تعد الملاريا (بالانجليزية: Malaria) مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، ويعد الهدف الأساسي من العلاج هو ضمان الشفاء التام، أي القضاء على طفيلي البلازموديوم من دم المريض بشكل تام؛ من أجل منع تطور الملاريا غير المعقدة إلى مرض شديد أو الوفاة أو الإصابة بالعدوى المزمنة التي تؤدي إلى فقر الدم المرتبط بالملاريا.

كما يهدف العلاج أيضاً إلى الحد من انتقال العدوى للآخرين عن طريق الحد من تكاثر الطفيل، ومنع ظهور وانتشار مقاومة الأدوية المضادة للملاريا. 

سنتحدث في هذا المقال عن كيفية علاج مرض الملاريا بالتفصيل، والأدوية المستخدمة لذلك.

قبل البدء بعلاج الملاريا

يجب أن يتم تأكيد تشخيص الاصابة بالملاريا لدى المرضى المشتبه في إصابتهم إما بالفحص المجهري أو باختبار التشخيص السريع (RDT) قبل بدء العلاج المضاد للملاريا.

وينبغي عدم إعطاء دواء الملاريا بناء على التشخيص السريري إلا إذا لم يكن من الممكن الوصول إلى الاختبارات التشخيصية في غضون ساعتين من حضور المريض للعلاج.

ويعد العلاج الفوري (في غضون 24 ساعة من ظهور الحمى) بمضاد الملاريا الفعال والآمن ضروري للشفاء ومنع المضاعفات التي تهدد الحياة.

عوامل اختيار علاج الملاريا

يتأثر اختيار حبوب الملاريا أو العلاج المناسب للملاريا بالعوامل الأربعة التالية:

  • نوع طفيلي المتصورة (البلازموديوم) المسبب للملاريا.
  • الحالة الصحية للمريض.
  • درجة خطورة المرض.
  • مقاومة طفيلي الملاريا لأدوية معينة وفقاً للمنطقة الجغرافية التي تم فيها الإصابة بالعدوى.
  • الاستخدام السابق لمضادات الملاريا، بما في ذلك الأدوية التي تستخدم للوقاية الكيميائية من الملاريا.

ما هو علاج الملاريا؟

يتم علاج الملاريا من خلال السيطرة على الأعراض (بما في ذلك السيطرة على الحمى، والأدوية المضادة للتشنجات في حال الحاجة اليها، واعطاء السوائل والشوارد)، بالإضافة إلى أدوية الملاريا.

و يعتمد نوع الأدوية المستخدمة لعلاج الملاريا على شدة المرض، واحتمالية مقاومة دواء الكلوروكين (بالانجليزية:Chloroquine) الذي تم دراسة احتمالية استخدامه لعلاج مرض الكورونا مؤخراً. 

اقرأ أيضاً: أمراض السفر وكيفية الوقاية منها وعلاجها

علاج الملاريا البسيطة

أولاً: عدوى المتصورة المنجلية في المناطق غير المقاومة للكلوروكين

بالنسبة لعدوى المتصورة المنجلية (بالانجليزية: Plasmodium Falciparum) المكتسبة في المناطق التي لا توجد بها سلالات مقاومة للكلوروكين، يمكن علاج المرضى بدواء الكلوروكين عن طريق الفم أو هيدروكسي كلوروكين بالجرعات الموصى بها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أي من الأنظمة العلاجية المدرجة أدناه لعلاج الملاريا المقاومة للكلوروكين في علاج الملاريا المنجلية الحساسة للكلوروكين في حال عدم توفره.

نظراً لخطر التقدم إلى المرض الشديد في المرضى المصابين بعدوى المتصورة المنجلية، يجب دخول المرضى إلى المستشفى لمراقبة الاستجابة السريرية، والتحقق من أعداد الطفيل كل 12-24 ساعة.
يمكن بعدها إتمام العلاج خارج المستشفى للمرضى الذين تتحسن لديهم الأعراض السريرية وتنخفض أعداد الطفيليات. 

ثانياً: عدوى المتصورة المنجلية في مناطق مقاومة الكلوروكين

تتوفر في هذه الحالة أربعة خيارات علاجية، وتشمل:

  • أرتيميثير مع لوميفانترين، وهو الخيار المفضل إذا كان متاحاً بسهولة.
  • أتوفاكون مع بروجوانيل.
  • كبريتات الكينين (بالانجليزية: Quinine) مع (دوكسيسيكلين أو تتراسيكلين).
  • ميفلوكين (يستخدم فقط عندما لا يكون استخدام الخيارات الأخرى ممكناً).

بمجرد بدء نظام العلاج، إذا تحمله المريض فلا داعي لتبديل الأنظمة حتى لو أصبح النظام المفضل متاحاً. 

