إن اضطراب المزاج والشعور بالحزن هو أمر لا يستمر للأبد، فكما أن هناك بعض لحظات التعيسة والمرهقة من الحياة، إلا أن هناك أيضاً الكثير من اللحظات الأخرى المليئة بالسعادة والراحة.
أيضاً يجب على الفرد البحث عن وتجربة جميع السبل والطرق المتاحة للتحسين من مزاجه وزيادة هرمون السعادة لديه، ومن أسهل هذه الطرق هي تناول الطعام، فبالإضافة إلى ميزة الطعام المتمثلة بجعل الفرد يتلذذ به ويستمتع به فهناك أيضاً اكلات تزيد هرمون السعادة على وجه الخصوص، مما يكسبها ميزة إضافية بجعلها الفرد يشعر بالسعادة ويتخلص من الحزن لديه.
لذا أين يوجد هرمون السعادة في الأكل؟
لا داعي للبحث كثيراً، فهذا المقال يتحدث عن أطعمة تزيد الشعور بالسعادة وتحارب الشعور بالحزن.
فيما يلي نذكر أطعمة تسبب السعادة وتحارب الحزن والاكتئاب في مختلف الظروف:
الشوكولاتة
إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها معرفة أن الشوكولاتة تعد مثالاً على أطعمة تزيد الشعور بالسعادة، فقد تم الربط ما بين تناول الشوكولاتة وزيادة الشعور بالسعادة منذ القدم.
والجدير بالذكر أنه لا يتواجد هرمون السعادة في الشوكولاتة وإنما تحتوي الشوكولاتة على عدد من المكونات التي تحفز من إفراز هذا الهرمون في الجسم وتحسن من المزاج. فبالإضافة إلى مذاقها وملمسها ورائحتها اللطيفة التي قد تجلب السعادة للفرد، فقد وجد أيضاً أن:
- السكر المتواجد في الشوكولاتة قد يحسن من المزاج لأنه مصدر سريع لتزويد العقل بالطاقة.
- الكافيين، والثيوبرومين، والأسيل إيثانول أمين (بالإنجليزية: N-acylethanolamine) وهي مادة كيميائية مشابهة للقنب، الذي يتم إطلاقهم من الشوكولاتة تم ربطهم أيضاً بتحسين الحالة المزاجية.
- مركبات الفلافونويد المتواجدة بنسبة عالية في الشوكولاتة قد ثبت أنها تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، وتقلل الالتهاب، وتعزز صحة الدماغ، وكلها قد تدعم من الشعور بالسعادة.
ولكن نظراً لأن الشوكولاتة الحليبية تحتوي على مكونات مضافة مثل السكر والدهون، فتعد الشوكولاتة الداكنة خياراً أفضل للصحة عند ذكر أمثلة على أطعمة تزيد الشعور بالسعادة، فالشوكولاتة الداكنة تحتوي على نسبة أعلى من الفلافونويد ونسبة أقل من السكر المضاف.
الاسماك والماكولات البحرية
فقد وجد أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحار يبدون أكثر سعادة من غيرهم، ويعود ذلك ربما لكثرة تناولهم الأسماك والمأكولات البحرية والتي قد اعتبرت كأطعمة تزيد الشعور بالسعادة لاحتوائها على:
- الأوميجا 3 التي تساعد بدورها على تهدئة الأعصاب ومحاربة الإكتئاب، والتي تتواجد خاصة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونا.
- الزنك والذي له تأثير مهم جداً على الدماغ ويلعب دور مهم في تنظيم المزاج والذاكرة، ويعد المحار من أهم الأطعمة التي تزيد الشعور بالسعادة لاحتوائها على الزنك.
- اليود، حيث تعد الأطعمة الغنية بهذا العنصر مثالاً على أطعمة تزيد الشعور بالسعادة، وذلك لخصائصه المذهلة المضادة للاكتئاب. وتعد الأعشاب البحرية ومنها السوشي من أكثر الأطعمة الغنية باليود.
اقرأ أيضاً: علاج الاكتئاب باستخدام اوميجا 3
السبانخ والخضراوات الخضراء الاخرى
يعد السبانخ والخضروات الخضراء الأخر كأطعمة تزيد الشعور بالسعادة وذلك لاحتوائها على المغنيسيوم الذي يتمتع بالكثير من الخصائص والفوائد الصحية وأبرزها المساعدة على علاج الاكتئاب، فالجيد أنه وجدت بعض الأبحاث أن المغنيسيوم له نفس فعالية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، كما أنه يعمل على تخفيف القلق وهو عنصر ضروري للتفاعلات البيوكيميائية التي تحدث في الدماغ وتزيد من مستويات الطاقة لدى الفرد.
كما أن الخضراوات الورقية الخضراء مليئة بحمض الفوليك والذي يعد نقصه مرتبط بالإصابة بالاكتئاب، وذلك لأنه من المحتمل أن نقص حمض الفوليك قد يعيق عملية التمثيل الغذائي للنواقل العصبية التي تحسن المزاج مثل الدوبامين، والسيروتونين، والنورأدرينالين.
القهوة
تعد القهوة من المشروبات المعروفة بأنها تجعل العالم أكثر سعادة، مما يدفع الفرد لشربها في كل صباح. وتعود خصائص القهوة باعتبارها مشروب يزيد الشعور بالسعادة إلى الكافيين، والذي يمنع الأدينوزين، وهو مركب طبيعي بالجسم يعمل على زيادة اليقظة والانتباه.
كما أن من الكافيين له خصائص مضادة للاكتئاب ويزيد من إطلاق الناقلات العصبية التي تحسن المزاج. كما وجدت أيضاً أن القهوة الخالية من الكافيين أيضاً تزيد الشعور بالسعادة وتحسن المزاج بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن القهوة تحتوي على مركبات أخرى تؤثر على الحالة المزاجية للفرد، ومنها المركبات الفينولية المختلفة، مثل حمض الكلوروجينيك.
