تعد الدورة الشهرية عملية طبيعية عند النساء تتحكم فيها مجموعة من الغدد والهرمونات، وتتعدد هرمونات الدورة الشهرية التي تعمل على إعداد جسم المرأة للحمل من خلال سلسلة من التغيرات بدءًا من إنضاج البويضة وتهيئة الرحم للحمل، أو نزول الحيض في حالة عدم تخصيب البويضة لبدء دورة شهرية جديدة. [1][2]
تعرف في هذا المقال على ما هي هرمونات الدورة الشهرية وكيف يتغير مستواها على مدار الشهر، وكذلك العوامل التي قد تُحدِث خللًا في مستوى هذه الهرمونات.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
هرمونات الدورة الشهرية
تعمل مجموعة من الهرمونات في الجسم على نضج الجهاز التناسلي وبدء حدوث الدورة الشهرية وتنظيمها لإعداد جسم المرأة للحمل. [3]
يوجد منطقة في المخ تسمى تحت المهاد مسؤولة عن تنظيم الهرمونات اللازمة للإنجاب، وتعمل كحلقة وصل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء عبر الغدة النخامية. [3]
تتضمن هرمونات الدورة الشهرية ما يلي: [4][5][6][7]
- الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية: هو هرمون يتم إفرازه من منطقة تحت المهاد يعمل على تحفيز الغدة النخامية على إفراز الهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن.
- الهرمون المنبه للجريب (FSH): يعمل الهرمون المنبه للجريب على إنضاج المبايض وتحفيز عملية التبويض وإفراز المبيض لهرمون الإستروجين، والبروجيستيرون، والتستوستيرون.
- الهرمون الملوتن (LH): يعمل هرمون الملوتن على المبيض لتفجير الجريب وإخراج البويضة كما يرسل إشارات إلى المبيض لإفراز الإستروجين.
- هرمون الإستروجين: يتم إفراز معظم نسبة الإستروجين في الجسم من خلال المبيضين، كما تفرز الغدد الكظرية والخلايا الدهنية كميات صغيرة منه. يعمل الإستروجين على تحفيز نمو جريب البويضة، ويعزز ويحافظ على بطانة الرحم.
- هرمون البروجستيرون: يعد البروجستيرون من هرمونات الدورة الشهرية يتم إفرازه من المبايض، والغدد الكظرية، والمشيمة، ويلعب البروجستيرون دورًا هامًا في تنظيم الدورة الشهرية وتهيئة الجسم للحمل.
- هرمون التستوستيرون: يوجد هرمون التستوستيرون بكميات ضئيلة في النساء، ويؤثر على عدة أمور منها الخصوبة، والرغبة الجنسية، والحيض.
تغير الهرمونات على مدار الشهر
تتكون الدورة الشهرية عند المرأة من 4 مراحل تختلف فيها مستوى الهرمونات، ويبلغ متوسط طول الدورة الشهرية 28 يومًا وتختلف طول كل مرحلة من امرأة لأخرى، بل وقد يتغير طول المرحلة مع تقدم العمر. [3][8]
نذكر فيما يلي طبيعة تغير هرمونات الدورة الشهرية في كل مرحلة من مراحلها:
فترة الحيض
تنخفض هرمونات الدورة الشهرية من الإستروجين والبروجيستيرون إلى أدنى مستوياتها في بداية هذه المرحلة نتيجة عدم حدوث تخصيب للبويضة وانكماش الجسم الأصفر؛ مما يحفز منطقة تحت المهاد لبدء دورة جديدة مرة أخرى، وتتساقط بطانة الرحم التي تكونت على مدار الشهر السابق ويبدأ الحيض الذي يستمر عادة مدة 5 إلى 7 أيام تقريبًا، ويعد أول يوم في الحيض هو بداية دورة شهرية جديدة. [3][8][9]
الطور الجريبي
يتقاطع الطور الجريبي مع الحيض إذ يبدأ هذا الطور في اليوم الأول من الدورة الشهرية وينتهي عند الإباضة في اليوم 14 تقريبًا. [3]
تبدأ هذه المرحلة عندما تقوم منطقة تحت المهاد في المخ بإفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية الذي يحفز الغدة النخامية لإفراز الهرمون المنبه للجريب. [9]
