يتمتع اللولب بالعديد من المزايا من حيث الفعالية والأمان وتوفير الحماية من الحمل سنوات طويلة، إلا أنه كغيره من وسائل منع الحمل الأخرى لا يخلو من بعض الآثار الجانبية والأضرار، حيث تظهر أضرار اللولب في المشاكل التي قد تحدث عند تركيبه أو بعد هذه المرحلة خاصة في السنة الأولى من وضعه. [1]
يتناول هذا المقال أضرار اللولب لمنع الحمل ومحاذير استخدامه، وكذلك مخاطر الاستمرار في استعماله بعد انتهاء مدته، علاوة على مدى تأثير اللولب على الزوج.
محتويات المقال
أضرار اللولب على المرأة
اللولب هو جهاز صغير على شكل حرف T يتم إدخاله في الرحم من قبل الطبيب، ويوجد نوعان منه اللولب النحاسي (غير الهرموني) واللولب الهرموني. [1]
قد لا تعاني النساء اللاتي يستخدمن اللولب كوسيلة لمنع الحمل من أي مشاكل، بينما في حالات أخرى يمكن أن تواجه النساء بعض المشاكل أثناء تركيبه أو بعد ذلك، وقد تختلف طبيعة هذه الأضرار بناء على نوع اللولب وحالتهم الصحية. [1]
نوضح فيما يلي أبرز أضرار اللولب المحتملة:
- تقلصات البطن
قد يصاحب عملية تركيب اللولب تقلصات في البطن تشبه تقلصات الحيض، وغالبًا ما تعاني النساء من هذا الألم أثناء إدخال اللولب عند فتح عنق الرحم وربما يستمر ذلك عدة ساعات أو أيام بعد تركيب اللولب. [2]
يمكن أن يكون الألم شديدًا في بعض الحالات لا سيما النساء اللاتي لم يسبق لهن الولادة طبيعيًا. [2]
- عدم انتظام الدورة أو غزارتها
تشمل أضرار اللولب النحاسي والهرموني عدم انتظام الدورة وتغير طبيعة الحيض، حيث قد تعاني النساء من: [3]
- نزيف بين فترات الحيض خلال 3 إلى 6 أشهر الأولى من تركيب اللولب.
- طول فترة الحيض عن المعتاد لاسيما مع اللولب النحاسي.
- نزيف حاد يقل تدريجيًا مع اللولب الهرموني، وبمرور الوقت يمكن أن تصبح الدورة خفيفة أو تتوقف.
تجدر الإشارة إلى أن طول فترة الحيض قد يؤدي إلى إصابة المرأة بفقر الدم نتيجة فقدان كميات كبيرة من الدم في هذه الفترة. [3]
اقرأ أيضًا: علاج الالتهابات الناتجة عن تركيب اللولب
- انثقاب الرحم
يمكن أن تظهر أضرار تركيب اللولب في إحداث ثقب في جدار الرحم أثناء إدخال اللولب فيه، وفي حالات نادرة قد يخترق اللولب جدار الرحم ليعبر إلى أجزاء أخرى في الحوض وتجويف البطن ويشكل خطرًا على الأعضاء الداخلية؛ الأمر الذي يستدعي إزالته جراحيًا. [4]
- تحرك اللولب من مكانه أو سقوطه
يعد تحرك اللولب من مكانه أو سقوطه أحد أضرار اللولب الشائعة لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى من تركيبه، قد يكون هذا التحرك جزئيًا بحيث يتحرك اللولب من موضعه الطبيعي أعلى الرحم، أو يكون كليًا بسقوط اللولب وخروجه تمامًا من الرحم إلى المهبل. [4]
قد يؤدي تحرك اللولب من مكانه أو سقوطه إلى ظهور علامات وأعراض في بعض الحالات، مثل: [1]
- ألم وتقلصات البطن.
- نزيف مهبلي.
جدير بالذكر أن مخاطر تحرك اللولب من مكانه تكمن في التأثير على فعالية اللولب في منع الحمل؛ مما قد يؤدي إلى حدوث حمل غير مقصود دون تخطيط المرأة لذلك. [4]
- عدوى الحوض
تعد الإصابة بعدوى الحوض أحد أضرار اللولب التي يمكن أن تحدث خاصة في العشرين يومًا الأولى من تركيب اللولب، فقد تنتقل البكتيريا إلى عنق الرحم أو الرحم أثناء عملية إدخال اللولب مسببة عدوى يطلق عليها مرض التهاب الحوض. [1][3]
يعرف مرض التهاب الحوض بأنه مشكلة صحية خطيرة يحدث فيها التهاب واحد أو أكثر من الأعضاء التناسلية للمرأة وهم الرحم، أو قناة فالوب، أو المبيض، وتشمل أبرز علامات هذه العدوى ما يلي: [1]
- الشعور بألم أسفل البطن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم وقشعريرة.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية كريهة الرائحة.
