تعد حواسنا الخمس هي وسيلة اتصالنا بالعالم ونافذتنا لاكتشافه بما نراه، ونسمعه، ونشمه، ونتذوقه، ونلمسه، ولكن قد تؤثر بعض الاضطرابات النفسية أو العصبية وعوامل أخرى على طريقة عمل الدماغ ومعالجته للمعلومات الحسية مسببة حدوث تصورات خاطئة غير واقعية تعرف بالهلاوس. تتعدد أنواع الهلاوس بناء على الحاسة المتأثرة فقد تتضمن رؤية أشياء غير موجودة أو سماع أصوات غير حقيقية؛ مما يؤدي إلى شعور الشخص بالانزعاج أو الذعر، وربما الانفصال عن الواقع. [1][2]
نوضح في هذا المقال أنواع الهلوسة الخمسة وخصائص كل منها، وكذلك الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوثها.
محتويات المقال
أنواع الهلاوس
الهلاوس هي تجارب حسية يُنشئها العقل فيخلق تصورًا يبدو حقيقيًا تمامًا ولكنه غير موجود في الواقع، ولا يستطيع أن يشعر به سوى الشخص المصاب. قد ترتبط الهلاوس بإحدى الحواس الخمس وتظهر في عدة أشكال تختلف من شخص لآخر بناء على عوامل عديدة، مثل ثقافة الفرد وما مر به من أحداث وتجارب. [3][4]
عادة ما تترافق الهلوسة مع الأمراض النفسية، إلا أنها يمكن أن تحدث في العديد من الحالات العصبية التنكسية، وبعض أنواع الأدوية، وتعاطي المخدرات، ومشكلات أخرى، مثل الحمى أو الحرمان من النوم. [3][4]
هناك العديد من أنواع الهلاوس وقد يعاني الشخص من نوع واحد، أو من عدة أنواع تحدث معًا أو في أوقات مختلفة. [4]
وفيما يلي نذكر أنواع الهلوسة الخمسة:
الهلاوس السمعية
تعد الهلوسة السمعية (بالإنجليزية: Auditory Hallucinations) أكثر أنواع الهلاوس شيوعًا، وفيها يعاني الشخص من سماع أصوات غير موجودة في الواقع. [4]
يمكن أن تكون هذه الأصوات لبشر، أو حيوانات، أو أصوات أخرى، وقد تكون واضحة ومفهومة أو غامضة، ويشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة السمعية أن الأصوات داخل رأسهم، بينما يشعر آخرون أنها خارجية. [4]
قد تظهر الهلوسة السمعية في إحدى الصور الآتية: [1][4][5]
- كلام سلبي أو ناقد، مثل سماع عبارات أنت عديم القيمة.
- عبارات إيجابية ومحفزة.
- أصوات تنطوي على أوامر للشخص بإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين.
- تعليقات مستمرة على تصرفات الشخص.
- أصوات على شكل صفير.
- سماع موسيقى أو رنين الهاتف.
تحدث الهلاوس السمعية نتيجة فرط نشاط الجهاز الحوفي في المخ المسؤول عن معالجة المدخلات السمعية، ويمكن أن تصاحب الهلوسة السمعية العديد من الحالات النفسية والطبية، مثل: [1][2]
- الفصام أو انفصام الشخصية.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب الشديد.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الأورام الدماغية.
- فقدان السمع.
- تعاطي المخدرات.
الهلاوس البصرية
الهلوسة البصرية (بالإنجليزية: Visual Hallucination) هي رؤية أشياء غير موجودة، أو رؤية الأشياء الموجودة بالفعل بطريقة مشوهة تختلف عن واقعها. [5]
قد تكون الأشياء التي يراها الشخص في هذا النوع من أنواع الهلاوس سواء أشخاص أو حيوانات أو أشياء أخرى مخيفة أو مزعجة، وربما تظهر بصورة إيجابية أو عادية. [4]
ومن أمثلة الهلاوس البصرية ما يلي: [1]
- أشخاص غير موجودين في الحقيقة.
- رؤية ألوان الأشياء زاهية جدًا على غير العادة.
- وجوه تبدو كأنها مصنوعة من البلاستيك أو الطين، أو مواد أخرى.
- هالات حول الأشياء.
