يستعد جسم المرأة خلال الحمل عن طريق إحاطة البويضة المخصبة بمجموعة من الخلايا تسمى الأرومة الغاذية (بالإنجليزية: Trophoblast)، حيث تساعد هذه الخلايا في تثبيت الجنين في جدار الرحم، كما تشكل أيضاً جزء من أنسجة المشيمة.
تحدث الإصابة بمرض داء الارومة الغاذية الحملي (بالإنجليزية: Gestational Trophoblastic Disease or GTD)، نتيجة تغيرات غير طبيعية في خلايا الأرومة الغاذية، مما يؤدي إلى تكوين أورام، هذه الأورام قد تكون حميدة أو خبيثة، ولكنها في معظم الأحيان حميدة.
تتكون أنواع داء الارومة الغاذية الحملي من نوعين من الأورام، وهما كالتالي:
يسمى الورم الحميد بالحمل العنقودي أو الرحى العدارية (بالإنجليزية: Hydatidiform Moles or Molar Pregnancy)، ويتسم بكونه جزئي أو كامل.
يتم تلقيح البويضة عن طريق اثنين من الحيوانات المنوية بدلاً من حيوان منوي واحد، وبذلك تتكون البويضة المخصبة من نسختين من الحمض النووي الخاص بالأب مع نسخة طبيعية من الحمض النووي الخاص بالأم، مما يؤدي إلى تطور الجنين بشكل جزئي، ثم يتحول إلى ورم بدلاً من اكتمال الحمل.
تحتوي البويضة الملقحة على مجموعتين من الحمض النووي الخاص بالأب ولا تحتوي على الحمض النووي الخاص بالأم، لذلك لا يتشكل الجنين ويتحول إلى ورم.
يسمى الورم الخبيث بورم الارومة الغاذية الحملي (بالإنجليزية: Gestational Trophoblastic Neoplasia or GTN)، ويتكون من ٤ أنواع وهي كالتالي:
تنمو خلايا الارومة الغاذية في الطبقة العضلية للرحم لتكون هذه الرحى الغاذية، وهي سريعة الانتشار أكتر من الحمل العنقودي.
يتكون سرطان المشيمة في الطبقة العضلية من الرحم، بالإضافة إلى الأوعية الدموية المحيطة به. قد ينتشر سرطان المشيمة إلى مناطق مختلفة بالجسم ولا يقتصر على الرحم فقط مثل الحوض، أو الرئة، أو الكبد، أو الدماغ.
يلتصق هذا الورم بجدار الرحم، وينتشر تدريجياً وقد يمتد انتشاره إلى الحوض، أو الرئة، أو العقد اللمفاوية. يعد هذا الورم بطيء النمو وتظهر أعراضه بعد شهور أو سنوات من الحمل.
يعد هذا الورم نادر الحدوث، ولكن عند الإصابة به قد يؤدي إلى انتشار السرطان في الرئتين.
تعد أسباب داء الارومة الغاذي الحملي غير معروفة، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بالمرض وهي كالتالي: اقرأ أيضاً: هل نزول دم في بداية الحمل طبيعي؟ تتكون مراحل داء الارومة الغاذية الحملي من ٤ مراحل، وهي كالتالي:
ما هي مراحل داء الارومة الغاذية الحملي؟
تختلف أعراض داء الارومة الغاذية الحملي من امرأة إلى أخرى، والأعراض كالتالي:
يتم تشخيص داء الارومة الغاذية الحملي عن طريق الآتي: يحصل الطبيب على التاريخ المرضي، وما إذا كان هناك إصابة سابقة بالحمل العنقودي أم لا. يستخدم الطبيب المنظار الداخلي عن طريق المهبل لفحص الرحم، وعنق الرحم، وقناة فالوب، والمبيضين. يحصل الطبيب على مسحة عنق الرحم، ويتم فحص العينة في المعمل للتأكد من وجود خلايا سرطانية أم لا. يتم استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية في منطقة المهبل لتكوين صورة للرحم والمناطق المجاورة. يتميز هذا المرض بارتفاع موجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin or HCG) ويتضح هذا الارتفاع في تحليل الدم. يتغير البول في حالة الإصابة بداء الارومة الغاذية الحملي، حيث تختلف نسبة السكر والبروتين في البول، كما يمكن الكشف عن ارتفاع هرمون موجهة الغدد التناسلية عن طريق تحليل البول. اقرأ أيضاً: فحوصات هامة للمرأة بعد الأربعين يتم عمل بعض الاختبارات بعد التأكد من الإصابة بالمرض لمعرفة مدى انتشاره، وخطوات تشخيص انتشار داء الارومة الغاذية الحملي هي كالتالي: يلجأ الطبيب لتصوير الصدر عند الاشتباه في انتشار المرض إلى الرئة. