تعد حمى الضنك والملاريا من الأمراض الوبائية الخطيرة التي تنتقل عن طريق البعوض، ويمكن أن تسبب مضاعفات شديدة ومهددة للحياة، وعلى الرغم من أن كلتا الحالتين تسبب أعراض متشابهة، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم إلا أن هناك اختلافات بينهما.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين حمى الضنك والملاريا من حيث الأعراض، وطرق انتقال العدوى، والتشخيص، وطرق الوقاية، والعلاج المتاحة.
محتويات المقال
الفرق بين حمى الضنك والملاريا من حيث انتقال العدوى
تعد الملاريا من الأمراض المعدية التي تسببها الطفيليات، حيث تنتقل عدوى الملاريا عن طريق إناث بعوضة الأنوفيلة التي تتغذى على دم الإنسان لإنتاج البيض، وتنتقل عدوى الملاريا عندما تلدغ أنثى بعوضة الأنوفيلة المصابة إنسان غير مصاب، ومعها تحقن طفيلي البلازموديوم من خلال غددها اللعابية، وتبدأ دورة حياتها وتنضج في جسم الإنسان.[1]
تصل فترة حضانة هذا المرض من سبعة أيام إلى 30 يوم، وبعدها تظهر الأعراض على الشخص المصاب.[1]
أما حمى الضنك فهي من الأمراض الفيروسية التي يسببها فيروس حمى الضنك، الذي ينتقل عن طريق بعوضة تسمى الزاعجة.[1]
تنتقل عدوى حمى الضنك للإنسان عن طريق لدغة بعوضة الزاعجة المصابة، التي انتقلت إليها العدوى من خلال لدغ شخص آخر مصاب، وبمجرد إصابة البعوضة، يمكن أن تنقل الفيروس إلى البشر غير المصابين، وتستمر فترة حضانة المرض لمدة 4 إلى 10 أيام حتى ظهور الأعراض.[1]
الفرق بين حمى الضنك والملاريا من حيث الأعراض
تنتقل كل من عدوى الملاريا وحمى الضنك عن طريق لدغات البعوض، لكن لكل حالة منهما أعراض مختلفة عن الأخرى كما يلي: [2]
أعراض حمى الضنك
تستمر أعراض حمى الضنك عادة لمدة 2-7 أيام ، بعد فترة حضانة من 4-10 أيام بعد لدغة البعوضة المصابة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الحمى الشديدة (40 درجة مئوية / 104 درجة فهرنهايت).
- الصداع الحاد.
- الشعور بألم خلف العينين.
- آلام العضلات والمفاصل.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- تورم الغدد.
- الطفح الجلدي.
- انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، وذلك نتيجة تأثير فيروس حمى الضنك على نخاع العظام، وهو المركز الأساسي لإنتاج الصفائح الدموية في الجسم، والذي ينتج أجسامًا مضادة تدمر الصفائح الدموية.
أعراض الملاريا
أما في حال عدوى الملاريا تظهر الأعراض على الشخص المصاب عادة بعد 10-15 يومًا من لدغة البعوض المعدية، يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:[2][3]
- ارتفاع، او انخفاض درجة حرارة الجسم، مما يمكن أن يسبب التعرق المفرط.
- الشعور بآلام في الجسم.
- الشعور بقشعريرة في الجسم، تتراوح شدتها من معتدلة إلى شديدة.
- الصداع.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الإسهال.
يمكن أن يكون هناك بعض الأعراض المشابهة لحمى الضنك والملاريا، مثل ارتفاع درجة الحرارة، والتعب، والغثيان، ولكن توجد بعض الأعراض التي تميز حمى الضنك عن الملاريا، وتشمل ما يلي: [2]
- ألم خلف العينين.
- تورم الغدد.
- الطفح الجلدي.
