أقدام الإنسان ليست وسيلة للمشي أو لممارسة الرياضة فحسب، وإنما هي وسيلة للتنبيه إلى مؤشرات الإصابة بعدد من الأمراض التي قد يكون بعضها خطيراً، الأمر الذي يستدعي زيارة عيادة الطبيب لعلاج المرض قبل أن يستفحل.
هنا تسعة أعراض تصيب الأقدام، شخصها الأطباء تدعو إلى عدم التغافل عنها.


أعراض مرضية تصيب الأقدام تستدعي استشارة الطبيب

الأقدام الباردة

يمكن ببساطة الإحساس ببرودة الأقدام دون أي سبب خطير، لكن قد تكون برودة أصابع القدم المزمنة إشارة إلى ضعف التروية الدموية نتيجة لحالات مرضية مرتبطة بهذه البرودة، مثل: الداء الرئوي الانسدادي المزمن COPD ينقص قدرة الرئتين على الامتصاص التام للأكسجين، مما يؤدي إلى مستويات أدنى للأكسجين في الدم. كما أن داء الشرايين المحيطية PAD، وأشكال مرض القلب الأخرى تسبب تضيّق الشرايين، مما يعيق تدفق الدم في أنحاء الجسم والذي يعبر عن نفسه ببرودة الأطراف. فإذا لاحظت أن أقدامك دائما باردة أو خدرة استشر طبيبك لتتبين إن كان هناك أية مشاكل صحية وراء ذلك.

الأقدام الحاكة

رغم إزعاجها إلا أن الأقدام الحاكة عادة ليست علامة لحالة طبية خطيرة، فالمسبب الرئيسي لجلد القدمين الحاك المتقشر هو إصابة فطرية مثل: القدم الرياضية، حيث تزدهر هذه الإصابات في البيئات الرطبة، وتبدأ عادة بين الأصابع عند الأشخاص الذين تحجز أقدامهم المتعرقة في حذاء ضيق. ورغم أن داء القدم الرياضية معد ولكن يمكن علاجه بسهولة بأدوية تباع دون وصفة طبية. لكن قد تكون القدم الحاكة نتيجة لرد فعل مناعي للكريمات الجلدية أو لحالة مناعية، مثل: داء الصدفية. أخبر طبيبك إذا استمر حكاك قدميك، أو ساء عند استخدامك العلاجات التي تباع دون وصفة طبية.

تغير لون الجلد

يمكن لطفح جلدي، أو لإصابة فطرية، مثل: القدم الرياضية أن تؤديان إلى جلد أحمر متقشر، كما يمكن لحالات أخرى أن تؤدي إلى تغير لون جلد القدم مثل ظاهرة Reynaud، والتي تتمثل بسلسلة من تغيرات لون الجلد كاستجابة للبرد أو التوتر. خلال هذه الظاهرة تتحول المنطقة المصابة للون الأبيض، وتبدأ الشرايين بالتضيق فينقص تدفق الدم للمنطقة المصابة، مما يؤدي لشعور بالبرد والخدر. وفي النهاية تتحول للون الأزرق عندما يصبح تدفق الدم ضعيفاً إلى حد كبير، وعندما تتحسن التروية تتحول للأحمر قبل أن تعود إلى لونها الطبيعي. وتحدث هذه الظاهرة عادة دون وجود حالة مرضية، لكن قد تكون أحياناً علامة على حالة أخطر.

تعكف الأصابع

يشمل التعكف تغيرات في المنطقة المحيطة والداعمة للإصبع أو ظفر القدم، حيث ينتفخ رأس الإصبع وتتحدب الأظافر لتشكل زاوية حادة مع إصبع القدم. وغالبا ما يوصف التعكف برأس ملعقة مقلوبة. وتنجم معظم حالات التعكف عن أمراض القلب والرئة اللتان تقللان من مستويات الأكسجين في الدم. ويجب إعلام الطبيب إذا لاحظ الشخص تغيرات في أظافره أو أظافر قدمه مشابهة للتعكف، فيمكن أن يكون ذلك إشارة إلى حالات خطيرة، مثل: سرطان الرئة، أو أمراض القلب، أو داء كرون.

