تعاني العديد من العائلات التي لديها عدد من الأبناء وخصوصاً إذا كانوا أطفالاً من الغيرة بين الأبناء، إذ يتشاجرون بشكل مستمر، وتعد الغيرة عند الأطفال ظاهرة شائعة، وتعرف غيرة الاطفال بشعور سلبي يشعر به الطفل عند نقصان الحب والاهتمام به من قبل والديه، وخصوصاً الأم،  لذلك يحاول أن يجلب الاهتمام إليه بأي طريقة، وقد يغار الطفل من أخيه أو أخته  أو حتى والده، أو الغرباء الذين يكونون محل اهتمام الأم. 

توجد العديد من الدراسات عن الغيرة عند الأطفال، إذ قام الخبراء بالبحث عن الغيرة في سياق دراسة مثلث العلاقات بين الأفراد، والذي يتكون من الفرد والحبيب، والطرف الثالث الذي يشكل تهديداً لعلاقة الفرد مع الحبيب، لذلك تظهر الغيرة والتي يعبر عنها الفرد عبر المشاعر المختلفة مثل الحزن أو الخوف أو الغضب، وقد وجد الخبراء عند إجراء العديد من الدراسات التجريبية ودراسة حالات حول غيرة الأطفال الناتجة عن توجيه الوالدين  اهتمامهم تجاه طرف ثالث فقد ظهرت سلوكيات على الطفل مثل الغضب والعدوانية والبكاء، كذلك ظهرت ظهرت سلوكيات تأقلم الطفل. 

تعد الغيرة بين الأطفال طبيعية جداً، إذ أن الأطفال الذين يتعاركون مع بعضهم البعض  في السنوات الأولى من حياتهم، عادة ما تكون  علاقتهم أقرب مع بعض عند تقدمهم في العمر، كما أن الغيرة بين الأخوات والأخوات وازدياد التنافس بينهم يساعد في إعدادهم لمواجهة العالم. 

اقرأ أيضاً: الغيرة أسبابها وطرق التخلص منها

                التعامل مع نوبات غضب الأطفال

أسباب الغيرة بين الأطفال

من أجل توضيح واستبيان الغيرة عند الأطفال لا بد من معرفة أسباب الغيرة عند الأطفال، يوجد العديد من الأسباب التي تحفز الغيرة عند الأطفال ومنها ما يلي:

  • شعور الأطفال بأنهم مركز الكون: يشعر الأطفال بأنهم محور اهتمام العائلة ويتوقعون أن يكون الحب والاهتمام لهم في جميع الأحيان.
  • انخفاض مستوى الاهتمام بالطفل: يبدأ الطفل بالشعور بالغيرة عندما يقل اهتمام والديه به، إذ يقضي الوالدين وقتاً كبيراً في الاهتمام بأخته أو أخيه الأصغر، دون أن ينتبهوا إلى ضرورة الاهتمام به وتلبية حاجاته.
  • صعوبة التعبير عن المشاعر: يجد الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعر الحب تجاه الوالدين، وخصوصاً إذا لم يقم الوالدين بتعليمهم التعبير عن مشاعرهم، لذلك تعد غيرة الأطفال أحد الوسائل التي يستخدمونها للتعبير عن مشاعرهم.
  • شعور الطفل بالقلق: يعد إصابة الطفل بالقلق وزيادة حساسية الطفل لأشياء بسيطة أحد الأسباب التي تزيد  شعور الطفل بالغيرة.
  • شعور الطفل بالعجز: يشعر بعض الأطفال بحاجتهم المستمرة لوالديهم وعدم قدرتهم على تلبية حاجاتهم لوحدهم، لذلك تزداد الغيرة لديهم، لذلك قد تزداد الغيرة عند الأطفال عند الأسر التي يوجد فوارق عمرية قليلة بين الأطفال فيها، فتجد أن الأطفال يحتضنون بعض خلال مشاهدتهم للتلفاز، وخلال دقائق يتعاركون مع بعضهم البعض، في حين أن الغيرة تكاد تختفي في الأسر التي يوجد فيها فرق في السن بين الأبناء، إذ اعتاد الأطفال الأكبر عمراً على رعاية إخوانهم الأصغر سناً  ورعايتهم.

