ارتفاع الكرياتينين | High Creatinine

إن ارتفاع الكرياتينين ليس خطيرًا بحد ذاته، لكنه يشير إلى وجود حالة صحية أو خلل ما في الجسم. ويرتفع الكرياتينين في الدم كنتيجة للعديد من الأسباب، نذكر منها ما يلي: (2)(3)(4)

• الفشل الكلوي: يعتبر كل من الفشل الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Kidney Failure) والفشل الكلوي الحاد (بالإنجليزية: Acute Kidney Injury) من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع الكرياتينين في الدم بنسبة عالية، حيث تعجز الكلى عن فلترة الدم وتصفيته من النفايات وبقايا المركبات، ومنها الكرياتينين.
• انسداد المسالك البولية: يسبب انسداد المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Obstruction) إعاقة مجرى البول، نتيجة لتكون حصى في الكلى (بالإنجليزية: Kidney Stones)، أو تضخم البروستات (بالإنجليزية: Prostate Enlargement)، الأمر الذي يضعف الكلى ويرفع من نسبة الكرياتينين في الدم.
• جفاف الجسم: يزيد الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration) من خطر الإصابة بأمراض الكلى، حيث يؤدي الجفاف إلى انخفاض ضغط الدم، الأمر الذي يقلل من وصول التغذية والتروية اللازمة لأعضاء الجسم، ومنها الكلى، مسببًا إضعاف قدرتها على تصفية الدم ورفع نسبة الكرياتينين في النهاية.
• استهلاك كميات كبيرة من البروتين: قد تتسبب بعض السلوكيات الغذائية بارتفاع الكرياتينين في الدم، حيث أن تجاوز الحد المسموح به لتناول منتجات ومكملات البروتين الغذائية بشكل يفوق قدرة الكلى على ترشيح وتصفية نواتج أيض البروتين يسبب تراكم الكرياتينين في الدم.
• المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية: يتواجد الكرياتينين بشكل أساسي في العضلات الهيكلية ليساعدها على إنتاج الطاقة، لكن المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية أو تنفيذها بشكل خاطئ قد يتسبب بتحطيم العضلات نفسها (بالإنجليزية: Muscle Breakdown) والإصابة بانحلال الريبيدات (بالإنجليزية: Rhabdomyolysis)، الأمر الذي يسبب ارتفاع الكرياتينين في الدم.
• تناول جرعات عالية من بعض الأدوية: ترفع بعض الأدوية من نسبة الكرياتينين في الدم بشكل مؤقت كعرض جانبي لتناولها، مثل:
  • الأدوية المثبطة للأنجيوتنسن (بالإنجليزية: ACE Inhibitors).
  • الترايميثوبريم (بالإنجليزية: Trimethoprim).
  • السيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine).
  • الريفامبين (بالإنجليزية: Rifampin).
  • الفانكوميسن (بالإنجليزية: Vancomycin).
  • أدوية عائلة الستاتين (بالإنجليزية: Statin).
  • الليثيوم.
  • مدرات البول.
• بعض الأمراض المزمنة: تتسبب بعض الأمراض المزمنة باختلال وظائف الكلى وارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم كواحدة من مضاعفات المرض، مثل السكري، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب، وتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis). لذلك ينصح بمراقبة وظائف الكلى وفحص مستويات اليوريا والكرياتينين بشكل دوري.
• التهاب الكبيبات الكلوية: تعتبر الكبيبات (بالإنجليزية: Glomerulus) وحدة البناء الأساسية في الكلى المسؤولة عن ترشيح الدم وتصفيته من الفضلات إلى البول، والإصابة بالتهاب الكبيبات الكلوية (بالإنجليزية: Glomerulonephritis) يعني عجز الكلى عن أداء وظيفتها وتراكم الكرياتينين في الدم.
• التهاب الكلى: يحدث التهاب الكلى (بالإنجليزية: Pyelonephritis) بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويعتبر من الالتهابات الخطيرة التي تستوجب العلاج في أقرب وقت، وإلا تتسبب بحدوث ضرر دائم في الكلى، أو فشل كلوي.

للمزيد: نصائح غذائية لمرضى الكلى

أسباب ارتفاع الكرياتينين المفاجئ

قد تؤدي بعض الأسباب السابقة إلى ارتفاع الكرياتينين المفاجئ والمؤقت، ومنها: (3)

• تناول كمية كبيرة من البروتين، سواء من مصادره الطبيعية كاللحوم، أو من المكملات الغذائية.
• التهاب الكلى الحاد.
• تسمم الأدوية مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، وحاصرات مستقبلات الهيستامين، والأدوية المذكورة أعلاه.

للمزيد: العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى

يعتمد الأطباء على الأعراض المرافقة لارتفاع الكرياتينين وتحاليل الدم، لتشخيص السبب وراء ارتفاع الكرياتينين. حيث تشمل أعراض ارتفاع الكرياتينين ما يلي: (1)

• الغثيان والتقيؤ.
• ألم في الصدر.
• ضيق النفس.
• تشنج العضل.
• تغير لون البول إلى بني أو أصفر داكن.
• ظهور رغوة أو مشحات بيضاء في البول.
• تبول الدم (بالإنجليزية: Hematuria).
• ارتفاع ضغط الدم.
• الوذمة (بالإنجليزية: Edema).
• الحكة.
• جفاف الجلد.

