هوس نتف الشعر أو اضطراب شد خصل الشعر (بالإنجليزية: Trichotillomania or Hair Pulling Disorder) هو اضطراب نفسي يعاني فيه الشخص من رغبة ملحة في نتف شعر الرأس أو الحواجب والرموش بصفة متكررة لا سيما عند شعوره بالتوتر ولا يستطيع مقاومة هذه الرغبة، بل ويشعر بالارتياح بعد القيام بذلك. [1][2]
يندرج هوس نتف الشعر تحت اضطرابات السيطرة على الدوافع لعدم القدرة على مقاومة هذا السلوك رغم إدراك المصاب بأنه قد يُلحق الضرر بنفسه. [1]
قد يحدث هوس نتف الشعر عند الأطفال أو الكبار، وعادة ما يبدأ في أوائل سن المراهقة بين عمر 10 إلى 13 عامًا تقريبًا وقد يستمر حتى مرحلة البلوغ. يصيب هذا الاضطراب الإناث والذكور إلا أنه يعد أكثر شيوعًا في النساء. [1][3]
يتناول هذا المقال أسباب هوس نتف الشعر وأعراضه، وكذلك كيفية تشخيصه وطرق علاجه، بالإضافة إلى المضاعفات المحتملة عند التأخر في تلقي العلاج.
محتويات المقال
أسباب هوس نتف الشعر
لم يعرف سبب محدد لاضطراب نتف الشعر، إلا أنه قد يعزى إلى عوامل بيولوجية، أو بيئية، أو وراثية. [4]
تشمل أسباب هوس نتف الشعر عند النساء والرجال ما يلي: [1][5]
- التعرض لضغط نفسي شديد إثر المرور بصدمة نفسية أو تجارب مؤلمة كالإيذاء الجسدي، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو المشاكل الأسرية.
- المعاناة من اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب الوسواس القهري.
- التغيرات الهرمونية أثناء البلوغ.
- حدوث تغيرات في مستوى بعض النواقل العصبية في المخ.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بهوس نتف الشعر.
أعراض هوس نتف الشعر
بعد العرض الرئيس هو نتف الشعر بشكل متكرر وعدم إمكانية مقاومة ذلك والإحساس بالارتياح بعد نزعه. يكون نزع الشعر عادة من الرأس وربما من الحواجب أو الرموش، وكذلك قد يصاب البعض بهوس نتف شعر اللحية أو الشارب بل وربما شعر العانة. [5]
قد يكون الدافع للانخراط في نتف الشعر هو التوتر أو الشعور بالقلق، ومع ذلك يمكن أن يحدث شد الشعر أيضًا عندما يكون الشخص في حالات الاسترخاء أثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز. [2][5]
تتضمن علامات وأعراض هوس نتف الشعر الأخرى ما يلي: [1][3][5]
- وجود بقع غير منتظمة خالية من الشعر جراء نزعه.
- قلة كثافة الشعر نتيجة نزع الكثير منه.
- تهيج مناطق نزع الشعر، وربما الشعور بتنميل فيها أو حكة.
- أكل الشعر أو لفه على الأصابع.
- ارتداء وشاح أو قبعة لتغطية الفراغات في الرأس.
- استعمال رموش اصطناعية أو رسم الحواجب لإخفاء المناطق الفارغة من الشعر.
تجدر الإشارة إلى أن هوس نتف الشعر قد يترافق مع اضطرابات أخرى، مثل قضم الأظافر أو اضطراب كشط الجلد. [1]
اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات القلق وأعراضه
كيفية تشخيص هوس نتف الشعر
قد يصعب تشخيص هوس نتف الشعر فغالبًا ما ينكر الأشخاص المصابون به أنهم يقومون بنزع شعرهم وقد يدَّعون أنه يتساقط وحده، وربما لا يلجأ البعض إلى الطبيب لاعتقادهم أن نتف الشعر ما هو إلا عادة سيئة وليس اضطرابًا يحتاج إلى علاج، أو جراء الشعور بالخجل من هذا التصرف. [1][2]
يعتمد تشخيص هوس نتف الشعر على أخذ التاريخ الطبي وعمل فحص بدني شامل يضم فحص الشعر وفروة الرأس والجلد، وربما يوصي الطبيب بإجراء فحوصات لاستبعاد الأسباب العضوية مثل عدوى فروة الرأس. [6]
يتم تقييم الأعراض وفقًا لمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس، والتي تنص على استيفاء الشروط الآتية: [3]
- تكرار نتف الشعر.
- فشل المحاولات المتكررة لإيقاف نزع الشعر.
- تأثير سلوك نتف الشعر على حياة الشخص الاجتماعية والمهنية وغيرها.
- استبعاد الحالات الطبية أو الاضطرابات النفسية الأخرى المشابهة.
