لا يقتصر حدوث الاكتئاب الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Depression) على البالغين فحسب، بل يمكن أن يعاني منه الأطفال أيضًا، ويعرف الاكتئاب الموسمي عمومًا بأنه حالة صحية تسبب الاكتئاب الشديد خلال مواسم معينة من السنة، ويعد أكثر شيوعًا مع اقتراب فصل الشتاء حيث تصبح ساعات النهار أقصر، وفي هذا المقال سنوضح لك كل ما يهمك حول الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال. [1]
محتويات المقال
أسباب الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
لا يزال السبب الدقيق الكامن وراء حدوث الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال غير معروف تمامًا، ومع ذلك تشير النظريات إلى ارتباط حدوثه بالتفاعل الحاصل بين الجسم وأشعة الشمس، وتحديدًا تأثير التعرض للضوء على جزء من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، وتأثير الضوء كذلك على إيقاعات الجسم البيولوجية أو ما يعرف بالساعة البيولوجية. [1]
للتوضيح أكثر؛ تنتج منطقة ما تحت المهاد هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية:Melatonin)، والسيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، وقد يحدث الاكتئاب الموسمي نتيجة انخفاض مستويات السيروتونين، أو ارتفاع مستويات الميلاتونين، أو انخفاض مستويات فيتامين D، الأمر الذي يؤدي للاكتئاب، والنعاس، والتعب. [1] [2]
عوامل خطر الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
تشمل عوامل خطر الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال والتي تزيد من فرصة حدوثه ما يلي: [1] [3]
- العمر؛ إذ إن البالغين الأصغر سنًا معرضون لخطر أعلى للإصابة من كبار السن، علمًا أن هناك حالات بين الأطفال والمراهقين.
- الجنس؛ فالإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور.
- وجود تاريخ شخصي من الاكتئاب.
- وجود تاريخ عائلي من الاكتئاب الموسمي.
- العيش في منطقة جغرافية بعيدة عن خط الاستواء.
اقرأ أيضًا: تأثير المناخ على الصحة العقلية
أعراض وعلامات الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
تتشابه أعراض الاكتئاب الموسمي مع أعراض أنواع الاكتئاب الأخرى، ويذكر منها: [2] [4]
- تغيرات في المزاج؛ بحيث يشعر الأطفال المصابون بالاكتئاب الموسمي بالحزن، أو الانزعاج، أو الغضب، أو الإحباط، أو اليأس، أو البكاء بشكل غير اعتيادي حتى في حالة عدم وجود سبب واضح لذلك.
- تغيرات في الوزن أو عادات الأكل؛ بحيث يأكل الطفل أطعمة غير صحية، أو يفرط في تناول الطعام، وفي بعض الحالات قد لا يشعر بالجوع، وبالتالي يأكل كميات أقل.
- العزلة، وفقدان الاهتمام والرغبة بممارسة الأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، وكذلك رؤية الأصدقاء.
- صعوبة في التركيز، ما يؤثر في الأداء الدراسي.
- انخفاض مستويات الطاقة.
- اضطرابات النوم؛ بحيث ينام الطفل كثيرًا أو قليلًا جدًا.
- النقد الشديد والمبالغ فيه للذات.
- الانخراط في سلوكيات إيذاء النفس.
- أفكار أو محاولات انتحار.
تشخيص الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
الخطوة الأولية التي يعتمدها الطبيب في تشخيص الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال هو استبعاد الإصابة بأي من المشاكل الصحية الأخرى التي قد تسبب الأعراض ذاتها؛ إذ يمكن أن يكون التعب أو الإرهاق علامة على حالة صحية كامنة بما في ذلك قصور الغدة الدرقية، أو انخفاض السكر في الدم، أو فقر الدم، وفيما بعد يتعرف الطبيب على الأعراض والعلامات التي يعاني منها الطفل لتأكيد التشخيص. [5]
تشمل المعايير التشخيصية التي يؤكد الطبيب من خلالها إصابة الطفل بالاكتئاب الموسمي ما يلي: [5]
- وجود نوبتين من الاكتئاب الموسمي خلال العامين الماضيين.
- وجود العديد من نوبات الاكتئاب الموسمية مقارنةً بالنوبات غير الموسمية؛ والتي قد يعاني خلالها الطفل من أعراض الاكتئاب نتيجة مشاكل حياتية بما في ذلك خلاف مع صديق، أو عدم الاهتمام بالمدرسة.
علاج الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
تشمل خيارات علاج الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال: [6] [4]
- العلاج النفسي: يهدف العلاج النفسي بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية للأطفال المصابين، ومساعدتهم على تحديد الأمور التي تحفز مشاعر التوتر والاكتئاب لديهم وكيفية التعامل معها.
- العلاج بالضوء: يقوم العلاج بالضوء (بالإنجليزية: Phototherapy / Light Therapy) على تعريض الطفل المصاب بالاكتئاب الموسمي لمصابيح متخصصة تطلق ضوء يشبه ضوء الشمس.
- العلاج بالأدوية: قد يصف الطبيب أنواع من مضادات الاكتئاب بما في ذلك مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لعلاج الاكتئاب الموسمي، والتي تهدف إلى إعادة التوازن الكيميائي في النواقل العصبية الذي تسبب في الإصابة بالحالة.
نصائح للوالدين للتعامل مع الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال
يقع على الوالدين مسؤولية فهم حالة الاكتئاب الموسمي التي يعاني منها الطفل، واتباع بعض الأساليب والممارسات التي تساعد على تخفيف الأعراض والوقاية منها، وفيما يلي نصائح للوالدين للتعامل مع الاكتئاب الموسمي لدى الأطفال: [1] [7]
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره، ما يمكن أن يعزز شعوره بالأمان والراحة.
- تشجيع الطفل على تحديد أهداف صغيرة يسهل إنجازها يوميًا، ما يساعد على تحفيزه، وتعزيز مشاعر احترام النفس.
- التأكد من تعريض الطفل للمزيد من ضوء الشمس من خلال فتح ستائر النوافذ في المنزل.
- اصطحاب الطفل لقضاء الوقت في الهواء الطلق يوميًا.
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام.
- تشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصحية بما في ذلك الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والحد من الإفراط في تناول الكربوهيدرات.
- استخدام جهاز محاكاة الفجر؛ وهو جهاز صغير يقوم على تشغيل ضوء غرفة النوم تدريجيًا، الأمر الذي يوهم الجسم بأن الشمس قد أشرقت.
- الذهاب في رحلة عائلية في أيام الشتاء المشمسة.
نصيحة الطبي
من المحتمل أن يعاني الأطفال من الاكتئاب الموسمي كالبالغين، وهو حالة صحية تتطلب تدخل وإدارة للتعامل مع أعراضها والسيطرة عليها، لذا إذا كنت تلاحظ تغير مزاج طفلك، أو ظهور أي من أعراض الاكتئاب الموسمي الأخرى لديه دون وجود حالة صحية كامنة تسبب الأعراض ذاتها، فعليك استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص، ومعرفة العلاجات أو النصائح المنزلية التي يمكنك اتباعها لمساعدته.