تعد رائحة الغازات الكريهة أمرًا شائعًا ومحرجًا، ويمكن أن يؤثر على الثقة الشخصية والراحة الاجتماعية للعديد من الأشخاص، وعلى الرغم من أنها قد تكون موضوعًا محرجًا إلا أن فهم الأسباب الكامنة وراء رائحة الغازات الكريهة يمكن أن يساعد في التعامل معها بشكل فعّال.
يهدف هذا المقال إلى إلقاء نظرة على عوامل وأسباب رائحة الغازات الكريهة، بدءًا من الأسباب الغذائية وصولًا إلى الحالات المرضية، وكيف تسهم بعض الأطعمة في إنتاج روائح غير مرغوب فيها.
محتويات المقال
أسباب رائحة الغازات الكريهة
تعد غازات البطن من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على شريحة واسعة من الأفراد حول العالم، ومن الجدير ذكره أنه يقوم الإنسان الطبيعي بإطلاق الغازات من 15 إلى 18 مرة في اليوم، ويحدث ذلك عند ابتلاع كمية كبيرة من الهواء نتيجة لبعض العادات والممارسات، مثل: تناول المشروبات الغازية، ومضغ العلكة باستمرار، والتدخين بالإضافة إلى تناول الطعام بسرعة كبيرة، أو نتيجة لاتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة تؤدي إلى انتفاخ البطن وتراكم الغازات في التجويف البطني. [1]
اقرأ المزيد: ما أسباب غازات البطن، وكيف تعالج؟
في الغالب ترتبط مشكلة غازات البطن ذات الرائحة الكريهة بنوعية الطعام الذي يتناوله الشخص، وفي العادة تختفي هذه المشكلة في غضون يومين، ولكن قد تُشير في بعض الأحيان إلى وجود حالات صحية خطيرة. تشمل أبرز أسباب رائحة الغازات الكريهة الآتي: [1][2]
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
يُسبب تناول الأطعمة الغنية بالألياف زيادة في إنتاج وإطلاق غازات البطن ذات الرائحة الكريهة. يعود السبب في ذلك إلى صعوبة هضم تلك الأطعمة وبقاءها في الجهاز الهضمي لفترات أطول، مما يؤدي إلى تخميرها وإنتاج غازات قوية الرائحة. بالإضافة إلى ذلك تحتوي العديد من هذه الأطعمة على الكبريت، مما يُسبب صدور رائحة كريهة تشبه إلى حد ما رائحة البيض الفاسد، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالألياف: اللحوم، والقرنبيط، والبروكلي، والكراث. [2][3]
يمكن تخفيف غازات البطن ذات الرائحة الكريهة والتخلص منها عن طريق تضمين بعض الأعشاب والأطعمة في النظام الغذائي، مثل الآتي: [4]
- الزنجبيل.
- النعناع.
- اليانسون.
- الكزبرة.
- الريحان.
- القرفة.
- الشمر.
- الكراوية.
هل يمكن التفريق بين أعراض القولون العصبي وداء كرون
عدم القدرة على تحمل بعض الأطعمة
تُعد حساسية اللاكتوز سببًا شائعًا من أسباب رائحة الغازات الكريهة، حيث لا يستطيع المصابين بهذه الحالة تحطيم سكر اللاكتوز وهضمه بشكل صحيح، وذلك بسبب غياب أو نقص فعالية إنزيم اللاكتيز، ونتيجة لذلك يتم تخميره بواسطة البكتيريا في الأمعاء، مما يؤدي إلى الانتفاخ، وآلام البطن، والتجشؤ المتكرر، وتشكل غازات في الجهاز الهضمي، والتي قد تكون مصحوبة برائحة كريهة. [2]
تظهر الغازات ذات الرائحة الكريهة أيضًا نتيجة لبعض الاضطرابات الهضمية أو الحالات الصحية، مثل: الداء الزُلاقي، ومرض السيلياك، وهو مرض مناعي يحدث نتيجة لتحسس غير طبيعي تجاه بروتين الغلوتين الذي يتواجد في منتجات القمح والشعير، مما يؤدي إلى التهاب في الأمعاء الدقيقة، وفقدان القدرة على امتصاص بعض العناصر الغذائية، وبالتالي الإسهال، وانتفاخ البطن، وتكوين الغازات ذات الرائحة الكريهة في الجهاز الهضمي. [2]
