الغيرة المرضية هي شعور بعدم الرضى لما يملك الشخص مقارنة بما يملك الآخرين، وعدم الاكتفاء والاقتناع به، الأمر الذي يخلق شعور بالرفض، أو الغضب، أو الحزن والاستياء. يرافق الغيرة فقدان الثقة بالنفس، وعدم القدرة على المحافظة على العلاقات الاجتماعية، أو التفوق الدراسي، أو التفوق في المجال المهني، والذي ينتج عن الشعور بأن هناك دائماً من هو أفضل منه.

غالباً ما يكون للناس ردات فعل مختلفة في التعامل مع الغيرة المرضية، فمنهم من تخلق بداخله حافزاً ليكون أفضل في كل مجالات الحياة، ومنهم من يستسلم لهذه المشاعر، فتحبطه، وتقلل ثقته بنفسه، فمن الضروري فهم معنى الغيرة المرضية، وأسبابها، وطرق التخلص منها. 

مفهوم الغيرة المرضية

يتضمن تعريف الغيرة في علم النفس على شعور الشخص بوجود تهديد حقيقي لحياته الشخصية، أو العاطفية، أو المهنية، حيث تختلف الغيرة الطبيعية التي يشعر بها الناس في الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، ولكن تطور هذه الغيرة وتسببها بأضرار نفسية وجسدية مباشرة على الشخص، مثل الحزن، والغضب، وجنون العظمة، والعنف الجسدي، يغير من مفهوم الغيرة الطبيعية، الأمر الذي يؤثر على علاقات الشخص وحياته بشكل مباشرة، ويسمى هذا الشعور حينها بالغيرة المرضية.

وقد تكون الغيرة المرضية مؤشر على وجود مرض نفسي آخر، مثل الفصام، واضطراب القلق، وجنون الارتياب، واضطراب الشخصية الحدية، والذهان.

انواع الغيرة

وفقاً للطبيب غونزاليس بيريوس، تعتبر الغيرة المرضية نوع من أنواع الغيرة، والتي تشمل الأنواع الأخرى التالية:

  • الغيرة العقلانية والطبيعية.
  • الغيرة المرضية.
  • الغيرة العائلية.
  • الغيرة الجنسية.
  • الغيرة العاطفية.

اقرا ايضاً :

مدخل إلى الطب النفسي

خصائص وعلامات الغيرة المرضية

تظهر الغيرة المرضية بعدة أشكال، فقد يقوم الشخص الغيور بالعديد من الممارسات والتصرفات التي تكشف غيرته، مثل:

  • النقد غير البناء.
  • إلقاء اللوم على الآخرين.
  • الشك في الناس دون مبررات ودواعي واضحة.
  • تقلب المزاج.
  • الإساءة اللفظية أو الجسدية للآخرين.
  • انعدام الثقة بالنفس.
  • التفتيش عن أخطاء الآخرين.
  • التحفظ على الأشخاص أو الممتلكات بشكل غير مبرر.
  • الغضب والاستياء بشكل متكرر.
  • العدوانية غير المبررة تجاه بعض الأشخاص.

اسباب الغيرة المرضية

يشعر الأشخاص بالغيرة المرضية بدرجات متعددة، وبالتالي تختلف قدرة الأشخاص على إخفاء الغيرة أو إظهارها باختلاف شخصية الفرد، والأسباب التي تحفز هذا الشعور داخلهم. ولعل أهم أسباب الغيرة المرضية ما يلي:

  • التنافس

على الرغم من أن التنافس بين الأخوة، أو زملاء العمل أو المهنة، أو الأصحاب، يحفزهم لرفع أدائهم وتطوير مهاراتهم، إلا أنه قد يسبب شعور الغيرة عند البعض، نتيجة العوامل والتفاصيل المشتركة بينهم، مثل تفوق أحدهم في مهنته، أو تميز أخ في دراسته عن أخوته، وعند تطور هذا الشعور وتأثيرة على الشخص بشكل سلبي يصبح أقرب إلى الغيرة المرضية.

