الإخصاب في المختبر أو أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In Vitro Fertilisation or IVF)، هي سلسلة من الخطوات المعقدة التي تتمثل في جمع البويضات من المرأة، والحيوانات المنوية من الرجل، ليتم التخصيب في المختبر، ومن ثم زرع البويضة الملقحة أو الجنين داخل الرحم.
عند التفكير في إجراء عملية أطفال الأنابيب قد يتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات مثل كم نسبة نجاح أطفال الأنابيب وهل تختلف في المرة الأولى عن الثانية عن الرابعة، وما هي أسباب وشروط هذا النجاح، وهل هناك نصائح لنجاح عملية أطفال الأنابيب!
سنجيب في هذا المقال على هذه التساؤلات بالإضافة إلى معرفة أعراض أو علامات نجاح أطفال الأنابيب قبل التحليل.
نسبة نجاح أطفال الأنابيب
تنطوي عملية الإنجاب باستخدام طريقة أطفال الأنابيب على متاعب جسدية، ونفسية، ومادية عديدة، تجعل من نجاح أطفال الأنابيب اعتباراً كبيراً لدى الوالدين، وتدفع للتساؤل عما إذا كان يستحق المحاولة.
لحسن الحظ، يعد التلقيح الاصطناعي ناجحاً بشكل عام، خاصة للنساء دون سن 35 عاماً، إلا أنه مع تقدم العمر، تميل معدلات النجاح إلى الانخفاض.
فيما يلي نسبة نجاح أطفال الأنابيب لكل عملية سحب للبويضة حسب مركز السيطرة على الأمراض لعام 2017:
- النساء الأصغر من 35 عاماً، تبلغ نسبة النجاح 54.5٪.
- النساء بين 35 و37 عاماً، تبلغ نسبة النجاح 41.1٪.
- النساء بين 38 و40 عاماً، تبلغ نسبة النجاح 26.7٪.
- النساء بين 41 و42 عاماً، تبلغ نسبة النجاح 13.8٪.
- النساء في عمر 43 عاماً فما فوق، تبلغ نسبة النجاح 4.2٪.
نسبة نجاح أطفال الأنابيب من أول مرة
وجد أن نسبة نجاح أطفال الأنابيب من أول مرة من دورات التلقيح الاصطناعي بلغ 29.5٪، وظلت نسبة نجاح أطفال الأنابيب للمرة الثانية والثالثة أعلى من 20٪، وكذلك نسبة نجاح أطفال الأنابيب للمرة الرابعة. وفي المرة السادسة وصلت إلى 65.3٪. يبدو أن فرص النجاح تستمر في الزيادة مع المزيد من المحاولات.
ومع ذلك، فإن التكلفة المرتفعة لعمليات التلقيح الاصطناعي، بالإضافة إلى الضائقة النفسية التي يعاني منها الأزواج، تجعل محاولات أطفال الأنابيب المتعددة صعب تحقيقها.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد ان تعرفه عن الاخصاب الاصطناعي (IVF) او أطفال الأنابيب
أسباب نجاح أطفال الأنابيب
هناك العديد من العوامل التي تحدد نجاح أطفال الأنابيب، وتؤثر على نسب النجاح بشكل كبير ومن أهمها عامل العمر، وقد تشمل أسباب أو شروط نجاح أطفال الأنابيب ما يلي:
تأثير العمر على نجاح أطفال الأنابيب
إن عملية أطفال الأنابيب للسيدات فوق سن الأربعين تشكل تحدياً للطبيب فى نسبة النجاح، وذلك لأنها تختلف كلياً عن ما يتم عمله للنساء الأصغر سناً اللاتي يتمتعن بفرص أكبر للنجاح؛ وذلك بسبب تأثير العمر على عدة عوامل تشمل:
تأثير العمر على نوعية البويضة وجودتها
تقل جودة البويضة ونوعيتها كثيراً بتقدم السن، ومن الجدير بالذكر هنا أن كل سيدة حامل فوق عمر 35، سواء عن طريق الحمل الطبيعي أو أطفال الأنابيب، ينصح بأن يؤخذ عينة من السائل الأمنيوسي وفحصه، لاستبعاد وجود تشوهات فى جينات الجنين، مثل التشوه المنغولي.