اقرأ أيضاً: القلق المرضي عند الأطفال 

أنواع الغيرة عند الأطفال 

يغار الأطفال بين بعضهم البعض أو قد يغارون من أحد الوالدين وتوجد العديد من أنواع الغيرة عند الأطفال ومنها ما يلي: 

  • الغيرة من أحد الوالدين: يوجد العديد من الأطفال الذين يغارون على الأم  من والدهم، وقد يحدث العكس في بعض الأحيان، وتعد الأم من أهم الأفراد في حياة الطفل، ويعتبر الطفل تغير اهتمامها باتجاه أي شخص آخر تهديداً له مما يثير الغيرة لديه.
  • الغيرة من الأخوة أو الأخوات:  يحاط الطفل بالعناية والاهتمام من قبل والديه منذ ولادته، ويكون محور اهتمام العائلة، فيذهب جزء من اهتمام العائلي للأخ أو الأخت الأصغر، مما يؤدي إلى تغيرات في سلوك الطفل وتظهر عليه الغيرة والتي يمكن أن يعبر عنها من خلال بعض أعراض الغيرة مثل  بعض التصرفات العدوانية، أو نوبات الغضب والعناد، أو تقلبات المزاج، وقد يصل الوضع إلى اكتئاب الطفل
  • الغيرة ضد الكبار أو الأطفال الآخرين: يعاني بعض الأطفال من الغيرة بسبب طلاق الوالدين، وظهور أفراد جدد حول كل من الأم أو الأب، وتزداد ردة فعل الأطفال كلما كان العمر أكبر، إذ يصعب عليهم التأقلم على زوج الأم أو زوجة الأب، كذلك يكون عليهم أن يعتادو على ظهور أخوة أو أخوات في الأسرة، وفي الحقيقة إن مقياس الغيرة عند الأطفال يختلف من طفل إلى آخر،  كما تجدر الإشارة أنه قد يشعر الأطفال بالغيرة من أطفال الجيران، أو من زملائهم في المدرسة. 

اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع اكتئاب المراهقين والأطفال

            كيفية التعامل مع سلوك الطفل العنيد والمخرب

الغيرة بين الأطفال عند ولادة طفل جديد

عند ولادة طفل جديد في العائلة فقد يكون من الصعب على الأطفال الترحيب به، وتختلف ردة فعل الطفل باختلاف عمره إذ تختلف غيرة الطفل بعمر السنتين عن  غيرة الطفل بعمر أربع أو ست سنوات فقد يكون الطفل الأكبر عمراً أكثر تفهماً، إذ يتمتع الأطفال في هذه المرحلة العمرية بمهارات أفضل للتكيف، فمثلا تجد الطفل صغير الدارج أو بعمر السنتين يطلب استخدام زجاجة الحليب على الرغم من توقفه عن استخدامها منذ فترة، أو يتوقف عن الجلوس على كرسيه ويرغب في الجلوس على كرسي الطفل الجديد، أو يقفز على الأريكة التي  تجلس عليها الأم عند قيامها بإرضاع الطفل. 

يعد التخلص من غيرة الطفل أمراً صعباً وليس سهلاً على الأم حيث أن الطفل لا يدرك ضرر بعض التصرفات التي يقوم بها مثل قرص أخيه الجديد أو عضه، لكن على الأم أن  تدرك شعور الطفل  بفقدانه جزء من اهتمامها، والذي يعد من وجهة نظر الطفل جزء من حبها. 

علاج الغيرة بين الأطفال بعد ولادة طفل جديد

يجب على الأم التمهيد لطفلها بقدوم أخ جديد أو أخت له أثناء حملها، وذلك تجنباً لغيرة الطفل أثناء الحمل أو عند قدوم الطفل الجديد، وتجدر الإشارة أن بعض الأمهات تمهد لطفلها بإخباره أنه  سيلعب مع أخيه الصغير،  وعند ولادة الطفل الجديد يفاجأ الأخ الاكبر انه لا يستطيع اللعب معه، في حين أنه يستهلك أغلب وقت الأم واهتمامها، وتكون حذرة عند اقتراب الأخ الأكبر من الطفل الجديد فتخشى أن يرمي الألعاب عليه، أو أن يعانقه وتوجد بعض النصائح التي تساعد الأم في علاج الغيرة الزائدة عند الأطفال وجعل الطفل يحب المولود الجديد ومنها ما يلي: 

  • إخبار الطفل عن الولادة القريبة: تنصح الأم بأن تشرح لطفلها بأن له أخاً على الطريق، ويمكنها قراءة بعض القصص حول وصول الطفل الجديد، كما يمكنها أن تجعل طفلها يلمس بطنها ليلاحظ ركلات أخيه، كما عليها أن تشرح له بشكل سلس حول الإجراءات التي سوف تتم عند ولادة الطفل الجديد، مثل أن والده سوف يأخذه ليلعب في الحضانة وأن هذا أمر مسلي، كما يجب أن تخبر الأم طفلها باستمرار بأنه تحبه، وأن حبها مستمر له.