  • عدم الشعور بالأمان

قد تنتج الغيرة المرضية عن الخوف من فقدان مكانة معينة في حياة أحد مثلاً، أو غيرة الرجل نتيجة الخوف من خسارة منصب في وظيفة ما، أو الخوف من فقدان حب واهتمام شخص في حياتنا، وهو ما يفسر غيرة النساء في الغالب. جميع هذه الأمثلة تمثل عدم الشعور بالأمان والاستقرار، والخوف من أن يكون الشخص مستبدل أو يمكن الاستغناء عنه، تحفز هذه الظروف مشاعر الغيرة تجاه من يملك هذا الأمان أو الاستقرار في حياته.

  • العوامل النفسية

غالباً ما تحفز العوامل النفسية مشاعر الغيرة لدى البعض، فمثلاً، الأشخاص الذين يشعرون بالقلق أكثر من غيرهم هم الأكثر شعوراً بالغيرة مقارنة بغيرهم، سواء القلق من فقدان أحبائهم، أو القلق من خسارة الأمور المهمة في حياتهم، أو الأشخاص الذين لديهم تجارب فقد أو خسارة من قبل.

  • احتياجات في مرحلة الطفولة لم يتم تلبيتها

غالباً ما تنتج الغيرة عند الأطفال نتيجة تعرضهم للحرمان، وقد يكون الحرمان العاطفي أكثر تأثيراً من أنواع الحرمان الأخرى عليهم، ويعود ذلك لعدم تغذية الاحتياجات العاطفية أثناء مرحلة الطفولة، والتي تظهر نتائجها عندما يكبر الإنسان.

  • المرور بتجارب سلبية سابقة

قد تكون التجارب السيئة السابقة سبباً مهماً لتطور الغيرة المرضية عند البعض، فمثلاً، تنتج الغيرة عند المرأة نتيجة مرورها بتجربة الانفصال أو الطلاق، والتي تولد شعوراً بعدم الثقة بالنفس نتيجة الفشل في المحافظة على استمرار العلاقة، فتشعر بالخوف والقلق من خوض تجارب جديدة، وقد تتحكم بها مشاعر القلق أثناء علاقاتها الجديدة.

طرق التخلص من الغيرة المرضية

من المهم معرفة الأسباب الدقيقة خلف الغيرة المرضية من أجل التخلص منها، وتغييرها، والعمل عليها لتحويلها إلى مشاعر قوة ودوافع إيجابية. وتشمل خطوات التخلص من الغيرة المرضية ما يلي:

  • البحث عن مصادر الغيرة

دائماً ما يحاط الشخص بأشخاص آخرين متفوقين، ومتميزين في مجالات حياتهم، ولكن يجب استغلال هذا المحيط بطريقة إيجابية، والبحث عن أسباب النجاح والتميز، والعمل بها. فمثلاً، يجب معرفة المهارات التي تجعل أحد الموظفين مميزاً في عمله، قد يتطلب الأمر دراسة بعض المواضيع العلمية، أو التدريب على مهارة ما، وبهذه الحالة تتحول الغيرة المرضية إلى ثقة بالنفس.

وهذا لا يعني بالطبع التعالي والتكبر على الآخرين، بل يجب مشاركة نجاحات الشخص مع الآخرين، وطلب المساعدة منهم، وتمني النجاح للآخرين كذلك ليكون النجاح مشتركاً.

  • تعزيز الثقة بالنفس

إن على تطوير الذات، والثقة بالنفس، والسيطرة على المشاعر من أهم طرق التغلب على الغيرة المرضية، لأن ذلك سيقوي نقاط الضعف، والتي قد تكون سبباً مباشرة لسيطرة الغيرة على الشخص.

  • تقدير الذات

من أهم خطوات التخلص من الغيرة المرضية هو تذكر الإنجازات والنجاحات التي قام بها الشخص رغماً عن كل الصعوبات، وتذكير النفس بالأشياء التي نتقنها بشكل جميل، ومعاملة أنفسنا كما نعامل صديق مقرب لنا مثلاً، عن طريق التعاطف معها، وتقدير مشاعرها، وتخصيص وقت لفعل الأشياء التي تشعرنا بالسعادة، يساعد ذلك بالتغلب على مشاعر الإحباط التي تنتج عن مقارنة أنفسنا بالآخرين.