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي في حالة انتشار المرض للتأكد من تواجده في الدماغ وأين يقع بالتحديد. تستخدم الأشعة المقطعية لتصوير منطقة الصدر والبطن للكشف عن تواجد أي أورام. يجري الطبيب البزل القطني عن طريق سحب عينة من النخاع الشوكي باستخدام إبرة في منطقة العمود الفقري. يتم فحص العينة للتأكد من وجود خلايا سرطانية منتشرة في الدماغ والحبل الشوكي أم لا. شاهد أيضاً: أعراض محتملة للسرطان لا يجب للنساء تجاهلها
كيف يتم تشخيص انتشار داء الارومة الغاذية الحملي؟
يعتمد علاج داء الارومة الغاذية الحملي على نوع الورم، وفي أي مرحلة، كما يعتمد العلاج أيضاً على رغبة المرأة في الإنجاب في المستقبل أم لا، وخطوات العلاج هي كالتالي: يتم علاج الورم الحميد عن طريق عملية جراحية يتم فيها استئصال الورم عن طريق كحت الرحم وتفريغه بالشفط، كما يتم متابعة هرمون الغدد التناسلية المشيمية أسبوعياً للتأكد من عودته إلى نسبته الطبيعية في الدم، وعند عودة نسبة هذا الهرمون إلى طبيعته يجري الطبيب متابعة شهرياً لمدة لا تقل عن ٦ أشهر. يتم علاج الورم الخبيث عن طريق عدة خطوات وهي: يلجأ الطبيب للعلاج الكيماوي إذا تم تشخيص الورم بأنه خبيث، كما يتأكد الطبيب من نجاح العلاج والقضاء على الورم عند وصول هرمون الغدد التناسلية المشيمية إلى نسبته الطبيعية في الدم لمدة ٣ أسابيع بعد انتهاء العلاج، وبما أن الحمل يسبب ارتفاع هذا الهرمون لذلك يجب الامتناع عن الحمل لمدة لا تقل عن عام. يلجأ الطبيب للعلاج الإشعاعي مع العلاج الكيماوي في حالة انتشار السرطان إلى الدماغ. يتم استئصال الرحم إذا كانت المريضة لديها أطفال ولا ترغب بالحمل مرة أخرى، أو إذا استحال وقف النزيف المهبلي غير المنتظم، مع ملاحظة أن استئصال الرحم قد يؤدي إلى تقليص عدد جلسات العلاج الكيماوي. يعد داء الارومة الغاذية الحملي نادر الحدوث، مع العلم أن المرأة قد تتمكن من الحمل بشكل طبيعي بعد الإصابة به والانتهاء من العلاج.الورم الحميد
الورم الخبيث
National cancer institute. Gestational Trophoblastic Disease Treatment (PDQ®)–Patient Version. Retrieved on the 5th of August, 2021, from: https://www.cancer.gov/types/gestational-trophoblastic/patient/gtd-treatment-pdq Enrique Hernandez. Gestational Trophoblastic Neoplasia. Retrieved on the 5th of August, 2021, from: https://emedicine.medscape.com/article/279116-overview Bruce S, Sorosky J. Gestational Trophoblastic Disease. Retrieved on the 5th of August, 2021, from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470267/ John Hopkin Medicine. Gestational Trophoblastic Disease%. Retrieved on the 5th of August, 2021, from: https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/gestational-trophoblastic-disease
طبيبة أسنان حاصلة على درجة الماجستير في علوم طب الأسنان الإكلينيكية (قسم علاج الجذور) جامعة القاهرة لعام ٢٠١٣. خبرة في مجال طب الأسنان منذ ١٢ عام. كاتبة محتوى طبي وتم نشر العديد من المقالات الطبية منذ مايو ٢٠٢١.