إن سرطان الفم (بالإنجليزية: Oral Cancer or Mouth Cancer) هو مرض يتطور نتيجة نمو خلايا سرطانية في الفم، أو على سطح اللسان، أو الشفتين، أو باطن الخدين، أو اللثة، أو قاع الفم (منطقة أسفل اللسان)، أو سقف الحلق، أو جانبي الحلق، أو منطقة الخلفية من الحلق، أو اللوزتين. ينتمي سرطان الفم إلى مجموعة أكبر من السرطانات تدعى بسرطانات الرأس والرقبة.
كغيره من أنواع السرطان الأخرى، من الممكن أن ينتشر سرطان الفم إلى باقي أجزاء الجسم في حال لم يتم معالجته في وقت مبكر. كما والجدير بالذكر أن معدلات الشفاء من سرطان الفم تكون أعلى في حال تم معالجتها في المراحل المبكرة. في هذا المقال سنتناول الحديث عن العلاجات المتاحة لسرطان الفم.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن سرطان الفم
بالبداية يجب التنويه إلى أن عملية اختيار العلاج المناسب لسرطان الفم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك:
- نوع السرطان.
- مكان الورم.
- حجم الورم.
- مرحلة المرض.
- الصحة العامة لدى الشخص المصاب، بحيث تشمل وجود أمراض أخرى، إلى جانب سرطان الفم، يعاني منها المريض.
- تفضيلات المريض نفسه.
علاج سرطان الفم بالجراحة
تعد الجراحة خطوة أساسية لعلاج سرطان الفم، بالرغم من أنها لا تعد دائماً الخطوة الأولى في العلاج. نظرًا لأن هذه العمليات الجراحية يمكن أن تكون معقدة و قد تسبب تشويه في بعض الأحيان، فمن الحكمة اختيار جراح ذو خبرة عملية في إجراء هذا النوع العمليات الجراحية، حيث أن خبرة الطبيب الجراح يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا ليس فقط من ناحية إزالة المنطقة المصابة بنجاح، ولكن أيضاً من ناحية القيام بإزالة الورم بأقل قدر من الضرر للأنسجة السليمة.
جراحة إستئصال سرطان الفم
إن إجراء الجراحة لإزالة المنطقة المصابة بسرطان الفم قد توفر فرصة للشفاء التام من المرض، والتي عادة ما يتم استخدامها في المراحل المبكرة من المرض. ويمكن إجراؤها بعد التشخيص مباشرة، أو بعد تلقي المريض للعلاج الكيميائي، وربما العلاج الإشعاعي، من أجل تقليل حجم الورم. خلال عملية الاستئصال يتم إزالة الورم بالكامل عندما يكون ذلك ممكنًا، كما يتم إزالة بعض من الأنسجة الطبيعية المتواجدة في محيط المنطقة المصابة بالسرطان. كما قد تتضمن جراحة استئصال سرطان الفم عدد من الإجراءات الخاصة، ألا وهي:
- جراحة موس
إن جراحة موس (بالإنجليزية: Mohs Surgery) هي طريقة جراحية يقوم خلالها الجراح بإزالة كمية صغيرة من الأنسجة ومن ثم يقوم بالنظر إليها تحت المجهر، ويتم تكرار هذه الخطوات إلى أن تصبح المنطقة المصابة خالية تماماً من الخلايا السرطانية. يعد هذا الإجراء مفيدًا مع الأورام السرطانية المتواجدة في الشفاه، لأنه قد يقلل قدر الإمكان من حدوث تشوه للمظهر الخارجي للشفاه.
- استئصال اللسان
قد يتم إزالة اللسان بشكل جزئي أو كلي في حال إصابة الشخص بسرطان اللسان. والجدير بالذكر أنه في حالة إزالة ما يقارب ثلث أو أقل من اللسان، قد يستعيد الشخص قدرته على الكلام بشكل طبيعي بعد تلقيه لعلاج النطق.
- استئصال الحنجرة.
- استئصال الفك العلوي أو الفك السفلي، وذلك بشكل جزئي أو الكلي.
جراحة استئصال العقد الليمفاوية
في حال وجد أن سرطان الفم قد انتشر إلى العقد الليمفاوية المجاورة والمتواجدة في الرقبة، فقد يتم استئصال العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph Node Dissection) أثناء الجراحة. أيضاً قد يتم إزالة العقد الليمفاوية التي من المحتمل أن السرطان قد وصل الها، حيث وبعد إزالتها يتم فحصها عن وجود خلايا سرطانية.
قد يتم استئصال العقد الليمفاوية بشكل جزئي، حيث تتم إزالة بعض العقد الليمفاوية فقط، أو قد يتم إزالة معظم العقد الليمفاوية وكذلك بعض العضلات والأعصاب المتواجدة في المنطقة وهي عملية تسمى باستئصال العقد الليمفاوية الجذري المعدل. كما قد يتم إجراء استئصال العقدة الليمفاوية الجذري الذي تتم فيه إزالة العضلات، والأعصاب، والأوردة، بالإضافة إلى العقد الليمفاوية.
الجراحة الترميمية
حيث اعتمادًا على الموقع الذي تم استئصال الورم منه ومدى اتساع المنطقة المصابة التي تم إزالتها، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء الجراحات الترميمية، والتي قد تشمل ترقيع كل من العظام، أو العضلات، أو الجلد، باستخدام السديلة. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى زراعة الأسنان.
