لطالما ارتبطت صحة الفم بالصحة العامة للإنسان، ومن المؤكد أن العناية اليومية بصحة الأسنان واللثة هي المفتاح الأساسي للحفاظ على صحة الفم. تعد الطريقة الأشهر على الإطلاق للعناية اليومية بالفم والأسنان، هي تفريش الأسنان باستخدام الفرشاة المخصصة لذلك ومعجون الأسنان، كما يستخدم الكثير الغسول السائل أو المضمضة، للحفاظ على صحة اللثة، والحصول على رائحة فم لطيفة ومنعشة. ولكن ماذا عن السواك؟
السواك هو عصا مضغ طبيعية تقليدية، تشبه الغصين الصغير، شاع استخدامها منذ القدم كوسيلة طبيعية لتنظيف الأسنان في معظم البلدان العربية، والهند، وباكستان، والعديد من الدول الأفريقية، والآن وبعد ما ثبت عن المسواك من خصائص مطهرة ومضادة للفيروسات، والجراثيم، والبلاك، والفطريات، وحتى مضادة للسرطان.
يحظى السواك يحظى بشعبية كبيرة في كل دول العالم. نتعرف في هذا المقال على السواك، ومكوناته النشطة، بالإضافة إلى فوائده الصحية، وكيفية استخدامه بالشكل الصحيح.
ما هو السواك؟
السواك عبارة عن عصا نبات طبيعية بحجم قلم رصاص، طولها من 15 إلى 20 سم، وقطرها من 1 إلى 1.5 سم، يستخرج من شجرة الأراك، المعروفة كذلك باسم سلفادورا برسيكا، أو شجرة فرشاة الأسنان.
تؤخذ أيضاً أعواد المضغ من نباتات مختلفة بالبلدان التي لا تتوفر بها شجرة الأراك، مثل شجرة البرتقال وشجرة الزيتون، ولكن يظل نبات سلفادورا برسيكا هو الأكثر استخداماً في تحضير أعواد تنظيف الأسنان.
شجرة الأراك هي شجرة دائمة الخضرة، تنمو على هيئة شجرة صغيرة أو شجيرة ذات جذع ملتو. يصل أقصى ارتفاع لها إلى 3 أمتار، في الغالب لا يزيد قطرها عن قدم واحدة، أوراقها صغيرة ومدورة، نضرة وسميكة بعض الشيء، أزهارها عطرة ذات رائحة نفاذة، وثمارها صغيرة جدا صالحة للأكل سواء طازجة أو مجففة. عادة ما تؤخد أعواد السواك من جذور شجرة الأراك، إلا أنها في بعض الأحيان تصنع من الساق والأغصان.
ما هي المواد الفعالة في السواك؟
يتمتع السواك بتركيب كيميائي مميز يمنحه التأثير العلاجي والمطهر المفيد لصحة اللثة والأسنان، حيث يحتوي على العديد من المواد الفعالة، في حين لا تمتلك معظم مطهرات الفم ومعاجين الأسنان أكثر من اثنين أو ثلاثة من مكونات المسواك النشطة، ومن هذه المكونات مايلي:
- السيليكا وهي مادة كاشطة طبيعية.
- مواد مضادة للجراثيم، مثل القلويدات، وترايميثيلامين.
- كبريت.
- كالسيوم.
- كلوريدات وفلورايد.
- العفص.
- الراتنجات.
- فيتامين سي.
- الزيوت الأساسية.
- كميات بسيطة من السابونين، والستيرول، والفلافونويد.
- إنزيمات مضادة للأكسدة، مثل البوليفينول، والكاتلاز، والبيروكسيديز.
اقرأ أيضاً: اسباب تصبغات الاسنان وطرق العلاج المتاحة
ما هي فوائد السواك لصحة الفم والأسنان واللثة؟
يوجد العديد من الأسباب التي تفضل استخدام السواك لتنظيف الأسنان عن غيره من الأدوات والوسائل، تعرف في السطور التالية على أهم فوائد المسواك لصحة الفم:
- يحارب السواك تسوس الأسنان ويمنع تكون التجاويف. يحدث تسوس الأسنان نتيجة تآكل طبقة المينا التي تغطي الأسنان، بفعل البكتيريا التي تستخدم السكر والنشا من الطعام في تكوين حمض يأكل المينا، مما يؤدي إلى حدوث التسوس وتجاويف الأسنان. فائدة استخدام السواك هنا أنه يزيد من تكوين اللعاب داخل الفم، يعمل اللعاب على منع تراكم الأحماض التي تتسبب في تلف طبقة المينا.
