تُعد غازات المهبل ظاهرة طبيعية يمكن أن تؤثر على النساء في مراحل مختلفة من حياتهن. وعلى الرغم من أن هذا الموضوع قد يكون محرجًا لبعض النساء، إلا أن فهم أسبابه وعوامل تفاقمه يمكن أن يساعد في التعامل معه بشكل أفضل وتخفيف القلق المصاحب له.
يهدف هذا المقال إلى إلقاء نظرة على أسباب غازات المهبل، وكيف تؤدي بعض الممارسات والتمارين والحالات الطبية عند النساء في تطور هذه المشكلة، بالإضافة إلى نصائح وتوجيهات لتخفيف أثر هذه الظاهرة الصحية على النساء وتحسين جودة حياتهن.
محتويات المقال
ما هي أسباب غازات المهبل؟
تعد غازات المهبل أو هواء الرحم ظاهرة طبيعية شائعة تصيب العديد من النساء بمختلف أعمارهن، وتتمثل بانبعاث الهواء المحتجز في المهبل. يمكن أن تحدث غازات المهبل بشكل أكثر أثناء النشاط الجنسي أو ممارسة بعض التمارين والوضعيات.
ومن الجدير ذكره أنه لا ترتبط غازات المهبل بأي مخاطر صحية على النساء، وهي تحدث لأسباب عديدة ومختلفة، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن تكون علامة على حالات أكثر خطورة تتطلب العلاج الطبي، مثل الناسور المهبلي. وتشمل أبرز أسباب غازات المهبل على الآتي: [1][2]
اقرأ المزيد: الفرق بين غازات الدورة والحمل
الممارسة الجنسية
تعد الممارسة الجنسية من الأسباب غازات المهبل الشائعة، إذ تسبب حركة القضيب داخل المهبل في بعض الأحيان دخول الهواء واحتجازه في المهبل، مما يؤدي إلى انطلاق الغازات عند إزالة القضيب والوصول للنشوة الجنسية، هذا يمكن أن يسبب شعور المرأة بوجود فقاعات تتراكم في المهبل وتخرج على شكل غازات. [3]
منتجات العناية والنظافة الشخصية
يمكن لمنتجات العناية والنظافة التي يتم إدخالها في المهبل، مثل السدادات القطنية وأكواب الحيض أن تسمح للفقاعات الهوائية بالدخول والاحتجاز داخل المهبل، ذلك بسبب الضغط الذي يضعه وجود هذه المنتجات في المنطقة. وعندما يتراكم الهواء ويتم احتجازه في المهبل فقد يتم إطلاقه بشكل طبيعي عندما يتم إزالة السدادة القطنية أو أثناء الحركة الجسدية أو التمدد. [2]
بعض التمارين والأنشطة البدنية
تشير بعض النساء إلى حدوث غازات المهبل في معظم الأحيان أثناء القيام ببعض الأنشطة البدنية المعينة، مثل تمارين اليوغا والتمدد. تعزز بعض تمارين اليوغا والتمدد التي تركز على منطقة الحوض انفتاح المهبل أو استرخائه، مما يسمح بدخول الهواء إليه بشكل أكبر.
وقد تحدث تغيرات في الضغط داخل المهبل، مما يؤدي إلى دفع الهواء إلى الخارج، كما يمكن أن يتم إطلاق الغازات المحتجزة في المهبل بشكل مفاجئ في أثناء تغيير الوضع أو الحركة. [3]
التوتر العضلي
تسبب بعض الأنشطة، مثل النشاط الجنسي، أو الفحص الداخلي النسائي، أو فحص الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Examination) الذي يتضمن إدخال المنظار في المهبل توتر العضلات في منطقة الحوض، ويؤدي ذلك إلى احتجاز فقاعات الهواء في المهبل. ويمكن أن يتم إطلاق هذا الهواء عندما يقوم الطبيب بإزالة المنظار والانتهاء من الفحص الداخلي، وهذا يجعلها من أسباب غازات المهبل. [2][3]
الناسور المهبلي
يعتبر الناسور المهبلي حالة طبية تتسم بوجود فتحة أو تمزق في الجدار المهبلي، وهو يؤدي إلى اتصال غير طبيعي بين المهبل وعضو آخر في الجسم، مثل المثانة أو القولون. يمكن للناسور المهبلي أن يكون سببًا لغازات المهبل، حيث تسمح الفتحة الناجمة عن الناسور بتسرب الهواء من العضو الآخر إلى المهبل، مما يؤدي إلى انبعاث الغازات عند تحرك الهواء منها. [1][2]
توجد أنواع مختلفة من الناسور المهبلي، وتعتمد هذه الأنواع على مكان الفتحة أو الشق في المهبل والعضو الذي ترتبط به، ومن أبرز أمثلتها: الناسور المستقيمي المهبلي (بالإنجليزية: Rectovaginal Fistula)، وهو يحدث عند وجود اتصال غير طبيعي بين المهبل والمستقيم، والناسور المهبلي القولوني (بالإنجليزية: Colovaginal Fistula)، وهو يحدث عند وجود شق أو فتحة غير طبيعية بين المهبل والقولون. [1][2]
تتطلب حالة الناسور المهبلي تقديم العلاج الطبي المناسب، ويمكن أن يتضمن العلاج جراحة لإصلاح الفتحة أو التمزق في الجدار المهبلي. لذا يجب استشارة الطبيب في حال الاشتباه بوجود ناسور مهبلي، خاصة إذا كان مصحوبًا بغازات مهبلية أو أي من الأعراض الآتية: [1][2]
- وجود ألم حول المهبل أو المستقيم.