وهذه العملية يتم إجراؤها للعديدات، وهي واجبة على كل سيدة تحمل فى مراحل العمر المتقدمة، وهذا دليل علمي ومثال لمضاعفات قلة جودة البويضة مع تقدم العمر.
تأثير العمر على عدد البويضات
مع تقدم العمر يقل عدد البويضات في المبيض، أو قد لا يوجد إباضة، وحيث أن نسبة نجاح أطفال الأنابيب تعتمد بشكل كبير على التبويض، فإن ضعف المبيض قد يقلل من فرص نجاحه، ولهذا لا يجب تعريض السيدة إلى التكلفة النفسية والمادية؛ لإجراء التلقيح الاصطناعي، وعلى الطبيب تقرير ذلك بمهنية قبل إجراء عملية أطفال الأنابيب.
وهنا يجب توضيح أن ارتفاع الهرمون المنشط للحوصلة قد يكون مؤشراً إلى عدم وجود إباضة، لكنه لا يعني بكل الحالات أن المبيض لا يوجد به بويضات.
أثر مشاكل الخصوبة على أطفال الأنابيب
تؤثر عوامل مثل تشوهات الرحم، أو الأورام الليفية لدى النساء على نسبة نجاح أطفال الأنابيب، كذلك قد تقلل أيضاً بعض مشاكل العقم عند الرجال من احتمالية نجاح التلقيح الاصطناعي. في الحالات التي يكون فيها كل من الزوج والزوجة مصابين بعقم، فإن نسبة نجاح أطفال الأنابيب تكون منخفضة للغاية.
أثر الاجهاض المتكرر على أطفال الأنابيب
يمكن أن يكون تاريخ من الإجهاض المتكرر سبباً للحذر حتى قبل بدء العلاج. نسبة نجاح أطفال الأنابيب في مثل هذه الحالات منخفضة.
تأثير نمط الحياة على نجاح أطفال الأنابيب
قد يكون لأسلوب الحياة، والعادات اليومية دوراً في نجاح أطفال الأنابيب.
للمزيد: تحديات تؤثر على نسبة نجاح أطفال الأنابيب بعد الاربعين
نصائح لنجاح عملية أطفال الأنابيب
قد تساعد بعض الإرشادات والتعليمات المتبعة، قبل وبعد وأثناء عملية الإخصاب في المختبر، على زيادة نسبة نجاح أطفال الأنابيب، ومن الاشياء التي تساعد على نجاح أطفال الأنابيب ما يلي:
- النظام الغذائي
يؤثر النظام الغذائي بشكل واضح على نسبة نجاح أطفال الأنابيب، وذلك من خلال تناول وجبات صحية ومتوازنة، كما يلي:
-
- اتباع نظام غذائي يدعم الخصوبة: وهي طريقة تناول الطعام التي تدعم الجسم في جهوده الإنجابية، وتشمل الأطعمة الغنية بمغذيات محددة وضرورية للوظيفة الهرمونية وتطور الجنين، وكذلك صحة البويضات، وصحة الحيوانات المنوية، وذلك من خلال مساعدة الجسم على بناء مخازن للمغذيات، وتوفير كل وحدات البناء المهمة للإنجاب. ويشمل هذا النظام تناول الطعام العضوي، والحبوب في شكلها الطبيعي والكامل، والأطعمة الغنية بالألياف مع كل وجبة، وغيرها من الأطعمة التي تدعم الخصوبة.
- اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط: والتي تختلف من بلد لآخر، ولكنها بشكل عام غنية بالخضراوات، والفواكه، والبقوليات، والمكسرات، والحبوب، والسمك، والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. وعادة ما تشتمل على كمية منخفضة من اللحوم، ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
- التقليل أو تجنب استهلاك القهوة، والكافيين بشكل عام، وتجنب الكحول.
- التمارين الرياضية
تعد ممارسة الرياضة مهمة في المحافظة على مؤشر كتلة الجسم ضمن حدوده الطبيعية، وبسبب المخاطر التي قد تحيط بطفل الأنابيب، ينصح بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل اليوغا والمشي، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
- المواد الكيميائية
تجنب استخدام المواد الكيميائية التي قد تتواجد في بعض الأدوات المنزلية، أو المواد التي نستخدمها بشكل يومي، ومنها:
-
- الفورمالديهايد الموجود في طلاء الأظافر.