يجب على الأم أن تشرح للطفل أنها ستذهب للمستشفى عند ولادة الطفل، كما عليها أن تهيئ طفلها بأنها قد تكون بعيدة عنه لمدة يوم أو يومين، وعند ولادة الطفل الجديد فيمكن للأم أن تلتقط صوراً للطفل الجديد مع الأخ الأكبر ليشعر الطفل بأنه جزء من العائلة، أو تقدم له هدية على أنها مقدمة المولود الجديد.

  • تعليم الطفل اللعب والتفاعل مع المولود الجديد: يجب تعليم الطفل التفاعل مع المولود الجديد، وذلك لحماية المولود الجديد، ولجعل الإخوة  يحبون المولود الجديد،  إذ يمكن تعليمه أن يطبطب على ظهر أخيه  بنعومة لتهدئته كما يساعد مديحه باستمرار، ويجدر التنبيه إلى عدم ترك الاطفال لوحدهم، كما أنه يجب إبعاد الطفل بطريقة غير مباشرة عند ملاحظة محاولته إيذاء أخيه الصغير أو أخته وصرف انتباهه بلعبة أو أغنية، وذلك لتجنب السلوك العدواني للطفل.
  • مديح الطفل باستمرار: يجب على الأم مديح الطفل باستمرار وخصوصاً إذا رأت الطفل بلمس أخاه بلطف، وعليها أن لا تبالغ في لوم الطفل على تصرفاته مثل لومه على إيقاظ المولود الجديد بسبب اللعب.
  • التعبير عن مشاعر الحب تجاه الطفل:  تنصح الأم بزيادة مظاهر حب الطفل، وتكرار عناق الطفل وإخباره بأنها تحبه.
  • قضاء وقت أكبر مع الطفل الأكبر: تنصح الأم بقضاء وقت أكبر مع الطفل الأكبر واللعب معه، كا يمكنها أن تشاهد معه صورة القديمة وهو طفل صغير بعمر المولود الجديد.

يجب على الوالدين وخصوصاً الأم تجنب بعض التصرفات التي تثير الغيرة بين الأخوة، كأن تقارن بين شكل الأطفال أو وزنهم عند الولادة، أو من مشى أسرع لأول مرة.

اقرا ايضاً :

خطر تمليح الطفل

علاج الغيرة بين الأبناء

عادة يوجد أكثر من طفل في الأسرة الواحدة وقد يحدث غيرة بينهم، وتوجد العديد من النصائح التي ينصح بها الوالدان لعلاج الغيرة بين الأبناء ومنها ما يلي: 

  • تخصيص وقت خاص لكل إبن من الأبناء: ينصح الوالدان بتخصيص وقت خاص لكل طفل فمثلاً قد يقوم الأب بنزهة مع أحد الأطفال في حين أن الأم تلعب مع الطفل الأخر.
  • تقديم الحب والرعاية بالتساوي بين الأطفال: يجب على الوالدين إظهار حب الأطفال جميعاً بالتساوي وكذلك رعايتهم دون تمييز طفل على آخر فجميع الأطفال يحتاجون إلى حب الوالدين بغض النظر عن عمرهم.
  • احترام ملكية الأطفال: يجب على الوالدين عدم منح الأطفال الصغار ممتلكات وألعاب الأطفال الكبار دون استئذانهم.
  • العدل بين الأطفال: يجب العدل بين الأطفال في مشاعر الحب والرعاية وكذلك العقوبات المفروضة على الطفل عند ارتكابه لخطأ معين. 

ابني عمرو سنتين بيتواصل بصري مع الناس وبلعب وبضحك، وبحكي معهم بس ما بكون جمل. بقلد الحركات والكلام ويستجيب لبعض الطلبات بس أحيانا أنادي عليه ما يرد وعند حركة كثيرة هل لدى ابني اسباب مرضية ام وراثية؟