- عسر الجماع.
- افرازات مهبلية أو بولية ذات رائحة كريهة.
- الإسهال.
- سلس البول أو سلس البراز.
- آلام في البطن.
- التهاب المسالك البولية أو التهاب المهبل بشكل متكرر.
اضطرابات قاع الحوض
قد تكون اضطرابات قاع الحوض من أسباب غازات المهبل، تشمل هذه الاضطرابات مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر في عضلات وأنسجة منطقة الحوض والمهبل، مما يزيد من احتمالية تسرب الهواء أو الغازات من المهبل. وتتضمن اضطرابات قاع الحوض الشائعة التي قد ترتبط بظهور غازات المهبل الآتي: [1]
- هبوط أعضاء الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Organ Prolapse).
- ضعف عضلات قاع الحوض نتيجة التقدم في السن، أو زيادة الوزن، أو الولادة الطبيعية، أو التوتر الزائد بسبب الاضطرابات المعوية والهضمية.
- سلس البول (بالإنجليزية: Urine Incontinence).
- سلس البراز (بالإنجليزية: Fecal Incontinence).
نصائح وتوجيهات للتخفيف من غازات المهبل
في كثير من الحالات لا يوجد وسيلة حقيقية لمنع غازات المهبل؛ لأنه عادةً ما تكون الأعراض الوحيدة لغازات المهبل هي الصوت والإحساس بخروج الهواء المحتجز من المهبل والذي عادةً لا يتضمن وجود أي ألم. وهناك عدة نصائح وتوجيهات للتخفيف من غازات المهبل حيث تتضمن الآتي: [1][2][3]
- تجنب استخدام منتجات العناية والنظافة الشخصية، مثل السدادات القطنية وكوب الحيض، حيث تزيد هذه المنتجات من تراكم الهواء واحتجازه داخل المهبل.
- استخدام الفرزجة (بالإنجليزية: Pessary) وهو جهاز دائري يوضع داخل المهبل للمساعدة على دعم عضلات الحوض والأنسجة المتضررة من الانخفاض أو الهبوط، وبالتالي التقليل من أعراض غازات المهبل.
- الكشف المبكر في حال وجود أعراض غير طبيعية مصاحبة لغازات المهبل، مثل سلس البراز، وآلام البطن، والافرازات المهبلية غير الطبيعية، وغيرها والتي تدل على الإصابة بالناسور المهبلي.
- تقليل ممارسة تمارين التمدد وغيرها من الأنشطة التي تسبب تراكم فقاعات الهواء في المهبل، واستبدالها بتمارين كيجل (بالإنجليزية: Kegels Exercises) التي تعمل على تحسين قوة عضلات قاع الحوض، والتقليل من احتمالية حدوث غازات المهبل.
- الجلوس أثناء التبول أو أخذ وضعية جلسة القرفصاء، حيث يساعد ذلك على إطلاق الغازات المتراكمة والمحتجزة داخل المهبل.
نصيحة الطبي
تتنوع أسباب غازات المهبل بين ممارسة الجنس وممارسة بعض أشكال التمارين الرياضية ووجود حالات صحية، مثل الناسور المهبلي واضطرابات قاع الحوض. ينصح الطبي بالتقليل من تمارين التمدد وغيرها من الأنشطة التي تسبب تراكم فقاعات الهواء في المهبل، وتجنب استخدام منتجات العناية الشخصية مثل كوب الحيض والسدادات القطنية، مما يساعد في تحسين جودة حياة النساء اللواتي يعانين من غازات المهبل.