تعد مشكلة جفاف المهبل (بالإنجليزية: Vaginal Dryness) احدى المشكلات الشائعة والتي تعاني منها النساء خصوصاً أثناء مرورهن بمرحلة انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث لديهن (سن اليأس). وبالرغم من توفر عدد من العلاجات الهرمونية لهذه المشكلة، إلا أن هذه العلاجات قد لا تناسب جميع السيدات، وذلك إلى إما لوجود مانع يمنع السيدة من أخذه، كإصابتها مسبقاً بالسرطان، أو نظراً لتسبب هذه العلاجات بآثار جانبية غير محتملة.
لذا وفي هذه الحالة قد تلجأ العديد من النساء لاستخدام طرق منزلية لعلاج جفاف المهبل لديهن وزيادة ترطيبه. في هذا المقال سنتناول الحديث عن الطرق الطبيعية والمنزلية لعلاج جفاف المهبل وزيادة ترطيبه، ومدى فعالية بعض الاعشاب والاطعمة في علاج جفاف المهبل، وحول إمكانية استخدام الزيوت الطبيعية والفازلين لترطيب المهبل.
أطعمة وأعشاب لعلاج جفاف المهبل
قد يتم استخدام بعض من الأطعمة والأعشاب لعلاج جفاف المهبل، وذلك لاحتوائها على الإستروجين النباتي، أو ما يسمى بالفيتواستروجينات (بالإنجليزية: Phytoestrogens)، وهي عبارة عن مركبات تعمل بشكل مشابه لهرمون الاستروجين في الجسم، وقد أشارت عدد من الدراسات إلى أن الاستروجين النباتي قد يحسن من جفاف المهبل وأعراضه بشكل طفيف.
من الأطعمة النباتية التي قد تحتوي الفيتواستروجينات:
- فول الصويا، ومنتجاته مثل جبن التوفو.
- المكسرات والبذور.
- الديسقوريا الوبرية أو اليام البري (بالإنجليزية: Wild Yam).
- نبتة الكوهوش الأسود (بالإنجليزية: Black Cohosh)
- نبتة الكودزو (بالإنجليزية: Kudzu).
ولكن يجب التنويه إلى أنه، وحتى الآن، لا يوجد أدلة علمية كافية تدعم فعالية استخدام هذه الأطعمة والأعشاب لعلاج جفاف المهبل، لذا وفي حال كانت هنالك رغبة لـدى المرأة في علاج جفاف المهبل بالاعشاب الطبيعية عندها يجب عليها استشارة الطبيب أولاً.
زيت الزيتون والزيوت الأخرى لعلاج جفاف المهبل
قد تتساءل بعض النساء حول مدى أمان وفعالية علاج جفاف المهبل بزيت الزيتون أو بالزيوت الطبيعية الأخرى مثل الزيوت النباتية العضوية (بالإنجليزية: Organic Vegetable Oil) وزيت الجوز الهند، ، لذا يجب التنويه إلى أنه وبالرغم من إمكانية إعتبار هذه الزيوت الطبيعية كأحد المزلقات ذات الأساس الزيتي، إلا أنه لا ينصح باستخدامها كمزلق لترطيب المهبل والتخفيف من جفافه خصوصاً أثناء الجماع.
ويعود ذلك إلى عدة أسباب:
- أن الزيت الزيتون والزيوت النباتية، كغيرهم من المزلقات ذات الأساس الزيتي، قد يتسبب في اتلاف الواقي الذكري المصنوع من مادة اللاتكس (بالإنجليزية: Latex)، مما قد يعرض الفرد لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو قد تزداد فرصة حدوث الحمل.
- قد يسبب زيت الزيتون والزيوت النباتية إنسداد المسام في الجلد الذي يغطي المنطقة الحميمة، مما قد يسبب تهيج المنطقة وظهور البثور والحبوب فيها.
- قد تعاني المرأة من حساسية تجاه زيت الزيتون والزيوت النباتية الأخرى، فالبرغم من أن معظم الناس لا يعانون من حساسية تجاه زيت الزيتون، ولكن يجب أن يكون هنالك احتمال لحدوث حساسية لديها في حال وضعت زيت الزيتون على المنطقة الحميمة لديها.
- كما وجدت دراسة تم إجراؤها عام 2013 في الولايات المتحدة أن استخدام الزيوت بشكل عام، في منطقة المهبل يمكن أن يزيد من خطر إصابة المرأة بعدوى المبيضات (بالإنجليزية: Candidiasis).