- يمنع السواك تراكم الجير والبلاك، البلاك هو طبقة البكتيريا عديمة اللون التي تتراكم على اللثة والأسنان، مكونة بعد ذلك الجير الذي يسبب معظم مشاكل الفم، مثل فقدان الأسنان وأمراض اللثة. يساعد التنظيف المستمر للأسنان باستخدام السواك بخصائصه المضادة للبكتيريا على منع تكون البلاك والجير، وتراكم اللويحات.
- يقاوم السواك البقع التي تكونها الكثير من الأطعمة والمشروبات، مثل الشاي، والقهوة، والتبغ، وغيرها، نتيجة للخصائص المطهرة والمضادة للبكتيريا التي يتميز بها السواك عن باقي منتجات تنظيف الأسنان.
- يعمل المسواك على تبييض الأسنان بفعل الكلوريدات، والفلورايد، والسيليكا.
- يزيل السواك رائحة الفم الكريهة، ليس فقط لوظيفته المحاربة لنمو البكتريا الضارة داخل الفم، والمسببة للرائحة غير المحببة، ولكن لقدرته كذلك على زيادة إنتاج اللعاب، والذي هو بدوره يقاوم رائحة الفم الكريهة.
- يحمي السواك من التهابات اللثة، بفعل مادة الستيرول التي تعمل على تقوية الشعيرات الدموية، التي تقوم بتغذية اللثة وتوفر الدم الكافي لها، ويمنع تكون الجير عليها، الذي يؤثر مع الوقت على البنية الأساسية للعظام، ويسبب انحسار اللثة، مما يؤدي إلى ضعف ثبات الأسنان وتساقطها.
- يعمل السواك على تسكين آلام التهابات الفم واللثة طبيعياً، كما يساعد فيتامين سي على سرعة التئام الجروح والتخفيف من حدة آلام شقوق اللثة.
- تعمل الإنزيمات المضادة للأكسدة المتوفرة بالسواك على تقليل خطر الإصابة بسرطان الفم واللثة، بالإضافة إلى قدرتها على تطهير الجروح، وتسكين الآلام.
- يعزز السواك الشعور بالانتعاش ورائحة الفم اللطيفة، لما يحويه من مركبات عطرية متطايرة، كما أن للسواك طعماً مقبولاً ونكهة مميزة.
- تساعد طبيعة السواك كنبات على توفير حماية أكبر للأسنان واللثة من مشاكل الجروح ونزيف اللثة، التي قد تتعرض لها مع فرشاة الأسنان التقليدية، ألياف السواك أكثر أماناً ونعومة من شعيرات فرشاة الأسنان المصنعة.
- يلائم التصميم الطبيعي لأعواد السواك شكل الأسنان، ويسهل التعامل مع المناطق الأكثر صعوبة في التنظيف داخل الفم، حيث تتماشى شعيرات المسواك بشكل طبيعي مع المقبض، مما يدعم التحكم وسهولة الوصول.
- تعد تكلفة استخدام المسواك أقل كثيراً من باقي منتجات العناية بالفم والأسنان، وهو متاح دائماً ومتوفر.
ثبت عن استخدام السواك -طبقاً لفوائده الصحية السابق ذكرها- نتائج مساوية لاستخدام فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان، بل وقد تفوق فعاليته في الحفاظ على صحة الفم والأسنان فعالية هذه الأدوات والمنتجات.
للمزيد: اهم طرق علاج امراض اللثة بالمنزل والاعشاب
كيف يكون استخدام السواك؟
ينصح باتباع الخطوات التالية لاستخدام السواك بشكل صحيح وفعال:
- يقص أو يمضغ أحد طرفي غصين المسواك استعداداً لبدء الاستخدام.
- يفضل الاستمرار في مضغ طرف السواك حتى يصبح ناعماً، ويبدأ ظهور الشعيرات، كما يمكن أيضاً ترطيب السواك من خلال غمسه في الماء.
- تستخدم الشعيرات مباشرة في تنظيف الأسنان بشكل رأسي من أعلى إلى الأسفل والعكس.
- تقص الشعيرات أو تمضغ شعيرات جديدة كلما استنفدت الشعيرات الموجودة.
اقرأ أيضاً: الفرق بين البلاك والجير
هل يفسد السواك؟
على الرغم من أن السواك لا يأتي بتاريخ يحدد انتهاء الصلاحية، إلا أنه قد يفقد نضارته وفعاليته بمرور الوقت، لذا يفضل استبدال أعواد السواك القديمة كل فترة بأحدث منها، وعلى كل حال يمكن استخدام معظم أعواد السواك خلال فترة ما بين شهر إلى 40 يوماً تقريباً.
اقرأ أيضاً: 5 عادات ضارة لصحة الاسنان والفكين تعرف عليها