يعتبر ألم الظهر، خاصة ألم أسفل الظهر، من أكثر المشاكل التي تواجه النساء والتي ترتبط أحيانًا بحالات خاصة تعاني منها المرأة دون الرجل، والتي قد تنشأ عن الطبيعة التشريحية أو تركيبية الجهاز التناسلي، أو التعرض للضغط على العمود الفقري، وقد يتحول ألم أسفل الظهر عند النساء إلى ألم مزمن مع الوقت.

يعاني ما يقارب من 80% من البشر من ألم أسفل الظهر في أحد مراحل حياتهم، إلا أن نسبة الإناث في مختلف الفئات العمرية اللواتي يعانين من هذا الألم تزيد قليلًا عن الذكور. [2]

يناقش المقال أهم أسباب ألم أسفل الظهر عند النساء، ويوضح بعض النصائح التي من شأنها الحد من آلام أسفل الظهر.

أسباب ألم أسفل الظهر عند النساء

 يرتبط ألم أسفل الظهر عند النساء بعدد من الأسباب منها ما يلي: [1][2][3][4]

  • متلازمة قبل الطمث

تعتبر متلازمة قبل الطمث (بالإنجليزية: Premenstrual Syndrome) حالة صحية تعاني منها الكثير من النساء قبل بدء الدورة الشهرية لديهن، حيث غالبًا ما تبدأ قبل موعد الدورة الشهرية بعدة أيام، وتنتهي بعد بدء الدورة الشهرية بيوم أو يومين، ويرافقها عدد من الأعراض المحتملة، إلا أن هذه الأعراض لا تظهر معًا في نفس الوقت.

تتضمن أعراض متلازمة قبل الطمث ألم أسفل الظهر، أو الصداع، أو التعب والإرهاق، أو الإنتفاخ، أو تقلبات المزاج، أو اشتهاء الطعام، أو القلق، أو مشاكل في التركيز. [1][4]

  • اضطراب الانزعاج السابق للطمث

قد يكون اضطراب الانزعاج السابق للطمث (بالإنجليزية: Premenstrual Dysphoric Disorder) من أسباب ألم أسفل الظهر عند النساء، وهو نوع أكثر شدة من حالات متلازمة قبل الطمث، حيث أن الأعراض المصاحبة له تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، وقد تعيق قدرة المرأة على القيام بالنشاطات أو المهام أثناء المعاناة من الأعراض، إلا أن نسبة أقل من النساء تعاني من هذا الاضطراب مقارنة بمتلازمة قبل الطمث.

تتشابه أعراض اضطراب الانزعاج السابق للطمث مع أعراض متلازمة قبل الطمث، إلا أنها تكون أكثر شدة، والتي تبدأ بالظهور عادة قبل بدء الدورة الشهرية بمدة أسبوع، وتستمر لبضعة أيام بعد بدء الدورة الشهرية.

يزيد خطر الإصابة باضطراب الانزعاج السابق للطمث عند النساء اللواتي يمتلكن تاريخ عائلي للمعاناة من الاكتئاب، وغيره من الاضطرابات المزاجية، أو تاريخ عائلي للمعاناة من اضطراب الانزعاج السابق للطمث. [1]

اقرأ أيضًا: أخطاء شائعة حول آلام الظهر وتصحيحاتها

  • انقطاع الطمث والمشاكل الهرمونية

يعد ألم أسفل الظهر المزمن هو أحد أكثر المشاكل التي تعاني منها النساء في فترة إنقطاع الحيض، كما يعاني ما يقارب من 70% من النساء في فترة ما حول انقطاع الطمث من أعراض مرتبطة بنقص هرمون الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، الأمر الذي يرافقه آلام عضلية عظمية عند أكثر من نصف هؤلاء النساء. [2]

  • اختلال وظائف الرحم

يعتبر عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أحد اختلالات وظائف الرحم التي تحدث أثناء الحيض في الدورة الشهرية عند النساء، حيث يعتبر هذا الاختلال مصدر التشنجات الشديدة والمتكررة التي تصيب النساء في هذه الفترة، كما أنه يزيد من فرصة الإصابة بألم الظهر.

ينقسم عسر الطمث إلى قسمين أولي، وثانوي، ويعتبر ألم الظهر أحد الأعراض الشائعة المرافقة لكل من هذين النوعين. [2]

  • بطانة الرحم المهاجرة

تعتبر بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis) من الحالات الصحية المزمنة التي يمكن أن تسبب ألم أسفل الظهر عند النساء، وهي حالة تسبب نمو البطانة التي تغطي الرحم إلى خارج الرحم لتصل إلى المبايض، وقناة فالوب، وغيرها من الأنسجة.

