تعتبر كل حالة صدمة على الجمجمة سواء خفيفة أو قوية هي حالة سقوط الطفل على رأسه، ولا يشترط بالضرورة أن تكون هذه الضربة قوية حتى تأخذ على محمل الجد، ويتراوح رض الرأس عند الطفل بين الرض السطحي الخفيف حتى الرض مع جرح سطحي، أو مع كسر في عظام الجمجمة، وحتى النزف داخل الدماغ. نتحدث في هذا المقال عن هل نوم الطفل بعد السقوط مضر، وماذا يحدث إذا سقط الطفل على رأسه واستفرغ.
- الظروف التي يحدث فيها سقوط الطفل على رأسه
- كيف أعرف أن طفلي سليم بعد الطيحة؟
- أعراض سقوط الطفل على رأسه الخفيفة
- أعراض سقوط الطفل على رأسه المتوسطة أو الشديدة
- كيف يجب التعامل مع الطفل بعد السقوط على الرأس أو بعد ضربة الرأس
- المخاطر التي تنتج عن سقوط الطفل على رأسه
- كيف يتأذى الدماغ بعد سقوط الطفل على رأسه؟
- تشخيص سقوط الطفل على رأسه
- علاج سقوط الطفل على رأسه
- مستقبل الطفل بعد السقوط على الرأس أو ضربة الرأس عند الطفل
- ارتفاع التوتر داخل الجمجمة
الظروف التي يحدث فيها سقوط الطفل على رأسه
لحسن الحظ فإن أكثر حالات ضربات الرأس عند الأطفال هي حالات سليمة وعابرة، و يشفى منها أكثر الأطفال دون مشاكل، ويكثر سقوط الطفل على رأسه لدى الذكور بمرتين أكثر من الإناث، وخاصة في المراحل التالية من سن الطفل:
- الرضع الصغار قبل سن المشي مثل سقوط الرضيع من السرير الخاص بالوالدين غير المحمي أو من على سريره، وتعتبر حالات قليلة تلاحظ.
- سقوط الطفل الرضيع من على طاولة غيار الفوط؛ بسبب تركه بمفرده دون رقابة ولو لثواني.
- سقوط الطفل الرضيع عند حمل الطفل الأكبر له.
- بدء المشي (بعد السنة الاولى)، وهو أكثر سن يحدث فيه السقوط.
- سن 4 سنوات فما بعد؛ وذلك بسبب بدء نشاط الطفل الفيزيائي، وحبه لممارسة الرياضة وركوب الدراجة.
- السقوط في المدرسة؛ بسبب التدافع والمزاح.
- السقوط خلال المراهقة؛ بسبب اللعب بعنف، أو خلال الرياضة خاصة الدراجات العادية والنارية دون ارتداء الخوذة الواقية.
- حوادث السيارات.
للمزيد: سلامة الاطفال في المنزل
كيف أعرف أن طفلي سليم بعد الطيحة؟
تكتشف أكثر ضربات الرأس من خلال قصة الطفل، ومشاهدة ومعرفة ما حدث معه، وفي بعض الحالات التي يكون من الصعب فيها مراقبة الطفل، مثل عدم قدرة الطفل على التعبير (مثل بدء المشي)، وعند المراهقين (محاولة إخفاء ما حدث)، فلابد من التفتيش عن العلامات التي تثير الشبهة برض الرأس ومن أهمها ما يلي.
أعراض سقوط الطفل على رأسه الخفيفة
نذكر فيما يلي أعراض سقوط الطفل على رأسه الخفيفة مثل:
- الصداع.
- ميل خفيف للنوم وتعب.
- انزعاج الطفل من الضوء والضجة.
- وجود علامات جلدية على جلد الرأس مثل بقع زرقاء، أو التسحج والجرح السطحي، أو الجرح العميق.
- وجود تورم طري تحت الجلد وهو عبارة عن نزف دموي أو تجمع سوائل.
- الغثيان والتقيؤ.
- تغير سلوك الطفل وتصرفاته مثل التركيز، والذاكرة، ونمط النوم.
- فقدان الطفل توازنه عند المشي.
- سماع طنين في الأذن، وتغير طعم الأكل عنده، وتشوش النظر.