تراكم البكتيريا في الجهاز الهضمي
يقوم الجهاز الهضمي بمجموعة من الوظائف المختلفة، مثل: هضم الطعام من خلال تفتيته إلى عناصر غذائية التي يتم نقلها إلى خلايا الجسم عبر الدم، وإنتاج الفضلات وتمريرها من خلال القولون. يعتمد الجهاز الهضمي في ذلك على البروبيوتك (بالإنجليزية: Probiotics) أو البكتيريا النافعة المتواجدة فيه. [3]
يرتبط توازن البكتيريا بصحة الجهاز الهضمي، وقد يؤدي اضطراب هذا التوازن إلى مشكلات هضمية عدة، مما يؤدى إلى الإصابة بالعدوى والتهابات المعدة والأمعاء، والتي ينتج عنها آلام في البطن، والتقيؤ، والإسهال، بالإضافة إلى زيادة في حجم غازات البطن ذات الرائحة القوية والكريهة. [3]
الإصابة بالإمساك
يُعد الإمساك من أسباب رائحة الغازات الكريهة واضطرابات الجهاز الهضمي المتمثلة ببطء أو قلة الحركة في الأمعاء، وهو ناتج عن سوء التغذية وقلة النشاط البدني وعدم شرب الماء بشكل كافٍ وغيرها من العوامل، يؤدي ذلك إلى تراكم البراز في القولون، مما يتيح للبكتيريا في الجهاز الهضمي القيام بتخمير الطعام، وبالتالي حدوث آلام في البطن وإطلاق غازات ذات رائحة كريهة. [2]
تناول بعض الأدوية والعلاجات
تعد الغازات ذات الرائحة الكريهة من الآثار الجانبية لبعض العقاقير والأدوية، وتشمل هذه الأدوية: [5]
- خافضات الكوليسترول (بالإنجليزية: Statins).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non Steroidal Anti Inflammatory Drugs) مثل: الإيبوبروفين.
- بعض أنواع الملينات (بالإنجليزية: Laxatives).
- الأدوية المضادة للفطريات.
ومن الجدير بالذكر ضرورة استشارة الطبيب قبل التوقف أو تغيير أحد هذه الأدوية.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن علاج انتفاخ البطن بطرق طبيعية؟
يعد مرض التهاب القولون التقرحي بالانجليزية Ulcerative Colitis من الامراض المزمنة التي يمكن ان تستمر مدى الحياة حيث يصاب القولون ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
الخضوع لعمليات إنقاص الوزن
تُعد عمليات تكميم المعدة من الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى تقليل حجم المعدة، مما يقلل من القدرة على تناول كميات كبيرة من الطعام، وبالتالي المساهمة في فقدان الوزن.
تُعد متلازمة الاغراق (بالإنجليزية: Dumping Syndrome) أو التفريغ من المضاعفات الشائعة لعمليات إنقاص الوزن، والتي تسبب ضعف في قدرة المعدة على تفريغ الأطعمة باتجاه الأمعاء الدقيقة، مما يُسبب انتفاخ البطن وغازات ذات رائحة كريهة. [2]
سرطان القولون
يُعد سرطان القولون من أسباب رائحة الغازات الكريهة النادرة جدًا، إذ تؤدي الأورام في الجهاز الهضمي إلى انسداد جزئي في الأمعاء، مما يسبب انتفاخ البطن وتراكم غازات ذات الرائحة الكريهة.
ومن الجدير ذكره أن عدم توقف رائحة الغازات الكريهة من العلامات التحذيرية المبكرة لتطور سرطان القولون، خاصةً إذا تم بالفعل تحسين النظام الغذائي. [3]
نصيحة الطبي
تعد رائحة الغازات الكريهة من المشكلات الصحية الشائعة التي تسبب الاحراج والانزعاج للعديد من الأفراد، وهي ترتبط بالعديد من الأسباب غير المقلقة، مثل: الإكثار من تناول الاطعمة الغنية بالألياف، ولكنها قد ترتبط في بعض الأحيان بحالات خطرة، مثل: سرطان القولون.