  • تأمل الصورة كاملة

كما ذكر سابقاً، فإن تفسير وتحليل أسباب الغيرة المرضية هو اجتياز لنصف الطريق للتخلص من هذا الشعور، وكذلك الأمر، يساعد التحليل الكامل للمواقف التي يمر بها الشخص على التخلص من الغيرة.

فمثلاً يشعر الموظف بالتهديد، وخسارة مركزه الوظيفي، فإن بالتأكيد هناك أسباب لهذا التهديد، قد يكون هذا الموظف مهملاً بإنجاز مهامه، أو لا يحترم قوانين مكان عمله، أو يعامل زملاءه بأسلوب غير لائق، فإن معرفة السبب الذي يهدد مكانته وبدء العمل على التخلص من هذا السبب، سيعيد فرصة حصوله على الاستقرار الوظيفي مرة أخرى.

  • التعبير عن مخاوف النفس

فيما يخص العلاقات العاطفية، يعتبر الشعور بعدم الاستقرار هو المسبب الأول للشعور بالغيرة المرضية، حيث تحتاج هذه العلاقة التعمق في التفاصيل لمعرفة الأسباب الحقيقة، ومناقشتها مع الطرف الآخر، فقد يكون عدم الاستقرار هو النتيجة النهائية لهذه العلاقة. في المقابل، قد تحتمل العلاقة فرصاً جديدة للوصول للاستقرار والأمان.

ويجب التنويه هنا أن دراسة مسببات هذا الشعور يجب أن يكون بين طرفي العلاقة فقط، دون مقارنة تفاصيلها بتفاصيل علاقات أخرى، أو مشاركة هذه المشاعر مع أشخاص آخرين، لأن السرية والخصوصية تساعد الطرفين في التركيز على تفاصيلهم فقط، دون التشتت بأقوال وقصص الآخرين.

  • تدريب النفس على الامتنان

من الأساليب المهمة في التخلص من الغيرة المرضية التركيز على إعادة النظر في العلاقات والأشخاص في حياة كل شخص، والبحث عن الروابط الجميلة في هذه العلاقات، وخلق التفاصيل السعيدة بها من أجل تقوية العلاقة، وتدريب النفس على الامتنان على جميع النعم في الحياة، ومحاولة عدم التفكير في أفكار الفقد أو الخسارة.

  • إعطاء النفس وقت لتجاوز مشاعر الغيرة

من الطبيعي أن تكون المشاعر متقلبة من وقت لآخر، وقد تضعف مع مرور الوقت، فإذا شعر الشخص بالغيرة الزائدة أو الغيرة المرضية، فيجب التذكر أن هذا الشعور قد يكون مؤقت، ويتلاشى مع مرور الوقت.

اقرأ أيضاً: الثقة بالنفس وتقدير الذات

اضرار الغيرة المرضية

تؤثر الغيرة المرضية على العلاقات الاجتماعية للشخص وعلى الأشخاص المحيطين به بشكل مباشر، ليس ذلك وحسب، وإنما تؤثر بشكل مباشر أيضاً على صحة الشخص الجسدية، وذلك نتيجة للغضب والاستياء اللذان يرافقانه. ومن سلبيات الغيرة المرضية على الشخص:

  • ألم في المعدة.
  • الصداع.
  • ألم في الصدر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تسارع نبضات القلب.
  • فقدان الوزن أو زيادته.
  • فقدان الشهية.
  • ضعف المناعة.

اقرأ أيضاً: الغيرة عند الأطفال

أعاني من عدم التركيز بحياتي من ناحية شغل البيت أو الجلسة مع الأهل حتى فيه كلامي أكون مو مركزه كثير أوقات أقول كلام، ولا أعرف أرتبه أحس عقلي متبعثر أشعر بالإحراج كثر بسبب هالشي، وأحس بتشتت كثير حتى عندي عادة بس ما أدري هل هي فرط حركة أم لا تحريك رجلي اليمين باستمرار، حتى رقت النوم مرتاح إلا لما اسوي