يعد الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial Fibrillation or AFib) من أكثر أنواع عدم انتظام ضربات القلب شيوعًا، والذي يظهر على شكل تسارع في نبضات القلب. يمكن أن يسبب الرجفان الأذيني بقطع أو إعاقة التدفق الطبيعي للدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وجلطات الدم. [1،2]
يحدث الرجفان الأذيني نتيجة وجود اضطراب في الحجرتين العلويتين من القلب (الأذينين)، مما يؤدي إلى تعطل تدفق الدم الطبيعي إلى الحجرتين السفليتين من القلب (البطينين)، وبالتالي عدم تزويد الجسم بالدم الكافي. ويمكن أن يحدث الرجفان الأذيني بشكل متقطع غير منتظم، أو يكون حالة مزمنة. [2،3]
تشيع الإصابة بالرجفان الأذيني بين كبار السن، ولكنه يمكن أن يصيب صغار السن أيضًا. كما يمكن أن يصبح حالة خطيرة مهددة لحياة الشخص إذا ترك دون علاج، ولكن مع العلاج المناسب يمكن التعايش مع الرجفان الأذيني والحصول على حياة طبيعية ونشيطة. [2،4]
يمكنك التحقق من صحة قلبك بالإجابة عن بعض الأسئلة انقر هنا وابدأ الاختبار الآن.
يقسم الرجفان الأذيني إلى أربع أنواع رئيسية، وذلك وفقًا لعدد مرات تكرار حدوثه، ومدة استمرار الرجفان في كل مرة يحدث، وكيفية استجابته للعلاج. وفيما يلي نذكر أنواع الرجفان الأذيني الرئيسية:
يمكن أن تستمر نوبة الرجفان الأذيني المتقطع أو الإنتيابي (بالإنجليزية: Paroxysmal Atrial Fibrillation) لمدة أقل من 24 ساعة، وفي بعض الحالات تمتد لمدة تصل إلى أسبوع، بحيث يختفي الرجفان ويعاود الظهور ويتكرر مرة أو أكثر خلال اليوم. [1]
ومن الممكن أن لا يرافق الرجفان الأذيني المتقطع أي أعراض أو يمكن أن يشعر الشخص ببعض من أعراضه، مثل خفقان القلب، والدوار، وضيق التنفس. [1]
من محفزات الإصابة بهذا النوع الإفراط في تناول الكحول أو التعرض لضغط جسدي أو نفسي شديد. ومن الممكن أن يحتاج الرجفان الأذيني الإنتيابي إلى علاج، وفي بعض الحالات يمكن أن تختفي أعراضه من تلقاء نفسها. ولكن، في كلا الحالتين يجب على المريض مراجعة الطبيب. [1،3]
يستمر الرجفان الأذيني المستمر (بالإنجليزية: Persistent Atrial Fibrillation) لمدة أكثر من أسبوع، ويمكن أن يتوقف من تلقاء نفسه أو يمكن أن يحتاج إلى تدخل طبي لإيقافه. [1،5]
هناك بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني المستمر، مثل كبار السن، والمدخنين السابقين، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، أو قصور القلب، أو أمراض القلب التاجية، أو مرضى الانسداد الرئوي المزمن. [3]
يشير الرجفان الأذيني طويل الأمد (بالإنجليزية: Long-Standing Persistent Atrial Fibrillation) إلى استمرار رجفان القلب الأذيني لأكثر من عام دون أن يختفي. ويتطلب إيقاف الرجفان الأذيني في هذه الحالة التدخل الطبي الجراحي، حيث يمكن أن لا تكون الأدوية وتقويم نظم القلب الكهربائي كافية لاستعادة نظم القلب الطبيعي. [1،3،5]
لا يستجيب الرجفان الأذيني المزمن أو الدائم (بالإنجليزية: Permanent Atrial Fibrillation) للأدوية أو خيارات العلاج الأخرى، وبالتالي فهو يتطلب علاج دائم للتحكم في معدل ضربات القلب وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني، مثل السكتة الدماغية. [1،3]