يعتبر ألم أسفل الظهر عند النساء أكثر أعراض بطانة الرحم المهاجرة انتشارًا، بالإضافة إلى غيره من الأعراض. [2][4]

  • الحمل

يعتبر ألم الظهر من الأعراض الشائعة المرافقة للحمل، والذي يحدث نتيجة لتغير مركز الجاذبية في الجسم، وزيادة الوزن، والتغيرات الهرمونية التي تسبب حدوث ارتخاء في الأربطة استعدادًا للولادة.

يحدث ألم الظهر عند أغلب النساء الحوامل في الفترة بين الشهر الخامس والشهر السابع من الحمل، إلا أنه قد يبدأ قبل ذلك، كما تزيد خطورة الإصابة بألم الظهر أثناء الحمل عند النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الظهر أساسًا. [4]

  • عرق النسا

يوصف ألم عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatica) بأنه ألم حارق أو ألم شبيه بألم الصدمات يؤثر على أسفل الظهر، وقد يمتد إلى الرجلين في بعض الحالات، وينتج عن حدوث انضغاط للعصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic Nerve)، وهو أطول عصب في جسم الإنسان. [3]

  • متلازمة العضلة الكمثرية

يشير مصطلح متلازمة العضلة الكمثرية (بالإنجليزية: Piriformis Syndrome)، أو ما يعرف بعرق النسا الكاذب، إلى الألم الذي ينتج عن حدوث تشنجات في العضلة الكمثرية، وهي عضلة كبيرة موجودة في الأرداف.

تؤثر متلازمة العضلة الكمثرية بشكل أكبر على النساء نتيجة عوامل مرتبطة بالحمل والتغيرات الهرمونية التي تؤثر على منطقة الحوض، تسبب متلازمة العضلة الكمثرية عادةً حدوث تهيج أو انضغاط للعصب الوركي، الأمر الذي يسبب تطور ألم شبيه بالألم المرافق لعرق النسا. [2][3]

اقرأ أيضًا: الإرشادات اليومية لآلام الظهر

  • اختلال وظائف المفصل العجزي الحرقفي

يقوم المفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliac Joint) بربط أسفل العمود الفقري بالحوض، حيث يعرف الألم الناشئ من هذا المفصل باختلال وظائف المفصل العجزي الحرقفي، أو التهاب المفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliitis)، وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام أسفل الظهر.

تكون مساحة سطح المفصل العجزي الحرقفي عند النساء عادة أصغر من تلك الموجودة عند الرجال، الأمر الذي يسبب وضع ضغط إضافي على المفصل، كما أن طبيعية عظم العجز (بالإنجليزية: Sacrum) التشريحية عند النساء تزيد من احتمالية حدوث مشاكل في المفصل العجزي الحرقفي لديهن، الأمر الذي يزيد من خطر حدوث عدم انتظام أو استقامة المفصل العجزي الحرقفي بشكل سليم، لا سيما عند النساء الأقل عمرًا.

قد يسبب اختلال وظائف المفصل العجزي الحرقفي تطور أعراض تشبه أعراض عرق النسا، حيث يعتبر ألم أسفل الظهر عند النساء من الأعراض الشائعة المرافقة لهذه الحالة. [2][3]

  • انزلاق الفقار

انزلاق الفقار (بالإنجليزية: Spondylolisthesis) هي حالة تنتج عن حدوث انزلاق في أحد فقرات العمود الفقري، حيث تعاني النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الحيض بشكل أكبر من ما يعرف بانزلاق الفقار الانتكاسي (بالإنجليزية: Degenerative Spondylolisthesis) نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لديهن، يؤدي ذلك إلى زيادة عملية تآكل الفقرات الظهرية، وارتخاء الأربطة التي تربط الفقرات ببعضها، وبالتالي عدم استقرار العمود الفقري.

يسبب انزلاق الفقار الانتكاسي تطور الآم في أسفل الظهر تنتشر إلى الرجلين، بالإضافة إلى ألم أثناء المشي في حال حدوث انضغاط للحبل الشوكي. [2][3]

  • التهاب مفاصل العمود الفقري التنكسي

يعتبر التهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) الذي يؤثر على المفاصل الوجيهية (بالإنجليزية: Facet Joints)، وهي المفاصل التي تربط بين فقرات العمود الفقري، أحد المشاكل الشائعة لدى النساء، والتي يزيد خطرها مع التقدم في العمر، أو زيادة الوزن.

