يصاب الإنسان بالعديد من الحالات المرضية والتي إما أن تكون مؤقتة تزول بعد فترة بسيطة من استخدام الأدوية، أو دائمة تحتاج إلى استخدام الأدوية لفترات طويلة.
ويعد الأطباء الحالة المرضية مزمنة إذا استمرت لسنة واحدة وأكثر، بالإضافة إلى حاجة المصاب للعناية الطبية المستمرة. وتحدث الأمراض المزمنة نتيجة العديد من الأسباب ومن أبرزها سوء التغذية، والتدخين، ونقص النشاط البدني. ومن أمثلة هذه الأمراض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، وغيرها من الأمراض المزمنة.
تعرف في هذا المثال على اضرار ايقاف الادوية، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً.
اضرار ايقاف دواء السكري
يعد مرض السكري من الأمراض شائعة الحدوث والتي تصيب الكثير من الأشخاص حول العالم، إذ أنه على سبيل الذكر لا الحصر وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يصيب السكري بنوعيه الأول والثاني 29 مليون مواطن أمريكي.
كما تشير مراكز السيطرة على الأمراض بأن المصابين بالسكري والذي تتراوح أعمارهم ما بين 45-64 عاماً أخروا تناول أدوية السكري رغم إصابتهم.
ويقوم العديد من المصابين بالسكري بإيقاف أدوية السكري دون استشارة طبية وهذا بجميع الأحوال أمر غير صحيح، ويؤدي إلى العديد من المضاعفات. وفيما يلي اضرار ايقاف دواء السكري:
- الإصابة بتلف الكلى والذي يحتاج فيما بعد إلى غسيل الكلى بشكل دوري.
- فقدان النظر.
- تلف في الأعصاب والذي يحدث مشاكل خطيرة ومن أبرزها انقطاع التروية الدموية عن بعض الأعضاء، أو القدم السكرية دون إحساس المصاب بذلك.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب إيقاف أدوية السكري.
- الجروح، أو الحروق، والتي قد تؤدي نتيجة عدم إحساس المصاب بها إلى عدوى تستدعي بتر بعض الأطراف لمنع انتشار العدوى إلى بقية أعضاء الجسم.
- ارتفاع في مستويات سكر الدم.
اقرأ أيضاً ادوية السكري التي تزيد الوزن
اضرار ايقاف ادوية الضغط
من أكثر الأسئلة التي تطرح على الأطباء من قبل المصابين بارتفاع ضغط الدم هل يمكن إيقاف الدواء؟ وما هي اضرار ايقاف دواء الضغط؟ وفي الحقيقة ومن ناحية طبية أن إيقاف تناول أدوية الضغط دون استشارة يتسبب بالعديد من الأضرار، وفيما يلي اضرار ايقاف ادوية الضغط:
- السكتة الدماغية.
- الأزمات القلبية.
- تلف في الأوعية الدموية.
ويشار إلى أنه من الممكن أن يتوقف المصاب عن استخدام أدوية الضغط لكن باستشارة طبية وفي بعض الحالات وذلك كله بالاعتماد على حالة المصاب.
ومن الجدير بالذكر أنه لم تحدد فترة فعلية لعودة مستويات ضغط الدم إلى طبيعتها بعد تناول الأدوية وبالتالي إمكانية إيقاف استخدام الدواء، ومع ذلك فإنه ينصح المريض بانتظار فترة تتراوح ما بين 6 أشهر وحتى سنتين قبل إيقاف تناول أدوية الضغط، و بالضرورة أن يتبع المصاب نظام غذائي صحي، ويترك التدخين، و يمارس التمارين الرياضية.
وينبغي الإشارة إلى أن أدوية الضغط يمكن إيقافها عندما تكون أسباب ارتفاع ضغط الدم قابلة للتغيير كالنظام الغذائي، وانخفاض النشاط الجسدي، أما العوامل التي تسببت بارتفاع ضغط الدم وغير قابلة للتعديل كالعوامل الجينية، والتقدم في العمر، لا يمكن في حالتها إيقاف تناول أدوية الضغط.
اقرأ أيضاً أفضل وقت لاخذ حبوب الضغط
اضرار ايقاف ادوية الكوليسترول
على الرغم من حاجة الجسم الضرورية للكوليسترول إلا أن ارتفاع مستوياته عن الحد الطبيعي يؤدي إلى حدوث مضاعفات. ويعد ارتفاع الكوليسترول حالة مرضية تستدعي استخدام الأدوية والتي تعرف بأدوية الستاتينات والتي تقلل من إنتاج الكوليسترول من الكبد، أو تساعد على امتصاص وتكسير الكوليسترول المتراكم في جدران الشرايين.
