب، مما تحول دون تحقيق الانتصاب الطبيعي.
4. التشنج المهبلي، أو الصدمة البولية التناسلية الموضعية، أو حالات التهابية مثل شقوق البكارة، وجروح الشفتين، وكدمات الإحليل، أو حالات التهاب الغدد الشفوية أو المهبلية، وهي حالات تسبب عسر الجماع عند الإناث.

• القساح

يعرف القساح (بالإنجليزية: Priapism) بالانتصاب الدائم لمدة تزيد عن أربع ساعات للقضيب في غياب التحفيز الجنسي، أي أنه غير مرتبط بالإثارة الجنسية، ولا يتراجع الانتصاب بعد القذف، يسبب الألم المرافق للقساح اضطراب قلة الرغبة الجنسية.

قد يحدث الانتصاب الدائم في أي عمر، ولكنه شائع الحدوث بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، وكذلك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50، وتعود أسبابه إلى العوامل التالية: (2)

• الأطفال: يرتبط القساح عادة مع سرطان الدم ومرض فقر الدم المنجلي.
• البالغين:
  • الأدوية التي تحقن داخل القضيب لعلاج ضعف الانتصاب، الذي يعتبر السبب الأكثر شيوعًا في البالغين.
  • استخدام الأدوية النفسية، مثل الكلوربرومازين وبرازوسين.

•  الورم البرولاكتيني

يعتبر الورم البرولاكتيني (بالإنجليزية: prolactinoma) من الأسباب النادرة للإصابة بقلة الرغبة الجنسية، لكنه سبب هام، حيث يعود إلى زيادة إفراز البرولاكتين من ورم بالغدة النخامية، وهو ما يسمى بالورم البرولاكتيني.

يعاني الرجال أيضًا من هذه الحالة وعادة ما يتمكنوا من تحقيق الانتصاب، ولكن ليس لديهم اهتمام في العلاقات الجنسية، أما عند الأنثى، فترتبط الأورام البرولاكتينية مع ثر اللبن (في غياب الحمل)، وانقطاع الطمث، وأعراض نقص هرمون الاستروجين، وعسر الجماع. 

 يمكن أن تسبب  الأورام البرولاكتينية اضطرابات بصرية من خلال توسيع الضغط على الأعصاب البصرية، على الرغم من أنها أورام حميدة، وتظهر أعراضها على شكل وجود الصداع وتضخم الثديين لدى الذكور. يتم تأكيد التشخيص عن طريق العثور على مستويات عالية من  البرولاكتين في الدم. (2)

• تأخر النضج الجنسي

يعتبر تأخر النضج الجنسي سبب محتمل لاضطراب قلة الرغبة الجنسية، وهو يصيب الأولاد في حال عدم تضخم الخصية في سن ١٣ عامًا تقريبًا، أو إذا مر أكثر من خمس سنوات بين النمو الأولي والنمو الكامل للأعضاء التناسلية.

يتميز تأخر النضج الجنسي عند الفتيات بتأخر نمو الثدي في سن 13، أو مرور فترة تزيد عن خمس سنوات بين بداية نمو الثدي ونزول الحيض.

يعود تأخر سن البلوغ للأسباب التالية:

1. اضطرابات وراثية عائلية.
2. اختلالات جينية مثل: متلازمة تيرنر في الإناث ومتلازمة كلاينفلتر في الذكور، واضطرابات الجهاز العصبي المركزي.
3. الأمراض المزمنة مثل داء السكري، والفشل الكلوي المزمن، والتليف الكيسي.

• انعدام التلذذ الجنسي

يعد انعدام التلذذ الجنسي (بالإنجليزية: Sexual anhedonia) شكل نادر من اضطراب قلة الرغبة الجنسية، يصيب الذكور حيث يلاحظ المريض الانتصاب والقذف، لكن دون متعة، يعزى السبب إلى تخدير القضيب نتيجة وجود عوامل نفسية أو عاطفية.

ينصح بإحالة المريض إلى الاختصاصي النفسي ما لم يكن هناك اعتلال في الحبل الشوكي أو الأعصاب الطرفية.

يستطيع الطبيب تشخيص اضطراب قلة الرغبة الجنسية عن طريق ظهور الأعراض التالية على المريض: (5)

• شكوى المريض من نقص الاهتمام بالجنس حتى في ظل الظروف المثيرة عادة في طبيعتها.
• غياب التخيلات والأفكار الجنسية.
• الضيق عند التفكير في ممارسة النشاط الجنسية.
• ندرة النشاط الجنسي وقد يكون غير موجودًا، مما يؤدي إلى خلافات زوجية خطيرة في كثير من الأحيان.
• القلق بشأن قلة الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي من أهم العلامات، فإن كان الأمر لا يسبب ضيقًا، فلا يعد ذلك اضطرابًا.
• النفور من شريك جنسي معين.
• الرغبة الجنسية الحقيقية أو الوهمية تجاه الآخرين نتيجة الملل من الزوج أو الزوجة.
• ظهور أعراض الحالات المرضية الجسدية الواضحة مثل تشوهات في الأعضاء التناسلية، أو علامات الأمراض ذات الصلة مثل الورم البرولاكتيني، والمرض الكلوي المزمن، وداء السكري، وضعف الانتصاب.

