اختبار جهد القلب | Stress Test

ما هو اختبار جهد القلب

يستخدم الأطباء اختبار جهد القلب أو اختبار الجهد (بالإنجليزية: Stress Test)، الذي يعرف أيضاً باسم اختبار التمارين، أو اختبار جهاز المشي، لمعرفة وتحديد مدى استجابة قلب المريض أثناء أداء النشاط البدني. يتضمن اختبار الإجهاد المشي على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة مع توصيل المريض بجهاز تخطيط كهربية القلب (بالإنجليزية: ECG)، بينما تتم مراقبة تنفس المريض وضغط الدم وإيقاع القلب.

في بعض الأحيان إن لم يكن الشخص بصحة جيدة لممارسة الرياضة، يتم إعطاؤه دواء يجعل القلب ينبض بشكل أسرع وأصعب، كما لو أنه يمارس التمارين بالفعل.

لماذا يتم عمل اختبار جهد القلب؟

يستخدم اختبار الإجهاد القلبي عادة لمساعدة الطبيب في تحديد ما إذا كان القلب يتلقى ما يكفي من الأكسجين ويساهم في تدفق الدم المناسب عندما يكون في أمس الحاجة إليه، كما هو الحال عند أداء الأنشطة البدنية، يستخدم الأطباء هذا اختبار جهد القلب من أجل:

• المساعدة في تقييم الأعراض، مثل ألم الصدر، أو ضيق التنفس، أو الخفقان، لتحديد ما إذا كانت ناجمة عن مشاكل في القلب أم لا.
• التحقق مما إذا كان الدم يتدفق إلى القلب بصورة مناسبة عند زيادة النشاط البدني.
• التعرف على كيفية عمل أدوية القلب ومدى استجابة المريض لها.
• اكتشاف ما إذا كان من المحتمل أن يكون المريض مصاباً بأمراض القلب التاجية أو يحتاج إلى المزيد من الاختبارات مثل تصوير الأوعية الدموية.
• تحديد إيقاعات القلب غير الطبيعية.
• التحقق من عمل صمامات القلب بشكل جيد.
• مساعدة الطبيب في تقديم المشورة للمرضى حول أنواع الأنشطة البدنية الملائمة لهم.

عندما يضخ القلب بقوة أثناء اختبار الإجهاد، فإنه يمكن الكشف عن مشاكل في القلب، مثل ضعف تدفق الدم عبر الشرايين التاجية، والذي قد لا يكون واضحًا في أوقات أخرى.

أشارت دراسة أجريت عام 2013 في كليفلاند كلينيك إلى أن اختبار الإجهاد يمكن أن يحدد المرضى الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وهم الأكثر عرضة لخطر الوفاة.

انواع اختبار جهد القلب

يمكن إجراء اختبار الإجهاد بعدة طرق مختلفة اعتماداً على احتياجات المريض، وفي ما يلي انواع اختبار جهد القلب:

اختبار جهد القلب اثناء ممارسة التمارين

خلال اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين، يهدف الطبيب إلى معرفة معدل ضربات قلب المريض، بالإضافة إلى متابعة ضغط الدم، والتنفس، وهل يشعر المريض بالتعب عند أداء مستويات مختلفة من النشاط البدني. يتضمن اختبار الإجهاد أيضاً اختبار تخطيط كهربية القلب (بالإنجليزية: ECG)، وهو اختبار بسيط يسجل النشاط الكهربائي للقلب، ويساعد الطبيب على تحديد مدى كفاءة عمل القلب. يظهر اختبار تخطيط كهربية القلب مدى سرعة ضربات القلب، بالإضافة إلى أنه يحلل إيقاع القلب ويقيس قوة وتوقيت الإشارات الكهربائية عند مرورها عبر كل جزء من القلب. 

فيما يلي وصف تفصيلي لما يحدث أثناء هذا النوع من اختبار الإجهاد باستخدام جهاز المشي:

• يتم توصيل المريض بالجهاز الذي يراقب أداء القلب.
• يتم لف سوار ضغط الدم حول الجزء العلوي من ذراع المريض.
• يقف المريض على جهاز المشي.
• يبدأ جهاز المشي في التحرك ببطء.
• تتم زيادة سرعة جهاز المشي تدريجيًا.
• قد يتحرك جهاز المشي في وضع مرتفع أو مائل.
• يتنفس المريض في أنبوب لمدة دقيقة أو دقيقتين.
• تبدأ سرعة جهاز المشي في التباطؤ تدريجياً، ثم ينزل المريض ويظل واقفاً لبضع ثوان ثم يستلقي.
• يأخذ الفريق الطبي قراءات أخرى لضغط الدم وما إلى ذلك أثناء الاستلقاء.