عادة ما يطلب الأطباء تحليل الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine Blood Test) عند الاشتباه بوجود خلل ما في الكلى؛ كالفشل الكلوي أو التهاب في الجهاز البولي، أو لتقييم كفاءة عمل الكلى ضمن مجموعة من الاختبارات الروتينية لأمراض القلب وارتفاع الضغط؛ وذلك لما لهما من تأثير كبير على تدفق الدم نحو الكلى وزيادة الضغط على جدران الأوعية الدموية المحيطة بها، الأمر الذي يخل بوظيفة الكلى ويقلل من قدرتها على طرح الكرياتينين خارج الجسم.

أما مؤخرًا، فقد ارتبطت مستويات الكرياتينين المرتفعة بتجرثم الدم (بالإنجليزية: Bacteremia) عند الرضع، وبزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات (بالإنجليزية: Prostate Cancer) لدى الذكور البالغين. (4)

فيما يلي أهم التحاليل التي يدخل بها الكرياتينين كاختبار مهم للمساعدة في تقييم وظائف الكلى: (1)(7)(8)

• تحليل تصفية الكرياتينين: نظرًا لأن الجسم ينتج الكرياتينين بطريقة ثابتة فيمكن الاعتماد عليه لتشخيص أمراض الكلى، حيث يعتبر تحليل تصفية الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine Clearance Test) واحد من أهم الفحوصات، يقوم الأطباء بقياس كمية الكرياتينين في كل من الدم والبول والمقارنة بينهما لمعرفة مدى كفاءة عمل الكلى في تصفية الكرياتينين وترشيحه من الدم.
• نسبة اليوريا إلى الكرياتينين: يستخدم فحص نسبة اليوريا إلى الكرياتينين (بالإنجليزية: BUN To Creatinine Ratio) كثيراً عن تحليل وظائف الكلى، تشير النسب المرتفعة إلى انخفاض تدفق الدم نحو الكلى بسبب الجفاف، أو فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive Heart Failure)، أو نزيف الجهاز الهضمي، أو الاستهلاك المفرط للبروتين. كما تنخفض في حالات سوء التغذية وأمراض الكبد.

يعتمد علاج ارتفاع الكرياتينين على علاج المسبب الأساسي لهذا الارتفاع، فمثلًا تساعد المضادات الحيوية على علاج التهاب الكبيبات الكلوية، وتساعد أدوية الضغط على السيطرة على ضغط الدم، وبالتالي علاج ارتفاع الكرياتينين.

قد يتطلب ارتفاع الكرياتينين في الحالات المتقدمة اللجوء إلى غسيل الكلى (بالإنجليزية: Kidney Dialysis) لمساعدة الكلى على تصفية الدم والتخلص من سموم وفضلات الجسم. أما في المراحل النهائية من الفشل الكلوي، يحتاج المريض لعملية زراعة كلى (بالإنجليزية: Kidney Transplant).

لذلك يجب أخذ ارتفاع الكرياتينين على محمل الجد، حيث ينصح بمراجعة الطبيب المختص فور ظهور أي أعراض جديدة وغير محتملة، خاصة إذا تزامنت مع أمراض القلب، أو أمراض الكلى، أو ارتفاع الضغط، أو السكري. (2)(3)

تتعدد طرق التقليل من مستويات الكرياتينين بالجسم، والتي تعتمد غالبيتها على تعديل النظام الغذائي للمريض باتباع النصائح الغذائية التالية: (5)

• تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء: حيث تحتوي اللحوم الحمراء على كميات عالية من الكرياتينين، وتناول كميات كبيرة من هذه اللحوم يعني امتصاص الكرياتينين وارتفاعه بالدم.
• تناول البروتين من مصادره النباتية بدلًا من مصادره الحيوانية، مثل الفول.
• زيادة نسبة الألياف الغذائية في كل وجبة: حيث تساعد الألياف على ضبط معدل الكرياتينين وخفضه لدى مرضى الكلى. ومن الأمثلة على الأطعمة الغنية بالألياف الفواكه، والخضروات، والبذور، والحبوب الكاملة.
• شرب الماء بكميات كافية: حيث أن الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب الماء بالكميات الموصى بها يقي من الإصابة بالجفاف، ويحافظ على تروية أعضاء الجسم، الأمر الذي يمنع من ارتفاع الكرياتينين في الدم.

للمزيد: علاج ارتفاع الكرياتين في الكلى بالاعشاب

[1] Fresenius Kidney Care. What Do High Creatinine Levels Mean? Retrieved on the 24th of April 2023.

[2] Jo Lewin R.N. What should my creatinine level be? Normal ranges and causes of high and low results. Retrieved on the 24th of April 2023.

[3] Jill Seladi-Schulman. Symptoms of High Creatinine Levels. Retrieved on the 24th of April 2023.

[4] Charles Patrick Davis. Creatinine (Low, High, Blood Test Results Explained). Retrieved on the 24th of April 2023.

[5] University of Michigan Medicine (UOFM). Blood Urea Nitrogen. Retrieved on the 24th of April 2023.

[6] Jon Johnson. How to lower creatinine levels. Retrieved on the 24th of April 2023.

[7] Med Line Plus. Glomerular filtration rate. Retrieved on the 24th of April 2023.

[8] Testing. Blood Urea Nitrogen (BUN). Retrieved on the 24th of April 2023.