يساعد تحديد الأعراض بدقة وربطها بالأسباب في اختيار العلاج المناسب بدقة.

لا يوجد دواء أو علاج مباشر لاضطراب قلة الرغبة الجنسية، وقد أثبت العلاج النفسي أنه فعال في الحد الأدنى من الإصابة، يعتمد الهدف الأساسي من العلاج على إزالة السبب الكامن وراء اضطراب قلة الرغبة الجنسية، ويختار الطبيب العلاج الطبي أو العلاج النفسي السلوكي أو الديناميكي تبعًا للسبب، تتضمن خيارات العلاج ما يلي: (1)(2)

• علاج أو تحسين الأوضاع المرضية الكامنة المسببة لاضطراب قلة الرغبة الجنسية أو التخفيف منها قدر الإمكان، مثال ذلك:
  • التهابات الجهاز البولي التناسلي.
  • تحسين السيطرة على السكري.
• علاج الاضطرابات الجنسية المصاحبة مثل ضعف الانتصاب، التي قد تكون مشاركة في حالة النفور الجنسي.
• تلقي علاجات التستوستيرون التعويضية في حال الاشتباه في نقص التستوستيرون كسبب محتمل للاضطراب، يجب إجراء اختبار مستويات الاندروجين المصل للتأكد من انخفاض التستوستيرون.
• علاج الأزواج المشترك، وذلك في حالات الملل الزوجي، مما يستدعي دعم وتفهم الشريك الجنسي.
• تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات أوكسيديز (بالإنجليزية: MAOIs) قد يساعد في علاج الاكتئاب المسبب للحالة ويخفف من أعراض الهلع.
• دواء هيدروكلوريد البوبروبيون للاكتئاب، يرفع الدواء من عدد مرات الإثارة الجنسية، والتخيلات، والرغبة في ممارسة عدد من الأنشطة الجنسية، يعود ذلك إلى تعزيزه لبعض الناقلات العصبية التي تؤثر على الرغبة الجنسية، وبصورة رئيسية إفراز الـنورإبينفرين والدوبامين.
• تمارين كيجل التي تقوي عضلات الحوض، وتزيد من تدفق الدم والشعور بالأعضاء التناسلية.
• ممارسة الاستمناء قد ترفع من الرغبة الجنسية.
• الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي عن طريق الاسترخاء وممارسة تمارين التنفس.
• الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات.
• الانتظام في ممارسة الرياضة لتحسين المزاج، ومنح الطاقة للجسم.
• التحدث مع طبيب متخصص في العلاقات الجنسية.
• استخدام دواء بريميلانوتيد أو فليبانسرين أقراص لزيادة الرغبة الجنسية عند النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث، كما يمكن الاستعانة بعلاجات الاستروجين على شكل حلقة مهبلية، أو كريم، أو أقراص توضع في المهبل، يفيد الاستروجين في تقوية وتمديد عضلات المهبل، مما يزيد من تدفق الدم وترطيب المهبل.

هل يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب HSDD؟ للأسف لا توجد طريقة محددة لمنع HSDD. لكن قد يساعد التشخيص والعلاج المبكر للحالة في الحد من قوة الأعراض، والتقليل من خطر تعرض المرضى للمضاعفات.

يساعد أيضًا اتخاذ بعض الخطوات لتقليل عوامل الخطر التي تخضع لسيطرة المريض، في تقليل فرص الإصابة، مثل الخيارات التي تتعلق بنمط الحياة، وهي كالتالي:

• ممارسة الرياضة.
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب التوتر. (3)

[1] Plannedparenthood. Hypoactive Sexual Desire Disorder (HSDD). Retrieved on the 15th of February 2023.

[2] Minddisorders. Hypoactive sexual desire disorder. Retrieved on the 15th of February 2023.

[3] Beth Sissons. What is there to know about hypoactive sexual desire disorder? Retrieved on the 15th of February 2023.

[4] Susan Bernstein. What Is Desire Disorder? Retrieved on the 15th of February 2023.

[5] Beth Sissons. What to know about having multiple sexual partners. Retrieved on the 15th of February 2023.