يعد سرطان الغدد اللعابية نوعا نادرا من سرطانات الراس والرقبة حيث يشكل 6 8 فقط من اجمالي هذه السرطانات ولكن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
علاج سرطان الفم بالعلاج الإشعاعي
يقوم الطبيب أثناء جلسات العلاج الإشعاعي بتوجيه أشعة إشعاعية نحو المنطقة المصابة بالورم وذلك مرة أو مرتين في اليوم، خلال خمسة أيام في الأسبوع، ولمدة أسبوعين إلى ثمانية أسابيع. يمكن استخدام العلاج الإشعاعي بمفرده، كعلاج أولي لعلاج سرطان الفم في مراحله المبكرة حينما يكون حجم الورم لا يزال صغيراً. أيضاً يمكن استخدامه قبل الجراحة أو بعدها، وذلك مع أو بدون العلاج كيميائي. والجدير بالذكر أنه عادة ما يشمل علاج المراحل المتقدمة من المرض مزيجاً من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، حيث يتم استخدامه لتقليل الأعراض المرتبطة بالسرطان المتقدم. يمكن إعطاء الإشعاع بإحدى طريقتين:
-
العلاج الإشعاعي الخارجي، حيث يتم توجيه الآلة المطلقة للأشعة نحو المنطقة المصابة من الفم. وتعد هذه الطريقة الأكثر شيوعاً.
-
العلاج الإشعاعي الموضعي، حيث يتم استخدام إبرة مشعة لإيصال الإشعاع إلى الورم داخل الجسم. عادة ما يتم استخدام هذه الطريقة في المرحلة المبكرة من سرطان اللسان.
اقرأ أيضاً: علاج السرطان بالأشعة: أنواعه واستخداماته
علاج سرطان الفم بالعلاج الكيميائي
كثيراً ما يستخدم العلاج الكيميائي لدى المرضى المصابين بسرطان الفم، والذي يعمل عن طريق قتل الخلايا سريعة النمو في الجسم مثل الخلايا السرطانية. يتم إعطاء العلاج الكيميائي كعلاج مساعد مع (وبعد) إجراء جراحة الاستئصال، وذلك للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية في المنطقة المصابة والتي قد تسبب عودة وتكرار الإصابة بالسرطان مرة أخرى. أيضاً قد يتم إعطاء العلاج الكيميائي كعلاج مساعد مع العلاج الإشعاعي، وذلك للحد من خطر عودة المرض وتكراره.
يوجد العديد من الأنواع المختلفة من أدوية العلاج الكيميائي والتي يمكن استخدامها بشكل فردي أو معاً، ويتم إعطاؤها عادة على شكل دورات علاجية كل بضعة أسابيع. وقد تشمل الأدوية المستخدمة لسرطان الفم ما يلي:
- السيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatin).
- الكاربوبلاتين (بالإنجليزية: Carboplatin).
- 5-فلورويوراسيل (بالإنجليزي: Fluorouracil).
- الباكليتاكسيل (بالإنجليزية: Paclitaxel).
- الدوسيتاكسيل (بالإنجليزية: Docetaxel).
- ميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate).
اقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول العلاج الكيماوي للسرطان
علاج سرطان الفم بالعلاج الموجه
يتضمن العلاج الموجه مجموعة من الأدوية التي ترتبط ببروتينات محددة متواجدة على الخلايا السرطانية، مما قد تؤثر على نمو هذه الخلايا ومنع تكاثرها. إن هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون فعال في كل من المراحل المبكرة والمتقدمة من السرطان، والتي غالباً ما يتم استخدامها مع العلاج الكيميائي والإشعاعي. من الأدوية التابعة لمجموعة العلاج الموجه والتي قد تستخدم لعلاج سرطان الفم هو دواء السيتوكسيماب (بالإنجليزية: Cetuximab) والذي يمكن استخدامه بمفرده في علاج الأورام المتقدمة أو الأورام النقيلة، حيث أنه قد يزيد من فترة حياة المرضى المصابين بسرطان الفم.
أمي عمرها 53 سنة عندها سرطان ثدي، حالياً استشرنا دكتور وقرر كل 21 يوم جرعة ثم استئصال كامل ثم أشعة ودواء هرموني
تم إرفاق تحليل الخزعة والواسامات والمستقبلات والطبقي المحوري
هل العلاج بالجرعات ضروري رغم أنه التقارير رجحت الهرموني؟ والوالدة عندها خوف من الجرعات والآثار الجانبية لها وبدأت ترفض العلاج؟
بالنهاية يجب التنويه إلى أن لكل طريقة من الطرق السابقة عدد من الآثار الجانبية والتي قد تؤثر على نمط حياة الشخص في بعض الأحيان، لذلك، وبعد الحصول على التشخيص الصحيح وتحديد المرحلة التي قد وصل إليها المرض، عادة ما يتم مناقشة الإيجابيات والسلبيات لجميع الطرق المتاحة لعلاج سرطان الفم مع المريض من أجل اختيار الطريقة الأفضل من حيث الحصول على الشفاء وبأقل ضرر على المريض.