الأقدام المتورمة

معظم الأشخاص اختبروا تورم الأقدام في مرحلة ما من حياتهم. غالباً ما يكون التورم نتيجة حالة بسيطة مثل الوقوف لفترة طويلة، ولبس الأحذية الضيقة، والقيام برحلة جوية طويلة أو التعرض لإصابة بسيطة مثل: التواء الكاحل. لكن استمرار التورم لأكثر من يومين قد يكون علامة على حالة طبية أخطر. فقد يكون التورم كنتيجة لقصور القلب الاحتقاني، أو أمراض الكلى، أو كعرض جانبي لأدوية السكري وأدوية ارتفاع ضغط الدم.

كما يمكن أن ينتج من التهاب المفاصل الرثياني أو الالتهاب العظمي المفصلي. لذا من الضروري طلب الطوارئ الطبية إذا رافق التورم أعراض مثل: ألم الصدر، أو صعوبة التنفس، أو الدوار فقد يشير ذلك إلى تجلط الدم أو إلى إصابة قلبية خطيرة.

الإحساس بالحرقة

يتنوع الإحساس بالحرقة في القدمين من الخفيف (خدر وتنميل) إلى الحاد (ألم شديد يمكن أن يعيق النوم). فببساطة تؤدي الأقدام المتعبة أو عدوى شائعة مثل القدم الرياضية لأعراض قصيرة الأمد كالحرقة والتنميل.

لكن قد يشير ذلك في الحالات الأكثر حدة إلى تضرر العصب نتيجة للسكري أو لحالة متعلقة بالتروية الدموية معروفة باسم داء الشرايين المحيطية PAD.

لذا يجب استشارة الطبيب إذا استمر إحساس الحرقة لعدة أسابيع، أو إذا أصبحت الأعراض أكثر ألماً وحدة، أو إذا بدأ الشخص يفقد الإحساس بقدمه أو أصابع قدميه.

الألم في الإصبع الكبير

تشير نقاط الألم المحددة في القدم إلى حالات محددة، فإذا كان الألم مرتكزاً حول رأس الإصبع وزاوية الظفر، فقد يكون إشارة إلى نمو الظفر داخل اللحم. لكن قد تكون نوبات الألم الحادة والمفاجأة في مفصل الإصبع الكبير شكلاً معقداً لالتهاب المفاصل، يعرف باسم النقرس.

فأعراض النقرس تشمل ألماً مفصلياً شديداً متبوعاً بعدم راحة مستمر، ويحدث ذلك غالباً ليلاً بدون إنذار. كما يمكن لالتهاب المفاصل الرثياني أن يكون تفسيراً آخراً حيث أن الأعراض المبكرة يمكن أن تظهر في أصابع اليدين والقدمين قبل أن تنتقل للقدمين واليدين.

أظافر القدمين المصفرة

غالباً ما تبدأ الإصابة الفطرية في الظفر بشكل بقعة صفراء تحت مقدمة الظفر. فالفطور تزدهر في البيئات الرطبة الدافئة المظلمة، جاعلةً من الجانب السفلي للظفر موطنها المثالي.

ويمكن لهذا التغير في اللون إذا بقي دون علاج أو ملاحظة أن ينتشر بشكل أعمق خلال الظفر والأصابع المجاورة. ولا تشكل هذه الإصابة عادة خطراً صحياً كبيراً، فيما عدا بعض الألم الخفيف والضرر التجميلي، لكن إذا كنت مصاباً بالداء السكري يمكن لعدوى فطرية غير مفحوصة أن تعيق جريان الدم في قدمك ما يقود إلى مضاعفات صحية خطيرة.

الأظافر البيضاء

لا يشير تغير لون الظفر للأبيض بالضرورة إلى مشكلة صحية، فوبش الأظافر هو مصطلح طبي للبقع البيضاء التي تظهر حول قاعدة الظفر وتتحرك بنمو الظفر. وعلى عكس الاعتقاد السائد لا تشير هذه العلامات إلى عوز الفيتامينات، وتعتبر عموماً غير مؤذية. لكن قد تكون البقعة البيضاء على مقدمة ظفرك أكثر خطورة، حيث يمكن أن تفصل إصابة ما جزء من ظفر القدم عن سريره، ما يجعل مقدمة الظفر تبدو أكثر بياضاً.

كما قد يكشف بعض الإصابات الفطرية عن نفسها بداية بشكل علامات بيضاء على الأظافر، وإذا لم تفحص يمكن لهذه الإصابة أن تنتشر في كل أنحاء الظفر مسببة انفصال الظفر عن سريره.