انفصام الشخصية أو مرض الفصام والذي يعرف باسم الشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) هو مرض نفسي مزمن يؤثر في تفكير الشخص، وإدراكه، وسلوكه، فيبدو كأنه منفصل عن الواقع، حيث يعاني من أوهام، وهلاوس، واضطراب في التفكير والسلوك يعوق قدرته على القيام بالمهام اليومية، ويؤثر كذلك على علاقاته الاجتماعية، وعلى الرغم من أن الفصام يصنّف ضمن الاضطرابات النفسية الشديدة، إلا أنه مع العلاج المناسب، تتحسّن الأعراض، ويستطيع المريض عيش حياة شبه طبيعية. [1][2]
أصبح بإمكانك الآن الحصول على استشارة نفسية متخصصة من طبيب معتمد لدى موقع الطبي، عن بُعد وبكل سرية.
ينتشر اعتقاد لدى الكثيرين بأن مرضى انفصام الشخصية أو الفُصام يعانون من عدة شخصيات مختلفة، ولكنه اعتقاد غير صحيح، فتعدد الشخصيات هو اضطراب نفسي مختلف يُطلق عليه اضطراب الهوية التفارقي (بالإنجليزية: Dissociative Identity Disorder)، والذي ينطوي على فقدان الترابط بين أفكار المصاب، وذكرياته، ومشاعره، وسلوكياته، وإحساسه بهويته، مما يؤدي إلى ظهور شخصيتين مختلفتين أو أكثر تتناوب في السيطرة على سلوك المصاب، ولكل شخصية منها هوية، وعمر، وعرق، وجنس مختلف. [3][4]
الفُصام هو مرض نفسي، لكن الذُهان (بالإنجليزية: Psychosis) ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مجموعة من الأعراض تشمل الهلاوس والأوهام، ويعد الذهان من أشهر أعراض انفصام الشخصية، إلا أنه قد يرافق حالات طبية ونفسية أخرى، مثل اضطراب ثنائي القطب، أو نتيجة تعاطي بعض المخدرات أو الأدوية. [10]
إن أسباب انفصام الشخصية غير معروفة بشكل دقيق حتى الآن، ولكن يرجح أن المرض يحدث بسبب عدة عوامل، منها: [1][5] توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الشيزوفرينيا، مثل: [6][7] اقرأ أيضًا: أنواع الفصام وأعراضه
ما هي عوامل خطر الإصابة بانفصام الشخصية؟
عادةً ما تظهر أعراض انفصام الشخصية عند الرجال في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات من العمر، بينما تظهر لدى النساء في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات. [6] تتضمن أعراض انفصام الشخصية ما يلي: عادةً ما تبدأ أعراض الفُصام تدريجيًا خلال مرحلة المراهقة، وقد تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى سنوات قبل حدوث النوبات الذهانية، مثل الهلوسات أو الأوهام، وغالبًا ما يصعب التعرّف على هذه العلامات المبكرة؛ لأنها تتشابه مع التغيرات تحدث أثناء مرحلة المراهقة. [1][6] يمكن أن تشمل أعراض انفصام الشخصية في مراحلها المبكرة ما يلي: [6][9] للمزيد: أعراض الفصام المبكرة في المراحل العمرية المختلفة تعد الأوهام من أشهر أعراض انفصام الشخصية، وهي عبارة عن اعتقادات خاطئة لا تمت للواقع بصلة، ويتمسك بها المصاب بشدة رغم وجود أدلة واضحة تُثبت عكسها، وغالبًا ما تكون هذه المعتقدات غير منطقية أو غريبة، على سبيل المثال: الاعتقاد بأن شخصًا أو جهة ما تلاحقه أو تحاول إيذاءه، أو أن أفكاره أو أفعاله يتحكّم بها قوى خارجية مثل الحكومة أو الكائنات الفضائية، أو التوهم بأنه شخصية عظيمة أو مشهورة على الرغم من أنه شخص عادي. [9] وهي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، وربما شم أو تذوق أشياء غريبة، وغالبًا ما يعاني مُصابو الفُصام من الهلوسة السمعية أو البصرية، خاصةً عندما يكونون لوحدهم. [9] يتميّز مريض الفُصام بأفكار وكلمات غير مترابطة أو غير مفهومة، فقد ينتقل فجأة من موضوع إلى آخر دون ترابط منطقي، أو يُجيب على الأسئلة بإجابات لا علاقة لها بالسؤال. [2] يقوم مريض الفُصام بتصرفات غير متوقعة أو غير مناسبة للموقف، وقد تتراوح بين سلوك طفولي مفرط إلى نوبات من التهيّج أو الحركات المتكررة دون هدف واضح، مثل الدوران أو التلوي المستمر، كما يشمل ذلك الجمود (بالإنجليزية: Catatonia)، حيث يبدو الشخص في حالة ذهول، أو قد يبقى على وضعية واحدة لفترات طويلة دون استجابة. [2] تشير الأعراض السلبية إلى غياب بعض السلوكيات الطبيعية الموجودة لدى الأشخاص الأصحاء، وتشمل: [2][9] للمزيد: أعراض الفصام وعلاماته
يبدأ تشخيص انفصام الشخصية من خلال السؤال عن التاريخ الطبي للمريض، والأعراض التي يعاني منها، ثم يتم إجراء مجموعة من الفحوصات؛ لاستبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب أعراضًا مشابهة للفصام، مثل تعاطي المخدرات، ومن هذه الفحوصات: [11] بعد ذلك، يتم إحالة المريض إلى أخصائي نفسي، والذي يجري تقييمًا نفسيًا شاملًا للمريض، ومن ثم تأكيد تشخيص الإصابة بالفُصام حسب المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5)، والتي تشمل: [11]