ثالثاً: عدوى المتصورة النولسية أو المتصورة الوبالية

يمكن استخدام الكلوروكين (أو هيدروكسي كلوروكين) لعدوى المتصورة النولسية أو المتصورة الوبالية (بالانجليزية: Plasmodium Malariae)، باستثناء البلدان المقاومة للكلوروكين.
نظراً لخطر حدوث مضاعفات بين مرضى المتصورة النولسية، فإنه يجب دخول المرضى إلى المستشفى لمراقبة الاستجابة السريرية، والتحقق من أعداد الطفيل كل 12-24 ساعة.

رابعاً: عدوى المتصورة النشيطة أو المتصورة البيضاوية

يبقى الكلوروكين (أو هيدروكسي كلوروكين) خياراً فعالاً لعدوى المتصورة النشيطة (بالانجليزية: Plasmodium Vivax) والمتصورة البيضوية (بالانجليزية: Plasmodium Ovale) باستثناء البلدان المقاومة للكلوروكين.
إذا تم إعطاء الكلوروكين وكان المريض يعاني من استجابة غير كافية بما في ذلك استمرار أو تفاقم الأعراض أو عدم وجود انخفاض في أعداد الطفيلي، يجب تغيير العلاج إلى أحد الأنظمة الموصى بها لعدوى المتصورة النشيطة المقاومة للكلوروكين.

هل يوجد أمراض معينة تصيب الدم تسبب أعراض الحكة؟ لأنه أعاني من حكة شديدة وقام الطبيب ببعض الفحوصات وأنا خائف من وجود مشاكل في الدم.

علاج الملاريا الشديدة

تشمل أعراض الملاريا الشديدة ما يلي:

إذا كان هناك اشتباه بالملاريا الشديدة ولكن لا يمكن إجراء التشخيص المختبري في ذلك الوقت، يجب جمع الدم لإجراء الاختبارات التشخيصية بمجرد توفرها تزامناً مع البدء في استخدام الأدوية المضادة للملاريا بالحقن.

يجب علاج جميع المرضى المصابين بالملاريا الشديدة، بغض النظر عن نوع الطفيل، بدواء أرتيسونات (بالانجليزية: Artesunate) القابل للحقن (في العضل أو في الوريد) لمدة 24 ساعة على الأقل داخل المستشفى.

بعد اكتمال الدورة الأولية من الأرتيسونات الوريدي، إذا كانت كثافة الطفيل ≤1 ٪ (تم تقييمها على عينة دم تم جمعها بعد 4 ساعات من آخر جرعة من الأرتيسونات الوريدية)، فإنه يمكن اتمام العلاج بالأدوية عن طريق الفم إذا كان المريض يتحمل ذلك.

علاج الملاريا للحامل

ترتبط الملاريا عند النساء الحوامل بمخاطر عالية، حيث أن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بثلاث مرات من النساء غير الحوامل اللواتي يصبن بالملاريا في نفس المنطقة الجغرافية.
يمكن أن تؤدي عدوى الملاريا أثناء الحمل إلى:

  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • العدوى الخلقية.
  • الوفاة في الفترة المحيطة بالولادة.

بالنسبة للنساء الحوامل، يعتبر الكلوروكين هو العلاج المفضل للملاريا.

  • يمكن استخدام الكينين والبروجوانيل والكليندامايسين للحوامل المصابات بالملاريا المقاومة للكلوروكين.
  • يمكن معالجة النساء الحوامل المصابات بالملاريا البسيطة التي تسببها عدوى المتصورة المنجلية المقاومة للكلوروكين في الثلث الثاني والثالث من الحمل باستخدام مادة الأرتيميثير - لوميفانترين.
  • يمكن معالجة النساء الحوامل (بغض النظر عن عمر الحمل) بالميفلوكين أو مزيج من كبريتات الكينين والكليندامايسين.
  • يجب أن يستمر علاج الكينين لمدة 7 أيام لعدوى المتصورة المنجلية المكتسبة في جنوب شرق آسيا ولمدة 3 أيام للعدوى المكتسبة في مكان آخر، كما يجب أن يستمر علاج الكليندامايسين لمدة 7 أيام بغض النظر عن مكان الإصابة.
  • يجب معالجة النساء الحوامل المصابات بالملاريا الشديدة بالحقن المضاد للملاريا كما هو موضح أعلاه.

اقرا ايضاً :

طرق تنقية الدم من السموم

هل يمكن أن يعود مرض الملاريا بعد علاجه؟

يمكن للمتصورة النشيطة والمتصورة البيضوية أن تدخل في سبات في الكبد وتتسبب في انتكاس المرض بعد أسابيع أو أشهر من خلو المريض من الأعراض.

وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على التافينوكين كدواء لمنع انتكاسات الملاريا في المرضى الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما فما فوق، ويتم إعطاء جرعة واحدة فقط منه. 

اقرأ أيضاً: هل اقترب العلم من التوصل الى لقاح للملاريا؟