أعراض سقوط الطفل على رأسه المتوسطة أو الشديدة
سقوط الطفل على راسه يمكن أن يدخله في حالة غيبوبة تامة في الحالات الشديدة والخطيرة، وبالتالي يجب إسعاف الطفل، والتوجه للطبيب أو نقله إلى أقرب مركز طبي على الفور بمجرد سقوط الطفل على رأسه وفقدان الوعي، أو ملاحظة أي عرض من الأعراض التالية:
- العلامات السابقة نتيجة الضربة الخفيفة.
- صداع شديد مستمر.
- غثيان وتقيؤ متكررين.
- فقدان للذاكرة القريبة، وعدم تذكر الحادث وما قبله.
- تلعثم الكلام.
- اضطراب المشي.
- ضعف في استعمال أحد الأطراف الأربعة.
- التعرق.
- شحوب أو اصفرار لون الطفل.
- التشنجات.
- تهيج الطفل، وتغير سلوكه وتصرفاته.
- سيلان الدم، أو سائل أصفر من الأنف أو الأذن.
- عدم تناظر حدقتي الطفل.
- وجود جرح كبير، أو تهتك في فروة الرأس.
- حدوث النزف الغزير من الرأس.
- دخول جسم غريب في الرأس كما يشاهد في حوادث الاصطدام مثل قطعة من دراجة، أو قصعة معدنية.
للمزيد: "نعيماً"... كل ما تحتاجين إلى معرفته عن تحميم الرضيع
كيف يجب التعامل مع الطفل بعد السقوط على الرأس أو بعد ضربة الرأس
ينقسم إسعاف الطفل بعد السقوط على الرأس أو بعد ضربة الرأس إلى مرحلتين.
سقوط الطفل على رأسه وعدم فقدان الوعي
تأكد أولاً من بقاء الطفل بحالة الوعي، وذلك عن طريق الطلب منه عدم التحرك، وتوجيه بعض الأسئلة البسيطة له دون تحريكه مثل سؤاله إذا كان يتذكر ما حدث.
- قدرة الطفل على سرد ما حدث له تدل على سلامة الوعي حتى لحظة السؤال.
- أما إذا قال الطفل أنه لا يتذكر ما حدث فهذا يدل على رض قوي في الرأس، ويجب طلب المشورة الطبية.
تأكد من إدراك الطفل من خلال:
- اطلب منه أن يفتح ويغلق عينيه.
- اطلب منه أن يسلم عليك باليد، ويشد على يديك.
التصرف الصحيح في حال الحوادث:
- إذا كان سقوط الطفل على الظهر بسبب حادث هام مثل السقوط من على الدراجة مثلاً، فيجب:
- عدم تحريك رأس الطفل.
- تثبيت الطفل وعنقه فوراً بكلتا يديك بنفس المحور الذي هما عليه؛ لمنع تأذي النخاع الشوكي الرقبي بأي كسر محتمل في الفقرات الرقبية؛ إذ أن أي تأذي للنخاع الرقبي قد يسبب الشلل الدائم للطفل.
- طلب شخص آخر الإسعاف.
- في حال وجود جرح نازف اطلب من شخص آخر الضغط على الجرح بقماش نظيف لوقف النزف ريثما تصل المساعدة الطبية المتخصصة.
- إذا كانت سقوط الطفل على رأسه ضربة بسيطة على الرأس فقط مع جرح نازف، قم بالضغط على مكان النزف ريثما يتم إسعاف الطفل.
سقوط الطفل على رأسه وفقدان الوعي
تأكد من تنفس الطفل، وفي حال وجود التنفس الطبيعي:
- تأكد من عدم وجود رض على العمود الفقري، ولا تحرك الطفل إذا شككت بذلك، وفي غياب رض الفقرات قم بوضع الطفل بوضع الأمان بحيث يكون الطفل مستلقياً على ظهره ورأسه مائل للجنب.
- اتصل بالإسعاف.
- اضغط على الجروح النازفة بقماش نظيف.
في حال عدم وجود تنفس عند الطفل عليك البدء بالإنعاش القلبي الرئوي.
للمزيد: متى يجلس الطفل الرضيع؟ وما اسباب تأخر الجلوس لدى الطفل؟
المخاطر التي تنتج عن سقوط الطفل على رأسه
لحسن الحظ أنه في أكثر حالات سقوط الطفل على رأسه تكون الحالة بسيطة، وعابرة وتمر بسلام دون مشاكل، وقد يشكو الطفل من صداع بسيط وتقيؤ لمرة أو مرتين، وقد يترافق سقوط الطفل على رأسه في بعض الحالات إلى ظهور:
- نزف تحت جلد الرأس، وهو لا يحتاج لعلاج ويزول لوحده خلال أسابيع.