يعد انفصام الشخصية اضطرابًا مزمنًا يستمر مدى الحياة، ولكن قد يساعد العلاج على التخفيف من الأعراض، ومنع الانتكاس، وتجنب الحاجة إلى دخول المستشفى. [5] يشمل علاج انفصام الشخصية ما يلي: تعد مضادات الذهان أشهر الأدوية المستخدمة في علاج الفصام، ومن أمثلتها: [5][12] تتوفر بعض أدوية الفصام في صورة حقن عضلية طويلة المفعول بدلًا من الحبوب اليومية، حيث تساعد المريض في الالتزام بالعلاج، وتقلل من فرص الانتكاس [12] قد تستخدم مضادات الاكتئاب، مثل الباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine) أيضًا لعلاج أعراض الفصام السلبية. [13] للمزيد: أدوية علاج الفصام التقليدية والحديثة يساهم العلاج النفسي بجانب الأدوية في تعلم مهارات تفيد في التحكم في أعراض الفصام، وتحسين العلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الآخرين، ويشمل ما يلي: [14][15] يتضمن علاج الفصام أيضًا برامج إعادة التأهيل، والتدريب على المهارات الاجتماعية؛ للانخراط في المجتمع، وعيش حياة طبيعية مثل الآخرين. [14] قد تستدعي حالات انفصام الشخصية الحاد تلقي العلاج في المستشفى، خاصةً المرضى الذين لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، أو الذين أقدموا على محاولة انتحار. [14] للمزيد: ما هي طرق علاج الفصام؟ يُستخدم في حالات الفصام الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، ويتضمن تمرير تيار كهربائي عبر الرأس لتحفيز مناطق معينة في الدماغ، مما يُحدث نوبة قصيرة تُساهم في تحسين وظائف الدماغ، ويُجرى هذا العلاج تحت التخدير العام، ما يعني أن المريض يكون نائمًا، ولا يشعر بأي ألم أثناء الجلسة. [11]العلاج الدوائي
العلاج النفسي
العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT)
هناك بعض الإرشادات التي تساعد في السيطرة والتعايش مع مرض انفصام الشخصية، وتقليل خطورته، وتشمل: [11]
لا توجد طريقة معينة للوقاية من الإصابة بالفصام، ولكن يساعد اكتشاف المرض مبكرًا والخضوع للعلاج المناسب على تجنب حدوث انتكاس، أو الحاجة إلى دخول المستشفى، كما يساهم في تحسين حياة الشخص وعلاقاته الأسرية والاجتماعية. [1]
يعد انفصام الشخصية مرضًا نفسيًا خطيرًا لا ينبغي تجاهله أو تركه دون علاج، حيث قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: [6]
تختلف طبيعة مرض الفُصام من شخص لآخر، وغالبًا ما يظهر على شكل نوبات متكررة، حيث تزداد حدة الأعراض خلال فترات معينة، تليها فترات من التحسن النسبي دون اختفاء الأعراض بالكامل. [11] وبشكل عام، يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يُحسن بشكل كبير من جودة حياة المصاب، مما يُمكنه من العمل، والزواج، ورعاية نفسه، وعيش حياة شبه طبيعية ومستقرة. [11]
[1] WebMD. Schizophrenia: An Overview. Retrieved on the 23th of April, 2025. [2] American Psychiatric Association. What is Schizophrenia? Retrieved on the 23th of April, 2025. [3] Jamie Elmer. Dissociative Identity Disorder (DID) vs. Schizophrenia: What’s the Difference? Retrieved on the 23th of April, 2025. [4] WebMD. Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder). Retrieved on the 23th of April, 2025. [5] Tim Newman and Ruth Eagle. Understanding the symptoms of schizophrenia. Retrieved on the 23th of April, 2025. [6] Valencia Higuera. What Do You Want to Know About Schizophrenia? Retrieved on the 23th of April, 2025. [7] National Institute of Health (NIH). Causes - Schizophrenia. Retrieved on the 23th of April, 2025. [8] Janecka, M., Mill, J., Basson, M. A., Goriely, A., Spiers, H., Reichenberg, A., Schalkwyk, L., & Fernandes, C. (2017). Advanced paternal age effects in neurodevelopmental disorders—review of potential underlying mechanisms. Translational Psychiatry, 7(1), e1019. https://doi.org/10.1038/tp.2016.294 [9] Melinda Smith, et al. Schizophrenia Symptoms and Coping Tips. Schizophrenia. Retrieved on the 23th of April, 2025. [10] Jill Seladi-Schulman. Understanding the Difference Between Psychosis and Schizophrenia. Retrieved on the 23th of April, 2025. [11] Cleveland Clinic. What Is Schizophrenia? Retrieved on the 23th of April, 2025. [12] Emily Cronkleton. What to know about injections for schizophrenia. Retrieved on the 23th of April, 2025. [13] Jenna Fletcher. What are the best medications for schizophrenia? Retrieved on the 23th of April, 2025. [14] WebMD. Schizophrenia Treatment:Types of Therapies and Medication. Retrieved on the 23th of April, 2025. [15] Jodi Clarke. How Schizophrenia Is Treated. Retrieved on the 23th of April, 2025.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.