الموز
يعد الموز كمثال على فواكه تجلب السعادة وتساعد على التخلص من التعاسة بسهولة، فهو يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ب 6، الذي يساعد على تصنيع النواقل العصبية التي تجعل الفرد يشعر بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين.
علاوة على ذلك، فهو غني بالسكر والألياف، فاقتران السكر بالألياف، يعمل على إطلاقه ببطء في مجرى الدم، مما يسمح باستقرار مستويات السكر في الدم والتحكم بشكل أفضل في مزاج الفرد، حيث قد يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم إلى التهيج وتقلب المزاج.
أيضاً إن الموز يحتوي على البوتاسيوم الذي يقاوم الاكتئاب، نعم يقاومه لا داعي للاستغراب من ذلك، لا يجب الحرص على تناوله باعتبار خطوة فعالة للتخلص من الحزن.
التوت والفراولة
فهذه الفواكه بألوانها الزاهية ومذاقها الرائع تستطيع أن تأخذ الفرد من ظلمات أحزانه إلى أوج سعادته وتجنبه الاكتئاب، فهي غنية بمضادات الأكسدة والمركبات الفينولية التي تتحكم وتقلل من الالتهاب المرتبط بالاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى.
ومما يجعلها أطعمة تزيد الشعور بالسعادة هو مركب الأنثوسيانين على وجه الخصوص، الذي يساعد على التخفيف من أعراض الاكتئاب بنسبة كبيرة نسبياً.
كما يجب التنويه هنا إلا أنه في حال لم يتم توفير هذه الفواكه طازجة، فلا داعي للقلق من الممكن شرائها مجمدة ولكن يجب الحرص على شراء النوعيات التي يتم فيها تجميد هذه الفواكه في ذروة نضجها للاحتفاظ بأكبر قدر من مضادات الأكسدة فيها.
المكسرات والحبوب
إن فوائد تناول المكسرات بما فيها الجوز، واللوز، والكاجو، والفول السوداني عند الشعور بالملل لا تعود فقط لمساهمتها في تسلية الفرد وإشغال نفسه عن كل ما يعكر مزاجه، وإنما قد يتم عدها أيضاً اكلات تزيد هرمون السعادة، إضافة إلى الحبوب مثل بذور اليقطين، والسمسم، وبذور عباد الشمس. فهي تحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني مسؤول عن إنتاج هرمون السعادة.
أيضاً تعد بعض المكسرات والحبوب، مثل الجوز البرازيلي، واللوز، والصنوبر، مصادر جيدة للزنك والسيلينيوم، وهي عناصر مهمة لوظائف الدماغ ويرتبط نقصها بارتفاع معدلات الاكتئاب، بالتالي قد يكون لها تأثير إيجابي على مزاج الفرد.
الشاي الاخضر
أيضاً يعد الشاي الأخضر مثالاً على أعشاب تجلب السعادة، لذا يستطيع الفرد شربه من أجل تحسين حالته المزاجية وتقليل التوتر لديه بكل سهولة، فقد وجد أن تناول أكثر من خمسة أكواب من الشاي الأخضر يومياً يقلل من مستويات التوتر النفسيلدى الفرد بنسبة 20% مقارنة بشرب أقل من كوب واحد في اليوم.
البقوليات
إن البقوليات مثل الفاصوليا والعدس مليئة بالعناصر الغذائية التي تجعل الفرد يشعر بالسعادة، فهي مصدر ممتاز لفيتامينات ب والتي تساعد على تحسين الحالة المزاجية عن طريق:
- زيادة مستويات الناقلات العصبية مثل السيروتونين، والدوبامين، والنورادرينالين، وحمض جاما أمينوبوتريك، والتي تعد كلها مهمة لتنظيم الحالة المزاجية وجعل الفرد سعيد.
- المساهمة بشكل رئيسي في إرسال الإشارات العصبية، مما يسمح بالاتصال المناسب بين الخلايا العصبية.
أيضاً إن البقوليات مصدر جيد للزنك، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والحديد، وجميعها عناصر تعمل على رفع المعنويات وزيادة الشعور بالسعادة.
الطماطم
تحتوي الطماطم على مركب اللايكوبين، الذي يمنحها لونها الأحمر اللامع، ويعد علاجاً فعالاً في محاربة الكآبة وتحسين المزاج، لذا لا بد من تجربتها عند الشعور بأي حزن.
اقرأ أيضاً: الأطعمة المناسبة لتخفيف القلق والضغط النفسي
اطعمة اخرى تزيد الشعور بالسعادة
إن الأطعمة التي تسبب السعادة وتحارب الحزن لا تتضمن فقط القائمة أعلاه، فهناك خيارات أخرى متعددة من أجل الشعور بالسعادة ومنها:
- الشوفان.
- الألبان.
- الكيمتشي.
- المخللات.
- الكركم.
- الشمندر.
- البيض.
- شاي البابونج.
- الفليفلة الحمراء.
- جوز الهند.
- البطاطا الزرقاء.
- العسل.
- زيت الزيتون.
- الدجاج.
- الأفوكادو.
- الخوخ.
- الليمون.
- بذور الشيا.
- بذور الكتان.
فضلاً عن مساهمة بعض أنواع الطعام في إشباع الجوع، أيضاً يمكنها زيادة الشعور بالسعادة لدى الفرد، وقائمة الأطعمة التي تزيد الشعور بالسعادة تشمل العديد من الخيارات، بالتالي يمكن للفرد اختيار ما يناسب ذوقه وما يحب.
اقرأ أيضاً: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل الكورتيزول في الجسم