تعد الحموضة من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها كثير من الأشخاص، وتحدث بسبب ارتفاع أحماض المعدة إلى المريء، وتؤدي الحموضة إلى مجموعة من الأعراض، مثل الشعور بألم في أعلى المعدة ومنطقة الصدر، والتجشؤ، والغثيان، والانتفاخ والغازات.إذا لم يتم علاج الارتجاع الحمضي، فقد يؤدي إلى تلف المريء، مما يتسبب في تندب وتضييق المريء.

يوجد عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة، ويمكن أن تكون الحموضة مزمنة لدى بعض الأشخاص، وتحتاج إلى علاج لتخفيف أعراضها، ولتفادي الإصابة بالحموضة، ينصح بالتوقف عن بعض العادات الخاطئة التي يمكن أن تسببها.

عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة

توجد العديد من العادات الخاطئة التي يمكن القيام بها أو الاعتياد عليها وهي عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة، إليكم أبرز العادات الخاطئة التي يمكن أن تسبب الحموضة لتتوقف عنها من الآن.

تناول الاطعمة غير الصحية

تتسبب أغلب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات في الإصابة باضطرابات المعدة، وقد تؤدي إلى الحموضة، وذلك نتيجة تخمير الكربوهيدرات مثل السكر والألياف، وذلك عند تتحلل في الأمعاء الغليظة، ويمكن أن تسبب الانتفاخات والغازات وحرقة المعدة. ومن عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة أيضاً تناول الوجبات الكبيرة والدسمة التي تؤدي إلى الإصابة بالحموضة، إذ أنها تضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية (بالإنجليزية: Lower Esophageal Sphincter LES)، وهي العضلة التي تفتح وتغلق للسماح للطعام بالانتقال إلى المعدة، ويمكن أن يؤدي الضغط الزائد على هذه العضلة إلى تسرب محتويات المعدة مرة أخرى إلى المريء، مما يؤدي للإصابة بحرقة في المعدة.

وينطبق هذا أيضاً على الأطعمة الدهنية والمقلية، التي تعيق الهضم بصورة كبيرة، مما يؤدي إلى تحفيز المعدة على إفراز المزيد من الأحماض، كما أن الأطعمة الدهنية لها تأثير استرخاء على العضلة العاصرة المريئية السفلى، مما يزيد من احتمالية تسرب بعض هذه الأحماض الإضافية إلى المريء والإصابة بحرقة في المعدة. ينصح بعدم الإكثار من تناول هذه الأطعمة الضارة واستبدالها بالأطعمة الصحية والغنية بالعناصر الغذائية الهامة، مثل البروتين والفواكه والخضروات.

للمزيد: علاج الحموضة في المنزل

تناول بدائل السكر

يعتقد كثير من الأشخاص أن عبارة "خالية من السكر" تعني أنها أطعمة صحية، ولكن في الحقيقة، يضاف إلى هذه الأطعمة أنواع من السكريات الاصطناعية والمحليات منخفضة السعرات الحرارية التي تسبب بعض الآثار الجانبية لأنه يصعب امتصاصها بسهولة في الجسم، فقد تؤدي إلى الغازات والانتفاخات والاضطرابات الهضمية التي تؤدي إلى حرقة المعدة، وظهور أعراض معوية أخرى.

يمكن الحصول على السكر الطبيعي من الفواكه، وينصح بعدم إضافة المحليات الصناعية إلى المشروبات، والأفضل هو إضافة العسل الأبيض للتحلية بكمية معتدلة.

للمزيد: المحليات الاصطناعية

تناول المشروبات الغازية

يشعر أغلب الأشخاص بالاستمتاع أثناء تناول المشروبات الغازية، ولكنه شعور مؤقت وغالباً ما يتلاشى بعد وقت قليل، ويتحول إلى شعور مزعج، حيث أن هذه المشروبات تسبب التجشؤ والحموضة، وذلك لأنها تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من فرص الإصابة بالانتفاخ والغازات، ولذلك لا ينصح بالإكثار من تناول هذه المشروبات لأنها أحد عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة، يمكن استبدالها بالمشروبات الصحية مثل العصائر الطازجة والخالية من السكر.