يمكن أن تعزى الهلوسة البصرية إلى فرط نشاط أجزاء الدماغ المرتبطة بالرؤية أو نتيجة حدوث خلل في الانتباه والإدراك يؤثر على معالجة المعلومات البصرية، ومن بين أبرز الحالات التي قد تؤدي إلى الهلاوس البصرية ما يلي: [1][2]
- الفصام.
- مرض باركنسون.
- الخرف.
- الصداع النصفي.
- آثار جانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية علاج اضطرابات النوم.
- تعاطي المخدرات.
اقرأ أيضًا: كيفية علاج الهلوسة
الهلاوس الشمية
تعرف الهلوسة الشمية (بالإنجليزية: Olfactory Hallucinations) بأنها شم روائح غير موجودة، وعادة ما تكون هذه الروائح كريهة، لكنها في بعض الحالات قد تكون عطرية مثل رائحة الأزهار. [3][5]
قد يحدث هذا النوع من أنواع الهلاوس بسبب تلف الأعصاب في نظام الشم، أو نتيجة الحالات الطبية الآتية: [1][2][5]
- العدوى الفيروسية.
- أورام الدماغ.
- داء باركنسون.
- الصرع.
- الصداع النصفي.
- الفصام.
- الاكتئاب.
يمكن أن تظهر الهلاوس الشمية في عدة صور مختلفة، مثل: [3][4][5]
- رائحة كريهة عند الاستيقاظ من النوم.
- رائحة الجسم الكريهة رغم نظافة الجسم.
- رائحة دخان، أو احتراق المطاط.
- رائحة فاسدة من الطعام رغم أنه طازج.
- روائح كريهة، مثل القيء، أو البول، أو البراز.
- رائحة اللحم المتعفن.
- رائحة قمامة.
الهلاوس الذوقية
تعد الهلوسة الذوقية (بالإنجليزية: Gustatory Hallucinations) أقل شيوعًا من أنواع الهلاوس الأخرى، وفيها يشعر الشخص بطعم في فمه ليس له مصدر مادي وغالبًا ما يكون طعم معدني أو سيء. [3][4]
قد يعاني الأشخاص المصابون بالصرع أو الفصام أحيانًا من الهلاوس الذوقية، ومن أمثلتها ما يلي: [1][4]
- طعم لحوم فاسدة.
- طعم مر أو مالح.
- طعم غريب.
تجدر الإشارة إلى أن الهلاوس الذوقية والشمية تكون مزعجة وربما مخيفة عندما تترافق مع الأوهام لدى بعض المرضى، فعلى سبيل المثال قد يتوهم المريض بأن أحدًا ما يحاول تسميمه، وعندما يشعر بطعم غريب في فمه نتيجة الهلاوس الذوقية فتصبح هذه الأفكار واقعية في تقديره مسببة قلقه وذعره. [1]
اقرأ أيضًا: أسباب الهلوسة.. هل تقتصر على الأمراض النفسية؟
الهلاوس اللمسية
الهلوسة اللمسية (بالإنجليزية: Tactile Hallucinations) هي نوع غير شائع مقارنة بأنواع الهلاوس الأخرى، وتنطوي على إحساس الشخص بأن شيئًا يلسمه باستمرار، أو يتحرك ويزحف على جلده أو تحته دون وجود محفز فعلي في الواقع. [3]
تتضمن أمثلة الهلاوس اللمسية ما يلي: [2][3][4]
- الإحساس بزحف حشرات على الجلد أو تحته.
- الشعور بملامسة يد شخص ما على الجسم.
- الشعور بملامسة هواء للجلد، أو بوجود سائل أو طين على الجسم.
- الإحساس بوخز دبوس.
- الإحساس وكأن أعضاء الجسم الداخلية تتحرك.
يمكن أن تترافق الهلاوس اللمسية مع العديد من المشكلات الصحية، مثل: [1]
- الأمراض النفسية، مثل الفصام.
- داء باركنسون.
- الخرف والزهايمر.
- تعاطي المخدرات، مثل الأمفيتامين، والكوكايين.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج داء باركنسون.
اقرأ أيضًا: أعراض الذهان وعلاماته
نصيحة الطبي
تتعدد أنواع الهلاوس فقد تؤثر على أي من الحواس الخمس مسببة المرور بتجارب حسية غير حقيقية، وينبغي مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أعراض الهلاوس أو ملاحظة ظهورها على أحد أفراد الأسرة لمعرفة السبب وتلقي العلاج، كما يمكنك استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة عن جميع تساؤلاتك حول الهلوسة.