متلازمة ذيل الفرس (بالإنجليزية: Cauda Equina Syndrome) حالةٌ خطيرة تحدث عند تعرض الأعصاب الشوكية الموجودة في أسفل العمود الفقري للضغط، مما يُؤثر على وظائفها وربما يُسبب تلفها. [1][2]
وتعرف هذه الأعصاب باسم ذيل الفرس بسبب شكلها، وهي ترسل وتستقبل الإشارات العصبية من وإلى الأطراف السفلى والأعضاء الموجودة في الحوض، لذلك فإن إهمال علاج متلازمة ذيل الفرس قد يُسبب مضاعفات مثل الشلل وسلس البول. [1][2]
وتُعد متلازمة ذنب الفرس حالةً نادرة؛ إذ يُقدر أنها تُصيب حوالي شخصًا واحدًا من بين كل 65,000 شخصًا، وتؤثر هذه المتلازمة على كلا الجنسين بنفس النسبة، لكنها تكون أكثر شيوعًا لدى البالغين مقارنةً بالأطفال. [1][4]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يُمكن تصنيف متلازمة ذيل الفرس إلى عدة أنواع، أهمها: [1]
تُشكّل 60% من حالات متلازمة ذيل الفرس، وتُسبب فقدان القدرة على التحكم بوظائف الأمعاء والمثانة بشكلٍ كامل، لذلك يُعاني المصاب من:
في هذا النوع لا يفقد المريض قدرته على التحكم بعملية الإخراج أو التبول بشكلٍ تام، لكنه قد لا يشعر بحاجته للتبول، مع أن مثانته ممتلئة، أو ربما يحتاج لبذل جهدٍ كبير أثناء التبول.
يُعد الانزلاق الغضروفي أو القرص المنفتق (بالإنجليزية: Herniated Disk) السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بمتلازمة ذيل الفرس. [3] والقرص عبارة عن وسادة تمنع احتكاك عظام العمود الفقري، لكن في حالة الانزلاق الغضروفي يتمزق الغلاف الخارجي للقرص، مما يُسبب بروز المادة الهلامية والرخوة داخله، وهذا قد يضغط على الأعصاب الموجودة في أسفل الظهر. [3] لكن قد تحدث متلازمة ذيل الفرس لأسباب أخرى، مثل: [1][3] الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة ذيل الفرس هم المصابين بالانزلاق الغضروفي، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي: [1][3] كما تكون فرص الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس أعلى إذا تعرض الشخص لإصاباتٍ شديدة في الظهر، والتي قد تحدث عند السقوط من مكانٍ مرتفع، أو التعرض لحادث سيارة أو الطعن. [3]
عوامل خطر الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس
تختلف أعراض متلازمة ذيل الفرس حسب شدة الضغط على الأعصاب، ويُمكن أن تظهر فجأةً أو بشكلٍ تدريجي، لكنها تتضمن عادةً: [2] من الأعراض التي تظهر في بداية المتلازمة: [1][2] يجب مراجعة الطبيب فورًا في الحالات الآتية: [1][2] اقرأ أيضًا: متى يُصبح ألم الظهر خطيرًا؟أعراض متلازمة ذنب الفرس المبكرة
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
بدايةً يطرح الطبيب مجموعةً من الأسئلة حول صحة المريض، وأنشطته اليومية، والأعراض التي يُعاني منها، كما سيُحاول معرفة تاريخه العائلي، وما إذا كان أحد والديه أو أشقائه يُعاني من مشكلةٍ في الظهر. [1][2] كما يلجأ الطبيب للفحوصات الآتية لتشخيص متلازمة ذيل الفرس: [1][2] خلال هذا الفحص يطلب الطبيب أداء بعض الحركات ليقيّم قوة المريض، وردود أفعاله وقدرته على التوازن والحركة والإحساس في ساقيه، فمثلًا قد يطلب: [6] يلجأ الطبيب للتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging - MRI)، ويعتمد هذا الفحص على المجالات المغناطيسية والحاسوب لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد لجذور أعصاب الحبل الشوكي والأنسجة المحيطة بها. [1][2] يُستخدم التصوير الشعاعي للنخاع الشوكي (بالإنجليزية:Myelogram) كبديلٍ للتصوير بالرنين المغناطيسي، وخلال هذا الفحص يحقن الأخصائي صبغة خاصة في الأنسجة المحيطة بالنخاع الشوكي، ثم يُصوّر النخاع الشوكي بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي. [1][2] ويُساعد هذا الفحص في الكشف عن مشكلات الأعصاب أو الحبل الشوكي، وتحديد إن كانت ناجمة عن الانزلاق الغضروفي أو الأورام أو غيرها من الأسباب. [1][2] من الشائع أن يطلب الطبيب الفحوصات الآتية أيضَا: [1][2] ليُقيم وظائف عضلات المستقيم والشرج، ويُحدد إن كان المصاب يُعاني من سلس البول. والذي يُساعد الطبيب على تقييم استجابة العضلات للأعصاب. يُستخدم لتقييم وظائف الأعصاب ومقدار التلف الذي أصابها.الفحص البدني
التصوير بالرنين المغناطيسي
التصوير الشعاعي للنخاع الشوكي
فحوصات أخرى