للمزيد اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام زيت الزيتون كمزلق أثناء الجماع؟
العسل لعلاج جفاف المهبل
إلى الآن لا يوجد أي دراسات أو أدلة مثبتة ومنشورة حول علاج جفاف المهبل بالعسل، لذا ينصح بعدم وضع العسل على المنطقة الحميمة من أجل ترطيب المهبل، والقيام باستشارة الطبيب حول ذلك.
المزلقات والمرطبات المهبلية لعلاج جفاف المهبل
يوجد عدد من المزلقات والكريمات الترطيبية الخاصة بمنطقة المهبل، المتاحة دون الحاجة إلى وصفة طبية، والتي يمكن استخدامها لزيادة ترطيب المهبل والتخفيف من أعراض جفافه.
الفازلين لعلاج جفاف المهبل
بشكل عام، لا ينصح بعلاج جفاف المهبل بالفازلين، وذلك لأن الفازلين قد يسبب تهيج في منطقة المهبل وزيادة فرصة الإصابة بالالتهابات المهبلية.
ممارسة الجنس لعلاج جفاف المهبل
إن ممارسة الجنس أو الجماع بشكل منتظم يمكن أن يساعد في علاج جفاف المهبل، حيث أن حدوث الإثارة والشهوة الجنسية يسبب زيادة تدفق الدم إلى أنسجة المهبل، الأمر الذي يساعد على تحفيز إنتاج وإفراز السوائل المهبلية وزيادة رطوبة في منطقة المهبل. والجدير بالذكر أن القيام بالمداعبة والإثارة الكافية قبل ممارسة الجنس يساهم في علاج جفاف المهبل، فضلاً عن أنها تجعل الجنس أكثر متعة.
اقرأ أيضاً: اهمية المداعبة الزوجية قبل الجماع
تغيير نمط الحياة لعلاج جفاف المهبل
قد تساهم بعض الممارسات اليومية في زيادة نسبة الإصابة بجفاف المهبل، لذا إن تجنب هذه الممارسات قد يساهم في علاج جفاف مهبل. ومن هذه الممارسات:
- تجنب إستخدام الغسولات المهبلية والصابون بكثرة
حيث أن العديد من منتجات الجسم ومنتجات النظافة الشخصية، بما في ذلك الغسول المهبلي، تحتوي على روائح وصبغات يمكن أن تسبب تهيج لأنسجة المهبل وجفافها. والجدير بالذكر أن المهبل، وبشكل طبيعي، يحتوي على بكتيريا نافعة والتي تساهم في الحفاظ على توازن منطقة المهبل، كما أنها تقوم بتنظيف منطقة المهبل وقتل أية أنواع من الجراثيم بشكل ذاتي.
- تجنب ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من مواد اصطناعية
حيث أن هذا النوع من الملابس الداخلية قد تكون ملتصقة بالجسم، مما قد يسبب تهيج المهبل وزيادة جفافه، كما أنها قد تقيد حركة الهواء داخل المنطقة الحميمة. ويجب أن يتم اختيار الملابس الداخلية القطنية، والتي من شأنها أن تعزز تدفق الهواء بشكل جيد إلى منطقة المهبل، وبالتالي تحافظ على بقاء تهوية المنطقة بشكل جيد.
- عدم شرب كميات كافية من الماء
يساهم الماء في الحفاظ على حيوية أنسجة الجسم ورطبوتها ومن ضمنها أنسجة المهبل. لذا إن شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً قد يساهم في زيادة ترطيب المهبل وعلاج جفافه الناجم عن عدم شرب كميات كافية من الماء. ولكن يجب التنويه إلى أن زيادة معدل شرب الماء، لا يعالج جفاف المهبل في حال كان ناتجاً عن شيء آخر.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاجين إلى معرفته عن أعراض التهاب المهبل وعلاجه
بالرغم من وجود عدد من الطرق المنزلية التي يمكن استخدامها لعلاج جفاف المهبل، إلا أنه لا يوجد أدلة علمية كافية حول مدى فعاليتها وأمانها، لذا ينصح بمراجعة الطبيب قبل اللجوء لهذه الطرق المنزلية، وذلك للكشف عن السبب الرئيسي لحدوث مشكلة جفاف المهبل، وأخذ مشورته حول إمكانية استخدام هذه الطرق الطبيعية لزيادة ترطيب المهبل وعلاج جفافه.