تختلف اساليب التربية من فرد لآخر فربما يتخذ هذان الوالدان اسلوب اللين في التربية بينما يتخذ آخران اسلوب الحزم والعنف ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
طرق علاج هوس نتف الشعر
يهدف علاج هوس نتف الشعر إلى التخلص من سلوك نزع الشعر والحد من التوتر والقلق الذي يحفز هذا السلوك، وتشمل طرق العلاج ما يلي: [2]
- العلاج النفسي
يعد العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج النفسي أهم الطرق المتبعة للتخلص من هوس نتف الشعر، ويمكن استعمال الأدوية بجانبه في بعض الحالات. [2]
يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تقنية علاجية تسمى التدريب على عكس العادة وهي الخيار الأول في علاج هوس نتف الشعر، وينطوي هذا التدريب على: [2][7][8]
- تحديد العوامل التي تحفز نتف الشعر سواء كانت نفسية أو بيئية.
- استبدال سلوك نتف الشعر بسلوك آخر غير ضار لتخفيف التوتر.
- تشجيع المريض على مواصلة العلاج بتلقي الدعم من العائلة والأصدقاء.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر، مثل التأمل والتنفس العميق.
- المداومة على استخدام السلوكيات الجديدة التي تم التدريب عليها في جلسات العلاج لكي تصبح عادة بدلًا من سلوك نزع الشعر.
- العلاج الدوائي
لا يوجد دواء محدد لعلاج هوس نتف الشعر، ولكن قد تستخدم بعض الأدوية لتقليل الاكتئاب وتخفيف السلوكيات القرية التي يعاني منها المريض. [4]
تشمل أبرز الأدوية لعلاج هوس نتف الشعر ما يلي:
- الفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- الفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine).
- السيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline).
- الباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetin).
- الكلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine).
تجدر الإشارة إلى أن تأثير هذه الأدوية يكون مؤقتًا عند استخدامها فقط، لذا ينبغي الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي كجزء أساسي من خطة العلاج وعدم الاعتماد على العلاج الدوائي فقط. [4]
للمزيد: أفضل طرق علاج هوس نتف الشعر
كيفية التعايش مع هوس نتف الشعر
يساهم اتباع بعض النصائح والإرشادات في الحد من سلوك نتف الشعر بجانب الالتزام بالعلاج، ومن هذه النصائح: [5]
- قص الشعر أو تغطيته بقبعة ضيقة لمنع الوصول إليه.
- وضع شريط لاصق على أطراف الأصابع لعدم إمكانية شد الشعر.
- استخدام كرة الضغط أو لعبة التململ لتقليل التوتر وإلهاء النفس عن شد الشعر.
- القيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء مثل أخذ حمام دافئ.
- ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- مشاركة المشاعر والأفكار السلبية مع الأصدقاء المقربين أو الانضمام لمجموعات الدعم النفسي.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق علاج التوتر والضغط النفسي
أساليب الوقاية من هوس نتف الشعر
لا توجد طريقة محددة يمكنها أن تقي من الإصابة بهوس نتف الشعر، ومع ذلك يساعد تجنب التعرض للضغوط النفسية واتباع أساليب تخفف من التوتر في الحد من سلوك نزع الشعر لدى المصابين بهذا الاضطراب. [1]
مضاعفات هوس نتف الشعر
يمكن أن يتسبب هوس نتف الشعر عند الرجال والنساء في الإصابة بمضاعفات قد تكون خطيرة، منها: [3][8]
- فقدان دائم للشعر في بعض المناطق خاصة إذا استمر نزع الشعر حتى مرحلة الشباب، وحدوث تندب في فروة الرأس.
- مشاكل في العمل والحياة الاجتماعية بسبب الانزواء نتيجة الخجل من نتف الشعر وعدم التعامل مع الزملاء واعتزال الأنشطة الاجتماعية.
- الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- كرات الشعر (بالإنجليزية: Trichobezoar) والتي قد تتكون نتيجة أكل الشعر المنزوع في بعض الحالات ما يؤدي إلى غثيان وقيء، وآلام البطن، وسوء التغذية، وربما يصل الأمر إلى حدوث انسداد في الأمعاء.
تجدر الإشارة إلى أن انسداد الأمعاء يعد من أخطر مضاعفات هوس نتف الشعر وأكله وقد يحتاج إلى تدخل جراحي. [8]
هل يشفى هوس نتف الشعر؟
قد يتحسن هوس نتف الشعر لدى الأطفال الأقل من 6 سنوات تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج، بينما في الكبار يمكن أن يستمر الاضطراب مدة أشهر أو سنوات وربما مدى الحياة، إلا أن العلاج يساعد في الحد من الأعراض والتوتر الذي يعاني منه المريض، لا سيما عند تلقيه في المراحل المبكرة. [2][6]
عندما كان عمري 6 سنوات سقطت على وجهي وجرحت، وبعد ما شفيت بقيت ندبة بعد مرور 11 سنة حيث كان عمري 17 سنة بدأت لا أتقبل تلك الندبة، وأراها عيبا وسرعان ما أصبت باضطراب تشوه الجسم