كذلك قد تتطور بعض الحالات إلى حمى الضنك النزفية الشديدة التي قد تهدد الحياة، وتشمل العلامات التحذيرية من حمى الضنك الشديدة ما يلي: [1]
- صعوبة أو سرعة التنفس.
- وجود دم في القيء، أو البول، أو البراز.
- حدوث نزيف تحت الجلد يشبه الكدمات.
- وجود نزيف من اللثة أو الأنف.
- التعب، أو الانفعال، أو الأرق.
الفرق بين حمى الضنك والملاريا من حيث التشخيص
يتم تشخيص حمى الضنك من خلال إجراء بعض الاختبارات والفحوصات تشمل:[4]
- اختبارات الأجسام المضادة: وتتم من خلال فحص الدم للبحث عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمحاربة فيروس حمى الضنك، وينصح بإجراء هذه الاختبارات بعد أربعة أيام أو أكثر من بدء الأعراض، للحصول على نتائج أكثر دقة.
- اختبار تفاعل البوليمر المتسلسل (PCR): يتم إجراء هذه الاختبارات خلال الأيام السبعة الأولى بعد بدء الأعراض، وتستخدم للكشف عن الفيروس المسبب لحمى الضنك من بين أنواع الفيروسات الأخرى التي قد يحملها البعوض.
اقرأ أيضًا: الأمراض التي ينقلها البعوض
ومن ناحية أخرى يتم تشخيص الملاريا من خلال إجراء بعض الاختبارات، مثل اختبارات فحص الدم، وفحصها تحت المجهر على شريحة مجهرية، للبحث عن الطفيليات في دم المريض. [2]
الفرق بين حمى الضنك والملاريا من حيث العلاج
يتضمن الفرق بين علاج حمى الضنك والملاريا ما يلي:
علاج حمى الضنك
يعتمد علاج حمى الضنك على علاج الأعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام الجسم وغيرها، وذلك من خلال استخدام بعض الأدوية، مثل الأسيتامينوفين، أو الإيبوبروفين، ولكن يجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية في حال ظهور أعراض حمى الضنك الشديدة، مثل القيء، أو البراز، أو البول الدموي.[1]
علاج الملاريا
يشمل علاج الملاريا عدد من الاختيارات العلاجية التي تشمل ما يلي:[1]
- استخدام بعض الأدوية التي تساعد على قتل الطفيل.
- التسريب مستمر في الوريد، فقد يحتاج الأشخاص المصابون بالحالات الشديدة من الملاريا هذا الإجراء.
- استخدام اللقاحات، وخاصة في حال الملاريا الشديدة التي قد تهدد الحياة.
اقرأ أيضًا: علاج مرض الملاريا
نصائح للوقاية من العدوى التي يسببها البعوض
يمكن أن يساعد اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية على الوقاية من العدوى التي يسببها البعوض وخاصة في المناطق الموبوءة، تشمل هذه الإجراءات ما يلي:[2]
- الحرص على التخلص من المياه الراكدة، أو المتجمعة داخل المنزل أو خارجه.
- تغطية حاويات تخزين المياه المنزلية، مثل الخزانات، ومبردات الماء، والحرص على تفريغها وتنظيفها باستمرار.
- التخلص من النفايات الصلبة بعيداً عن المنزل وما حوله.
- الحفاظ على نظافة الأماكن الرطبة في المنزل وتنظيفها باستمرار، مثل الحمامات.
- استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على الحشرات بجميع أنواعها.
- استخدام معدات الحماية الشخصية ضد لدغات البعوض، مثل المواد الطاردة للحشرات، وينصح بإجراء هذه الاحتياطات خلال النهار داخل المنزل وخارجه، وهو الوقت الذي ينتشر به البعوض.
- ارتداء الملابس ذات التغطية الكاملة لكل من الأيدي والأرجل، وذلك لتقليل تعرض الجلد إلى لدغات للبعوض.
- استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، والتي تقلل التعرض إلى لدغات البعوض.