يسبب التهاب مفاصل العمود الفقري التنكسي حدوث تآكل في الغضاريف الليفية الموجودة في المفاصل الوجيهية، الأمر الذي يسبب حدوث احتكاك بين العظام، والشعور بالألم. [3][4]

  • وضعيات الجسم

تمثل وضعيات الجسم الخاطئة عند الوقوف، والجلوس، والمشي ضغطًا على العمود الفقري وعضلات الظهر، مما ينتج عنه الشعور بألم أسفل الظهر، تعتبر النساء أكثر عرضة لوضعيات الجسم الخاطئة نتيجة ارتداء الأحذية المرتفعة، وحمل الحقائب الثقيلة أثناء المشي. [4]

نصائح للتخفيف من ألم أسفل الظهر

يمكن اللجوء إلى بعض الوصفات أو العلاجات المنزلية للتخفيف من ألم أسفل الظهر المرتبط بالدورة الشهرية، أو الإجهاد العضلي، والتي تتضمن ما يلي: [1]

  • الكمادات الساخنة: يساعد وضع الكمادات الساخنة على الظهر في تحسين الدورة الدموية، الأمر الذي يعزز وصول الأكسجين والمغذيات إلى عضلات الظهر.
  • الحمامات الساخنة: تحسن من الدورة الدموية، وتساعد على التخفيف من ألم وتصلب العضلات.
  • مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: تعمل على التقليل من ألم الظهر، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالدورة الشهرية.
  • ممارسة التمارين الرياضية: يعزز النشاط البدني من الدورة الدموية، ويقلل التوتر العضلي.
  • تمديد العضلات بلطف: يعمل التمديد المنتظم للعضلات على الحد من ألم أسفل الظهر، أو قد يسهم في الوقاية من عودة الألم.
  • استعمال الكمادات الثلجية: قد يساعد استعمال الكمادات الثلجية في التقليل من الالتهاب والألم الناتج عن الإجهاد العضلي أو الإصابات، لا سيما عند استعماله خلال أول 48 ساعة من وقوع الإصابة.
  • استعمال الوسائد: يفيد وضع وسادة بين الركبتين عند النوم على أحد الجانبين، أو وضع وسادة أسفل الركبتين عند النوم على الظهر على التقليل من ألم وعدم الارتياح في الظهر.
  • استعمال الكراسي المريحة: توفر الكراسي الطبية المريحة دعمًا جيدًا لأسفل الظهر، مما يساعد على التخفيف من ألم الظهر عند الجلوس.

اقرأ أيضًا: كيف تتجنب إصابات وآلام أسفل الظهر؟


متى ينبغي مراجعة الطبيب؟

قد يكون من اللازم مراجعة طبيب مختص في بعض حالات ألم الظهر عند النساء التي تستلزم تحديد مسبباتها، حيث يوصى باستشارة الطبيب في الحالات التالية: [1]

  • عدم القدرة على المشي أو الوقوف.
  • ترافق ألم الظهر مع الحمى، أو عدم القدرة على التحكم بالمثانة (التبول) أو الأمعاء (التبرز).
  • المعاناة من ألم، أو تنميل، أو خدران في الرجلين.
  • انتشار الألم من الظهر إلى الرجلين.
  • ألم شديد في البطن.
  • ألم ظهر شديد يعيق القيام بالنشاطات اليومية.
  • ألم الظهر أثناء الحمل الذي يرافقه حدوث نزيف مهبلي، أو حمى، أو ألم عند التبول.
  • ألم الظهر الذي يلي السقوط أو الحوادث.
  • عدم تحسن ألم الظهر بعد مضي أسبوع على العناية به منزليًا.

اقرأ أيضًا: تمارين الظهر لتقوية وتعريض العضلات

نصيحة الطبي

تتعدد أسباب ألم أسفل الظهر عند النساء، فقد تعود إلى أوجاع الدورة الشهرية ومتلازمة ما قبل الحيض، أو الإصابة بأحد مشاكل الرحم مثل بطانة الرحم المهاجرة، وقد يكون السبب هو ثقل وزن الجنين في فترة الحمل، مما يسبب ضغطًا على الحوض والعمود الفقري.

يوصى بالاهتمام بوضعيات الجسم عند النوم، والمشي، والجلوس، واستشارة الطبيب في حال رافق ألم أسفل الظهر أعراضًا أخرى مقلقة مثل الحمى، أو انتشار الألم إلى الرجلين، أو عدم التحكم في عملية التبول أو التبرز.