تناول الطعام في وقت متاخر من الليل او الاستلقاء بعد تناول الطعام

من العادات الخاطئة تسبب حموضة المعدة التي يتبعها بعض الأشخاص هي تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، خاصةً عند تناول الأطعمة الدهنية والدسمة، حيث يصعب هضمها وتؤدي للإصابة بالحموضة، مما يعيق النوم ليلاً، وتزداد فرص الإصابة بالحموضة عند الاستلقاء بعد تناول الطعام، حيث يسهل إرتجاع الطعام إلى المريء، مما يؤدي إلى شعور مزعج وآلام في المعدة. لذلك ينصح بعدم تناول الطعام الدسم في وقت متأخر من الليل، وفي حالة الشعور بالجوع، يمكن تناول الأطعمة الخفيفة والصحية مثل الزبادي أو الفواكه.

للمزيد: سوء استعمال الأدوية المضادة للحموضة

الاكثار من تناول المشروبات الغنية بالكافيين

يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى الإصابة بحرقة المعدة، وذلك لأن الكافيين يزيد من إنتاج حمض المعدة ويسبب ضعف في صمام المعدة، وينطبق هذا على مختلف المشروبات الغنية بالكافيين، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، كما أن هذه المشروبات غنية بالمحليات الصناعية التي يمكن أن تسبب الحموضة.

ينصح بعدم الإكثار من تناول المشروبات الغنية بالكافيين، بحيث لا تزيد عن 3 مرات يومياً كحد أقصى، واستبدالها بالأعشاب الصحية، مثل اليانسون والبابونج وغيرها.

تناول الاطعمة التي تسبب الحساسية

يجب الانتباه عند اختيار الأطعمة التي يتم تناولها، وتجنب الأطعمة التي تسبب حساسية للجسم، لأنه من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالحموضة، فعلى سبيل المثال، يعاني بعض الأشخاص من حساسية اتجاه الأطعمة الغنية بالغلوتين أو منتجات الألبان، وفي هذه الحالة، يجب تجنب تناول هذه الأطعمة التي تسبب إنتاج المزيد من أحماض المعدة، وتؤدي إلى الإصابة بارتجاع الحمض.

الافراط في تناول الطعام وزيادة الوزن

يؤدي الإفراط في تناول الطعام بشكل عام وعدم الانتباه للنظام الغذائي المتبع إلى الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، وتعتبر السمنة أحد الأسباب الأساسية للإصابة بالحموضة وحرقة المعدة، حيث تزداد فرص الضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية، مما يؤدي إلى فتحها جزئياً والسماح لأحماض المعدة بالعودة إلى المريء.

يمكن أن يساعد فقدان الوزن الزائد مع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة في تحسين الارتجاع الحمضي لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.

زيادة التوتر والضغط العصبي

هناك ارتباط وثيق بين التوتر والضغط العصبي، وبين الارتجاع الحمضي، حيث أن الإجهاد النفسي يزيد من إنتاج الكورتيزول في الجسم، وهو هرمون الإجهاد الذي يمكن أن يؤثر على الهضم، وقد يؤدي للإصابة بحرقة المعدة والآلام المصاحبة لها.

ولتقليل فرص الإصابة بارتجاع الحمض، ينصح باتباع التقنيات التي تساعد في تخفيف التوتر، مثل ممارسة تمارين اليوغا والتأمل، وكذلك التنفس العميق، كما أن الحصول على قسط كاف من النوم يومياً يساعد على تقليل التوتر والإجهاد.

شرب الماء بكثرة اثناء تناول الطعام

يساعد الإكثار من شرب الماء والسوائل في تعزيز وظائف الجهاز الهضمي والتقليل من فرص الإصابة بعسر الهضم، ولذلك ينصح بالاهتمام بشرب الماء، بحيث لا تقل الكمية عن 8 أكواب ماء يومياً. ولكن يجب الانتباه إلى أن شرب الماء أثناء تناول الطعام يمكن أن يسبب ارتجاع الحمض، وذلك لأنها يمكن أن تؤثر على عملية الهضم، وخاصةً الماء أو المشروبات الباردة، حيث يمكن أن تسبب تضيق الأوعية الدموية وتصلب الدهون، مما يجعلها صعبة الهضم.