وكما هو الحال في أدوية مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم وأي أمراض مزمنة فإنه من الضروري عدم إيقاف أدوية الكوليسترول دون استشارة طبية، وذلك لأنه إيقافها يتسبب بالعديد من المضار، وتتضمن اضرار ايقاف دواء الكولسترول زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والجلطة القلبية، وبشكل خاص للأشخاص الذين لديهم إصابات سابقة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، والأشخاص الذين سبق لهم زرع شبكة في الشرايين.
ومن الجدير بالذكر أن الطبيب قد يقلل جرعة دواء الكوليسترول، وقد يدمج الدواء مع أدوية أخرى، وفي بعض الحالات يوقف الطبيب استخدام أدوية الستاتينات والتي تخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة ويستبدلها بأدوية من أنواع أخرى.
اضرار ايقاف ادوية الصرع
من المهم في بداية الأمر معرفة أدوية الصرع لا ينبغي إيقافها على الرغم من عدم وجود نوبات صرع، كما أن نوبات الصرع لا يمكن التنبؤ بحدوثها أو زوالها عند عدم استخدام دواء الصرع. كما أنه من الضروري عدم إيقاف استخدام دواء الصرع دون استشارة طبية فقد يغير الطبيب الدواء بما يتناسب مع المصاب والحالة.
ومن أبرز اضرار ايقاف ادوية الصرع عودة نوبات الصرع بأي وقت بما في ذلك وقت قيادة المركبات والذي يزيد الأمر خطورة، وظهور الأعراض الانسحابية والتي تؤثر سلباً على المصاب. ومع أن حدوث نوبات الصرع بعد التوقف عن استخدام الدواء قد تكون قليلة لدى نصف المصابين والذين توقفوا عن استخدام أدوية الصرع، إلا أن احتمالية الانتكاس تصل إلى 25% لدى بعض المصابين.
وبشكل عام فإن احتمالية حدوث نوبات صرع بعد عامين من التوقف عن استخدام الدواء أكبر بما يتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات، مقارنة مع الأشخاص الذين يستخدمون الدواء، كما أنه يوجد فرص أكبر من 90% بإمكانية السيطرة على أعراض نوبات الصرع إذا عادت بعد إيقاف الدواء ولكن النتائج لا تكون فورية، وقد يستغرق بعض الأشخاص عامين للوصول للنتائج المطلوبة.
اقرأ أيضاً الاسعافات الاوليه لنوبات الصرع او التشنجات
نصائح قبل ايقاف الادوية
أشرنا أعلاه إلى اضرار ايقاف الأدوية، وكون هذه الاضرار قد تكون خطيرة فمن الضروري معرفة بعض التعليمات والتدابير قبل التوقف عن استخدامها. وتتضمن هذه النصائح الآتي.
التحدث إلى الطبيب
وذلك لأن إيقاف أي دواء يكون بالاعتماد على العديد من العوامل بما فيها الآثار الجانبية للدواء المستخدم وفعاليته وغيرها من العوامل. كما ينبغي مناقشة الأدوية المستخدمة مع الطبيب وبحث مدى إيقاف بعضها إن أمكن، وهذا بشكل خاص إذا كان المصاب كبيراً في العمر، ويشار إلى أن 40% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً يتناولون 5 أدوية على الأقل.
التوقف للسبب الصحيح
من الممكن أن تعود الأعراض بعد التوقف عن استخدام الأدوية وهذا في العديد من الحالات المرضية كالاكتئاب، والتهاب المفاصل وغيرها، لذا من المهم التوقف في الوقت المناسب وليس بمجرد زوال الأعراض والتحسن بعض الشيء. ومن الجدير بالذكر أن بعض الحالات المرضية ليس لها أعراض بالأصل كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وهذا يزيد من خطورة حدوث مضاعفات عند إيقاف الدواء.
معرفة الآثار الجانبية لإيقاف الدواء
كما أشرنا في المقال يتسبب إيقاف الدواء دون استشارة طبية بإظهار مجموعة من الآثار الجانبية غير المرغوب بها، وعلى سبيل المثال يؤدي التوقف المفاجئ لاستخدام مضادات الاكتئاب وبالتحديد مضادات استرداد السيروتونين الانتقائية إلى القلق، والدوخة، والانزعاج. لذا فمن المهم مناقشة ومعرفة الآثار الجانبية المحتملة مع الطبيب وكيفية التعامل معها.