- جرح قاطع ونزف ويعود تقييم الحالة للطبيب.
- كسر في أحد عظام الجمجمة، ومنها:
- الكسور الخطية: هي الأكثر حدوثاً، ولا تحتاج للعلاج وتشفى لوحدها ويتم التركيز على الإصابات الأخرى المرافقة للكسر أكثر من الكسر نفسه.
- الكسر المنخسف: وهو الذي قد يحدث مع سلامة الجلد فوق الكسر.
- الكسر المفتت: وهو الذي قد يترافق مع تأذي دماغي.
- كسر قاعدة الجمجمة: قد يترافق كسر قاعدة الجمجمة مع تكدم حول العين، وخلف الأذن، وقد يترافق مع سيلان سائل أصفر من الأذن، وهو السائل الدماغي الشوكي المحيط بالدماغ، وكسر قاعدة الجمجمة يحتاج لمراقبة دقيقة خوفاً من تطور التهاب السحايا.
ويمكن أن يترافق سقوط الطفل على رأسه في الحالات الشديدة ظهور:
- ارتجاج الدماغ (بالإنجليزية: Concussion)، وارتجاج الدماغ هو أذية دماغية خفيفة معممة بسبب الرض تسبب وذمة دماغية عابرة، ويسبب ارتجاج الدماغ فقد الإدراك والتوجه لدقائق أو ساعات بعد الرض.
- تكدم الدماغ (بالإنجليزية:Contusion)، وتكدم الدماغ عبارة أذية دماغية هامة تترافق مع النزف البسيط والتكدم، وقد يسبب تكدم الدماغ أذية عصبية هامة بسبب المنطقة المتأذية من الدماغ، وتحدث في الحالات الأشد.
للمزيد: ما الأطعمة والأعشاب التي تؤثر في التئام العظام؟
كيف يتأذى الدماغ بعد سقوط الطفل على رأسه؟
ما يحدث بعد تلقي الطفل لضربة على الرأس هو نوع من الأذية تسمى الصدمة والصدمة المرتدة، وهو يشبه ما يحدث في حوادث السيارات.
- الضربة الأولى تسبب أذية مباشرة للنسج التي تلقت الصدمة.
- ارتداد الدماغ بعد الضربة الأولى يعود الدماغ ليصطدم من جديد بعظام الجمجمة من الداخل؛ مما قد يسبب تأذي النسيج الدماغي، وتمزق وتكدم وتورم النسج والأوعية الدموية، وقد يحدث النزف.
تشخيص سقوط الطفل على رأسه
ينصب الاهتمام في أول الأمر على إسعاف الطفل وتأمين استقرار حالته القلبية التنفسية ثم العصبية، ثم ينتقل الطبيب لتتمة الفحوص للتأكد من درجة تأذي دماغ الطفل، حيث يقوم بفحص كامل للطفل وسماع قصة الحادث بالتفصيل من الأهل أو ممن مع الطفل، وأكثر الحالات لحسن الحظ لا تحتاج لأي فحوص، سوى مراقبة الطفل لمدة 24 ساعة في المنزل أو المستشفى.
يتم تصوير الرأس بعد سقوط الطفل على رأسه أو ضربة الرأس؛ لتشخيص رض الرأس، ومن الفحوصات اللازمة لتشخيص رض الرأس:
- فحص كامل للدم؛ للتأكد من درجة فقر الدم في حال النزف.
- صورة عادية للجمجمة فقد تكشف الكسور العظمية، ونادراً ما تطلب حالياً.
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، وهو فحص ضروري في حال وجود إحدى علامات الخطورة عند الطفل بعد ضربة الرأس، وفي حال عدم توفر تصوير الرنين المغناطيسي يمكن تصوير الطفل بجهاز التصوير الطبقي.
- تخطيط الدماغ الكهربي (بالإنجليزية:EEG)، قد يجرى لبعض الأطفال.
اقرأ أيضاً: مبادئ الإسعاف الأولي
علاج سقوط الطفل على رأسه
أكثر حالات سقوط الطفل على رأسه لا تحتاج للعلاج، وهي الحالات البسيطة دون علامات خطورة، والعلاج هو المراقبة والمسكنات. أما علاج الحالات الأخرى يعتمد على عدة أمور منها: الطفل، وحالته الصحية السابقة، وشدة الضربة على الرأس، ونوع الضربة، والأذى الدماغي، وفحص الطفل العصبي.