- ألم عند الجماع.
- نزيف مهبلي شديد.
- الحمل خارج الرحم
تتضمن أضرار اللولب أنه يمكن أن يزيد من خطر حدوث حمل خارج الرحم بنسبة قليلة، وهي حالة تنغرس فيها البويضة المخصبة في قناة فالوب بدلًا من الرحم، وقد يشكل ذلك خطرًا على صحة الأم. [1][5]
قد تظهر علامات الحمل خارج الرحم في صورة: [5]
- ألم في أسفل البطن على جانب واحد.
- نزيف مهبلي.
- الإحساس بعدم الراحة أثناء التبول أو التبرز.
- انقطاع الحيض.
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل على اللولب ومخاطره
- كيسات المبيض
قد يؤدي اللولب الهرموني إلى تكون أكياس في المبيض مملوءة بالسوائل يكون معظمها غير ضار ويختفي تلقائيًا في غضون بضعة أشهر. تعد كيسات المبيض أكثر عرضة للحدوث في السنة الأولى من تركيب اللولب وفي بعض الحالات لا تكون مصحوبة بأي أعراض، بينما يعاني البعض من انتفاخ أو ألم في أسفل البطن. [1]
- أضرار اللولب الأخرى
يمكن أن تظهر أضرار اللولب غير الهرموني والهرموني أيضًا في حدوث المشاكل الآتية لدى بعض النساء، منها: [3]
- زيادة آلام الدورة.
- آلام البطن والحوض، أو ألم الظهر.
- ألم عند الجماع.
- التهاب المهبل.
تتضمن أضرار اللولب الهرموني في بعض الحالات المعاناة من المشاكل التالية نتيجة هرمون البروجسترون الذي يطلقه اللولب في الدم: [3]
- صداع أو صداع نصفي.
- غثيان وقيء.
- ألم الثدي.
- حب الشباب.
اقرأ أيضًا: اللولب الهرموني لمنع الحمل
أضرار اللولب بعد انتهاء مدته
يختلف العمر الافتراضي للولب من نوع لآخر فاللولب النحاسي قد تصل فعاليته إلى 12 عامًا، بينما اللولب الهرموني تترواح فعاليته ما بين 3 إلى 6 سنوات بناء على نوعه، وينبغي إزالة اللولب بعد انتهاء هذه المدة واستبداله بآخر جديد. [6]
تكمن أضرار ترك اللولب لفترة طويلة بعد انتهاء مدته في زيادة خطر الإصابة بعدوى والتي قد تؤثر على صحة المرأة، وربما تؤدي في بعض الحالات إلى العقم، بالإضافة إلى ذلك فإن اللولب بعد انتهاء مدته لا يوفر حماية كافية ضد الحمل؛ لذا فإن حدوث حمل غير مخطط له وارد بنسبة كبيرة إذا لم يتم استبدال اللولب بآخر. [6]
محاذير استعمال اللولب
قد تكون بعض النساء أكثر عرضة لأضرار اللولب ومضاعفاته مقارنة بغيرهن نظرًا لمعاناتهم من حالات طبية معينة، مثل: [7]
- تخثر الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي.
- فقر الدم الشديد.
- سيولة الدم.
- داء السكري.
- التهابات المهبل، مثل التهاب المهبل الجرثومي.
- سرطان المبيض.
- المعاناة من مرض التهاب الحوض في الأشهر الاثني عشر الماضية.
- تاريخ من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا خلال العامين الماضيين.
- ميلان الرحم إلى الأمام أو الخلف بشدة.
اقرأ أيضًا: وسائل منع الحمل الأفضل بعد سن الأربعين
هل يوجد أضرار للولب على الرجل؟
لا يوجد أي ضرر للولب على الرجال أثناء الجماع وعادة لا يشعر الزوج بوجوده نظرًا لأن اللولب بثبت أعلى الرحم فقط الخيوط هي التي تصل إلى المهبل، وهي خيوط بلاستيكية رفيعة جدًا لا تحدث أي مشكلة أثناء الجماع ولا يمكن أن تؤدي إلى إحساس الرجل بالألم. [8]
نصيحة الطبي
قد يؤدي اللولب إلى حدوث مشاكل صحية لدى بعض النساء يختفي بعضها تلقائيًا بعد فترة قصيرة، في المقابل يكون بعضها خطيرًا يحتاج إلى تدخل طبي عاجل إلا أن ذلك نادر الحدوث. بشكل عام تنصح المرأة التي خضعت لتركيب اللولب لمنع الحمل مراجعة الطبيب في حال المعاناة من مغص شديد، أو إفرازات مهبلية أو نزيف غير طبيعي، أو أي أعراض أخرى تشير إلى وجود مشكلة صحية.