سرطان القناة الصفراوية | Bile Duct Cancer Or Cholangiocarcinoma

لا يزال السبب الدقيق للإصابة بسرطان القنوات الصفراوية غير واضحٍ بعد، ولكن غالبًا ما يحدث السرطان بسبب طفرات أو تغيّرات في الحمض النووي، حيث يُعتقد أنّ هذه التغيرات تُنشط الجينات المسببة للسرطان، أو ربما تعطل الجينات التي تمنع الإصابة به. [3]

وعادةً ما تكون هذه الطفرات أو التغييرات الجينية مكتسبة، حيث لوحظ أن معظم حالات سرطان القناة الصفراوية ترتبط بطفرات مكتسبة في جين TP53، والذي يمنع تكاثر الخلايا السرطانية ونموها في الحالات الطبيعية، كما تُوجد جينات أخرى قد تكون مرتبطة بهذا السرطان، مثل: RAS، وHER2 وALK. [3]

عوامل خطر الإصابة بسرطان القناة الصفراوية

يُمكن أن تزيد العوامل الآتية من فرص الإصابة بسرطان القناة الصفراوية: [2][4]

• التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي (بالإنجليزية: Primary Sclerosing Cholangitis)، وهو التهاب يسبب ندبات في القنوات الصفراوية.
• حصوات القناة الصفراوية، وهي تشبه حصوات المرارة ولكنها أصغر بكثير. 
• عدوى الديدان الكبدية (بالإنجليزية: Liver Fluke Infection)، وتحدث هذه العدوى عند تناول السمك النيئ أو غير المطهو جيدًا المصاب بالديدان الطفيلية الصغيرة.
• كيسة قناة الصفراء (بالإنجليزية: Choledochal cyst disease)، وهي حالة خلقية نادرة تحدث نتيجة تجمع الصفراء في أكياس على طول القناة الصفراوية.
• الارتجاع، وتحدث هذه الحالة عندما تتدفق الإنزيمات الهاضمة بشكلٍ عكسي من البنكرياس إلى القنوات الصفراوية.
• تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، وهو تلفٌ يُصيب الكبد، وعادةً ما يحدث بسبب تناول الكثير من الكحول أو الإصابة بالتهاب الكبد.
• حالات أخرى، مثل:
  
  • التهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد الوبائي ج.
  • مرض السكري.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
  • السمنة.
  • شرب الكثير من الكحول.
  • التدخين.
  • التقدّم في العمر، خاصة الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
  • التعرّض إلى بعض المواد الكيميائية، مثل: الأسبستوس (بالإنجليزية: Asbestos).

ومع ذلك، فإن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصاب بالمرض، ففي كثيرٍ من الحالات يحدث سرطان القنوات الصفراوية دون وجود عوامل الخطر السابقة. [2][4]

قد لا يُسبب سرطان القناة الصفراوية أي أعراض في مراحله المبكرة، ولكن مع نمو الورم وانتشاره يُمكن أن تظهر الأعراض الآتية: [5][9]

• اصفرار الجلد والجزء الأبيض من العين (اليرقان).
• الحكة.
• تغير لون البراز؛ إذ يُصبح أفتح من العادة.
• ألم في البطن أو الخواصر.
• الحمى. 
• فقدان الشهية.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• الغثيان والتقيؤ.

يبدأ الطبيب تشخيص سرطان القنوات الصفراوية بإجراء الفحص البدني، حيث يتحقق من وجود أي كتل، أو ألم أو تراكمٍ للسوائل في البطن، كما يطرح مجموعة من الأسئلة ليُقيّم الوضع الصحي للمريض وتاريخه المرضي والعائلي للإصابة بالسرطان وأمراض الكبد. [2][9]

كما قد يطلب إجراء الفحوصات الآتية للكشف عن وجود سرطان القناة الصفراوية: [2][9]

• فحوصات الدم لتقييم وظائف الكبد والكشف عن علامات الأورام.
• تصوير البطن بالسونار للكشف عن الأورام في البطن.
• الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد حجم وموقع الورم في الجسم وتقييم صحة الكبد.
• التنظير الداخلي لفحص المريء، والمعدة والأمعاء الدقيقة.
• تنظير القنوات الصفراوية، مثل تصوير البنكرياس والأوعية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع.
• تصوير القنوات الصفراوية بالرنين المغناطيسي.
• تصوير القنوات الصفراوية عبر الكبد عن طريق الجلد؛ حيث يتم حقن الصبغة بإبرة صغيرة، ثم يُصور الأخصائي المنطقة بالأشعة السينية.
• تنظير البطن لرؤية القنوات الصفراوية، والمرارة، والكبد، والأعضاء والأنسجة الأخرى.
• الخزعة؛ حيث يأخذ الطبيب عينة من خلايا أو أنسجة القناة الصفراوية لفحصها تحت المجهر.

يختلف علاج سرطان القنوات الصفراوية من مريض لآخر حسب موقع الورم، وحجمه، ومدى انتشار السرطان، بالإضافة إلى حالة المريض الصحّية، ومن العلاجات التي قد يلجأ إليها الطبيب الآتي: [2][9][11]

• التصريف الصفراوي (بالإنجليزية: Biliary Drainage)،

وذلك لعلاج انسداد القناة الصفراوية؛ حيث يُزيل الطبيب الجزء المسدود من القناة الصفراوية جراحيًا، كما قد يُركب دعامة داخل القناة لمنع انسدادها وتسهيل تدفق المادة الصفراء.

• العلاج الضوئي الديناميكي (بالإنجليزية: Photodynamic Therapy)،

حيث يحقن الطبيب في الوريد دواءً خاصًا يتجمع في الخلايا السرطانية، وبعد بضعة أيام يستخدم منظارًا ضوئيًا ينشّط هذا الدواء، مما يُساعد على قتل الخلايا السرطانية.

• العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation)،

يستخدم هذا العلاج أشعة أو جسيمات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويُمكن أن يلجأ إليه الطبيب قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها لقتل أي خلايا سرطانية متبقية، أو قد يستخدمه لمنع انتشار الورم إذا لم تكن الجراحة خيارًا ممكنًا.

• العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy)،

يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية قبل أو بعد إجراء العملية الجراحية، ويُمكن أن يحقن الطبيب العلاج الكيميائي في الوريد أو يصفه على شكل حبوب تُؤخذ عن طريق الفم.

• العلاج الموجه (Targeted therapy)،

تُستخدم أدوية العلاج المُوجّه لتعطيل البروتينات التي تسمح للخلايا السرطانية بالنمو والتكاثر.

• العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy)،

تُنشط هذه الأدوية جهاز المناعة لمريض السرطان، وذلك ليُهاجم الخلايا السرطانية ويقتلها.

• الجراحة،

قد يحتاج الطبيب لإزالة بعض أو جميع القنوات الصفراوية، أو العقد الليمفاوية، أو الكبد، أو البنكرياس أو الأمعاء الدقيقة، وذلك اعتمادًا على مدى انتشار السرطان.

• زراعة الكبد، 

في بعض الحالات النادرة قد يلجأ الطبيب لهذا العلاج؛ حيث يستبدل الكبد المصاب بآخر سليم، وهذا قد يُساعد في الشفاء من سرطان القناة الصفراوية.

خلال فترة العلاج يُوصى باتباع النصائح الآتية:[2]

• الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
• أخذ قسط من الراحة وتجنب الأنشطة المرهقة عند الشعور بالتعب والإرهاق.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بعد استشارة الطبيب.
• طلب المساعدة والدعم من الأهل والأصدقاء.

لا تُوجد طريقة مضمونة للوقاية من سرطان القنوات الصفراوية، ولكن يمكن اتباع النصائح الآتية لتقليل فرص الإصابة بهذا السرطان: [8]

• اتباع نظام غذائي متوازن.
• المحافظة على وزن صحي.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب شرب الكحول.
• تلقي المطاعيم خاصةً لقاح فيروس الكبد الوبائي ب.
• تجنب التعرّض للمواد الكيميائية المسرطنة قدر الإمكان.
• الالتزام بالعلاج عند الإصابة بالتهابٍ في الكبد.

تختلف نسبة الشفاء من سرطان القناة الصفراوية من مريضٍ لآخر، وغالبًا ما يتم التعبير عنها بمصطلح معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، فعلى سبيل المثال لو كان معدل البقاء لمرضى سرطان القنوات الصفراوية هو 24%، فهذا يعني أنّ 24 من أصل 100 شخص تم تشخيصهم بهذا السرطان يعيشون لمدة خمس سنوات على الأقل بعد تشخيصهم. [7]

ويختلف معدل البقاء على قيد الحياة لمريض سرطان القناة الصفراوية حسب نوع السرطان ومدى انتشاره، حيث يتراوح بين 18- 24% إذا تم اكتشافه قبل أن ينتشر السرطان خارج القنوات الصفراوية، أمّا عند انتشاره فإن هذا الرقم ينخفض ليتراوح بين 2- 3%. [7][10]

ولكن هذا لا يعني أنه يُمكننا تحديد كم يعيش مريض سرطان القناة الصفراوية، حيث إن بعض المرضى قد يعيشون لسنوات طويلة بعد التشخيص والعلاج، خاصةً أنّ معدلات النجاة لمرضى سرطان القنوات الصفراوية تتأثر بعدة عوامل، منها: [6][11]

• مكان نمو السرطان.
• انتشار السرطان إلى أجزاء الجسم المجاورة.
• إمكانية إزالة الورم عن طريق الجراحة.
• استجابة جسم المريض للعلاج.
• الصحة العامة واللياقة البدنية للمريض.
• توفر خيارات علاجية جديدة.

[1] Cancer Research UK. What is Bile Duct Cancer? Retrieved on the 12th of November, 2024.

[2] WebMD Editorials Contributors. Cholangiocarcinoma (Bile Duct Cancer). Retrieved on the 12th of November, 2024.

[3] Cancer.org. What Causes Bile Duct Cancer? Retrieved on the 12th of November, 2024.

[4] Cancer.org. Bile Duct Risk Factors. Retrieved on the 12th of November, 2024. 

[5] Cancer Research UK. Symptoms of Bile Duct Cancer. Retrieved on the 12th of November, 2024. 

[6] Hannah Nichols. What is the Prognosis For Bile Duct Cancer? Retrieved on the 12th of November, 2024.

[7] Cancercenter.com. Bile Duct Cancer Stages. Retrieved on the 12th of November, 2024.

[8] American Cancer Society. Can Bile Duct Cancer Be Prevented? Retrieved on the 12th of November, 2024.

[9] Cancer.gov. What Is Bile Duct Cancer (Cholangiocarcinoma)? Retrieved on the 12th of November, 2024.

[10] My.clevelandclinic.org. Cholangiocarcinoma (Bile Duct Cancer). Retrieved on the 12th of November, 2024.

[11] Horie, Y., Akamizu, H., Nishimura, Y., Maeda, N., Kawasaki, H., Kimura, O., Hirooka, Y., Hamazoe, R., Kaibara, N., & Ohta, Y. (1995). Intrahepatic cholangiocarcinoma with a long-term survival of 12 years after surgical resection: report of a case and review of the literature. Hepatogastroenterology, 42(5), 506-509.

[11] My.clevelandclinic.org. Bile Duct. Retrieved on the 12th of November, 2024.