ينصح بالإجراءات العلاجية التالية بشكلٍ عام للتعامل مع سقوط الطفل على رأسه:
- وضع الثلج أو الجليد فوق مكان الرض أو النزف غير المكشوف خاصة في حالة سقوط الطفل على رأسه من الخلف وتورم، أو سقوط الطفل على جبهته وانتفاخها.
- التزام الطفل للراحة في السرير.
- تناول الباراسيتامول لتسكين الألم.
- مراقبة الطفل لمدة 24 ساعة على الأقل.
- إسعاف الطفل في حال ظهور إحدى علامات الخطورة أو علامات ارتفاع التوتر داخل القحف أو الجمجمة.
- خياطة الجروح السطحية المفتوحة عند الطبيب.
- خضوع الطفل للجراحة في الإصابات الشديدة.
- لقاح الكزاز في حال وجود جرح ملوث وعدم معرفة حالة الطفل التلقيحية أو مرور أكثر من 5 سنوات على آخر جرعة من لقاح الكزاز.
- المضادات الحيوية العامة أو الموضعية على الجروح الملوثة.
- مراقبة الطفل في المستشفى أو وحدة العناية المشددة في الحالات الشديدة.
- العلاج الفيزيائي، وإعادة التأهيل للإصابات العصبية الحركية الشديدة.
مستقبل الطفل بعد السقوط على الرأس أو ضربة الرأس عند الطفل
يجب التركيز دوماً على الوقاية من سقوط الطفل على رأسه، ويعتمد مستقبل الطفل على شدة الإصابة، ومدى تأذي دماغ الطفل، وأهمية وظيفة المنطقة المتأذية من الدماغ، وفي أكثر الحالات تمر الحالة دون أي مشاكل ويشفى الطفل خلال أيام.
قد تترك بعض المضاعفات في الحالات الشديدة، وقد يحتاج الأطفال للعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل عند حدوث خلل حركي، ومن تلك المضاعفات:
- الضعف العضلي في مكان من الجسم حسب مكان التأذي الدماغي.
- تلعثم الكلام والنطق.
- خلل في النظر والسمع.
- تغيرات عابرة أو طويلة الأمد في شخصية وسلوك الطفل.
للمزيد: 7 طرق تجعل التعامل مع الطفل كثير الحركة أكثر سهولة
ارتفاع التوتر داخل الجمجمة
يتموضع دماغ الطفل والإنسان ضمن جوفٍ عظمي صلب، فتلقي هذا الدماغ لضربة وارتجاجه ضمن الجوف القاسي، أو إصابته بأي حالة التهابية أو ورمية، يعرضه للتورم والتوذم، وهذا التورم في النسيج الدماغي يسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة أو ما يعرف ارتفاع الضغط القحفي.
علامات ارتفاع التوتر داخل الجمجمة عند الطفل الرضيع حتى 18 شهر
قد تكون هذه العلامات تكون متأخرة ومبهمة عند الطفل الرضيع؛ بسبب عدم انغلاق اليافوخ والدروز القحفية في الجمجمة، وأهمها هي:
- توتر وانتفاخ اليافوخ الأمامي وتباعد دروز عظام الجمجمة.
- توسع أوعية الدم في الجمجمة، وظهورها بشكلٍ واضح.
- ترقق وشفافية جلد الرأس.
- ميل الطفل للنوم أو النزق، والعصبية، وتراجع مهاراته وشهيته.
- ظهور علامات إصابة الجملة العصبية المركزية عند الطفل مثل نقص الرخاوة العضلية، أو التشنج العضلي والتشنج.
- ظهور علامة غروب الشمس على العينين أي سواد العين أو بؤبؤ العين في أسفل العين، وقد لا يظهر كاملاً.
علامات ارتفاع التوتر داخل الجمجمة عند الطفل بعد 18 شهراً
نذكر فيما يلي علامات ارتفاع الضغط القحفي الكلاسيكية، وهي:
- الصداع، وخاصة في الليل مع الإقياء خاصة في الصباح.
- تشوش وتضاعف الرؤية، وعدم القدرة على النظر إلى الجانب.
- تغير سلوك وتصرفات الطفل ونظام نومه.
- التشنجات وتبدل الوعي.
- تصلب الرقبة.
للمزيد: الإسعافات الأولية: كيف يمكنك حماية طفلك من خطر السقوط؟