يستمر اختبار الإجهاد لمدة لا تزيد عن 15 دقيقة، حيث يحتاج الأطباء إلى عمل القلب بشكل أقوى من المعتاد لمدة 8 إلى 12 دقيقة.

إذا كان المريض يعاني من أي من الأعراض التالية، فسيوقف الطبيب الاختبار على الفور:

• دوخة أو دوار.
• ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
• ألم في الصدر.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• وجود تغييرات غير طبيعية في انقباض أو انبساط عضلة القلب، والتي يتم التعرف عليها بواسطة جهاز تخطيط القلب.

اختبار الجهد دون ممارسة التمارين

إذا لم يتمكن المريض من أداء النشاط البدني المتضمن في اختبار الإجهاد، فقد يستخدم الطبيب الأدوية مثل الدوبوتامين (بالإنجليزية: Dobutamine) أو الأدينوزين (بالإنجليزية: Adenosine) لبدء نفس الاختبار. سيتم توصيل أقطاب كهربائية على صدر المريض، وساقيه، وذراعيه باستخدام بقع لاصقة.

سيضع الفني خطاً وريدياً (بالإنجليزية: Intravenous) في ذراع المريض، وسيتم إعطاء الدواء من خلال هذا الخط. سوف يحفز هذا الدواء القلب، وقد يسبب آثاراً جانبية مشابهة لتلك التي تحدث أثناء اختبار الإجهاد، على سبيل المثال، احمرار أو ضيق في التنفس.

اختبار الجهد النووي

إذا استمرت أو تفاقمت الأعراض الأولية لدى المريض، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار الإجهاد النووي، من المحتمل أن يعطي اختبار الإجهاد النووي تقييماً أكثر تفصيلاً ودقة لقلب المريض، حيث يساعد هذا الاختبار على معرفة أجزاء القلب التي لا تعمل بشكل جيد. 

يتم إجراء هذا الاختبار بنفس الطريقة السابقة، ولكن يتم حقن الصبغة في ذراع المريض والتي تظهر القلب وتدفق الدم من خلاله بصورة واضحة. سيظهر هذا الاختبار أيضاً مناطق القلب التي لا يتدفق فيها الدم، والتي من الممكن أن تشير إلى وجود انسداد في أحد الشرايين التاجية.

سيتم التقاط مجموعتين من الصور عن طريق الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي الحاسوبي بانبعاث الفوتون أو التصوير المقطعي بانبعاث البوزيترون القلبي، تستغرق كل مجموعة من 15 إلى 30 دقيقة. سيتم أخذ المجموعة الأولى بعد الاختبار مباشرة، في حين يتم أخذ المجموعة الثانية في حالة الراحة، إما في وقت لاحق من يوم الاختبار أو في اليوم التالي، وهذا سيسمح للطبيب بمقارنة شكل القلب ووظائفه أثناء الراحة وأثناء الإجهاد. يستغرق هذا الاختبار من 2 إلى 5 ساعات.

مخاطر اختبار جهد القلب

تعد اختبارات الإجهاد آمنة بشكل عام، خاصة أنها تتم في بيئة خاضعة للرقابة والإشراف الطبي المختص، ومع ذلك هناك بعض المخاطر النادرة، مثل:

• إيقاعات غير طبيعية في القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، ولكنها تنتهي عادة عندما ينتهي الاختبار.
• ألم في الصدر.
• رد فعل تحسسي للصبغة، في اختبار الإجهاد النووي.
• في حالات نادرة جداً، قد يحدث نوبة قلبية أو احتشاء عضلة القلب.

ومع ذلك، فإن خطر تعرض المريض لهذه التفاعلات أثناء الاختبار منخفض، لأن الطبيب سوف يفحصه مسبقا بحثاً عن هذه المشكلات. نادراً ما يطلب من الأشخاص الذين يتعرضون لخطر هذه المضاعفات السابق ذكرها - مثل المصابين بأمراض القلب التاجية المتقدمة - إجراء اختبار الإجهاد.