يعمل الهرمون المنبه للجريب على إنضاج عدة جريبات، بينما تصل بويضة واحدة إلى النضج الكامل بين اليوم 10 و14، وخلال الطور الجريبي ينخفض مستوى هرمون البروجيستيرون ويزداد الإستروجين تدريجيًا لزيادة سمك بطانة الرحم حتى يصل إلى ذروته مع انتهاء نضج البويضة. [3][9]
مرحلة التبويض
يحدث في هذه المرحلة خروج البويضة الناضجة من المبيض إلى قناة فالوب استعدادًا للتخصيب، وفيها ترتفع بعض هرمونات الدورة الشهرية ليصل هرمون الإستروجين إلى ذروته في اليوم السابق للتبويض؛ مما يحفز الغدة النخامية لإفراز هرمون الملوتن الذي يعمل على تفجير الجريب وخروج البويضة الناضجة بعد 24 إلى 36 ساعة من إفرازه تاركة الجسم الأصفر (الجريب الفارغ). [9]
جدير بالذكر أن التبويض يحدث في اليوم الرابع عشر في الحالات التي تكون فيها مدة الدورة الشهرية 28 يومًا، وتعيش البويضة مدة 24 ساعة ثم تموت إذا لم يحدث تخصيب. [2]
اقرأ أيضًا: ما هي مدة الدورة الشهرية العادية؟
المرحلة الأصفرية
تستمر المرحلة الأصفرية من 12 إلى 16 يومًا بعد حدوث التبويض، وفيها يتحول الجريب الذي انطلقت منه البويضة إلى الجسم الأصفر الذي يفرز هرمون الإستروجين والبروجستيرون فيرتفع مستوى هذه الهرمونات في الجسم، يعمل البروجيستيرون على زيادة سمك بطانة الرحم استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة. [2][9]
في حالة تخصيب البويضة يرتفع مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية الذي يعمل على زيادة سمك بطانة الرحم والحفاظ على الجسم الأصفر إلى حين تكون المشيمة والقيام بهذه المهمة. تجدر الإشارة إلى أن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية هو الهرمون الذي يُكشَف عنه في اختبارات الحمل. [2][9]
بينما عند عدم حدوث حمل يعاد امتصاص الجسم الأصفر فيبدأ مستوى هرمونات الدورة الشهرية في الانخفاض وتستعد بطانة الرحم للتساقط، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض متلازمة ما قبل الحيض لدى بعض النساء. [2]
اقرأ أيضًا: 8 من أشهر أعراض تأخر الدورة الشهرية
عوامل تؤثر على مستوى هرمونات الدورة الشهرية
يحدث تغير في مستوى هرمونات الدورة الشهرية طبيعيًا لدى المرأة على مدار مراحل حياتها المختلفة، وتشمل: [10]
- البلوغ.
- الحمل.
- فترة ما بعد الولادة.
- الرضاعة الطبيعية.
- سن اليأس.
جدير بالذكر أن استعمال حبوب منع الحمل قد يؤدي إلى حدوث تغيرات في نمط الحيض أو عدم نزوله مع بعض الأنواع. [2]
من ناحية أخرى، قد تؤدي بعض الحالات الطبية إلى حدوث مشاكل في هرمونات الدورة الشهرية وبالتالي فإنها تؤثر على فترات الحيض أيضًا، ومن هذه الحالات الطبية ما يلي: [8][10]
- متلازمة تكيس المبايض.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- اضطرابات الأكل.
- داء السكري.
- التوتر والضغط النفسي.
- الأورام الليفية الرحمية.
- قصور المبيض الأولي.
- استخدام بعض الأدوية.
تشمل علامات خلل هرمونات الدورة الشهرية ما يلي: [2][10]
- عدم انتظام الحيض أو غيابه.
- استمرار فترة الحيض أكثر من 7 أيام على غير العادة.
- قصر مدة الدورة الشهرية عن 21 يومًا أو زيادتها عن 35 يومًا.
- وجود نزيف بين فترات الحيض.
- تساقط الشعر.
- حب الشباب.
- جفاف المهبل أو ألم أثناء الجماع.
- زيادة الوزن.
- الهبات الساخنة.
- نمو شعر في الوجه.
اقرأ أيضًا: 5 طرق لعلاج تأخر الدورة الشهرية
نصيحة الطبي
يوجد عدة غدد وهرمونات مسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية يختلف مستواها في كل مرحلة من مراحلها، قد تؤثر بعض الحالات الطبية على هرمونات الدورة الشهرية؛ لذا ينبغي الانتباه للعلامات التي تشير إلى حدوث خلل في هذه الهرمونات ومراجعة الطبيب في أقرب وقت.