تُعد العملية الجراحية الخيار الأول لعلاج متلازمة ذيل الفرس، لكن قد يلجأ الطبيب لعلاجاتٍ أخرى حسب سبب المتلازمة ومقدار التلف الذي أصاب الأعصاب، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك: [2][6] تستدعي متلازمة ذنب الفرس غالبًا إجراء عملية جراحية طارئة تعرف باسم استئصال الصفيحة الفقرية (بالإنجليزية: Lumbar Laminectomy)، والتي تركز على تخفيف الضغط الواقع على الحبل الشوكي؛ قد يستأصل الجرّاح الورم أو العظام التي تضغط عليها. [1][7] ويُنصح بالخضوع لهذه الجراحة خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض؛ فهذا يُمنع حدوث تلفٍ دائم للأعصاب، ومع أنّ المريض قد يُواجه صعوبة في الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة بعد العملية، إلا أنّ ذلك يتحسّن إذا التزم بتعليمات الطبيب، مثل: [1][7] يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية الآتية حسب حالة المريض والأعراض التي يشكو منها: [1][6] بما في ذلك المسكنات الموضعية مثل لصقات الليدوكائين وكريم الكابسيسين، وربما يلجأ إلى مضادات الاكتئاب ومضادات التشنجات لتخفيف الآلام الشديدة. يصفها الطبيب بجرعاتٍ عالية لتخفيف التهاب وتورم الأعصاب والحبل الشوكي. من الشائع أن يصف الطبيب أدوية مثل أوكسيبوتينين (بالإنجليزية: Oxybutynin)، تولتيرودين (بالإنجليزية: Tolterodine) وهيوسيامين (بالإنجليزية: Hyoscyamine) لتحسين بعض الأعراض مثل السلس البولي. إذا حدثت المتلازمة بسبب العدوى. يُمكن أن يلجأ الطبيب أيضًا لـ: [3][5][8] يتعلّم المريض كيف يُركب أنبوب القسطرة بنفسه لإفراغ المثانة في هذه الحالة، مما يُساعد تخفيف أعراض مثل السلس البولي واحتباس البول. يقترحه الطبيب بعد الجراحة، أو إذا واجه المريض صعوبة في المشي بسبب المتلازمة؛ حيث سيتعلم تمارين تُحسّن قوته وقدرته على الحركة. يكون ضروريًا إذا تأثرت قدرة المريض على القيام ببعض الأنشطة اليومية، مثل تبديل الملابس. حيث يتعلم المريض تقنياتٍ تحسّن قدرته على التحكم بالمثانة، مما يُخفف مشكلة سلس البول. إذا كان المريض يُعاني من ورمٍ في الحبل الشوكي أو عظام العمود الفقري.العلاج الجراحي
العلاج الدوائي
علاجات أخرى
أحيانًا تظهر أعراض متلازمة ذيل الفرس بشكلٍ تدريجي، وعلى فترات طويلة، وبالتالي فإن المريض قد يتأخر في مراجعة الطبيب، مما قد يُسبب تلفًا دائمًا للأعصاب، وللتأقلم مع التغيرات الجسدية والنفسية الناجمة عن ذلك يُنصح بالآتي: [1][9]
صحيح أنه لا تُوجد طريقة مضمونة للوقاية من متلازمة ذيل الفرس تمامًا، لكن يُمكن اتباع النصائح الآتية لتقليل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي الذي يُعد أهم أسبابها: [6]
يُؤدي إهمال علاج متلازمة ذيل الفرس إلى الإصابة بالمضاعفات الآتية: [5]
يعتمد التعافي من متلازمة ذيل الفرس على سببها وسرعة تلقي المريض للعلاج؛ حيث إن التدخل الطبي العاجل يُساعد على منع تلف الأعصاب بشكلٍ دائم. [4][6] ومع ذلك فإن رحلة التعافي بعد الجراحة تكون طويلةً عادةً، خاصةً أن الأعصاب تحتاج إلى عدة أسابيع أو أشهر لتتعافى بشكلٍ كامل. [4] في المقابل فإن تأخر تشخيص وعلاج المتلازمة يُسبب تلفًا دائمًا في الأعصاب، مما يُؤثر على المثانة، والأمعاء وحتى الساقين. [4]
[1] Annie Stuart, Frances Gatta, Amy Gopal. Cauda Equina Syndrome: An Overview. Retrieved on the 20th of January, 2025. [2] American Association Of Neurological Surgeons. Cauda Equina Syndrome. Retrieved on the 20th of January, 2025. [3] James Roland. What Is Cauda Equina Syndrome (CES) and How Is It Treated? Retrieved on the 20th of January, 2025. [4] Colin Tidy. Cauda Equina Syndrome. Retrieved on the 20th of January, 2025. [5] Columbia University Irving Medical Center. Cauda Equina Syndrome. Retrieved on the 20th of January, 2025. [6] My.clevelandclinic.org. Cauda Equina Syndrome. Retrieved on the 20th of January, 2025. [7] Myhealth.alberta.ca. Lumbar Laminectomy: What to Expect at Home. Retrieved on the 20th of January, 2025. [8] My.clevelandclinic.org. Self-Catheterization (Clean Intermittent Catheterization). Retrieved on the 20th of January, 2025. [9] Eddie Jones. Living with Cauda Equina Syndrome: A Complete Guide. Retrieved on the 20th of January, 2025.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.