- البارابين، والتريكلوسان، والبنزوفينون الموجودة في مستحضرات التجميل، والمرطبات، والصابون.
- المركبات المشبعة بالفلور، الموجودة في المواد المقاومة للبقع، وأدوات الطبخ غير قابلة للالتصاق.
- الديوكسينات الموجودة في اللحم، والألبان والطين المستخدم في الفن.
- الفثالات (بالإنجليزية: Phthalate) الموجود في البلاستيك، ومستحضرات التجميل المعطرة.
- الأدوية
يجب إبلاغ الطبيب المشرف على الحالة بجميع الأدوية التي يتم تناولها؛ لتجنب تداخلها مع أدوية الإخصاب والتقليل من فعاليتها، وخاصة الأدوية التالية:
-
- الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب: مثل الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين.
- أدوية الصحة العقلية: مثل أدوية علاج الاكتئاب، والقلق.
- الستيرويدات.
- مضادات التشنجات.
- أدوية الغدة الدرقية.
- أدوية العلاج الكيميائي.
- منتجات البشرة، خاصة تلك التي تحتوي على هرمون الإستروجين، أو البروجسترون.
- المكملات الغذائية
يعد تناول بعض المكملات والفيتامينات، قبل بدء دورة طفل الأنابيب، أمر مهم في تجنب التشوهات ودعم الحمل المنتظر، ومن الفيتامينات والمكملات التي ينصح بتناولها باستشارة الطبيب قبل دورة طفل الأنابيب ما يلي:
-
- فيتامينات ما قبل الحمل.
- زيت السمك.
- فيتامين د، إذا كانت مستوياته منخفضة.
يجب عدم تناول أي نوع من المكملات بدون استشارة الطبيب.
- الراحة
يعتبر الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم أمراً مهماً لزيادة نسبة نجاح أطفال الأنابيب، لذلك يجب ما يلي:
-
- المحافظة على روتين دائم للنوم، وتحسين نوعية النوم بالذهاب مبكراً إلى الفراش.
- تجنب الضوء، بما فيه ضوء الشاشات.
- تجنب الكافيين، وعدم تناول الطعام قبل ثلاث ساعات من النوم.
- الاسترخاء والتخلص من التوتر
لا يوجد ما يؤكد تماما تأثير التوتر على نسبة نجاح أطفال الأنابيب، ولكن من المعروف أن الإجهاد يؤثر سلباً على الصحة وعلى الجهاز التناسلي، ويمكن تجنب التوتر بالتأمل، والاسترخاء، وتمارين التنفس.
للمزيد: طرق لزيادة الخصوبة وفرص الحمل
علامات نجاح أطفال الأنابيب قبل التحليل
قد يبدو الانتظار لمدة أسبوعين، من نقل الجنين داخل الرحم إلى الوقت الذي يمكن فيه إجراء اختبار الحمل، وكأنه لا ينتهي.
ولذلك، لا تزال العديد من النساء تتابع عن كثب أي علامة إيجابية قد تشير إلى نجاح أطفال الأنابيب، وقد تشمل أعراض نجاح أطفال الأنابيب ما يلي:
- بقع دم حمراء.
- تقلصات بالبطن، وانتفاخ.
- ألم في الثديين.
- التعب والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- تغييرات في الإفرازات المهبلية.
- غياب الحيض.
رغم ذلك، لا يتنبأ بدقة وجود أو عدم وجود هذه الأعراض بنجاح الحمل من عدمه، قد تكون الأعراض المذكورة؛ نتيجة ارتفاع هرموني الإستروجين والبروجسترون، اللذان يتم تناولهما بشكل شائع قبل نقل الأجنة، وهرمون البروجسترون المأخوذ بعد النقل.
إن الطريقة الوحيدة المضمونة لتحديد ما إذا كان هناك حمل، هي إجراء اختبار الحمل، وذلك بعد 9 إلى 10 أيام من نقل الجنين.