للمزيد: تأثير ارتجاع المريء على صحة الفم والأسنان

هل يجوز تناول الخبز لمريض مصاب بجرثومة المعدة؟

تناول الطعام سريعا وعدم مضغ الطعام جيدا

عند تناول الطعام سريعاً، لن يتم مضغه جيدًا، مما يؤدي إلى صعوبة هضمه، حيث يحتاج الجهاز الهضمي إلى وقت لتفتيت الطعام، ويمكن أن يتسبب هذا في انتقال الحمض إلى المريء، والإصابة بالحموضة. ينصح بتناول الطعام ببطء، لأن هذا يسمح بإرسال الدماغ إشارات الشعور بالشبع، وبالتالي عدم الإفراط في تناول الطعام، كما يجب مضغ الطعام جيداً أثناء تناوله، لتسهيل هضمه.

عدم الاهتمام بتناول الالياف

تعتبر الألياف من أهم الأطعمة التي تساعد في تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإصابة بالإمساك، كما أن هناك نوع من الألياف الغذائية تسمى ألياف البروبيوتيك، التي تساعد في تعزيز نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء والوقاية من سوء الهضم.

في حالة عدم الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، يمكن أن يسبب الاضطرابات الهضمية، وما يصحبها من مشاكل عديدة بالمعدة، ومنها الحموضة.

ولضمان الحفاظ على صحة المعدة والأمعاء، ينصح بتناول كمية معتدلة من الألياف يومياً، وكذلك الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.

للمزيد: اهم الاطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة (البروبيوتيك)

التدخين

يتسبب التدخين في مشاكل صحية عديدة ويضر بالجسم بشكل عام، ويمكن أن يؤدي أيضاً للإصابة بارتجاع الحمض، وذلك بسبب النيكوتين الذي يزيد من أعراض الارتجاع المعدي المريئي، وذلك عن طريقة إرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، مما يؤدي إلى تدفق حمض المعدة إلى المريء.

كما أن التدخين يمكن أن يتسبب في انتقال الأملاح الصفراوية من الأمعاء الدقيقة إلى المعدة، ويقلل من كمية اللعاب التي يتم إنتاجها، حيث أنه يساعد على طرد أحماض المعدة من المريء، كما أنه يحتوي على مادة طبيعية تحمي من الحموضة، لذلك فإن انخفاض إنتاجه يمكن أن يسبب الحموضة، ولتفادي هذه الأضرار الصحية، ينصح بالإقلاع عن التدخين.

للمزيد: كيف نتخلص من الحموضة وحرقة المعدة؟

عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة في رمضان

يعتبر الصيام في شهر رمضان فرصة جيدة لتحسين الصحة العامة، لكن في حال عدم اتباع نظام غذائي صحي في رمضان، فإن ذلك يؤدي إلى العديد من الاضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإصابة بعسر الهضم، والانتفاخ، وحموضة المعدة، والتي تعد أكثر الاضطرابات شيوعاً، وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة اتباع عادات خاطئة تسبب حموضة المعدة منها نذكر الآتي:

  • تناول الكثير من الطعام بين الإفطار والسحور، إذ يؤدي ذلك إلى الضغط على المعدة وارتجاع الحمض وبالتالي الإصابة بحموضة المعدة.
  • تناول الطعام بسرعة وبكميات كبيرة في فترة قصيرة من الوقت مما لا يسمح للدماغ بإعطاء إشارة الشبع، إذ يستغرق الأمر 20 دقيقة حتى تخبر المعدة الدماغ بأنها ممتلئة.
  • الإفراط في تناول الأطعمة المقلية والحارة، والدهنية مما يسبب بطء في عملية الهضم.
  • الكسل وانعدام الحركة أو النوم بعد تناول الطعام، والأفضل المشي بعد تناول الطعام أو ممارسة تمارين رياضية خفيفة بانتظام.

للمزيد: 13 فائدة غذائية للصوم في رمضان

اقرا ايضاً :

آلام البطن: أسبابها وعلاجها