كيفية الاستعداد لاختبار جهد القلب

قبل الاختبار، سيجري الطبيب فحص بدني ويسأل عن تاريخ الطبي الكامل للمريض، لذلك يجب إخبار الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، خاصة أي آلام في الصدر أو ضيق في التنفس، كما يجب أيضاً أن يخبر المريض طبيبه عن أي أمراض أو أعراض قد تجعل إجراء الاختبار صعباً، مثل التهاب المفاصل.

يوم الاختبار، تأكد من ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة، واحرص على ارتداء أحذية مريحة، مثل الأحذية الرياضية.

سيعطي الطبيب تعليمات كاملة حول كيفية التحضير لاختبار الإجهاد، قد تتضمن هذه التعليمات ما يلي:

• لا تأكل أو تشرب أي شيء باستثناء الماء لمدة 4 ساعات قبل إجراء الاختبار.
• لا تشرب أو تأكل أي شيء يحتوي على مادة الكافيين (مثل الشاي أو القهوة) لمدة 12 ساعة قبل الاختبار.
• لا تتناول أدوية القلب التالية في يوم الاختبار، ما لم يخبرك طبيبك بخلاف ذلك:
  • إيزوسوربيد ثنائي النيترات (بالإنجليزية: Isosorbide Dinitrate) .
  • إيزوسوربيد أحادي النيترات (بالإنجليزية: Isosorbide Mononitrate).
  • النتروجليسرين (بالإنجليزية: Nitroglycerin).
• إذا كنت تستخدم جهاز استنشاق لمساعدتك في التنفس، فتأكد من إحضاره معك، وتأكد من أن الطبيب يعرف ذلك.
• أبلغ الطبيب عن أي آلام في الصدر أو مضاعفات أخرى تلاحظها أثناء إجراء الاختبار.

المتابعة بعد اختبار جهد القلب

بعد الاختبار، ستتناول بعض الماء وسيطلب منك الراحة. إذا ارتفع ضغط الدم لديك أثناء الاختبار، فقد تستمر الممرضة في مراقبة ضغط الدم حتى يستقر. بعد بضعة أيام من الاختبار، سيمكنك الذهاب للطبيب لمراجعة النتائج معه. 

يمكن أن يكشف الاختبار عن وجود عدم انتظام في ضربات القلب أو وجود أعراض أخرى تشير إلى وجود مشاكل في أحد الشرايين التاجية، مثل انسداد الشرايين. إذا كان اختبار الإجهاد طبيعياً، فلن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات، أما إذا أشارت النتائج إلى انسداد أحد الشرايين التاجية، فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء المزيد من الاختبارات أو التدخل الجراحي.

ماذا تظهر نتائج اختبار جهد القلب؟

تتضمن النتائج المحتملة للاختبار ما يلي:

• تدفق الدم الطبيعي أثناء إجراء الاختبار والراحة.
• تدفق الدم الطبيعي عند الراحة ولكن ليس أثناء الاختبار، مما يشير إلى انسداد أحد الشرايين.
• انخفاض تدفق الدم عند الراحة وأثناء الاختبار، مما يشير إلى وجود مشاكل في أحد الشرايين التاجية. 
• عدم وجود صبغة في بعض أجزاء القلب، مما قد يعني تلف الأنسجة.

اختبار جهد القلب ومرض السكري

في حال كنت مريضاً بالسكري، وكنت تستخدم الأنسولين للتحكم في نسبة السكر في الدم، فينبغي أن تسأل طبيبك عن الكمية التي يجب أن تأخذها في يوم الاختبار. في أغلب الأحيان، ستأخذ نصف جرعتك الصباحية المعتادة مع تناول وجبة خفيفة قبل 4 ساعات من إجراء الاختبار، أما إذا كنت تتناول أقراصاً عن طريق الفم للتحكم في نسبة السكر في الدم، فلا تتناول أدويتك إلا بعد الانتهاء من الاختبار.

إذا كان لديك جهاز لمراقبة الجلوكوز، فأحضره معك، حيث قد تحتاج إلى فحص مستويات السكر لديك قبل وبعد اختبار الإجهاد. إذا كنت تشعر بأن نسبة السكر في الدم منخفضة، أخبر الطبيب أو فني المختبر على الفور.