أيضًا يمكن تقسيم الرجفان الأذيني إلى أنواع أخرى، وهي:
تشمل أسباب الرجفان الأذيني المحتملة جميع الأمراض والمشكلات الصحية التي يمكن تسبب تغير أو تلف في أنسجة وبنية القلب، بالإضافة إلى عدد من العوامل الجسدية والنفسية التي يمكن أن تسبب حدوث نشاط غير طبيعي في كهربائية القلب. [1،4] ولكن، لا يمكن تحديد ما هو سبب الرجفان الأذيني في جميع الحالات التي يحدث فيها. [4] وفيما يلي نذكر بعضًا من أسباب الرجفان الأذيني: كما يمكن أن يحدث الرجفان الأذيني بعد عملية القلب أو غيرها من العمليات التي تجرى في منطقة الصدر، مثل عمليات الرئة أو البلعوم. [1،3] هناك بعض العوامل التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، وتشمل:
عوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني
يتكون القلب من أربع حجرات، حجرتان علويتان تسمى بالأذينان، وحجرتان سفليتان تسمى البطينان، وفي الوضع الطبيعي يحدث نبض القلب عندما تطلق العقدة الجيبية الأذينية (بالإنجليزية: Sinoatrial Node) التي تقع في الأذين الأيمن نبضات كهربائية تؤدي إلى انقباض الأذينين، مما يدفع الدم إلى التدفق داخل البطينين. ثم تنتقل النبضات الكهربائية إلى البطينين، وبالتالي انقباض البطينين. [1،2،5] يحدث الرجفان الأذيني عندما لا تطلق العقدة الجيبية إشارات كهربائية منتظمة، إنما تقوم بإطلاق العديد من النبضات الكهربائية المختلفة بسرعة معًا، مما يؤدي إلى حدوث انقباضات فوضوية وسريعة جدًا في الأذينين تسمى بالرجفان. [1،2،5] يمكن أن يصل معدل انقباضات الأذينين عند التعرض للرجفان الأذيني لأكثر من 400 انقباضة في الدقيقة. [5] وتؤدي انقباضات الأذينين السريعة وغير المنتظمة إلى عدم ضخ الدم بشكل كافي إلى البطينين. كما يصبح البطينين غير قادرين على مواكبة سرعة انقباضات الأذينين أو ملء وضخ الدم بشكل طبيعي. [1،2،5] نتيجة لذلك، يتجمع الدم في الأذينين بدلاً من أن ينتقل إلى البطينين ويخرج إلى باقي الجسم. ويزيد تجمع الدم هذا من من خطر الإصابة بجلطات الدم في القلب، أو انتقال الجلطات الدموية من القلب إلى مجرى الدم وإلى الدماغ والتسبب بسكتة دماغية. [1،2،5] اقرأ أيضاً: الفرق بين خفقان القلب الطبيعي وغير الطبيعي
في معظم الحالات، لا يسبب الرجفان الأذيني أي أعراض، أو يمكن أن تظهر بعض أعراض الرجفان الأذيني بشكل متقطع، ويعتمد ذلك على نوع الرجفان الأذيني وشدة المرض. [1،4] ومن أعراض الرجفان الأذيني المحتمل ملاحظتها ما يلي: يوصى في حال ملاحظة أحد أعراض الرجفان الأذيني بمراجعة الطبيب، وفي حال استمرارها لأكثر من 24 ساعة طلب العناية الطبية دون تأخير لتجنب المضاعفات الخطيرة، مثل الجلطات القلبية. [3] للمزيد: كيفية تمييز أعراض الجلطة القلبية
عادة ما يبدأ تشخيص الرجفان الأذيني بمعرفة التاريخ الطبي والعائلي للمريض، بالإضافة إلى واحد أو أكثر من الاختبارات التالية: في حالة الرجفان الأذيني المتقطع، من الممكن أن لا يكشف مخطط كهربية القلب المشكلة، لهذا يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام أحد أجهزة مراقبة القلب لفترة زمنية طويلة نسبياً، ومن الأمثلة على هذه الأجهزة ما يلي:
يمكن أن لا يحتاج الرجفان الأذيني إلى علاج إذا لم تكن هناك أعراض، أو إذا لم يكن لدى الشخص أمراض قلبية أخرى، وفي بعض الحالات يتوقف الرجفان الأذيني من تلقاء نفسه. أما في الحالات التي تتطلب التدخل الطبي، فإن علاج الرجفان الأذيني يهدف إلى السيطرة على الأعراض وتحسينها، وتقليل مخاطر حدوث المضاعفات. [4،5] يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية بالاعتماد على مدى شدة الأعراض وأسباب الرجفان الأذيني ونمطه، مع مراعاة صحة المريض العامة ونمط حياته. [2] وتشمل خيارات علاج الرجفان الأذيني ما يلي: يتم بدء علاج الرجفان الأذيني للتحكم في إيقاع القلب ومنع تكون جلطات الدم، ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب عند الحاجة ما يلي: يمكن إجراء تقويم نظم القلب الكهربائي (بالإنجليزية: Electrical Cardioversion) في بعض الحالات من الرجفان الأذيني، وهو إجراء جراحي يتم تحت التخدير العام، يشتمل على توصيل صدمة كهربائية للقلب لإعادة ضبط الإيقاع غير المنتظم إلى إيقاع منتظم. وغالباً ما يتم التحقق من عدم وجود جلطات في القلب قبل القيام بهذا الإجراء، وفي حال وجود جلطة يتم وصف أحد أدوية مضادات التخثر للمريض لعدة أسابيع لعلاجها، وبعد ذلك يتم إجراء تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية. [2،5] يمكن أيضاً استخدام بعض مضادات عدم انتظام ضربات القلب، مثل الأميودارون، ويسمى هذا الإجراء تقويم نظم القلب الكيميائي أو الدوائي. [5] تعد الجراحة في بعض الأحيان كأفضل علاج للرجفان الأذيني، وتشمل أنواع الجراحات التي تجرى لعلاج الرجفان الأذيني المزمن أو الشديد ما يلي: في حال كانت أسباب الرجفان الأذيني تتعلق بمشاكل صحية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو توقف التنفس أثناء النوم، فيجب علاج المشكلة الأساسية جنباً إلى جنب مع علاج عدم انتظام ضربات القلب. [1]الأدوية
إعادة ضبط إيقاع القلب
الجراحة
يمكن علاج أو التعايش مع الرجفان الأذيني في معظم الحالات، ولكن يمكن أن تتكرر الإصابة بالرجفان الأذيني أو تزداد شدته مع مرور الوقت. وهناك بعض الخطوات والنصائح التي تساعد في الوقاية من الرجفان الأذيني وتقليل خطر مضاعفاته، ومن أهمها: للمزيد: طرق الوقاية من الرجفان الأذيني
يمكن التعايش مع الرجفان الأذيني والحفاظ على صحة جيدة، ولكن يمكن أن يسبب الرجفان الأذيني غير المشخص أو غير المعالج إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الفرد. ومن مضاعفات الرجفان الأذيني ما يلي: للمزيد: خطورة الرجفان الأذيني ومضاعفاته
[1] National Heart, Lung, and Blood Institute (NIH). Atrial Fibrillation. Retrieved on the 27th of November, 2022. [2] Adam Felman. What Is Atrial Fibrillation? Retrieved on the 27th of November, 2022. [3] WebMD.com. What Is Atrial Fibrillation? Retrieved on the 27th of November, 2022. [4] Kristeen Cherney. Everything You Need to Know About Atrial Fibrillation. Retrieved on the 27th of November, 2022. [5] Johns Hopkins Medicine. Atrial Fibrillation. Retrieved on the 27th of November, 2022.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.